الخميس, نوفمبر 28, 2024
الخميس, نوفمبر 28, 2024
Home » كفة المجتمع أثقل أم الفن؟ شخصيات درامية أنكرها مبدعوها

كفة المجتمع أثقل أم الفن؟ شخصيات درامية أنكرها مبدعوها

by admin

موجة الاعتذار عن “الأدوار الشائكة” تتسع والنقاد: محاولة لإرضاء الجمهور والتصدي للهجمات المنظمة ضد النجوم

اندبندنت عربية \ حميدة أبو هميلة كاتبة

كان نجوم التمثيل في العالم العربي يشكون دوماً الحكم على شخصياتهم في الواقع بناء على أدوارهم في الأعمال الدرامية، كأن يربط الجمهور بين طبيعة الأعمال التي قدموها وبين حياتهم الحقيقية، ويصدرون أحكاماً أخلاقية بناء على هذه الفكرة، فهذا فنان دأب على تقديم أدوار البلطجة، وهذه تميزت في شخصية الشريرة الانتهازية الفاسدة، وثالث ظهر مراراً في دور خائن زوجته وهكذا.

إن براعة الممثل تكمن في تقمص الشخصية حتى لو كانت بعيدة كل البعد من حياته الحقيقية، بالتالي للفنانين كل الحق في أن ينزعجوا من طريقة التفكير هذه، لكن ماذا لو أن بعض المشاهير أنفسهم اعتنقوا ولو من بعيد وجهة نظر مماثلة للشخصيات التي يؤدونها؟

الاعتذار عن الفن

وكان شائعاً قبل أعوام أن يتبرأ البعض من أعماله الفنية بشكل شبه كامل، ويترافق ذلك عادة مع قراره بالاعتزال، وحدث الأمر مع ازدهار موجة الفنانات المعتزلات على أثر ارتداء الحجاب مثل شمس البارودي وسهير رمزي وغيرهما، لكن تصريحات مجموعة من المشاهير أخيراً بدت في غالبيتها مرتبكة وتحمل خلطاً للأوراق بين ما هو فني وما هو واقعي، وحملت ما يشبه الاعتذار عن أعمال فنية أثارت ضجة جماهيرية وحصدت إشادات النقاد.

من أبرز الذين أثاروا الحيرة بتصريحاتهم الفنان إياد نصار، الذي وصف موافقته على المشاركة في فيلم “أصحاب ولا أعز” الذي بثته “نتفليكس” مطلع هذا العام كأول إنتاج سينمائي عربي على منصتها بأنها كانت ناجمة عن “سوء تقدير” منه، لافتاً إلى أنه لم يكُن يرغب  بخدش حياء العائلات، ومقدراً الانتقادات السلبية التي ساقها بعض المعلقين ضد الفيلم.

اللافت أن نصار لم يقدم خلال الفيلم الذي أخرجه وسام سميرة، أية مشاهد تصنف على أنها جريئة بالمعنى المتعارف عليه في المجتمع، والدور الذي جسده لرجل يخون زوجته ويظهر عكس حقيقته، سبق أن تم تناوله في أعمال درامية كثيرة، لكن على ما يبدو لم يصمد النجم أمام موجة الهجوم التي اعتبرت أن العمل يحاول الترويج للميول المثلية عبر الدور الذي قدمه في العمل الممثل فؤاد يمين.

تصريح إياد نصار يأتي بعدما حرصت نقابة المهن التمثيلية في مصر على إصدار بيان شديد اللهجة يرفض الهجوم العاصف على العمل، ويتضامن مع أبطاله من دون قيد أو شرط، مؤكداً أن “الحفاظ على حرية الإبداع في دولة مدنية تؤمن بالحرية كجزء أساسي من وجدان الفنانين المصريين تحميه النقابة وتدافع عنه”.

وتابع البيان، “النقابة تحرص على القيم الأصيلة للمجتمع المصري وتؤكد أن دور الفنون والقوى الناعمة أن تعالج القضايا الشائكة”، وأهابت النقابة بالجميع عدم التعرض لأشخاص أعضائها من الفنانين لمجرد مشاركتهم في عمل قد يتفق البعض أو يختلف عليه، وهي النقطة التي لفتت نظر الناقد طارق الشناوي، الذي قال إن تعليق إياد نصار وضع زميلته منى زكي بطلة الفيلم في حرج بالغ، والأمر ذاته بالنسبة إلى النقابة التي دعمت صناع الفيلم ببيان واضح، ووصف الشناوي تلك النوعية من التصريحات التي تبدو كأنها مراجعات فنية بـ”محاولة لإرضاء المجتمع، أو القطاع العريض منه”.

خلط الدراما بالواقع

فكرة أن يعيد فنان حساباته حول دور قدمه بعد مرور أشهر فقط على تصويره، أمر يثير الحيرة، بخاصة أن الفترة ليست كافية لتتغير معها قناعات وأفكار شخص ما، كما أن الأمر يرتبط عادة بأعمال بعينها، خصوصاً تلك التي ارتبطت بحملات هجوم من قبل بعض رواد مواقع التواصل. فبعد مرور 16 عاماً على دور مثلي الجنس حاتم رشيد، الذي قدمه الفنان خالد الصاوي في فيلم “عمارة يعقوبيان”، قصة علاء الأسواني وسيناريو وحيد حامد وإخراج مروان حامد، صرح الممثل البارز بأنه لو عاد الزمن، فإنه لن يقدم هذا الدور أبداً، لافتاً إلى أن السبب يرجع إلى أن الشخصية بعيدة منه تماماً، ولا تشبهه من قريب أو بعيد في ما يتعلق بالميول، وهو تصريح أثار الدهشة لأن كثيراً من الأدوار التي قدمها خالد الصاوي كانت مناقضة لشخصيته بطبيعة الحال، مثل دور القيادي في جماعة الإخوان خيرت الشاطر في مسلسل “الاختيار 3″، وأيضاً دور السفاح في فيلم “أحمد نوتردام”، أو المحامي الانتهازي في “قانون المراغي”، وغيرها، فربط الدور بحياة الفنان خلط واضح لا يقع فيه أحد المشاهير، بل من المفترض أن يضع النجوم على عاتقهم مهمة تصحيح تلك المفاهيم المغلوطة لا أن يسهموا في تأصيلها.

كان من اللافت أيضاً قول الصاوي كلاماً شبيهاً عن دوره في فيلم “الفيل الأزرق”، الذي عرض جزؤه الثاني عام 2019، مؤكداً أن تفاصيل الشخصية لا تشبهه أبداً، فإذا كانت قناعات الصاوي تغيرت في ما يتعلق بفيلم أنتج قبل أكثر من 15 عاماً، فهل تغيرت كذلك بخصوص دور جسده قبل ثلاثة أعوام فقط؟.

هنا يكشف الناقد طارق الشناوي أن الشخصية ذات الميول المثلية تخيف النجوم دوماً، ودور حاتم رشيد في “عمارة يعقوبيان” عُرض على ما يقرب من 10 ممثلين قبل خالد الصاوي ورفضوه بسبب صورة عالم المثليين بالنسبة إلى المجتمع، وبينهم فاروق الفيشاوي ومحمود حميدة وحسين فهمي، لافتاً إلى أن الصاوي حينما قبل بالدور كان لا يزال في بداية شهرته والمساحة التي تشغلها الشخصية في الأحداث كانت بالنسبة إليه فرصة جيدة، بالتالي وافق على أدائها على الرغم من علمه أن الشريحة الأكبر من الجمهور العربي لا تفضل تلك النوعية من الشخصيات.

ضغط مجتمعي هائل

وأثار تقديم شخصية مثلي الجنس جدلاً كبيراً على مدار عقود في السينما المصرية، فالفنان فاروق فلوكس كشف في أكثر من لقاء مصور له عن أنه تعرض لمضايقات شديدة بعد عرض فيلمه “درب الهوى” عام 1983، إخراج حسام الدين مصطفى وقصة إسماعيل ولي الدين، الذي أدى خلاله شخصية “سكسكة” الشهيرة. وأكد أن أبناءه تعرضوا للتنمر في مدرستهم بسبب تقديمه هذا الدور، لكنه شدد على كونه فناناً من حقه أن يجرب كل الأدوار، مبدياً دهشته من ربط الجمهور بين طبيعة الدور وحياته الحقيقية. وأشار إلى أنه سعيد بأدائه الذي كان يستحق تقديراً كبيراً من وجهة نظره. كما أن الفنان الراحل يوسف شعبان جسد شخصية رؤوف الرسام ذي الميول الجنسية في فيلم “حمّام الملاطيلي” عام 1973، من إخراج صلاح أبو سيف وقصة إسماعيل ولي الدين، وعلق شعبان بأنه لم يندم يوماً على تجسيد الدور، بل يعتبر أن العمل كان بمثابة تنبيه وتحذير للعائلات لكي تهتم بتربية أبنائها، بحسب ما رأى.

من جهتها، ترى الناقدة الفنية ماجدة موريس أن الفنانين في هذا العصر يتعرضون لضغط مجتمعي هائل وهجمة منظمة ضد مهنة الإبداع سببها خلط متعمد بين الفن المعروض عبر الشاشات والحياة الشخصية للأبطال، مؤكدة أن التصريحات المتوالية التي تحمل ما يشبه التراجع، قد يكون سببها تغيير فكري ما لأصحابها وتحوّل في الشخصيات بسبب ظروف معينة، لكن الفنان في النهاية بشر قد يتعرض لتهديد غير مباشر في صميم مهنته، فيحاول أن يراجع مواقفه، واضعاً الآراء المناهضة في حسابه. وشددت موريس على أن الفنان المثقف الواعي بات نموذجاً نادراً للغاية في هذا التوقيت.

تؤكد موريس أن المناخ حالياً أصبح خانقاً بالنسبة إلى العملية الإبداعية، موضحة “المشكلة أنه بفتح باب الرضوخ لأية انتقادات من هذا النوع سيكون من الصعب إغلاقه، والحقيقة أن التصرف الأسلم أن يقدم المبدع عمله وفق رؤيته، لأنه لن يتمكن من إرضاء كل الفئات مهما حدث، بخاصة أن الجمهور نفسه لم يعُد يعرف ماذا يريد”.

عالم من التناقضات

تواترت مجموعة من التصريحات لنجمات أبدين أسفهن على تقديم مشاهد بملابس معينة اعتبرنها “لا تليق”، وهو أمر تقابله انتفاضة قوية مثل التي حدثت قبل 12 عاماً ضد الفنان الكبير عادل أمام، الذي قال بشكل مباشر إنه منع ابنته من احتراف الفن لأنه لا يقبل بأن تقدم مشهداً جريئاً، وبرر رأيه بأنه تربى في منطقة شعبية ولديه تقاليد لا يمكنه تجاوزها، ومن المستحيل أن يقبل ظهور ابنته في لقطة من هذه النوعية.

وقتها أثارت تصريحاته استهجاناً واسعاً، بخاصة أن أنجح أعماله تقاسم بطولتها مع نجمات لامعات، ومن هنا اتهم النجم البارز بالازدواجية والتناقض من قبل فنانات مثل نادية لطفي ولبنى عبد العزيز وهالة صدقي، اللاتي رفضن تصريحاته تماماً بينما رد هو مجدداً بأنه متمسك بما قاله.

مثل تلك التصريحات باتت تتكرر كثيراً على ألسنة مشاهير الفن الذين يرفضون عمل بناتهم في المهنة لأسباب شبيهة، في حين ظهرت الفنانة صفوة قبل أسابيع في لقاء تلفزيوني، مبدية غضبها الشديد من ظهورها في مشهد جريء بفيلم “هي فوضى”، من إخراج يوسف شاهين عام 2007، ومؤكدة أنها اكتأبت وجلست في المنزل خمسة أعوام كاملة، رافضة التواصل مع الناس بسبب المشهد الذي لم ترضَ عنه ولا عن رؤية المخرج له.

يرى الناقد طارق الشناوي أن هذه الموجة من التصريحات تأتي استجابة للرأي العام السائد وللتوجه الغالب في تركيبة الجمهور العربي ولطبيعة المجتمع الذكوري. ويضرب مثلاً برأي عادل إمام الشهير، مشيراً إلى أن النجم الكبير لا يجد غضاضة في تقديم مشاهد قد توصف بالجرئية مع زميلاته الفنانات في أعماله، والأمر نفسه بالنسبة إلى نجله الشاب الفنان محمد أمام. فإذا كان مشهد مثل هذا مبرراً درامياً فلماذا يرضاه لنفسه ويرفضه لابنته، والتفسير هنا هو ذكورية المجتمع بطبيعة الحال، فمثلاً عادل أمام لا يحب الآن أن يشاهد نفسه في دور مساعد الراقصة في فيلم “سيد درويش” الذي قدمه في بدايته عام 1966، لأن تلك الشخصية في المفهوم الشعبي ينظر إليها على أنها ناقصة الرجولة.

ويشير طارق الشناوي إلى واقعة جرت في أواخر الأربعينيات، إذ كان هناك استطلاع يتضمن سؤالاً واحداً يجيب عنه المخرجون المتزوجون من نجمات ممثلات، ويتعلق بمدى رفض أو قبول هذا المخرج لأن تقدم زوجته مشهداً به قبلة، فمثلاً نيازي مصطفى الذي كان متزوجاً وقتها من الفنانة كوكا بطلة الأفلام البدوية، لم يجد أزمة في تقديم مشهد مثل هذا في سياق الدراما، لكن أنور وجدي رفض بشدة. واختتم الشناوي بالقول، “تناقض شخصيات النجوم أمر قائم منذ عشرات الأعوام، لكنه زاد بشدة أخيراً”.

المزيد عن: السينما المصرية\المجتمع العربي\إياد نصار\خالد الصاوي\منى زكي\مسلسل الاختيار

 

 

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00