لهذا السبب قتلوا آن فرانك، لكن كلماتها ظلت حية وتحدت الكراهية (أ ب) ثقافة و فنون فرض الرقابة على مذكرات آن فرانك بحجة “حياتها الجنسية” by admin 25 سبتمبر، 2023 written by admin 25 سبتمبر، 2023 44 هناك جهود لإسكات آن فرانك الآن كما تم إسكاتها في الماضي اندبندنت عربية \ نواه برلاتسكي خلال السنوات الأخيرة، شن المحافظون سلسلة مستمرة من الهجمات على المكتبات العامة والمكتبات المدرسية، مطالبين بإزالة وحظر الكتب التي يعتبرونها غير أخلاقية أو تشكل تهديداً للأطفال. وقد تمت مقارنة موجة الرقابة المخيفة تلك أكثر من مرة بحرق الكتب على أيام النازية. والآن، بذل الحزب الجمهوري قصارى جهده لإثبات صحة هذه المقارنات من خلال استهداف أعمال آن فرانك، كاتبة اليوميات اليهودية الألمانية التي كتبت تفاصيل حياتها بين سن 12 و15 سنة قبل أن تلقى حتفها في معسكرات الاعتقال التابعة لهتلر. إن الجهود المبذولة لإسكات فرانك اليوم، تماماً كما تم إسكاتها في الماضي، هي جهود وقحة، ولكنها ليست مفاجئة. فكراهية اليمين المتطرف وهواجسه اليوم تشبه إلى حد كبير كراهيته وهواجسه في ما مضى. ويتم اختيار الأشخاص المهمشين أنفسهم ككبش محرقة باسم المجتمع نفسه الذي يفترض أنه نقي، ولكنه في الواقع عنيف وغير متسامح. كانت الرواية المصورة المقتبسة من مذكرات آن فرانك والتي كتبها كاتب السيناريو الإسرائيلي آري فولمان هدفاً للرقابة من قبل، وقد أزالت مجموعة “أمهات من أجل الحرية” اليمينية المتطرفة الكتاب من مكتبة المدرسة في فلوريدا في وقت سابق من هذا العام. حدث هذا التحدي الأخير في ولاية تكساس. تم طرد مدرس في مدرسة إعدادية بسبب إدراج الرواية المصورة ضمن برنامج طلاب الصف الثامن، وهم في عمر آن نفسه تقريباً عندما كانت مختبئة من النازيين في العلية. تم استبعاد الرواية المصورة جزئياً لأنها تتضمن مقاطع تناقش فيها فرانك دورتها الشهرية وتخيلاتها السحاقية. عدلت آن هذه المقاطع، وتحدثت عن قصص الإعجاب بالصبيان في نسخة من المذكرات التي أعدتها لنفسها، ولكن تمت إضافتها إلى معظم الطبعات المعاصرة، ذلك لأن المحررين والقراء يعتقدون أنه من الضروري الاعتراف بآن كإنسانة كاملة وكاتبة كاملة. أعلن النازيون أن آن نجسة وقتلوها باسم الطهارة. نحن لا نريد أن نوقعها من طريق حجب أجزاء من حياتها باعتبارها قذرة للغاية أو غير محترمة بما فيه الكفاية. لكن يبدو أن المحافظين لا يهتمون فعلياً بإرث فرانك. ويتماشى هجومهم على الرواية المصورة مع حالة الذعر السائدة حالياً من الرقابة اليمينية، التي ركزت على كتب مجتمع الميم مثل كتاب مايا كوبابي. الجنس المثلي: مذكرات وكتاب جونو داوسون: هذا الكتاب مثلي الجنس. في عام 2022، تم استهداف عدد كتب قياسي من قبل الرقابة بلغ 2571 كتاباً – بزيادة قدرها 38 في المئة على عام 2021. وقد تم تصعيد وتفاقم عمليات حظر الكتب هذه عبر التهديدات بالقتل وبالقنابل ضد أولئك الذين يعارضونهم. “الغالبية العظمى” من الكتب المعترض عليها، وفقاً لـALA، كانت مكتوبة بواسطة أو عن أشخاص من مجتمع الميم أو أشخاص من عرق آخر. يدعي اليمين أن الكتب التي تتحدث عن المثليين غير مناسبة للأطفال. فالافتراض هو أن الأطفال المثليين أو ثنائيي الجنس، مثل آن فرانك، غير موجودين، ولا ينبغي أن يكونوا موجودين، أو لا ينبغي أن يكونوا قادرين على القراءة عن الأشخاص الذين لديهم تجارب مثل تجاربهم. ومن الجدير ذكره أن النازيين فرضوا رقابة على المواد المتعلقة بمجتمع الميم أيضاً. وبعد بضعة أشهر من تعيين هتلر مستشاراً في عام 1933، انخرط النازيون في عملية حرق كتب عنيفة. لقد استهدفوا على وجه التحديد معهد ماغنوس هيرشفيلد للأبحاث الجنسية، وهو مركز طبي يقدم رعاية تأكيد للنوع الاجتماعي للمرضى المتحولين جنسياً ويجري أبحاثاً رائدة في المجال. وقد أحرق النازيون والألمان المتعاطفون مع النازيين مكتبة المعهد التي لا تقدر بثمن، والتي لا يمكن تعويض كثير منها. كان هيرشفيلد رجلاً يهودياً مثلياً. وقد كرهه النازيون لكونه يهودياً بالطبع، لكنهم استهدفوه أيضاً بسبب ميوله الجنسية. وبقدر ما كان يهم النازيين، كان المثليون واليهود جزءاً من “التهديد” نفسه. كان هتلر ملتزماً تأسيس مجتمع من العرق الآري الخالص، إذ ينجب الرجال البيض الأقوياء والنساء البيض المطيعات أطفالاً بيضاً مثاليين لخدمة “الزعيم” (الفوهرر) وغزو العالم. أعلن رئيس قوات الأمن الخاصة، هاينريش هيملر، أن “كل ما يحدث في المجال الجنسي ليس شأناً خاصاً للفرد، ولكنه يدل على حياة الأمة وموتها”. كان النازيون مهووسين بفكرة أن الشعب اليهودي سيضعف العرق الآري من خلال إنجاب أطفال من الألمان البيض، وكتاب “كفاحي” مليء بالتصريحات الصاخبة ضد “تدنيس العرق”. وعلى المنوال نفسه، كان ينظر إلى الأشخاص المثليين على أنهم يشكلون تهديداً للحياة الجنسية الإنجابية البحتة. قد يدعي اليمينيون أنهم لا يحبون عمل آن فرانك لأنه يناقش ازدواجية التوجه الجنسي، وليس لأن فرانك يهودية، لكن لا يمكنك فصل آن اليهودية عن آن المزدوجة الميل الجنسي. إنها شخص واحد. سواء كنت تستهدفها بسبب هوية واحدة احتقرها النازيون أو هوية أخرى احتقرها النازيون أيضاً، فأنت لا تزال تستهدف الفتاة نفسها التي قتلها النازيون. يريد الفاشيون التخلص ممن يعتبرونهم منحرفين، يريدون منعهم من التحدث ومنع الآخرين من رؤيتهم. إن فرض الرقابة على مذكرات فرانك ومناقشة فرانك حياتها الجنسية هي وسيلة للقول إن كلمات فرانك وتجارب فرانك خطرة ومعدية وغير نقية، هذا هو بالضبط ما يفكره النازيون عن الشعب اليهودي، وعن المثليين أيضاً. ولهذا السبب قتلوا آن فرانك، لكن كلماتها ظلت حية وتحدت الكراهية. لا ينبغي لنا أن نسكتها حين فشلوا هم في إسكاتها. © The Independent المزيد عن: آن فرانكالنازيةالمثلية الجنسية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post عبده وازن يكتب عن..هاني نقشبندي: الجوائز تسيء إلى الرواية… نحن نترجم الغرب ونقرأه وهو لا يقرأنا next post ليو فيريه يكرس نفسه شاعراً ويصدر مجموعة تضم 400 قصيدة You may also like استعادة كتاب “أطياف ماركس” بعد 20 عاما على... 28 نوفمبر، 2024 تحديات المخرج فرنسوا تروفو بعد 40 عاما على... 28 نوفمبر، 2024 21 قصيدة تعمد نيرودا نسيانها فشغلت الناس بعد... 28 نوفمبر، 2024 الرواية التاريخية النسوية كما تمثلت لدى ثلاث كاتبات... 28 نوفمبر، 2024 بودلير وهيغو… لماذا لا يطيق الشعراء الكبار بعضهم... 27 نوفمبر، 2024 شوقي بزيع يكتب عن: شعراء «الخيام» يقاتلون بالقصائد... 27 نوفمبر، 2024 محمود الزيباوي يكتب عن: ماجان القديمة …أسرارٌ ورجلٌ... 27 نوفمبر، 2024 «سأقتل كل عصافير الدوري» للكاتبة العُمانيّة هدى حمد 27 نوفمبر، 2024 محمد خيي ممثل مغربي يواصل تألقه عربيا 27 نوفمبر، 2024 3 جرائم سياسية حملت اسم “إعدامات” في التاريخ... 27 نوفمبر، 2024