كود أزياء المشاهير العرب "مشفر" بوصاية الجمهور منوعات كود أزياء المشاهير العرب “مشفر” بوصاية الجمهور by admin 23 أبريل، 2025 written by admin 23 أبريل، 2025 18 غضب من محمد رمضان في حفل أميركي ومصممون يرصدون اختفاء الحد الفاصل بين ملابس الجنسين اندبندنت عربية / حميدة أبو هميلة كاتبة تقول الدراسات إن الإنسان ابتكر الملابس قبل نحو 150 ألف عام، لتقيه من تقلبات الطبيعة لا أكثر، فهي مجرد قطع مصنوعة من الجلود أو الريش أو أوراق الشجر والفراء، المهم أن تؤدي وظيفتها. وتطورت الحياة لتكون الثياب معبرة أولاً عن الهوية، فهي الشيء الملتصق حرفياً بالجسد، وتحكي قصة صاحبها وتشرح فلسفته في الحياة، وربما انتماءاته من دون صوت. لم يعد البرد والحر هاجساً في ظل كل هذا التوافر والتنوع، وإنما الانتصار بات للتصميم والفكرة، وكل شخص يختار عنوانه، وقد جرت العادة أن يكون المشاهير هم أصحاب العناوين الأكثر صخباً بامتلاكهم جرأة اختيار أزياء غير مألوفة، ولكنها حتى وقت ليس ببعيد كانت هذه الاختيارات تدور في الفلك المحيط، وتشبه أذواق المجتمع الذي يتحركون فيه فقط مع بعض التميز والفخامة التي تتاح لهم وفقاً لعوامل كثيرة. وبصورة خاصة ارتبطت الملابس والصيحات الأكثر جذباً بالمسرح، حيث سعى المغنيون ومقدمو فن الاستعراضي لخطف العين بتتبع خطوط الموضة الأحدث، من خلال أزياء أنيقة مع لمسات مبتكرة، فكثير منهم منذ عصور يقود الموضة سواء الرجالية أو النسائية، والجمهور لم يكن يجد غضاضة في أن يحلم باقتناء بدلة مثل تلك التي يرتديها عبدالحليم حافظ، أو يتأنق على طريقة محمد فوزي، أو سمير صبري، وكذلك النساء يجدن في شادية ونجاة وليلى مراد معبراً عن أذواقهن المختلفة، والتي مهما كانت جرأتها، لكنها كانت لا تقترب من الشطط أبداً إلا إذا كان الأمر يأتي في إطار دور تمثيلي. ما عدا ذلك كانت الأمور تمر بسلاسة، وقبل كل شيء لم يكن هناك الجدل الذي يثيره البعض من وقت لآخر ويتعلق بمدى ملاءمة هذا التصميم والزينة المرتبطة به لكل نوع اجتماعي، فعالمياً يبدو الأمر متوائماً مع التوجهات العامة للمجتمعات هناك، لكن في السنوات الأخيرة تداخلت الخطوط والخيوط والأقمشة والألوان إلى حد يثير إزعاج البعض في العالم العربي، فهل هو نوع من الوصاية على الذوق أيضاً والرعب من الاختلاف أم أن الجمهور الذي منح الفنان شهرته يرى أن من حقه أيضاً أن يقلب عليه الطاولة إذا ما حاد عن الخطوط السائدة؟ وهل تلعب المؤسسات الرسمية مثل النقابات الفنية دوراً في تأجيج هذا اللغط؟! وصاية على المظهر نجوم مثل أحمد سعد وعمرو دياب ومحمد رمضان وسعد لمجرد وويجز وحسن أبو الروس ظهروا أخيراً بأكسسوارات “مبهرجة” وبينها قلادات من اللؤلؤ وملابس شفافة وأخرى مرصعة ذات تصميمات وحقائب ملونة بكتف واحد، وأقراط (والأخيرة بالذات باتت صيحة رائجة أخيراً وظهر بها ممثلون ومخرجون كثر)، وقد رأى قطاع من الجماهير أن هذه التفاصيل التي يطعم بها النجوم مظهرهم، تبدو في رأيهم غير لائقة، وبعضها بدت قريبة من تصميمات الملابس النسائية. الأمر لم يتوقف هنا، حيث وجدت فرق أخرى أنه لا ينبغي الحكم أبداً على ملابس فنانين يقدمون استعراضات على المسرح من منطلق شخصي، ولا ينبغي الوصاية على أذواقهم لمجرد أنها لا تناسب البعض، وبالفعل كانت الأمور لا تتطور أكثر من ذلك، سواء حينما ارتدى أحمد سعد قرطاً أو تصميماً بأكمام شفافة، أو مع عمرو دياب حينما ظهر بأقراط ماسية وزين سرواله بمنديل طويل مزركش، واكتفت نقابة الموسيقيين في مصر حينها بتسريب آراء مسؤوليها الغاضبة من دون أن تعلن اتخاذ أي إجراء، كذلك كانت توجه لسعد لمجرد انتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب وضعه زينة ثقيلة على عينيه وارتدائه ملابس فضفاضة وملونة تشبه القفاطين النسائية، أو إفراطه في استعمال الأكسسوارات. اعتاد محمد رمضان إثارة موجات انتقاد له بسبب ملابسه (أ ف ب)9 تطور الأمر مع محمد رمضان الذي لم تكن المرة الأولى التي يثير بها أزمة بملابسه في الحفلات، حيث ارتدى تصميمات سابقاً واعتبرها تشبه أسلوب مايكل جاكسون في الملابس وتوائم طبيعة أغنياته الصاخبة، إلا أنه هذه المرة أعلن عن إحالته للتحقيق للجنة ثلاثية من قبل الاتحاد العام للنقابات الفنية بعد ظهوره أخيراً في المهرجان الغنائي الشهير “كوتشيلا” بالولايات المتحدة بدعوى أن مظهره لا يليق بفنان مصري يتباهى بعلم بلاده. قصة هذا الارتباك في عالم أزياء نجوم الفن، ولا سيما المطربين، سابقة لواقعة محمد رمضان، فهل فلسفة الملابس تتغير في المنطقة العربية بالفعل؟ وما الغاضبون إلا قلة غير مؤثرة تضيق ذرعاً بملابس شخص آخر لمجرد أنه لا يتوافق مع مزاجها في الأزياء وكأن الجميع يجب أن يمتلكوا ذوقاً موحداً؟! تغييرات جذرية يقر بداية مصمم الأزياء بهيج حسين، والذي تعاون مع مئات المشاهير أن ثقافة الأزياء بالفعل تتغير في العالم العربي، مطالباً في البداية بالتفرقة بين نجوم الفن القدامى والجدد. وتابع “بالطبع الأجيال الجديدة لديها ثقافة مختلفة في اتباع الموضة، بالتالي تقبلهم للغريب وغير المألوف يكون أسهل، حتى إن اختياراتهم تبدو متقبلة لأنها غالباً تليق بعصرهم وبشخصيتهم، وقد شاهدنا على السجادة الحمراء نجوم رجال كثر يرتدون “بدل أوفر سايز” أو تصميمات مطرزة وشفافة، حيث تطورت التصميمات الكلاسيكية في هذا الصدد كثيراً”. ويضيف “ولكن كل هذه التفاصيل عادة لا تتواءم مع مشاهير مخضرمين، فما يقبل أن يرتديه أحمد مالك لا يكون مناسباً أبداً لفنان مثل حسين فهمي على سبيل المثال”. مهمة الملابس باتت تتجاوز هدفها الوظيفي تماماً، وهو المتعلق بالحماية وتوفير الراحة وتحقيق بعض المعايير الجمالية، لتعبر عن مضامين سياسية واجتماعية ودينية وطبقية. وبحسب دراسة بحثية قدمتها دينا العسال، الباحثة بكلية الآثار بجامعة القاهرة، “فإن الملابس ليس كل ما يرتديه الإنسان على البدن فحسب، بل أيضاً ما يلبسه على الرأس وما يلبسه في القدمين واليدين”. وتقول الدراسة أيضاً “تقوم الأزياء أساساً على عنصرين مهمين هما الإبداع والتقليد، كما أنها ترتبط بالحالة الاجتماعية والاقتصادية، وترتبط بتقنيات الصناعة، وكل ذلك أدى إلى تطور صناعة الألبسة من تفصيل ونقش ولون”. وقبل كل ذلك جرت العادة أن تعبر الملابس عن الهوية الجندرية لمن يرتديها، ولكن على ما يبدو أن الوظيفة الأخيرة باتت مختلطة بعدما تفشت في دور الأزياء العالمية التصميمات التي تصلح للجنسين أو التي تلبي متطلبات الهويات الجندرية المتعددة في تلك البلدان. الحدود بين ملابس الجنسين يعتقد مصمم الملابس الشهير سامو هجرس أن الحد الفاصل بين أزياء النساء والرجال لم يعد كما كان في السابق، لافتاً إلى أنه يمكن أن يحدث تقارب بين تصاميم الجنسين، إلا أنه لا يكون تشابهاً كاملاً، ولكن فقط بعض العناصر المشتركة. ونبه هجرس إلى أن الفيصل هنا هو تحقيق التوازن بين الجرأة والذوق العام، مشدداً على أن الوصول لجنون الفن في التصميم ليس هدفاً في حد ذاته، وإنما هو مجرد وسيلة لاكتشاف آفاق جديدة. وأضاف “الفن دائماً قابل للجدل والتجريب، كما أن المشاهير بالفعل ثقافتهم تتغير، وما كانوا يرفضونه في السابق باتوا يقبلون ارتداءه”. في السياق نفسه يقول المصمم محمود غالي الذي ارتدت من تصميماته فنانات من الجيل الجديد كثر بينهن ميار الغيطي إن الابتكار والتجديد هو روح فنون التصميم، وهو الذي يصنع اسم الفنان، فدارا أزياء “شانيل” و”ديور”، باعتبارهما الأكثر عراقة، صنعتا المجد في تاريخ الموضة كونهما يسيران عكس السائد، موضحاً أنه من الطبيعي أن يسعى أي فنان إلى لفت الأنظار وفقاً لمتطلبات وأدوات العصر الذي يعيش فيه. ويختم حديثه بالقول، “أميل للبساطة، ولكن التجدد أمر أساسي، وبالنسبة إلى المشاهير هو يعتبر رأس مالهم كي لا يفقدوا اهتمام الجمهور بهم”. الاستعراض والسياق الدرامي التزين للرجال، سواء بارتداء الخواتم أو حتى بتطعيم أزيائهم بلمسات معدنية ذهبية أو فضية اللون، وارتداء ألوان مبهجة، أمر متقبل في المجتمع العربي بحدود وبطريقة متفق عليها. كما أن انتقاد إلغاء تلك الحدود واقترابها أكثر وأكثر من ملابس النساء لا يأتي من عدم تقديرهن، بقدر ما هو انتصار لما هو سائد ومقبول مجتمعياً أو ما يسمى الكود المتفق عليه شفاهة في هذا الصدد. كما أن الجمهور لا يجد غضاضة، بل ويتعامل بصورة سلسة مع ظهور نجوم التمثيل بملابس ومظهر نسائي بالكامل، ولكن في إطار السياق الدرامي، وقد فعلها العشرات فيما قبل، حيث ارتدوا فساتين وشعراً مستعاراً، ووضعوا مساحيق تجميل كاملة، ولكن ضمن مشاهد أعمالهم الفنية، وبينهم إسماعيل ياسين وجورج سيدهم وسمير غانم وفؤاد المهندس وهاني رمزي وماجد المصري، وغيرهم. وحتى الفنانات يمكن أن يظهرن في بعض الحفلات مرتديات بدلاً رجالية بتصاميم أنيقة تضيف لمسة من القوة على مظهرهن، الذي يكتمل بالمكياج وتسريحات الشعر الخاطفة. سعد لمجرد تعرض لانتقادات بسبب إكسسوارات نسائية ظهر بها (مواقع التواصل) النجوم الرجال أيضاً في إطار تقديم استعراضات على المسرح شاع أن يرتدوا ملابس براقة ذات تصاميم غير اعتيادية، لكن على ما يبدو أن تعبير “غير مألوف” أو “غير اعتيادي” يتخذ مسارات مختلفة تماماً بين نجوم هذا الجيل. يفسر مصمم الأزياء البارز بهيج حسين ما يحدث بتأكيد أن هناك فرقاً بين التصميم الذي يكون مقصوداً به الاستعمال الشخصي، وذلك الذي يستعمل في إطار درامي أو استعراضي، متابعاً أن الفنون جنون وتصميم الأزياء فن منفتح على الأفكار، حتى تلك التي يمكن أن تكون غريبة للبعض. وقال، “ارتداء الفنانات للبدل الرجالية أمر عادي لأن الفنانة ترتديها دون أن تنتقص من أنوثتها، بل تمنحها رونقاً مختلفاً، بالتالي فتقبلنا لهذا المظهر يختلف تماماً عن فكرة تعاملنا مع فنان يعتمد مظهراً غريباً بالنسبة إلينا، سواء بارتداء تصميمات أشبه بالفتيات أو غيره”. الإبهار وخلل تنفيذ التصميم بالعودة لواقعة محمد رمضان في مهرجان كوتشيلا بلوس أنجليس بالولايات المتحدة، فبالفعل كان الفنان، الذي لديه رصيد غنائي كبير إضافة إلى أعماله التمثيلية، يقدم استعراضاً في مهرجان عالمي معروف عنه أنه قائم على فكرة الاستعراض، وليس فقط على الغناء، فالإيقاع والإبهار الجنوني أمور يتنافس فيها نجوم هذا الحدث، الذي شهد ظهور محمد رمضان للمرة الأولى. وشهدت نسخة هذا العام مشاركة نجوم عالميين كبار مثل ليدي غاغا وليسا وجيني من فريق بلاكبينك، وبدلاً من أن يحصد الفنان، الذي ارتبطت صورته الدرامية بشخصية البطل الشعبي قوي الشكيمة، تشجيعاً واحتفاءً بهذه الخطوة، اتهم بالتشبه بالنساء وبارتداء بدلة رقص شرقي، بل وعدم تقدير علم بلاده، الذي لوح به مراراً وهو يرتدي الأزياء محل الجدل، على رغم التبريرات التي ساقها، كونه يستمد التصميم الذي عملت عليه المصممة البارزة فريدة تمرازا من الجذور الفرعونية، وأنه حرص على أن ينفذ جزءاً أساساً منه بالعملات المعدنية المصرية، لكن المصمم بهيج يرى أن هناك اختلافاً أو مشكلة ما حدثت خلال تنفيذ التصميم تسببت في كل هذا اللغط، مضيفاً أنه يجب ألا نغفل أيضاً أن محمد رمضان كان يقدم عرضاً، ولهذا فمستوى الاستعراض هو سيد الموقف هنا. وعلى رغم أن كثيراً من المتخصصين لم يلوموا محمد رمضان بصورة كاملة، وإنما انتبهوا إلى أن خللاً ما حدث خلال تنفيذ القطع المعدنية التي ارتداها، إلا أنه يصر على موقفه وعلى الاحتفاء بالتصميم، الذي قاده إلى استدعائه للتحقيق، ولكن في كل الأحوال، فوفقاً للوائح، فإنه من المستبعد أن تقع أي عقوبة مؤثرة عليه، والأمر لن يتعدى لفت النظر أو الغرامة المالية، ولن يصل إلى الإيقاف الموقت عن العمل. المزيد عن: مصرأميركاأزياءمشاهيرالعالم العربيمحمد رمضان 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post جولة بين الجواسيس… الاستخبارات البريطانية تعرض نجاحاتها وإخفاقاتها next post سيرة جديدة للمفكر بيار بورديو ومدخل حي إلى علمه الاجتماعي You may also like رسالة تاريخية من نابليون عن اعتقال بابا الفاتيكان... 23 أبريل، 2025 تحدي الباراسيتامول… تهديد قاتل وسط المراهقين في الجزائر 18 أبريل، 2025 مسح ثلاثي الأبعاد لـ«تايتانيك» يكشف عن تفاصيل جديدة... 10 أبريل، 2025 خدعة ذهنية تساعدك على النوم بسرعة… تعرف عليها 10 أبريل، 2025 الإيرانيات يقبلن على عمليات تجميل الأنف لتحسين فرصهن 9 أبريل، 2025 لماذا تنتشر “كنائس سرية” في الأحياء الشعبية بالمغرب؟ 8 أبريل، 2025 جيل “زد” المصري وسوق الوظائف… من يهزم الآخر؟ 8 أبريل، 2025 السياح يلغون رحلاتهم إلى الولايات المتحدة… إليكم وجهاتهم... 6 أبريل، 2025 باميلا أندرسون تذهل الجميع في فيلم “فتاة الاستعراض... 5 أبريل، 2025 فرح فاوست: مأساة موهبة درامية لم تنل حقها... 5 أبريل، 2025