السبت, ديسمبر 28, 2024
السبت, ديسمبر 28, 2024
Home » فاروق يوسف يكتب عن: لن تنجح المعجزة الصينية إلا بيقظة فلسطينية

فاروق يوسف يكتب عن: لن تنجح المعجزة الصينية إلا بيقظة فلسطينية

by admin

 

في انتظار الفتح الصيني فكأنك يا بو زيد ما غزيت.

The Middle East Online / فاروق يوسف

نجحت الصين في دقع الفصائل الفلسطينية ومن ضمنها حركة حماس إلى مواجهة الحقيقة التي طالما رفضت الاعتراف بها أو بضرورة الخضوع لشروطها.

بموجب الاتفاق الذي رعته الصين تخلت حماس عن حكمها المطلق في غزة وصارت على استعداد لتسليمها إلى السلطة الفلسطينية، ولكن ما هو الثمن؟

ذلك ما لم يكن واضحا في صيغة الإعلان الذي قدمته بكين إلى وسائل الإعلام. ربما لم ترغب بكين في أن تظهر حماس بصورة الخاسر بعد كل ما جرى في غزة.

ولكن ما لا يمكن توقعه صينيا وفلسطينيا أن تتم التضحية بحماس مقابل لا شيء من الجانب الإسرائيلي المستمر في عدوانه الهمجي الذي يزداد عنفا وضراوة.

ما لا يمكن إنكاره أن الإتفاق الفلسطيني هو خطوة متقدمة، غير أنها خطوة جاءت متأخرة. وقد لا تنفع في إحراج حكومة نتنياهو التي أفقدها جنونها معايير التفاوض على شيء بعينه، بحيث يُشك في أن نتنياهو ذهب إلى واشنطن وفي جعبته خيارات لإنهاء الحرب.

في المقابل فإن نجاح الصين في ضمان صورة فلسطينية معتدلة لمرحلة ما بعد الحرب سيكون بمثابة بطاقة خضراء لدخولها معترك مفاوضات من نوع مختلف مع طرف، ستكون إسرائيل دائما في حاجة إليه.

ذلك الطرف هو الولايات المتحدة التي ستجد في الإتفاق وسيلة لإنقاذ حليفها نتنياهو من جنونه الذي فقد الكثير من شعبيته داخل الأوساط الأميركية الحاكمة.

لم تكن زيارة نتنياهو الأخيرة لواشنطن مثل زياراته السابقة. لقد قاطعها الكثير من السياسيين والنواب كما أن بايدن وهو داعمه الرئيس يعد الأيام لمغادرة البيت الأبيض.

حققت الصين إذاً من خلال الاتفاق اختراقا كبيرا لا على المستوى الفلسطيني وهو أمر ينبغي أن نضعه في الاعتبار حسب، بل وأيضا على مستوى مواقف الأطراف الداعمة للعنف الإسرائيلي وبالأخص الولايات المتحدة.

الكرة الآن كما يُقال في الملعب الصيني. والصين باعتبارها دولة كبرى وعقل العالم الصناعي لا تتورط في مسألة، تعرف أنها ستخرج منها صفر اليدين. ذلك ما دفع الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حماس إلى أن تثق بها. وهو ما جعلها مؤهلة لإنجاز تلك المعجزة بصيغتها الوطنية حيث يدرك الفلسطينيون أن الحل الصيني لو وجد طريقه إلى الواقع فإنه سيخرجهم من واحدة من أكثر متاهاتهم انغلاقا.

ولكن بقدر ما سيشكل الحل الصيني حبل انقاذ لحكومة نتنياهو بقدر ما سيكون حبل مشتقة لمستقبل نتنياهو السياسي. بطريقة ما سيخرجه من حربه العبثية التي صنعت منه مجرم حرب من وجهة نظر العدالة الدولية غير أنه سيضعه في مواجهة استحقاقات مرحلة ما بعد الحرب التي لن تعفيه من مسؤولية ما ترتب عليها من أضرار. فليس صحيحا أن الإسرائيليين كلهم لا يفكرون بخطر سياسات حكوماتهم على وجودهم وهي السياسات التي تقوم على عدم إنهاء الصراع بطريقة عادلة. لم يعد العمى الصهيوني مهيمنا على الجميع كما كان من قبل.

وبغض النظر عن ردود الأفعال الإسرائيلية المدمرة فإن ضربة “طوفان الأقصى” كانت بالنسبة لمواطني الدولة العبرية جرس إنذار وهو ما سيدفعهم إلى النظر بحذر شديد إلى ما يمكن أن تشكله سياسات نتنياهو وأمثاله من خطر على وجودهم.     ً

يعرف نتنياهو أن نهاية الحرب يمكن ان تشكل نهاية لحياته السياسية، بل أنها ربما ستكون ممره إلى المحاكمة. ذلك لأن الكثيرين يحملونه المسؤولية الأمنية لمرحلة ما قبل طوفان الأقصى. وهي مرحلة يدخل في إطارها البحث عن حل لإنهاء الصراع المستمر منذ ثمانين سنة.

وإذا ما كانت الكرة في الملعب الصيني من جهة ما يمكن أن تحققه الصين من اختراقات على مستوى معالجة الموقف الأميركي أولا فإن الفلسطينيين من جهتهم غير معفيين من العمل الإيجابي لإنجاح الإتفاق. أما أن يعودوا إلى قواعدهم في انتظار الفتح الصيني فكأنك يا بو زيد ما غزيت.

لن تنجح الصين في فرض معجزتها إلا من خلال فلسطينيين يثبتون للعالم أنهم تغيروا وأنهم اليوم ليسوا أبناء الأمس الذي غلب عليه الشقاق والنفاق وأن القضية التي يدافون عنها هي قضيتهم وليست قضية أية دولة يتعاطفون معها عقائديا أو سياسيا. لقد ذهب عقائديو حماس إلى الصين الملحدة إيمانا بقدرتها على إنقاذهم وهو ما يوجب عليهم أن يفهموا أن إيران لن تنقذهم.

ينجح الحل الصيني إذا تحول إلى حل فلسطيني.

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00