الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » قصص بين الأسطورة والواقع تفوز بجائزة الطيب صالح

قصص بين الأسطورة والواقع تفوز بجائزة الطيب صالح

by admin

مبادرة تعنى بأدب الشباب والمواهب وتغطي غياب النقد عن الساحة

اندبندنت عربية \ حاتم الكناني

من المعروف أن “مسابقة الطيب صالح للشباب” في مجال القصة القصيرة، التي تأسست قبل 15 عاماً، حاملة اسم رمز الأدب السوداني الأشهر، ويقيمها سنوياً مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي في أمدرمان؛ ظلت تمد المشهد السردي السوداني، بتجارب شابة أثبتت جدارتها، كما يشير، في إفادته لـ”اندبندنت عربية”، رئيس لجنة تحكيم الجائزة هذا العام، الأديب والناقد وأستاذ الأدب الإنجليزي في الجامعات السودانية معاوية محمد الحسن.

وأعلنت لجنة تحكيم الدورة الخامسة عشرة، في مؤتمر صحافي عن فوز ثلاث قصص بالجوائز الأولى والثانية والثالثة بالمسابقة، وفوز سبع قصص أخرى بجوائز تقديرية، على أن يتم نشر القصص العشر الفائزة في كتاب مشترك، وهو تقليد ظل المركز يحافظ عليه طوال السنوات الخمس عشرة السابقة، إضافة إلى الإعلان عن جائزة الرواية في الحادي والعشرين من أكتوبر(تشرين الأول) كل عام.

وفازت قصة “مصرع الإله الأسد”، لابن عوف عيسى محمد عبد الله بالجائزة الأولى، وقصة “ما تلك بيمينك يا نقوندينيق” لسعد مأمون عبد الرازق بالجائزة الثانية، بينما حصلت قصة “ماتت على كتفي المدينة” لرهف كمال الدين عبد الكريم على الجائزة الثالثة.

وفازت سبع قصص بالجوائز التقديرية، وهي: “شبرين والتوج” لإيناس عبد الحافظ عبد الرحيم، “جندي في حرس الديكتاتور” لأحمد هاشم سليمان أحمد، “أحجار تكره الرحيل” لقصي عبد الحليم سر الختم، “قصة في الكتاب المطموس” لإيلاف زين العابدين بدوي، “ساتي ابن حورية النهر” لمحمد زكريا حسن زيادة، “هوس البدلة الخضراء” لعلاء الدين أحمد خاطر، “سجن الخوف” لمظفر علي سعد الدين.

من الفائزين بجائزة الطيب صالح (موقع الجائزة)

 

وضمت لجنة التحكيم هذا العام الاكاديمي معاوية محمد الحسن رئيساً، والناقد أبو طالب محمد، والأكاديمية مواهب إبراهيم، عضوين. والجائزة مخصصة لكتاب القصة القصيرة للشباب (18 – 30 عاماً)، لقصص لم تُنشر من قبل.

أساطير وموروث شفهي

وتعتمد القصتان الفائزتان بالمرتبتين الأولى والثانية، على التاريخ والأسطورة والموروث الثقافي السوداني، في الكتابة السردية، انطلاقاً من الماضي إلى الحاضر وبالعكس.

ويوظف النص الفائز بالجائزة الأولى “مصرع الإله الأسد”، تاريخ مملكة كوش (1070 ق ب – 350م)، في كتابة نصه السردي، ويحكي عن حارس مقبرة يطّلع على إحدى المومياوات ويحاول تحريكها، فتصيبه لعنة أبادماك وهو إله محارب بوجه أسد، وكان رمزاً لإله الحرب لدى النوبيين القدماء في فترة الحضارة المروية.

وبحسب تقرير لجنة التحكيم، فإن الكاتب استطاع “أن يستلهم التاريخ ويستثمر الأسطورة في بناء عالم سردي بديع قائم على فكرة لعنة الفراعنة. وتبدو شخصيات العمل محكمة البناء، كما أن الأحداث مترابطة من حيث البنية الأساسية للفعل والصيغة السردية”.

ويصنف معاوية الحسن القصة الفائزة بالجائزة الثانية و”ما تلك بيمينك يا نقو دينيق”، ضمن أدب ما بعد الاستعمار، وتحكي عن رجل خارق ينتمي لإحدى الديانات الإفريقية – يسمى في الثقافة السودانية صاحب الكجور – يحاول أن يهزم المستعمرين، عبر قدراته الخارقة.

ويذكر تقرير لجنة التحكيم عنها: “قصة فيها توظيف واعٍ للتاريخي السياسي المقترن بصراع إحدى الجماعات الإفريقية مع المستعمر البريطاني. واستعانت هذه القصة في بنائها بالتراث الشفهي لمناهضة الاستعمار، والمتجلِّي في طقس الكجور كمعتقد ديني، ويمكن اعتبار هذا النص ضمن الكتابات المضادة للقيم الاستعمارية”.

أما قصة “ماتت على كتفي المدينة”، فتسرد أحداثاً تتعلق بمرافعة أحد المحامين في قضية تشغل الرأي العام، لأحد الأطفال المشردين، زُجَّ به في السجن جراء سرقته بعض الطعام. ولفت تقرير لجنة التحكيم إلى أسلوب القصة الشاعري والمنسجم مع الموضوع المراد التعبير عنه، مما أهلها للحصول على المركز الثالث.

غياب النموذج

وبنظرة عامة للقصص المتقدمة إلى المسابقة وعددها 65 قصة، يلحظ معاوية الحسن مساءلتها للواقع السوداني واهتمامها بالقضايا العامة مثل قضايا المشردين، والإدمان، والهجرة غير الشرعية، وختان الإناث، والحرب والسلام. ويلفت الانتباه إلى غياب النموذج الكتابي الذي يستلهم منه الكتّاب الشباب، وغياب التأثر بأسماء معروفة في القصة العربية، ويعزو ذلك إلى عدم اطلاع معظمهم على رموز الأدب العربي. لكنه مع ذلك يرى أن في ذلك ميزة جديدة، لأنها قصص تعبر عن جانب تجريبي، “حتى لو كان شكلها الفني غير مقبول، فإنها توحي بجرأة كبيرة جداً وخلق فريد للعوالم التي تناولها الكُتّاب”.

“أي جائزة يفترض أن تُسهم مساهمة فعالة في الإضافة إلى المشهد الأدبي، وأحد بواعث الكتابة لدى الشباب المشاركة في الجوائز، والسبب في ذلك هو ضعف دور النقد الأدبي”، يقول معاوية، ثم يضيف: “إن طبيعة الجوائز الأدبية في السودان تشجيعية”.

ويرى معاوية أن القيمة الأهم لجائزة الطيب صالح للقصة القصيرة للشباب، تكمن في أنها تسد الفراغ في الحركة النقدية في السودان، فلولا الجائزة التي ظلت مستمرة لخمس عشرة دورة لضاع كثير من المواهب. ورغم انتشار الكتابة القصصية للكتاب الشباب على وسائط التواصل والمواقع الإلكترونية، يعتبر معاوية أن الجائزة تمثل اعترافاً بالموهبة، وأن هناك ما يؤبه له في كتابة الشباب، رغم أن لجان التحكيم قد تقع في فخ الذائقة، وبالتالي قد يظن البعض أن النص الذي لم يحصل على جائزة نص ضعيف، وهو دور سالب للجوائز – بحسب قوله.

المزيد عن: الطيب صالح\مسابق\ةالقصة القصيرة\أدب شباب\النقد\التراثا\لأسطورة\لواقع

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00