السبت, نوفمبر 23, 2024
السبت, نوفمبر 23, 2024
Home » كائنات تشكيلية خارجة من عالم الأساطير

كائنات تشكيلية خارجة من عالم الأساطير

by admin

 

الرسامة المصرية إيفلين عشم الله بين مشاهد الطبيعة والتخييل الغرائبي

اندبندنت عربية / ياسر سلطان

أعمال الرسامة المصرية إيفلين عشم الله عامرة بكائنات هجينة ومدهشة، تشكل ملامح عالم خيالي فريد. هنا طيور تحلق بلا أجنحة، وكائنات عجيبة استدعتها الفنانة من عوالم مجهولة، بينما تتناثر على مساحة الرسم أحرف وكلمات ذات مغزى، لتشكل معاً ملامح هذا العالم الزاخر باللون والرموز والعلامات. هذه التجربة الفنية الملهمة يمكن التعرف عليها عن قرب، في معرضها الذي ينظمه غاليري آزاد للفنون في ضاحية الزمالك في القاهرة. يقام المعرض تحت عنوان “حصاد سنين العمر”، ويضم نحو 150 لوحة تمثل مراحل مختلفة من تجربتها الفنية، وهو مستمر حتى الـ27 من الشهر الجاري.

عالم بين الأسطورة والتخييل (خدمة المعرض)

تخرجت إيفلين عشم الله في الفنون الجميلة عام 1973 وعملت في الصحافة لسنوات، لكنها سرعان ما اعتزلت العمل الصحافي بعد توليها إدارة المتحف المصري للفن الحديث في القاهرة، وهو المنصب الذي ظلت تشغله حتى عام 2002. في كل لوحة من لوحات عشم الله شيء ما يدفعك إلى معاودة التأمل والبحث عن ذلك الرابط الذي يجمع عناصر هذا السياق المدهش، محاولاً في الوقت نفسه القبض على مفتاح الدخول إلى هذه العوالم المسكونة بكائنات غرائبية تتطلع إليك كما تتطلع إليها عبر اللوحات. كائنات عشم الله تطيح بما يسكن في مخيلة المشاهد من صور أسطورية، وهي كائنات تبدو للوهلة الأولى أنها لا تمت إلى عالمنا بصلة. غير أنك سرعان ما تدرك بعد قليل من التأمل أن كل ما يدور في هذا العالم الفسيح الذي ترسمه عشم الله هو انعكاس لحياتنا اليومية. ربما هي وجوهنا التي لا نعرفها، هي أحلامنا أو مخاوفنا وأوهامنا تجسدت كلها أمامنا على هذا النحو، متخذة لها أشكالاً وصيغاً لا حصر لها.

سافرت إيفلين عشم الله إلى الجزائر عام 1979 وأقامت هناك سنوات عدة برفقة زوجها، وكانت تلك الفترة من أهم المحطات فى حياتها. في الجزائر عشقت الفنانة رسم المشاهد الطبيعية، فالجمال هناك حاضر في كل شيء كما تقول، في ألوان الجبال وحقول القمح وشقائق النعمان والتربة الحمراء والمنحدرات، حتى الناس هناك يشبهون أرضهم، فهم في منتهى الوضوح والمباشرة والصدق.

عالم متخيل (خدمة المعرض)

إن أعمال عشم الله تعكس قريحتها المتوهجة، التي تستطيع من طريقها تفكيك منظومة العلاقات والصور النمطية والذهنية للواقع، كي تعيد بناءه من جديد كما يحلو لها. قد يكون للأمر صلة كذلك بنشأتها في إحدى قرى الدلتا المصرية، حين كانت شغوفة بالنظر إلى كل ما حولها من كائنات حية في بيئة ريفية تتسم بالثراء والتنوع. من هذه القرية تبدأ إيفلين عشم الله في تتبع أصل هذه الكائنات، إذ كانت تسرح بخيالها وهي طفلة أمام مشهد عجيب لأسماك تتقافز على سطح المياه الضحلة لحقول الرز. كان اللون يلفت انتباهها في كل شيء: الحشرات والكائنات الصغيرة، مشهد الحقول والفلاحين والقطارات التي تقطع الطريق عبر الحقول في صخب نحو وجهتها اليومية إلى القاهرة. أو ربما يعود الأمر لهذه الحكايات والحواديت التي كانت تسمعها وهي صغيرة على لسان جدتها وأمها. كلها أشياء كانت تفتح نوافذ الدهشة أمام هذه الفتاة، قبل أن تترك القرية آخذة معها كل هذه الذكريات. لم تغب عن ذاكرة إيفلين عشم الله هذه الصور حين احترفت الجلوس أمام مساحة الرسم، إذ كانت تتقافذ أمام عينيها رغماً عنها، لتستقر في النهاية بين خطوط اللوحة وعجائن اللون. تتبدل الأشكال والملامح، لكنها على أية حال ظلت محتفظة كما هي بدهشة البدايات.

التخييل والطبيعة (خدمة المعرض)

تلك الخبرة المبكرة ربما أكسبت عشم الله حيلاً جديدة استخدمتها لاحقاً في محاولاتها لإعادة صياغة العالم من حولها كما تراه في مخيلتها، تلك الحيل التي جعلتها لا تجد في البحر أية ميزة تدعوها إلى رسمه كما طلب منها ذات مرة، وهي ما تزال بعد طالبة في الفنون الجميلة. كانت إيفلين عشم الله ترى حينها الوجه الإنساني أكثر إثارة وقدرة على التعبير من أي مشهد طبيعي، حتى ولو كان البحر بكل جبروته واتساعه، فالوجه قناع يخفي وراءه كل تناقضاتنا وقبحنا وضعفنا. وما كل هذه الوجوه الكثيرة التي تطل علينا عبر أعمال عشم الله إلا انعكاس لذلك الكيان البشري المزدحم بالتفاصيل. لا تترك الفنانة حيزاً فارغاً داخل المساحة المرسومة، هي تملأ الفراغ دائماً بالتفاصيل والعلاقات المتشابكة بين العناصر والمفردات، غير أن هذا الاشتباك الظاهر بين العناصر والمساحات في لوحاتها لا يصيبك أبداً بالملل.

تؤمن الفنانة إيفلين عشم الله أن اللوحة ما هي إلا معبر بينها وبين المتلقي، وأن الفنان إنسان يريد للناس أن تشاركه ما في داخله. وهي لديها كثير مما تريد للناس أن يشاركوها إياه، لديها كثير من الحواديت والحكايات، كما أن لديها مساحة رحبة للتعبير والحكي. تقول عشم الله: “أنا أحب الناس بخيرهم وشرهم، فالإنسان بالنسبة إلي هو كون فسيح، فيه البحر والأرض والسماء والأشجار والطيور والحشرات، هو لغز كبير، وأنا أرسم عشقي لهذا اللغز”.

المزيد عن: رسامة مصريةمعرض تشكيليكائنات أسطوريةالطبيعةالتخييلالغرائبيةالضوءالظلال

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00