عرب وعالمعربي في ذكرى مقتل سليماني ما دور الحرس الثوري الإيراني؟ by admin 6 يناير، 2022 written by admin 6 يناير، 2022 62 كان لدى قائد فيلق القدس أداة اتصال مباشرة ومستقلة مع المرشد الإيراني علي خامنئي اندبندنت عربية \ هدى رؤوف كاتبة في الذكرى السنوية الثانية لمقتل قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس“، في غارة أميركية، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يجب أن يحاكم “بتهمة القتل”، وإلا فإن طهران ستنتقم. وفي ظل أهمية مقتل سليماني الذي ذكره وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، في أحد التسريبات، أنه يمارس تأثيراً في دور وزارة الخارجية، ينبغي التركيز على دور الحرس الثوري في السياسة الخارجية لإيران باعتباره الوجه العسكري لها. وسنتعرض هنا لأمرين، الأول وضع الحرس الثوري وفقاً للدستور الإيراني، والثاني هو الممارسة الفعلية للحرس الثوري. الوضع الدستوري لقد حددت المادة 150 من الدستور الإيراني واجبات الحرس الثوري، بحراسة الثورة ومنجزاتها. وثمة غموض يكتنف هذه المادة، التي لم تفسر حدود سلطات الحرس الثوري، وهو ذو التأثير السياسي الأكبر حتى عن الجيش النظامي. ويعد المرشد هو القائد الأعلى للحرس الثوري ويعين قائده، مما يبسط سلطته على قيادة الحرس الثوري لتقييد أي محاولات للتصرف وفق أجندة تختلف عن توجهات المرشد. ويرجع تعاظم نفوذ الحرس الثوري سياسياً لاعتماد النظام عليه لقمع المعارضة منذ بدايات تأسيس النظام. وقد تطور دور الحرس الثوري الإسلامي (IRGC) إلى ما هو أبعد من دوره الأصلي كحارس أيديولوجي للنظام الثوري الوليد. فحضوره قوي في النظام السياسي الفصائلي. وبشكل عام، يؤيد التيار المتشدد، وتخرج من صفوفه الشخصيات البارزة. وقد تمدد نفوذه في مجال السياسة الخارجية من خلال “فيلق القدس”، إذ يمارس التأثير في جميع أنحاء المنطقة من خلال دعم الحركات والقيادات المؤيدة لإيران. ويصل قوام “فيلق القدس” تقريباً نحو عشرة آلاف و15 ألف فرد يقدمون المشورة والدعم وتوصيل الأسلحة للفصائل المؤيدة لإيران أو لبعض الشخصيات في لبنان والعراق وسوريا وغزة وأفغانستان وآسيا الوسطى. ويُشار إلى أنه كان لدى سليماني أداة اتصال مباشرة ومستقلة مع المرشد علي خامنئي. وكان العميد أحمد وحيدي قائداً لـ”فيلق القدس”، ما بين العامين 1988 و1995، وقد شغل منصب وزير الدفاع ما بين العامين 2009 و2013. وقيل إنه قاد “فيلق القدس” عندما زُعم أنه ساعد “حزب الله” في تنفيذ تفجيرين ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في بوينس آيرس (1992-1994). ومنذ 2007، يملك قائد الحرس الثوري تأثيراً سياسياً. فالقائد الأسبق محمد علي جعفري، وهو متشدد ضد المعارضة السياسية ومقرب من المرشد الأعلى، سبق أن انتقد الرئيس السابق حسن روحاني في أعقاب مكالمة هاتفية من الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، في 27 سبتمبر (أيلول) 2013. واستمر في معارضة تقديم تنازلات كجزء من التسوية النووية مع الغرب. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2009 أعطى النظام الإيراني وحدات الاستخبارات التابعة للحرس الثوري مزيداً من القوة، التي تجاوزت تلك التابعة لوزارة الاستخبارات، وذلك لرصد المعارضة. ويلعب سلاح البحرية التابع للحرس دوراً في الدوريات في مضيق هرمز. ويتجاوز نفوذ الحرس مجال السياسة الداخلية والخارجية، إلى النشاط الاقتصادي، إذ يشارك بشكل متزايد في الاقتصاد ويعمل من خلال شبكة من التعاقدات في أعمال المقاولات والمواني والاتصالات والطاقة. الممارسة العملية للحرس الثوري عملت إيران على استنساخ نموذج “حزب الله” اللبناني، فساعدت في تأسيس “فيلق بدر”، وهو من أقدم الميليشيات الشيعية العراقية، وقد تشكل في الثمانينيات، وكان الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق. وحارب إلى جانب إيران في الحرب العراقية الإيرانية. وبعد غزو العراق عام 2003 انخرط المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في الحكومة العراقية، ثم تغير اسمه إلى المجلس الأعلى الإسلامي. وانفصل “فيلق بدر” واستقل عن المجلس وغير اسمه إلى “منظمة بدر” بقيادة هادي العامري ذي العلاقة القوية بالإيرانيين، ولعب دوراً في تدريب المنظمة وتسليحها بواسطة الحرس الثوري الإيراني، واندمجت في قوات الأمن وفي العملية السياسية العراقية. كذلك “حركة عصائب أهل الحق”، التي أُسست بعد تقديم إيران الدعم للجماعة التي انشقت عن “جيش المهدي” عام 2006، وعينت قائداً لها هو قيس الخزعلي. وقد أسهم “حزب الله” اللبناني في تدريب الحركة. ووصفت الولايات المتحدة “عصائب أهل الحق” بأنها اليد المباشرة والفاعلة لـ”فيلق القدس” في العراق، إذ تدين بالولاء لإيران. وفي عام 2007، خضع قائد الحركة الخزعلي لتحقيقات أميركية اعترف فيها بدعم إيران الميليشيات العراقية بقواعد قرب طهران، وتحريضها على مهاجمة القوات البريطانية والأميركية للانسحاب من العراق. وأسست إيران أيضاً “كتائب حزب الله”، إحدى الميليشيات الشيعية المناصرة لإيران. وأسست إيران “حركة حزب الله” النجباء، التي انشقت عن “عصائب أهل الحق” في أواخر 2012، وعملت تحت قيادة أكرم الكعبي، وهي ميليشيا شيعية تدين بالولاء للمرشد الأعلى الإيراني، وعلى علاقات وطيدة بـ”حزب الله” في لبنان، وقد كان لها دور في تجنيد مقاتلين شيعة عراقيين للحرب في سوريا. واعتمدت إيران على الحرس الثوري في تقديم الدعم العسكري لحلفائها، إذ استهدفت إيران من خلال تقديم مختلف أشكال الدعم العسكري تمكين حلفائها عسكرياً وأمنياً لحين دمجهم سياسياً في مراحل لاحقة في العملية السياسية داخل بلدانهم. ويتجلى هذا الدعم في حالة “حزب الله” في لبنان منذ تأسيسه في الثمانينيات. أما في مساحات التأثير الإيرانية، فقد زادت أهمية الدعم العسكري بشكل كبير والاعتماد عليه بعد الانتفاضات العربية التي اندلعت في 2011، التي ضعفت وانهارت معها دول عربية مثل سوريا والعراق واليمن، فضلاً عن ظهور تنظيم “داعش” في سوريا والعراق. واستخدمت إيران الأداة العسكرية داخل دول الصراعات في مسارين مرتبطين ببعضهما بعضاً، الأول هو المساهمة في إنشاء ميليشيات عسكرية مؤيدة لها، والثاني هو التدخل العسكري المباشر بواسطة قوات “فيلق القدس” التابعة للحرس الثوري الإيراني. وذلك على النحو الآتي، يُعد “حزب الله” اللبناني الحليف الأهم لإيران في المنطقة، وفي مناسبات عدة دعم المصالح الإيرانية وبأشكال عديدة. وقد قام الحرس الثوري الإيراني بدور في تطوير الجناح العسكري لـ”حزب الله” منذ نشأته. وبعد تدريب الحرس الثوري عدداً من مقاتلي “حزب الله”، تمكن هؤلاء من تدريب عناصر الحزب. ولم يكن مقاتلوه يجرون جميع التدريبات داخل لبنان فحسب، بل في معسكرات في إيران. وتم إمداده بالأسلحة عبر الأراضي السورية. في الحالة العراقية: تجلى توظيف الأداة والدعم العسكري من خلال الدور الإيراني في أمرين، الأول مساندة القوى التي سبق أن أسستها عسكرياً من جهة، والثاني محاربة تنظيم “داعش” في العراق. فقد مثل وقوع الموصل في يد التنظيم عام 2014 فرصة استراتيجية لإيران. وانتقل الدور الإيراني في العراق من كونه مستتراً إلى دور في غاية الوضوح تحت مظلة محاربة تنظيم “داعش” في العراق، فمنذ عام 2014 كان وجود سليماني واضحاً ومعلناً ومبرراً، بل إن ميليشيا “عصائب أهل الحق” أشادت بدوره علناً في قيادة عمليات القتال ضد “داعش”. وفي سوريا، مع تقدم الحرب وقبل التدخل الروسي فيها، كانت قوات نظام الأسد تخسر ميدانياً، فضاعفت إيران من عملياتها في محاولة استعادة سيطرة النظام على جميع أنحاء سوريا. فعندما بدأ الأسد يفقد السيطرة على شرق البلاد وشمالها في عام 2012، ساعدت العمليات الإيرانية على تعزيز قبضة النظام السوري جغرافياً في وسط وجنوب سوريا، وامتد الدعم العسكري للنظام السوري عبر الوجود الإيراني الميداني، فتم تنفيذ عمليات عسكرية من خلال وحدات “فيلق القدس” الموجودة ميدانياً في سوريا. وتشير التقديرات إلى نشر إيران نحو 1300 و1800 فرد من قوات “فيلق القدس” والحرس الثوري داخل سوريا، بالإضافة إلى وجود بعض أفراد من الجيش النظامي الإيراني. وقدمت إيران بشكل مباشر الأموال للنظام السوري، والأسلحة، والمهمات الاستشارية، وعملت على تجنيد “حزب الله” وغيره من الميليشيات الشيعية غير السورية للقتال في سوريا، وتدخلت قوات الحرس الثوري ميدانياً بالعمليات البرية التي ساعدت قوات نظام الأسد على تنظيم نفسها. أما عن تأسيس ميليشيات عسكرية، فقامت إيران عبر “فيلق القدس” بتأسيس ميليشيات الدفاع الوطني، وهي على غرار قوة الباسيج الإيرانية، بهدف مساعدة الجيش السوري. وتم تجنيد المقاتلين الشيعة الإقليميين، ويقدر عددهم بنحو سبعة آلاف من عناصر “حزب الله”. هذا عدا عن تجنيد مقاتلين شيعة من أفغانستان وباكستان. وتشير التقديرات إلى أن “فيلق القدس” يجند نحو 50 ألفاً من عناصر الميليشيات الشيعية التي تعمل داخل سوريا. وهناك “كتائب حركة النجباء”، وهي ميليشيا شيعية عراقية، و”كتائب البعث” وهي ميليشيا موالية لحزب “البعث”. وتستهدف إيران من تدريب تلك الميليشيات والمجموعات شبه المسلحة، ووجودها داخل سوريا أكثر من غاية، أولاً تعزيز قوات نظام الأسد بتوفير قوات إضافية للحرب، وثانياً ضمان استمرار وجود عسكري إيراني في سوريا في حالة خسارة نظام الأسد. وقد تقدمت هذه الميليشيات شرقاً إلى النقطة التي يمكن أن تساعد فيها إيران على تشكيل ممر آمن للإمدادات من إيران إلى لبنان. وفي اليمن، استمرت إيران في تقديم الدعم العسكري للحوثيين، سواء عبر إمدادات السلاح أو التدريب والخبرات والاستشارات من خلال “فيلق القدس” أو مقاتلي “حزب الله”. وزودت الميليشيات الحوثية بالأسلحة عبر التهريب البحري من المواني الإيرانية إلى المياه الإقليمية اليمنية أو من خلال سواحل القرن الأفريقي. وضبطت السلطات اليمنية مرات عدة سفناً إيرانية محملة بالأسلحة للميليشيات، ومنها السفينتان “جيهان 1″ و”جيهان 2” اللتان كانتا تحملان صواريخ ومنصات مضادة للطائرات تحاول الدخول إلى اليمن. وعملت على نقل أسلحة إلى صعدة. وضبطت قوات التحالف العربي سفناً إيرانية في بحر العرب مرات عدة. ويمثل الحرس الثوري الوجه العسكري للسياسة الإيرانية، بل إنه أهم أدوات صنع السياسة الخارجية الإيرانية وتنفيذها. المزيد عن: إيران\الحرس الثوري الإيراني\قاسم سليماني\حزب الله \ نظام الأسد\سوريا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post صعود رجل العصابات أنتوني كاسو.. “مجنون الارتياب” وقاتل المخبرين قبل أن يصبح مخبراً للشرطة! next post بطاقات إسرائيلية للمسؤولين الفلسطينيين ورجال الأعمال تسهل تحركاتهم You may also like متحدث “قسد” لـ”اندبندنت عربية”: هذه شروط انخراطنا في... 26 ديسمبر، 2024 دان كورتز فيلان في حوار مع أنتوني بلينكن:... 26 ديسمبر، 2024 عامُ “البجعات السوداء” في العالم العربي! 25 ديسمبر، 2024 وثائق خاصة لـ”المجلة” تكشف تجسس نظام الأسد على... 25 ديسمبر، 2024 دمشق تحمل إيران تداعيات تصريحاتها وتركيا تسعى لترسيم... 25 ديسمبر، 2024 خيمة اليأس والرجاء… نساء المختطفين اللبنانيين في سوريا 25 ديسمبر، 2024 الاعتراف بسورية مزارع شبعا قد ينزع شرعية “حزب... 25 ديسمبر، 2024 حكايات وأرقام مفزعة للمختفين قسرا في سوريا 24 ديسمبر، 2024 أكراد سوريا… معركة التاريخ والمخاض الجديد 24 ديسمبر، 2024 مخطوفون ومطلوبون… ما مصير رجالات الأسد في لبنان؟ 24 ديسمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.