خطف خبر مقتل سليم عياش (يسار)، المدان باغتيال رفيق الحريري، بغارة إسرائيلية في منطقة القصير السورية أنظار اللبنانيين (اندبندنت عربية) عرب وعالم كيف تساقط المتورطون في اغتيال الحريري على “طريق دمشق”؟ by admin 12 نوفمبر، 2024 written by admin 12 نوفمبر، 2024 36 المدان من جانب المحكمة الدولية سليم عياش أصيب إصابات بالغة في الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قبل أيام بلدة القصير الحدودية اندبندنت عربية / طوني بولس @TonyBouloss خطف خبر مقتل القيادي في “حزب الله” سليم عياش بغارة إسرائيلية في منطقة القصير السورية، وفق تقارير إسرائيلية، أنظار اللبنانيين المنشغلين بالصراع الدائر بين “حزب الله” وإسرائيل، إذ يأتي هذا الخبر بعد أربع سنوات من إدانة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عياش بتهمة المشاركة في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005، وبعد سنوات من الغموض حول مكان وجوده، مما يسلط الضوء مجدداً على الحدود اللبنانية – السورية، التي شهدت، أخيراً، استهداف قيادات بارزة من “حزب الله” اتخذت من مناطق يسيطر عليها في الجانب السوري ملاذاً آمناً لها. أبناء الراحل رفيق الحريري في مراسم تشييعه في بيروت 2005 (رويترز) وعقب انتشار الخبر شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً لافتاً، إذ نشر عديد من اللبنانيين صوراً للراحل رفيق الحريري تعبيراً عن اعتقادهم بأن مقتل عياش يمثل قصاصاً عجزت الدولة اللبنانية عن تحقيقه أسوة بكثير من الجرائم السياسية التي يشتبه في تورط “حزب الله” فيها، فيما شكك أنصار “حزب الله” في صدقية الرواية الإسرائيلية، معتبرين أن إثارتها، في هذا التوقيت، يهدف إلى تحريض فئات من اللبنانيين على الحزب وإشعال فتنة طائفية، لافتين إلى أن تل أبيب قد تكون الطرف المستفيد الأول من الاغتيالات السياسية في لبنان، في حين لم يصدر أي بيان رسمي عن “حزب الله” يوضح مصير عياش. متابعون قرأوا في تصفية عياش على يد إسرائيل رسالة باتجاهين، الأول من خلالها قالت تل أبيب للحزب إنها قادرة على الوصول حتى إلى أكثر الشخصيات تخفياً في صفوفه وهو سليم عياش الذي لم يستطع أحد إحضاره على رغم أنه مطلوب من محكمة دولية، وبالتالي قتله استعراض قوة جديد من قبل إسرائيل، والرسالة الثانية هي في الاتجاه اللبناني، وتحديداً إلى الشارع السني، إذ “دغدغت” إسرائيل مشاعر مناصري الراحل رفيق الحريري الذين يعتبرون أن القصاص لا بد أن يتحقق ولو بعد سنوات طويلة. وعلى رغم أن عائلة الحريري لم تصدر تعليقاً رسمياً، فإن مصادر من “تيار المستقبل” شددت على ضرورة الابتعاد عن أي فتنة طائفية قد تستغلها الأطراف الإقليمية، معتبرة أن “العدالة الأرضية” هي الوسيلة المثلى لتحقيق العدالة، منتقدة تدخلات الخارج ومحذرة من أن تكرار هذه الحوادث من شأنه تعميق الانقسامات. أعلنت وزارة العدل الأميركية عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن سليم عياش (موقع الخزانة الأميركية) عقبات العدالة وكثيراً ما كانت قضية اغتيال الحريري إحدى أكثر القضايا الشائكة في لبنان، إذ وجهت أصابع الاتهام لأعضاء في “حزب الله” بضلوعهم في الجريمة التي أودت بحياة الحريري و21 آخرين، في الـ14 من فبراير (شباط) 2005. ومع تعمق التحقيقات وجهت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التهم إلى أربعة من قياديي الحزب، وهم مصطفى بدر الدين وسليم عياش وحسن مرعي وحسين عنيسي، بتهمة التخطيط والمشاركة في تنفيذ الاغتيال. وبينما قتل بدر الدين في ظروف غامضة في سوريا، بقي مصير بقية المتهمين غير معروف، على رغم صدور أحكام بالسجن مدى الحياة في حقهم. وعلى رغم جهود المحكمة فإن “حزب الله” ظل يعرقل مسار العدالة، إذ وصف أمينه العام الراحل حسن نصرالله المحكمة بأنها “أداة استعمارية” تهدف إلى تشويه صورة “المقاومة”، ورفض تسليم أي من المتهمين للعدالة الدولية. كما اعتبر نصرالله أن المحكمة الدولية هي مشروع سياسي لا يمت إلى العدالة بصلة، بل يسعى إلى كسر إرادة الحزب والنيل من قدرته، واصفاً المتهمين بأنهم “قديسون” لا يمكن المساس بهم، ولن يتم توقيفهم “لا الآن ولا بعد 300 سنة”. المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هي المؤسسة القضائية الدولية الأولى المتخصصة بمحاكمة الأفراد المشتبه في ارتكابهم جرائم إبادة جماعية (موقع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان) المحكمة الدولية وفي ظل التحقيقات الدولية والمحلية، وجهت أصابع الاتهام إلى أعضاء بارزين في “حزب الله”، تداولت معلومات عن مقتل عدد منهم في سوريا خلال مشاركة الحزب بالمعارك ضد المعارضة المسلحة، في حين وجهت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التهم لأعضاء من الحزب بالضلوع في عملية الاغتيال، من أصل عشرات المشتبه فيهم في التورط بالجريمة، بسبب عدم اكتمال القرائن والدلائل الحاسمة لإدانة الآخرين، وهم: -مصطفى بدر الدين: العقل المدبر لعملية الاغتيال وأحد أبرز القيادات العسكرية في “حزب الله”، لعب دوراً رئيساً في تخطيط وتنفيذ عملية الاغتيال، وهو من الشخصيات التي تتمتع بقدرات استخباراتية واسعة النطاق. قتل بدر الدين في عام 2016 بظروف غامضة في سوريا، وأعلن الحزب أنه قضى إثر انفجار قرب مطار دمشق. -سليم عياش: المتهم الرئيس بتنفيذ عملية الاغتيال، وهو الذي دين من قبل المحكمة الدولية بجرم القتل العمد والتآمر، وقد أعلنت وزارة العدل الأميركية عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إليه باعتباره ناشطاً بارزاً في الوحدة 121، وهي فرقة الاغتيال التابعة لـ”حزب الله” والتي تتلقى أوامرها، بصورة مباشرة، من الأمين العام السابق للحزب حسن نصرالله. مناصرو “حزب الله” يرفعون شعارات دعم للمتهم سليم عياش عقب إدانته من قبل المحكمة الدولية (مواقع التواصل الاجتماعي) -حسن مرعي: متهم بالمشاركة في التحضير للعملية وتنسيق الاتصالات اللازمة لتنفيذها. دين مرعي أيضاً غيابياً من قبل المحكمة، على رغم عدم كفاية الأدلة لإثبات بعض التهم الأخرى. ويعد مرعي شخصية لوجيستية كان لها دور في تأمين التواصل بين الأفراد المشاركين. -حسين عنيسي: اتهم بالمشاركة في الجريمة من خلال تقديم الدعم اللوجيستي وتغطية عملية التنفيذ. على رغم براءته من بعض التهم نظراً إلى عدم كفاية الأدلة، فإن المحكمة أكدت تورطه في المشاركة اللوجيستية. -أسد صبرا: وجهت إليه اتهامات بالمشاركة في عملية الاغتيال، بخاصة من خلال التغطية الإعلامية لعملية التنفيذ. وعلى رغم عدم إدانته بالتورط المباشر في الاغتيال، فإن المحكمة استدعت صبرا كأحد المشتبه في توفيرهم دعماً للمجموعة المشاركة في العملية. عدالة مؤجلة وفي السياق، يؤكد الكاتب السياسي حنا صالح أن “العدالة وحدها كفيلة بكشف الظلمات التي تخيم على لبنان، فهي السبيل نحو كشف الحقيقة في الجرائم الخطرة التي قيدت ضد مجهول أو جرى التعتيم عليها بفعل سيطرة قوى نافذة”، لافتاً إلى أن “العدالة غابت عن كل الجرائم التي شهدها لبنان إلى جانب جريمة تفجير مرفأ بيروت التي دمرت قلب العاصمة وأسقطت 240 ضحية في إحدى كبرى المآسي التي شهدها لبنان بعد الحرب الأهلية”، وبرأيه “الخرق الوحيد كان في الأحكام التي أصدرتها المحكمة الخاصة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إذ وضعت الإطار الرسمي لإدانة شخصيات أمنية بارزة في ’حزب الله‘. وعلى رغم أن هذه الأحكام كانت بمثابة عدالة مؤجلة، فإنها مثلت خطوة مهمة في لبنان الذي تعلق فيه الأحكام القانونية على خلفية ظروف سياسية معقدة”. وأشار صالح إلى أنه كان معروفاً أن “حزب الله” لن يعير اهتماماً لأحكام المحكمة الدولية، إذ سبق أن هدد برفض أي قرار اتهامي يصدر عنها، وأعطى لأعضائه المدانين حصانة أمنية، وأعلن أن المحكمة غير قائمة بالنسبة إليه، “على رغم أنها أعلى سلطة قضائية دولية، تدين الحزب بوصفه مسؤولاً عن جريمة لم تكن لتتم لولا وجود بنية إجرامية تمتلك الموارد اللوجيستية والتنظيمية اللازمة لتنفيذ عملية بهذا الحجم”. طريق دمشق بدورها، كشفت الكاتبة الصحافية نسرين مرعب عن أن عياش كان قد أصيب إصابات بالغة في الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف، قبل أيام، بلدة القصير الحدودية، إذ كان يختبئ، طوال السنوات الماضية، مشيرة إلى أن “أبرز المتورطين في جريمة الحريري قتلوا تباعاً وبظروف مختلفة في سوريا”، وقالت “لن نقول إن ما حصل عدالة، فالإسرائيلي لن يحقق العدالة، لكن ربما مستحق، أن يقتل القاتل في الأرض التي عبث بها”، معتبرة أن العدالة لم تتحقق بين أروقة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ولم يتم تسليم أي من المتهمين بجريمة اغتيال الحريري كي يلقوا الحساب الذي يستحقونه. في المقابل أشار الكاتب الصحافي جورج عاقوري إلى أن عياش “انضم إلى رفيقه في الجريمة القيادي الرئيس في مصطفى بدر الدين الذي قتل أيضاً في سوريا عام 2016″، وقال “تحدى الحزب العدالة الدولية ولبنان وشعبه رافضاً تسليم قاتل الحريري ورفاقه، بلغت العنجهية حد استفزاز أهل الشهداء والمجتمع اللبناني، إلا أن عدالة السماء تحققت”. المزيد عن: رفيق الحريريالمحكمة الدوليةتنظيم حزب اللهسليم عياشحسن مرعيمصطفى بدر الدينحسين عنيسيأسد صبرالبنانسوريا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post إسرائيل تتطلع إلى بناء تحالفات مع الأكراد والدروز next post كيف سيتأثر الشرق الأوسط بعودة ترمب؟ You may also like شاهد : من هو “حزب الله”؟ متى وكيف... 22 نوفمبر، 2024 إيطاليا تحمل “حزب الله” مسؤولية إصابة 4 جنود... 22 نوفمبر، 2024 إسرائيل تنهي الاعتقال الإداري لمستوطني الضفة 22 نوفمبر، 2024 لماذا أصدرت “الجنائية الدولية” مذكرة توقيف ضد نتنياهو... 22 نوفمبر، 2024 الفنون في الجزائر… حضور شكلي وغياب تعليمي 22 نوفمبر، 2024 تعطيل أنظمة تتبع المواقع يكبد الشركات الإسرائيلية خسائر... 22 نوفمبر، 2024 هل لا يزال الضيف حيا؟ 22 نوفمبر، 2024 «إسرائيل في ورطة»… تداعيات قانونية وسياسية لمذكرة اعتقال... 21 نوفمبر، 2024 “تقدم كبير”.. آخر التطورات بشأن مفاوضات لبنان وإسرائيل 21 نوفمبر، 2024 إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات... 21 نوفمبر، 2024