من أجواء معرض الرباط للكتاب (خدمة المعرض) ثقافة و فنون قضايا الأدب والترجمة والتعددية الثقافية تشغل معرض الرباط by admin 29 أبريل، 2025 written by admin 29 أبريل، 2025 11 مثقفون ينتقدون تكرار التجارب والوجوه وضعف التصور العام وهيمنة الفرنكوفونية اندبندنت عربية / عبد الرحيم الخصار توزعت ندوات الدورة الـ30 على مجالات مختلفة، من الأدب والفن إلى البحث العلمي والقانون والشأن العام. وتم التركيز في أولى الندوات على الثقافة الحسانية وفنون الصحراء والتعبير الفني الأمازيغي والتعددية اللغوية في المغرب والنسوية والاحتفاء بمغاربة العالم. وتم تقديم النسخة الفرنسية لأنطولوجيا الشعر في غزة. ومن بين أبرز تيمات فعاليات معرض الرباط لهذه السنة: القصة والحرب، وتوطين النقد الثقافي في المغرب، والترجمة الأدبية وصورة المغرب عبر العالم، والمشهد الموسيقي الشبابي الجديد، وقصيدة النثر وأدب اليوميات، والتصوف والكتابة الشعرية، وفن العمارة، والبحث العلمي، والإبداع الفلسطيني في مواجهة سياسة المحو، والذكاء الاصطناعي، وثقافة الرحل، والعنف الرقمي، وجمالية الجداريات، والرواية العربية والمجتمع المدني، وغيرها من المواضيع. تم تكريم أسماء أساسية في الثقافة المغربية مثل الناقد محمد برادة والشاعرين عبدالكريم الطبال ومحمد بنطلحة والروائية ليلى أبو زيد والباحث عمر أمرير والروائي مبارك ربيع والباحثة سمية نعمان جسوس. كما تم تخصيص لحظات استعادة لأسماء ثقافية راحلة مثل الروائي إدريس الشرايبي والناقد عبدالكبير الخطيبي والشاعر محمد عنيبة الحمري وعالمة الاجتماع فاطمة المرنيسي والشاعرين عبدالسلام مصباح ومحمد السكتاوي. جمهور معرض الكتاب في الرباط (خدمة المعرض) لكن اللافت هو استمرار الحضور الفرنكوفوني في برنامج معرض الكتاب على نحو يجعل المتتبع يتساءل بخصوص الهوية الثقافية، وهل فعلاً الثقافة الفرنكوفونية ضاربة في المجتمع المغربي إلى درجة أن نخصص لها 134 نشاطاً ضمن البرنامج الرسمي للمعرض، فضلاً عن الأنشطة الجانبية التي تنظمها دور النشر والجمعيات الثقافية المشاركة. وقد عرفت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلات مختلفة مع معرض الرباط انصبت غالبيتها في خانة النقد. لذلك توجهنا في “اندبندنت عربية” إلى نخبة من مثقفي المغرب من أجل الاقتراب أكثر من الجوانب التي انصب عليها النقد والاحتجاج. غياب التجديد يثمن الشاعر والناقد صلاح بوسريف فكرة المعارض بأنها “أتاحت وصول الكتب إلى البلاد العربية، وغير العربية، في ظل أزمة التوزيع، وانحسار النشر في جغرافيات ضيقة ومحدودة”، لكنه يستطرد “هذه الفكرة العظيمة، تقتضي التنظيم والبرمجة العظيمين، أو السديدين بالأحرى. فحين تتحول المعارض إلى نوع من تبادل الكتاب، والشعراء، والمحاضرين، هم نفس الأشخاص من ينتقلون من معرض إلى آخر، فماذا تستفيد هذه المعارض من فائدة، من شخص، يقول الكلام نفسه أينما حل وارتحل، وهل هؤلاء فقط هم من يمثلون الثقافة العربية، فهل هم الكتاب والمبدعون، وهل هم الغزارة والتنوع والاختلاف الموجود في الشعر، وفي الرواية، وفي القصة، وفي الفن، وفي الفكر، وغيرها من حقول الكتابة والإبداع، ثم أين الخلف، من هم آتون من المستقبل إلينا، هل ننتظر أن يشيخوا ويذبلوا، لننادي عليهم، ليتكلموا، أو يغلب السعال على كلامهم، بعدما يكونوا الزمن عبث بفكرهم وظنهم؟”. يواصل صاحب “المثقف المغربي بين رهان المعرفة ورهانات السلطة” أسئلته، “هل ثمة إعداد خلال السنة كاملة لبرامج، أو أوراش القراءة، ووضع التلاميذ والطلاب في سياقها، من خلال الصحافة والإعلام، والمقررات الدراسية، وما يكون حفزاً على اقتناء الكتب، وعلى المعرفة بقراءتها، ومن خلال المعرفة بهندسة الكتاب، وبمعماره، من أين نبدأ، وأين ننتهي، كيف نقرأ، وماذا نقرأ، هل اللغة، أم الفكرة، ما الفرق بين الباب والفصل، وما دور العناوين، والهوامش والإحالات، وما أهميتها، والإشارات الموازية، في الغلاف، وعلى ظهر الغلاف، والفهرس، وفي صفحة المعلومات، الناشر والكاتب، وسنة النشر، والطبعة، وهذه أمور، المدرسة هي التي تقوم بها، هي والجامعة، فيما يعرف بعلم المكتبات. وفي المعارض، أين تختفي مثل هذه الأوراش، التي تكون حافزاً من حوافز القراءة، والمعرفة بأسرارها، وتقنياتها، لا أن نقرأ، كما لو أننا نلتهم عشباً لا نميز فيه بين المفيد والضار، مثل بهائم تسرح في الخلاء؟”. بالنسبة إلى صلاح بوسريف فالمعرض الدولي للكتاب، “الذي تمت قرصنته، من مدينة الدار البيضاء، لم يستقر بعد على هوية ثقافية واضحة الملامح والمعالم، فهو نشاط سنوي، ليس له بعده، ولا قبله، وما يقام من معارض جهوية، لا تصب في هذا المعرض، وكأن هذه المعارض، لا علاقة لها بوزارة الشباب والثقافة، ناهيك بالبرنامج الثقافي الذي هو نفسه، بنفس الأشخاص، وبالتكريمات نفسها كل سنة، وكذلك اللجنة العلمية التي هي أبدية، وبمشاركات عديدة الأشخاص نفسهم، خصوصاً من اللجنة العلمية، وهذه مفارقة عجيبة، ومثيرة للامتعاض، مما يحرم غيرهم من المشاركة، وما يجعل النقد، والاحتجاج، أو التذمر كبيراً، ولا حياة لمن تنادي كما يقال”. في تصوري، يضيف بوسريف، “السياق الثقافي الذي يعكس خريطة الوضع الثقافي في المغرب، في علاقته بالعالم العربي، وبالثقافة الكونية، غير موجود، ولم يتوفر بعد، ولن يتوفر، ما لم يكن هناك تغيير جذري، في من يديرون هذا المعرض، ومن يضعون برنامجه، والأفق الثقافي للمعرض نفسه، لا أن يكون المعرض سوقاً نحصي كم باع من كتب، وكم عدد من تجولوا فيه، وهذا، في تصوري، يحتاج إلى ندوة لتقييم ما مضى من سنوات، ما كان، وما لم يكن، وما ينبغي أن نذهب إليه، حتى لا نكون مثل من لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع”. تدبير تجاري يرى الشاعر والناشط الثقافي إدريس علوش أن قرار نقل معرض الكتاب من الدار البيضاء إلى الرباط هو قرار مجحف، بحيث تم “زرع المعرض في تربة مغايرة وغير منسجمة عن طبيعته كما كان الشأن في مدينة الدار البيضاء ومنذ تأسيسه في الدورة الأولى إسوة بالتجارب العربية والعالمية التي تحتفي بالكتاب والكتاب صناعة وفناً وإبداعاً وترويجاً وتسويقاً وتربية على ثقافة الكتاب وشؤونه”. يضيف ناشر مجلة “مرافئ”، “وفق تصوري ورؤيتي للدورات الثلاث الأخيرة لمعرض الرباط الدولي للكتاب والنشر، الذي تم نقله إلى العاصمة الإدارية للمملكة أخيراً، لقد تمت هذه العملية دون استشارة الشركاء من فعاليات ثقافية، وفعاليات المجتمع المدني، ومنتخبي الجماعات الترابية في مدينة الدار البيضاء الكبرى، وكتاب، وفنانين، ودور نشر، وصحافة ثقافية. أخذت هذه التجربة التي تقام في مدينة الرباط – وهي مدينة الأنوار كما هو متعارف على تسميتها وطبيعة تنويرها تختلف في التصور والفكر والسؤال – مسارا آخر مختلفاً ليس فيه من الحس الثقافي والإبداعي والحضاري والإنساني إلا النزر القليل”. يعلل صاحب “الطفل البحري” و”دفتر الموتى” انتقاده على النحو التالي، “إن المعرض أصبح يعتمد أساساً في تدبيره على التسيير المفوض لـ”شركات” كل رهانها على الربح السريع ليس إلا. أما العنصر البشري لأطر وموظفي وزارة الثقافة على قلتهم فهو نسبي، وأحياناً سطحي. وهذا يعني التغييب الممنهج للكفاءات من شغيلة هذا القطاع، وإلا ما معنى وجود مديرية خاصة بالكتاب تابعة لوزارة الثقافة؟”. يواصل علوش، “وللنقص الحاصل في أطر الوزارة يتم الاستعانة بـ”كتاب” يعتقدون أنهم بحكم تنميطهم في اللجن العلمية التي تبرمج “كتالوغ” المعرض، أصبحوا أطراً ترقى إلى مستوى “التكنوقراط” في مجال التدبير الثقافي والفني، وهذا سر تفرغهم لهذه المهام. هذا الوهم الذي يأسر هؤلاء بحكم “الدوغمائية” أضحى يشكل خطراً على الثقافة والإبداع المغربيين، وتفكيك هذه البنية أضحى من واجب المثقف النقدي لأن استمرار هذه الحال، وهذا الوضع وهؤلاء وكل بصفته النفعية، ينذر بخيبات كبيرة قد تمس الشأن الثقافي في البلاد، لا قدَّر الله. هيمنة فرنكوفونية يرى الشاعر والمترجم نجيب مبارك أن “برمجة المعرض هذا العام تؤكد استمرار الخلل البنيوي الذي يطبع المشهد الثقافي الوطني، إذ تهيمن على الفعاليات رؤية فرنكوفونية مغلقة، على رغم أن ممثلي هذا التيار شاركوا قبل أيام فقط في معرض باريس للكتاب، الذي كان المغرب فيه ضيف شرف. يلي ذلك ما يمكن تسميته ـ”مغرب ثقافي غير نافع”، يلتئم فيه من يكتبون بالعربية، وتغيب عنه الجدية والتجديد، بينما يقصى الكتاب القادمون من الأقاليم، ويختزل حضورهم في الهامش، وكأنهم يكتبون من كواكب بعيدة من محور الرباط – الدار البيضاء الذي ما زال يحتكر الكلمة والمنصة”. يعاني المعرض حسب نجيب مبارك أيضاً من “غياب رؤية واضحة لتوزيع الفعاليات، وتهميش واضح للناشرين الصغار، وسط شللية فكرية تتحكم في انتقاء الضيوف وبرمجة الندوات، مما أدى إلى تغييب الأصوات الجديدة والمختلفة. الطابع الأكاديمي الجامد الذي طغى على غالب الجلسات زاد من اتساع الهوة بين المعرض وزواره، إذ قدم الكتاب هذه السنة في إطار نخبوي مغلق لا يلامس أسئلة الجمهور، ولا يستثير فضول القارئ أو شغفه”. وعلى رغم كل ذلك، سجلت بعض اللحظات المضيئة، وفق صاحب “همس الأسلاف” و”الرسالة المسروقة”، وعلى رأسها “تكريم الممثل الكبير يحيى الفخراني خلال اليوم العربي للشعر، بما يحمله من رمزية فنية عميقة وجمالية إنسانية تستحق الاحتفاء. غير أن هذه اللفتة، على أهميتها، لم تكن كافية لتغطية رتابة الكتب المعروضة، وغياب أي تجديد يذكر في العناوين أو الموضوعات أو دور النشر”. يتوقف مترجم “الكلاب الرومانسية” لبولانيو عند الأسعار المرتفعة للكتب، والتي “شكلت بدورها عائقاً حقيقياً أمام القارئ، فغابت العروض التحفيزية، وبدا أن “الفرجة” على الكتب أسهل من اقتنائها، في مشهد يعكس أزمة أعمق في العلاقة بين الثقافة ومجتمعها”. المزيد عن: معرض كتابالرباطكتبناشرونمؤلفونالأدبالترجمةالامازيغيةالتعدد الثقافيالفرنكوفونية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الموجة النسوية الثالثة كما تتجلى في 4 روايات next post هل ستصبح القبائل الليبية وقودا لـ “جيش الظل” الروسي في أفريقيا؟ You may also like الكوري كيم يونغ ها يرسم روائيا سيرة قاتل... 29 أبريل، 2025 “لعنة لوكريشيا بورجيا” تصيب دونيزيتي صاحب الأوبرات الـ70 29 أبريل، 2025 موسوليني ينتقل من زعيم فاشي إلى بطل روائي 29 أبريل، 2025 الموجة النسوية الثالثة كما تتجلى في 4 روايات 29 أبريل، 2025 دورر الألماني… سافر إلى “المجهول” وعاد فنانا استثنائيا 29 أبريل، 2025 أشهر صدامات هوليوود في مواقع التصوير 29 أبريل، 2025 “6 أيام” فيلم استثنائي لكنه مصاب بلوثة الاقتباس 27 أبريل، 2025 هل ما زال فن الغرافيك صوتاً للجماهير كما... 27 أبريل، 2025 الياباني إيبوزي يستجمع أصوات ومصائر ضحايا حروب الآخرين 27 أبريل، 2025 إدوارد مونخ: وجوه بين العزلة والجنون 26 أبريل، 2025