كيبيك توظف عاملين صحيين من دول ذات أنظمة صحية ضعيفة

 راديو كندا الدولي \ RCI

تقوم وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية في حكومة كيبيك بحملة توظيف في دول بنين والكاميرون وساحل العاج وتوغو الإفريقية، وهي ممارسة لا تشجعها منظمة الصحة العالمية.

فبسبب نقصٍ في العاملين في مجال الصحة في السنوات الأخيرة، اتجهت كيبيك إلى الخارج لتلبية احتياجاتها.

ومنذ عام 2017، اجتذبت مؤسسة ’’التوظيف الصحي في كيبيك‘‘ (Recrutement santé Québec) التابعة لوزارة الصحة والخدمات الاجتماعية (MSSS) في المقاطعة أكثر من 1.900 عامل، من بينهم ممرضات ومقدمو خدمات للمستفيدين وقابلات، قدموا من 24 دولة في إفريقيا وأميركا الجنوبية وأوروبا.

ولم ينتهِ الأمر. فهناك مرشحون من بنين والكاميرون وساحل العاج وتوغو سيشاركون في مقابلات أواخر الشهر الحالي في إطار ’’أيام كيبيك إفريقيا جنوب الصحراء‘‘ بهدف الحصول على وظيفة مقدم خدمات للمستفيدين في كيبيك.

وهذه الدول الأربع مُدرَجة على ’’قائمة حمراء‘‘ لمنظمة الصحة العالمية منذ عام 2020.

وتوضح مستشارة منظمة الصحة العالمية لقضايا الموارد البشرية، لورانس كودجيا، أنّه تمّ وضع ’’قائمة دعم وحماية العاملين الصحيين‘‘ التي تضم 55 دولة من أجل ’’تنبيه‘‘ الدول الغربية ومطالبتها بـ’’حماية الأنظمة الصحية الضعيفة‘‘ في الدول المدرَجة في القائمة.

مستشارة منظمة الصحة العالمية لقضايا الموارد البشرية، لورانس كودجيا.
الصورة: Radio-Canada

’’النقص في العاملين الصحيين في كيبيك أمر نسبي‘‘ تضيف كودجيا، ’’دولة مثل بنين، المصنفة ضمن الدول ذات الأنظمة الصحية الأكثر عرضة للخطر، تعاني من نقص كبير في العاملين الصحيين‘‘.

فوفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية، يوجد في بنين 2,9 ممرضة لكل 10.000 نسمة، في حين أنّ كيبيك لديها 77 ممرضة للعدد نفسه من السكان حسب إحصائيات نقابة الممرضات والممرضين في كيبيك (OIIQ).

وفي الكاميرون، الوضع هو حتى أسوأ ممّا هو في بنين: 1,9 ممرضة لكل 10.000 نسمة.

لا يمكننا سوى تقديم التوصيات. وما نوصي به هو تجنب عمليات التوظيف الجماعي، أي (…) عمليات توظيف كبيرة، عندما نعلم أنّ هذه البلدان هي من بين التي يُسجَّل فيها نقص خطير (في العاملين الصحيين).

نقلا عن لورانس كودجيا، مستشارة في منظمة الصحة العالمية لقضايا الموارد البشرية

ومع ذلك، ’’لكل محترف الحق في الهجرة، فهذا حقه المضمون‘‘، تؤكّد كودجيا.

’’في كندا، في كيبيك، يتمتع (العاملون الصحيون) بظروف عمل أفضل من تلك المتوفرة في بنين، على الأقل من حيث الرواتب‘‘، تضيف كودجيا، ’’لذا، من المؤكد أنهم سوف ينجذبون إلى العروض التي يتم تقديمها في كيبيك‘‘.

مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف في سويسرا (أرشيف).
الصورة: Reuters / Denis Balibouse

في الحد الأدنى تريد منظمة الصحة العالمية من الدول التي تقوم بالتوظيف في هذه البلدان أن تقدّم لهذه الأخيرة شيئاً في المقابل.

“تأكدوا من مساعدتها في تعزيز أنظمتها الصحية‘‘، تناشد كودجيا الدول المتقدمة.

يُشار إلى أنّ عدة دول تبنت مدونة الممارسات العالمية لمنظمة الصحة العالمية بشأن التوظيف الدولي للعاملين الصحيين والتي تنص على ’’تعزيز الدعم‘‘ للبلدان التي تعاني نقصاً في المهنيين الصحيين.

من جهتها، تؤكد وزارة الهجرة والفرنَسة والاندماج (MIFI) في كيبيك، المسؤولة أيضاً عن مهمة التوظيف في إفريقيا جنوب الصحراء، أنّ عملية التوظيف تتم ’’في إطار احترام سوق العمل المحلية‘‘.

’’ليس هناك من اتفاق موقَّع في الوقت الحالي، لكنّ الوزارة تعمل مع الدول المستهدَفة لإضفاء الطابع الرسمي على هذه الشراكات‘‘، كتب المتحدث باسم الوزارة، غابريال بيلانجيه، رداً على أسئلة راديو كندا.

(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)