كندا ستبدأ بإسقاط مساعدات إنسانية جواً على غزة خلال أيام

راديو كندا الدولي / RCI

ستبدأ الحكومة الكندية بإسقاط المساعدات الإنسانية جواً على قطاع غزة الأسبوع المقبل، حسبما صرّح مصدر حكومي لشبكة ’’سي بي سي‘‘ الإخبارية (خدمة هيئة الإذاعة الكندية بالإنكليزية).

وتبعت أشهرٌ من العنف أحداث 7 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت عندما هاجم مسلحون من حركة حماس الفلسطينية جنوب إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة وقتلوا قرابة 1.200 شخص، معظمهم مدنيون، وأخذوا معهم قرابة 250 شخصاً آخرين كرهائن، حسب المصادر الإسرائيلية. ومنذ ذلك الحين، تسببت غارات إسرائيل وهجومها البري بمقتل أكثر من 30 ألف شخص في القطاع الفلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة في حكومة حماس.

وتدعو منظماتٌ إنسانية إلى السماح بإدخال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة الذي يعاني أزمة إنسانية شديدة ومتفاقمة.

وقام مؤخراً برنامج الأغذية العالمي بتعليق إرسال شحنات المساعدات إلى شمال غزة بسبب ’’حالة من الفوضى الكاملة والعنف ناجمة عن انهيار النظام المدني‘‘ في قطاع غزة وحذّر مرة أُخرى من خطر المجاعة في القطاع.

وبدأ بعض حلفاء كندا، كالمملكة المتحدة وفرنسا وهولندا، بإسقاط المساعدات الإنسانية جواً على القطاع الفلسطيني المنكوب بالحرب.

وقام الأردن بإسقاط مساعدات إنسانية على مستشفى ميداني يديره في غزة عدة مرات منذ بداية الحرب الحالية. ونسّق مع إسرائيل في هذا المجال في تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت، حسب وكالة ’’رويترز‘‘ للأنباء.

طائرة نقل عسكري من طراز ’’سي سي – 130 هركوليز‘‘ تابعة للقوات المسلحة الكندية (أرشيف). الصورة: La Presse canadienne / Vincent Carbonneau

وقال المصدر الحكومي الكندي لـ’’سي بي سي‘‘ إنّ أوتاوا درست خيارات مختلفة للإسقاط الجوي.

لكن لغاية مساء أمس، كان خيار استخدام طائرات القوات المسلحة الكندية مستبعَداً حسب المصدر.

وكان تقرير صادر عن الأمم المتحدة في كانون الأول (ديسمبر) قد قال إنّ جميع سكان قطاع غزة يعانون أزمة غذائية وإنّ شخصاً من أصل كلّ أربعة من بينهم يواجه المجاعة.

وقال وزير التنمية الدولية الكندي، أحمد حسين، الأسبوع الماضي لـ’’سي بي سي‘‘ إنّ كندا تدرس إمكانية إسقاط المساعدات جواً.

’’علينا أن نفعل كلّ ما في وسعنا لتفادي مجاعة جماعية في شمال قطاع غزة وخارجه‘‘، قال الوزير حسين.

وسافر حسين مؤخراً إلى الأردن وذهب إلى الحدود المصرية مع قطاع غزة. ووصف ما رآه قرب القطاع بأنه ’’وضع رهيب حقاً‘‘، مضيفاً أنّ ’’الناس في وضع يائس للغاية ويفعلون أشياء يائسة من أجل البقاء على الحياة‘‘.

وزير التنمية الدولية في الحكومة الفدرالية، أحمد حسين (أرشيف). الصورة: (Christopher Katsarov/The Canadian Press)

وكانت الحكومة الكندية قد علّقت تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الـ’’أونروا‘‘ UNRWA) في 26 كانون الثاني (يناير) الفائت بعد أن ادّعت إسرائيل بأنّ نحواً من 12 موظفاً في الوكالة شاركوا، بصفات مختلفة، في هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر).

وتلعب هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة دوراً بالغ الأهمية على صعيد الخدمات الصحية والتربوية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.

وأعلنت أوتاوا آنذاك أنها سترسل مبلغاً إضافياً قدره 40 مليون دولار لمنظمات غير حكومية، معظمها تابع للأمم المتحدة، تساعد الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقالت إسرائيل إنها ستقدم معلومات استخبارية تدعم مزاعمها ضد الـ’’أونروا‘‘، لكنها لم تفعل ذلك بعد.

ولا يزال تمويل كندا للـ’’أونروا‘‘ معلقاً فيما تواصل الأمم المتحدة التحقيق في المزاعم الإسرائيلية.

وقال الوزير حسين أمس إنّ الحكومة الكندية ستنتظر نهاية التحقيق الذي تجريه الأمم المتحدة قبل أن تقرر ما إذا كانت ستستأنف تمويل الـ’’أونروا‘‘.

ورداً على سؤال عمّا إذا كان واثقاً من أنّ تحقيق الأمم المتحدة سينتهي قبل نيسان (أبريل)، موعد استحقاق الدفعة التالية لكندا للـ’’أونروا‘‘، أجاب حسين بأنه لا يريد ’’الحكم مسبقاً‘‘ على النتيجة.

’’لديّ ثقة في هيئة الأمم المتحدة التي تنظر في هذا الأمر، وسنرى ما سيعودون به، لكننا أصررنا دائماً على أنه يجب إجراء تحقيق شفاف وشامل قبل أن نتصرّف‘‘، أضاف وزير التنمية الدولية الكندي.

(نقلاً عن موقع ’’سي بي سي‘‘، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

روابط ذات صلة:

• نائب ليبرالي رئيسي يطعن بسياسة حكومته حول حرب غزة في مكالمة خاصة

• تنديد واسع في مجلس العموم بوصف بواليافر الـ’’أونروا‘‘ بـ’’المنظمة الإرهابية‘‘

• كندا تعلّق تمويلها للـ’’أونروا‘‘ لكنها لا تخفّض دعمها لسكان غزة