كارني يطلق حملته لخلافة ترودو مهاجماً بواليافر

راديو كندا الدولي /   RCI

قال حاكم بنك كندا الأسبق مارك كارني إنه مستعد للحلول مكان جوستان ترودو وقيادة الحزب الليبرالي الكندي في الانتخابات الفدرالية العامة المقبلة.

وأدلى كارني بهذا التصريح بعد ظهر اليوم في مركز مجتمعي في إدمونتون، عاصمة مقاطعة ألبرتا في غرب كندا، مُنهياً قرابة عقد من التكهنات حول طموحاته السياسية.

’’لقد عدتُ إلى دياري في إدمونتون لأُعلن ترشحي لزعامة الحزب الليبرالي ورئاسة حكومة كندا‘‘، قال كارني وسط أنصاره وأعضاء ليبراليين من البرلمان الكندي يؤيّدون ترشّحه.

وكان زعيم الحزب الليبرالي، رئيسُ حكومة الأقلية في أوتاوا، جوستان ترودو قد أعلن في 6 كانون الثاني (يناير) الجاري أنه سيتنحّى من المنصبيْن ما أن يختار حزبه خلفاً له.

نشأ كارني في إدمونتون قبل أن يغادر لدراسة الاقتصاد في جامعة هارفارد الأميركية ثمّ في جامعة أوكسفورد البريطانية. وأصبح لاحقاً حاكماً لبنك كندا (2008 – 2013) ثمّ لبنك إنكلترا (2013 – 2020).

وقال كارني اليوم أمام مناصريه إنه ليس سياسياً عادياً وإنّ الأوقات الحالية ليست، هي الأُخرى، عادية.

وأضاف أنّ الأنظمة السياسية والاقتصادية لا تعمل كما ينبغي، الأمر الذي يجعل الكنديين يشعرون بالقلق بسبب تراجعهم اقتصادياً ومكافحتهم من أجل الحصول على خدمات طبية وتحمّل تكاليف شراء منزل.

وأشار إلى أنه بعد أيام معدودة سيؤدي دونالد ترامب اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة فيما هو يهدّد الاقتصاد الكندي.

يُذكر أنّ ترامب هدّد في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كافة الواردات من كندا والمكسيك في اليوم الأول الذي يتسلّم فيه منصبَه، أي في 20 كانون الثاني (يناير) الجاري، ما لم تعمل هاتان الدولتان على إيقاف العبور غير القانوني للأفراد والمخدِّرات، لا سيما الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة.

وقال الحاكم الأسبق لبنك كندا إنه على الرغم من أنه لم يترشح لمنصب عام من قبل، فهو مستعد لمواجهة حزب المحافظين الكندي الذين يتمتّع حالياً بشعبية واسعة النطاق.

يُشار هنا إلى أنّ حزب المحافظين بقيادة بيار بواليافر يتصدّر بقوة نوايا التصويت في استطلاعات الرأي منذ أكثر من سنة. ويشكّل الحزب المذكور المعارضة الرسمية في مجلس العموم.

’’أعلم أني لست المشتبه به المعتاد عندما يتعلق الأمر بالسياسة، لكن هذا ليس الوقت المناسب لسياسةٍ كالمعتاد. لا، هذا ليس الوقت المناسب لسياسيين أمضوا حياتهم في السياسة مثل بيار بواليافر، سياسيين لديهم أفكار سيئة‘‘، أضاف كارني.

’’لا يتجوّل المحافظون قائلين إنّ كندا معطوبة لأنهم يريدون إصلاحها. هم يريدون ترخيصاً للهدم والتدمير‘‘، قال كارني.

وفيما يتعلق بضريبة الكربون، أظهر كارني انفتاحاً على فكرة إلغاء هذا الإجراء الذي كان في صلب خطة حكومة ترودو لمكافحة التغيرات المناخية والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، أو تعديلِه.

لكنه أشار إلى أنه إذا تمّ إلغاء ضريبة الكربون يجب استبدالها بـ’’أداة أُخرى أكثر فعالية‘‘.

وكان حزب المحافظين مستعداً لإعلان كارني ترشّحه رسمياً لزعامة الحزب الليبرالي، فأصدر إعلاناً رقمياً جديداً لقّب فيه الحاكم الأسبق لبنك كندا بـ’’كارني ضريبة الكربون‘‘ قبل ساعات فقط من إعلان كارني، مذكّراً بتاريخه في دعم سياسات ترودو في تسعير الكربون.

’’لقد عاد مارك كارني من أوروبا ليكمل ما بدأه جوستان ترودو‘‘، يقول الإعلان الدعائي للمحافظين، مجادلاً بأنّ كارني سيتصرّف تماماً مثل رئيس الحكومة المستقيل جوستان ترودو إذا ما انتُخِب خلفاً له.

ومن المتوقَّع أن تعلن كلّ من وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند وزعيمة الحكومة الليبرالية في مجلس العموم كارينا غولد في الأيام المقبلة ترشّحها بصورة رسمية لقيادة الحزب الليبرالي. واستقالت فريلاند من حكومة ترودو في 16 كانون الأول (ديسمبر) الفائت.

وينتخب الليبراليون زعيماً جديداً لهم في 9 آذار (مارس) المقبل، وأمام الراغبين في الترشّح مهلة تنتهي في 23 كانون الثاني (يناير) الجاري لإعلان ترشّحهم رسمياً.

والمرشَّح الفائز يصبح رئيس حكومة كندا لحين إجراء انتخابات فدرالية عامة.

(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

روابط ذات صلة:

• ترودو لن يترشّح للانتخابات التشريعية وكارني يترشح للزعامة غداً

• الليبراليون ينتخبون زعيماً جديداً في 9 مارس وجولي غير مرشَّحة
• ترودو يستقيل من رئاسة الحكومة بعد اختيار خلف ليبرالي له