كندا تحيي يوم الذكرى

راديو كندا الدولي /   RCI

تُحيي كندا اليوم، أسوةً بسائر دول الكومنولث، ’’يوم الذكرى‘‘ (Remembrance Day / le jour du Souvenir). وتحيي هذا اليوم أيضاً الولايات المتحدة، حيث يُعرف بـ’’يوم قدامى المحاربين‘‘ (Veterans Day)، وعدةُ دول أوروبية.

وهذا اليوم هو مناسبة لاستذكار تضحيات الجنود في الحرب العالمية الأولى. فعند الساعة الحادية عشرة من اليوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر من عام 1918 توقفت رسمياً الأعمال القتالية بين الجيوش المتحاربة في أوروبا ودخلت الهدنة حيز التنفيذ إلى أن انتهت الحرب العالمية الأولى بصورة رسمية مع توقيع اتفاق فرساي في 28 حزيران (يونيو) 1919.

ومع مر السنين والعقود، أصبح يومُ الذكرى مناسبةً يتذكر فيها الكنديون جنودهم الذين قُتلوا أو أصيبوا في الحرب العالمية الأولى كما في الحروب التالية التي شاركت فيها كندا، أي في الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية وحرب أفغانستان، وفي مهمات حفظ السلام العديدة التي شاركت فيها بلادهم، فيضعون على صدورهم زهرة خشخاش حمراء.

مسيرة لجنود كنديين اليوم في مقبرة ’’بروسبيكت‘‘ (Prospect) في تورونتو بمناسبة يوم الذكرى.
الصورة: Radio-Canada / Étienne Lajoie

ويتمّ إحياء الذكرى على امتداد كندا، كما في كلّ سنة، وتجري المراسم الأكثر أهمية من حيث حجم المشاركة الشعبية والرسمية في العاصمة الفدرالية أوتاوا.

ففي أوتاوا وضع اليوم رئيس الحكومة الفدرالية، جوستان ترودو، وحاكمة كندا العامة، ماري سايمون، إكليلاً من الزهور عند النصب التذكاري الوطني للحرب.

وكانت برفقتهما الأم الوطنية للصليب الفضي لهذا العام، مورين أندرسون، وهي من مقاطعة نيو/نوفو برونزويك الأطلسية.

وتمثّل أندرسون هذا العام أمهات جميع العسكريين الكنديين الذين قُتلوا أثناء أدائهم الواجب.

وقاتل إبنا أندرسون، السرجنت رون أندرسون والسرجنت رايَن أندرسون، في أفغانستان. وتوفيا لاحقاً بعد معاناتهما من اضطراب ما بعد الصدمة.

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو يضع إكليلاً من الزهور اليوم عند النصب التذكاري الوطني للحرب في أوتاوا بمناسبة يوم الذكرى.
الصورة: La Presse canadienne / Justin Tang

’’على مدار تاريخنا، حافظ رجال ونساء القوات المسلحة الكندية على بلدنا آمناً‘‘، قال ترودو في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي مع بدء المراسم في أوتاوا.

’’عاد البعض منهم إلى الوطن من ساحة المعركة ولم يكونوا مطلقاً كما كانوا. والبعض الآخر لم يعد على الإطلاق. هذا دَيْنٌ لن يكون بوسعنا سداده مطلقاً ولن ننساه أبداً‘‘، أضاف ترودو.

جون بريس، أحد قدامى المحاربين الكنديين البالغ حالياً من العمر 98 عاماً، قال إنه من الصعب شرح ما تعنيه المشاركة في القتال.

’’عندما تواجه شخصاً يطلق عليك النار، وأنتَ لا تعرفه حتّى، ولا هو يعرفك. هذا أمر ليس لطيفاً جداً. إنه مشهد فظيع حقاً. هذا كلّ ما يمكنني قوله‘‘، أضاف بريس الذي شارك في الحرب العالمية الثانية كجندي.

(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة و إعداد فادي الهاروني)