يقول نشطاء إن معظم النساء اللواتي قُتلن بتهمة أخلاقية يُدفنّ ليلاً بسبب خطر أن يأتي أقاربهن ويهدموا القبر (أ ف ب) عرب وعالم قتل النساء في كردستان… زيارة “مؤلمة” لمقبرة السليمانية by admin 27 يونيو، 2024 written by admin 27 يونيو، 2024 108 شواهد بلا أسماء لضحايا جرائم الشرف والعنف الأسري لا يزورها أحد اندبندنت عربية / أ ف ب صباح كل يوم جمعة يتجمع في مقبرة سيوان في السليمانية شمال العراق أشخاص يزورون موتاهم، لكن في زاوية معزولة من دون زوار ثمة شواهد قبور لنساء بلا أسماء قضين في جرائم شرف وعنف أسري. والعنف ضد النساء ظاهرة شائعة في العراق بصورة عامة وإقليم كردستان بصورة خاصة، إذ تُقتل نساء “من أجل الشرف والأخلاق”، أو بسبب نشاطهن على شبكات التواصل الاجتماعي أو حتى لمجرد أنهن أحببن أحداً ما، وفق ما تقول المحامية روزكار إبراهيم (33 سنة) لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”. شواهد بلا أسماء في أكبر مقبرة في السليمانية، ثاني أكبر مدينة في كردستان العراق المتمتع بحكم ذاتي، لا تحمل شواهد كثيرة أسماء ولا تفاصيل عن النساء المدفونات تحتها بينما تحمل أخرى أرقاماً أو كلمة “حياة”. وتضيف إبراهيم التي ارتدت ملابس سوداء بينما وقفت قرب مقابر نساء مجهولات الهوية، “يُدفنّ من دون اسم ولا عنوان ولا أية معلومة على قبورهن، ومن دون حضور أقاربهن أو مراسم للتعازي”. وتوضح الناشطة كذلك في مجال حقوق النساء، أن معظم النساء اللواتي قُتلن بتهمة أخلاقية “يُدفنّ ليلاً بسبب خطر أن يأتي أقاربهن ويهدموا القبر”. يُدفنّ بلا اسم ولا عنوان ولا أية معلومة على قبورهن ومن دون حضور أقاربهن أو مراسم للتعازي (أ ف ب) ولا توجد أعداد دقيقة لهؤلاء النساء لكن حفار القبور عثمان صالح (55 سنة) يقول لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”، إنه على مدى 15 عاماً دفنت 200 امرأة وفتاة بلا أسماء تراوحت أعمارهن ما بين 13 و50 سنة، ويوضح أن “هؤلاء النساء قُتلن أو أُحرقن أو خُنقن”. وتقول إبراهيم التي تعمل جاهدة منذ أعوام على إنهاء ظاهرة تجهيل المدفونات في المقبرة، “لا يجوز دفن أي شخص، سواء كان امرأة أو طفلاً أو رجلاً، بلا اسم”. وتشير إلى ثلاثة قبور خلفها وتروي قصة رجل وامرأة وطفل مدفونين فيها، قائلة “أحبّ الرجل والامرأة بعضهما بعضاً وأنجبا طفلاً غير شرعي وهربا معه”. مضيفة “ألقى أقاربهما القبض عليهم على الحدود وأُعيدوا إلى إقليم كردستان حيث قُتلوا”. عناوين مؤلمة تقول الأمم المتحدة إن أكثر من مليون امرأة وفتاة في كل أنحاء العراق، الذي يضم 43 مليون نسمة، معرضات للعنف القائم على النوع الاجتماعي الذي يتفاقم في فترات النزاعات. ويعاني إقليم كردستان، الذي يحرص على إبراز صورة من الاستقرار النسبي فيه والتسامح في بلد مزقته الصراعات على مدى أكثر من 40 عاماً، كذلك قتل النساء والجرائم على أساس النوع الاجتماعي. عام 2020 أمر نائب رئيس مجلس الوزراء في إقليم كردستان قوباد طالباني بأن توضع على المقابر التي لا تحمل عناوين كلمة “حياة”، معتبراً أن ضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي يجب دفنهم باسمهم الكامل ولا ينبغي مواراتهم من دون الاعتراف بهويتهم. ويجري الإبلاغ سنوياً عن عشرات جرائم قتل النساء في الإقليم على رغم أن السلطات المحلية أقرت عام 2011 قانوناً يجرم العنف الأسري، ومع مرور الوقت بدأت الرموز على الشواهد تبهت وتنمو من حولها الأعشاب مما يُصعّب مهمة التعرف إلى القبور. وتقول روزكار إبراهيم، “يصعب التعرف إلى أرقام القبور، لذلك يجب أن نلجأ إلى الطب العدلي للعثور على معلومات وعنوان” المدفونات. وتشير الباحثة لدى منظمة العفو الدولية رازاو صالحي إلى أن جرائم “قتل النساء والفتيات وتشويههن على أيادي أقاربهن الذكور في معظم الحالات تحدث بمعدل ينذر بالخطر”، وترى أن “المعدل المنخفض لمساءلة مرتكبي هذه الجرائم” يغذي “ثقافة الإفلات من العقاب”، وذلك على رغم تحقيق “تقدم مهم” على المستوى التشريعي، وتنشر منظمة العفو الدولية قريباً تقريراً عن أعمال العنف الأسري في كردستان العراق. ضد المرأة والأسرة في وقت سابق من يونيو (حزيران) الجاري، سكب رجل زيتاً على رأس زوجته الحامل البالغة 17 سنة وأشعل النار فيها، وفق ما يروي والدها جزا جوهر لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”. وتوفيت الشابة مع طفلها متأثرة في حروقها، واعتُقل زوجها البالغ 22 سنة، غير أن والد الزوج ينفي الاتهامات الموجهة لابنه متهماً “الفتاة بإحراق نفسها”. عام 2021، سجل إقليم كردستان 45 جريمة قتل نساء في مقابل 25 عام 2020 بحسب آخر إحصاءات رسمية حصلت عليها الصحافة الفرنسية. يجري الإبلاغ سنوياً عن عشرات جرائم قتل النساء في الإقليم رغم إقرار قانون يجرم العنف الأسري (أ ف ب)_______ لكن عدد “جرائم الشرف تراجع” عام 2024، بحسب مدير المديرية العامة لمناهضة العنف ضد المرأة والأسرة في محافظة السليمانية سركوت عمر. على مدى 21 عاماً، شاهد مدير مصلحة الطب العدلي في السليمانية برزان محمد حالات وفيات مروعة، ويشير إلى أن “القتل بالأسلحة النارية هو أكثر جريمة قتل شائعة، وصادفنا كذلك حالات خنق بالأيدي أو بحبل”. واستذكر حال امرأة “قُتلت ثم أُحرقت جثتها لإخفاء معالمها حتى إن التحقيق لم يتمكن من تبيان هويتها”، مضيفاً “توجد حالات قتل برصاصة واحدة كما حالات قتل بـ10 رصاصات”. وتروي ناجية من عنف أسري تبلغ 43 سنة بناز جمع علي، كيف دفعها ضرب زوجها لها بشدة إلى الفرار لمنزل والديها حيث ضربها شقيقها وكسر أنفها. وتقول في اتصال مع “وكالة الصحافة الفرنسية”، “لم أرغب في العودة إلى بيت زوجي، لكن أخي صوّب مسدساً إلى رأسي وقال لي (إذا لم تعودي سأقتلك ثم أقتل نفسي)”، مضيفة “وضع أخي مسدساً على رأسي مرتين أمام أطفالي ووالدي”. خوفاً على حياتها فرت من البلد قبل أربعة أعوام هرباً من عائلتها وتتابع، “كنت أسمع عن قبور نساء مجهولات الهوية وكنت أخشى أن أتعرض للقتل مثلهن، وأن تُفقد جثتي ولا يتعرف عليها أحد”. المزيد عن: العراقإقليم كردستانجرائم الشرفالعنف الأسريقتل النساءالإفلات من العقابالطب العدلي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ما هي البكتيريا القاتلة “آكلة لحم الإنسان”؟ next post پاتريك كلاوسون يكتب عن الخيار الرئاسي لخامنئي: مُصْلِح ضعيف أم متشدد قوي You may also like ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024 تل أبيب عن مقتل إسرائيلي في الإمارات: إرهاب... 24 نوفمبر، 2024 استهداف إسرائيل للجيش اللبناني: خطأ أم إستراتيجية؟ 24 نوفمبر، 2024 أحوال وتحولات جنوب لبنان ما بعد الهدنة مع... 24 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: صهر صدام حسين وسكرتيره... 24 نوفمبر، 2024 تقرير: حزب الله يستخدم نسخة من صاروخ إسرائيلي... 24 نوفمبر، 2024 إيلون ماسك يصبح أغنى شخص في التاريخ 24 نوفمبر، 2024 مصر تُضيّق الخناق على “دولار رجال الأعمال”.. فما... 24 نوفمبر، 2024 «جرس إنذار» في العراق من هجوم إسرائيلي واسع 24 نوفمبر، 2024 “الأوضاع المزرية” تجبر لبنانيين فروا إلى سوريا على... 23 نوفمبر، 2024