إمرأة ومن أصول أفريقية وسيلتان للترويج لنهج جديد في إدارة العالم بأقلامهم فاروق يوسف يكتب عن: درس في الديمقراطية الأميركية by admin 26 يوليو، 2024 written by admin 26 يوليو، 2024 88 ترامب هو أميركا من غير مكياج فيما يصر الديمقراطيون على الترويج لأميركا التي تخدع شعبها قبل أن تخدع المليارات التي تقع تحت هيمنتها. The Middle East Online / فاروق يوسف استعاد الديمقراطيون الأميركان حضورهم المحترم في الانتخابات الرئاسية حين أجبروا جو بايدن على سحب ترشيحه وإحلال نائبته كامالا هاريس محله. الديمقراطية عمياء حتى في الولايات المتحدة. أما بايدن أو نائبته. ألا يملك الحزب الديمقراطي خيارا أفضل؟ العودة إلى خيار أوباما هي عبارة عن لعبة مكشوفة. في مواجهة شعبية ترامب التي تزايدت بعد محاولة اغتياله وكان قبلها متفوقا على بايدن في استفتاءات الرأي العام وجد الديمقراطيون في إمرأة من أصول أفريقية ردا مناسبا. إمرأة ومن أصول أفريقية وسيلتان للترويج لنهج جديد في إدارة العالم. تلك محاولة تهريج تناسب العقل الاستهلاكي الأميركي الذي يُعنى بالصورة أكثر من المعنى. ولكنها محاولة شعبوية هي الأخرى. فإذا كانت الشعبوية كظاهرة سياسية قد أُلصقت بترامب باعتباره رمزها الأكثر وقاحة فإن خصومه فعلوا الأسوأ. احتفظ الديمقراطيون بالرئاسة لولايتين متتاليتين بعنوان واحد هو باراك أوباما. شاب ثري من أصول افريقية كان أشبه بغلاف لمجلة موضة. كامالا هاريس هي الشيء نفسه. لكن الظروف قد تغيرت. الخصم مختلف. شعبوية الديمقراطيين التي تتكتم على أسرارها لن تنتصر على شعبوية ترامب التي لا تخشى الفضائح، بل تذهب معها إلى النهاية. ترامب هو أميركا من غير مكياج فيما يصر الديمقراطيون على الترويج لأميركا التي تخدع شعبها قبل أن تخدع المليارات التي تقع تحت هيمنتها. كل الذين وقفوا ضد ترامب أثناء رئاسته الأولى يعرفون جيدا أنه يمثل صورة أميركا الحقيقية. أميركا التي يكرهون أن تمثلهم. ولكنها كانت موجودة دائما، بغض النظر فيما إذا كان الرئيس جمهوريا أو ديمقراطيا. لقد ظُلم ترامب حين صار عنوانا للرذيلة والبذاءة والانحطاط الأخلاقي الأميركي. كان الأسوأ لأنه قال الحقيقة. لم يخف ترامب شيئا من تفاهته. وهي تفاهة كل رئيس أميركي. ربما كان أقل ميلا للجريمة من سواه. الجمهوريون الذين سبقوه. ليندون جونسون وجورج بوش الأب والإبن. غير أن اللعبة في إطارها الأميركي قابلة للمفاجآت. قد تنتصر كامالا هاريس على دونالد ترامب. المزاج الأميركي لا يعبر عن ضمير مرتاح. هناك نوع من السلوك المرضي الذي لا يجاريه أي سلوك عدواني في العالم. وبغض النظر عما تسفر عنه الانتخابات الأميركية فإن أحوال العالم ستزداد سوءا. لا ترامب ولا هاريس سيوقفان الحروب وبالأخص في عالمنا العربي. وليس هناك من أمل في أن تنحرف الولايات المتحدة قليلا عن سياستها في الشرق الأوسط. وهو ما يهمنا. ستبقى إسرائيل بمثابة الطفل المدلل الذي يفعل ما يشاء. ولكن الأسوأ في فضائحيته وهو ترامب سيكون الأفضل بالنسبة للعالم العربي. لا لأنه يحب العرب، بل لأنه الرئيس الأميركي الممكن والوحيد الذي هو على استعداد أن يشير إلى الخطر الذي تمثله إيران على العالم. لقد فعل ترامب ما لم يفعله رئيس أميركي آخر للمنطقة حين أمر بقتل قاسم سليماني. أما انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني فقد كان لطمة لكل سياسات أوباما التي ألحقت الخراب بالمنطقة. وإذا ما عدنا إلى لعبة الديمقراطية الأميركية فإن استبدال بايدن بهاريس يمثل لحظة استخفاف بجمهور الحزب الديمقراطي الذي لم يكن له رأي بالموضوع. لم يكن بايدن يفكر في شق الطريق أمام هاريس إلى الرئاسة حين اختارها نائبة له. ولكن المرأة صارت صالحة للصراع بحكم وجود ترامب. هناك مَن يفكر في أن الانتصار على ترامب لا يمكن أن يتم إلا عن طريق فكرة شعبوية تجمع بين النسوية والعرق الأفريقي. إنها فكرة لئيمة وخبيثة سيكون ترامب قادرا على فضحها بوسائله المبتذلة. ولكن هل يحتاج العالم إلى ترامب مرة أخرى؟ لو أن العالم كان مبنيا بشكل صحيح لما احتاج أحد إلى سؤال من ذلك النوع. ولكن الخلخلة التي هي جزء من مظاهر الهيمنة الأميركية على العالم تضع رئيس الولايات المتحدة في منصب رئيس العالم. فالعرب يفكرون في الرئيس الأميركي القادم بالدرجة نفسها التي يفكر من خلالها خصومهم في إسرائيل. كما أن إيران تضع أذنها على الأرض لتنصت إلى تحركات الأرض في نيويورك. بعيدا عما يفكر السياسيون به من نتائج فإن نتائج صراع الثيران الديمقراطي في الولايات المتحدة كانت سيئة. لقد أُفتضحت الديمقراطية الأميركية. في الملايين التي تناصر الحزب الديمقراطي لم يكن هناك أحد يخلف بايدن في الترشيح للرئاسة. ذلك وحده سبب لانتصار ترامب. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post مبادرة أميركية قد تنجح في إنهاء حرب السودان next post الرواية الجزائرية تحفل بالأمكنة ودلالاتها You may also like نادية شادلو تكتب عن: كيف يمكن لأميركا استعادة... 14 نوفمبر، 2024 جهاد الزين يكتب من بيروت عن: تأملات ثقافية... 12 نوفمبر، 2024 نبيل فهمي يكتب عن: وماذا بعد؟ 12 نوفمبر، 2024 ماري ديجيفسكي تكتب عن: لماذا تفادى الناخبون الأميركيون... 12 نوفمبر، 2024 كيف سيتأثر الشرق الأوسط بعودة ترمب؟ 12 نوفمبر، 2024 حشود الميليشيات تهاجم قناة “إم بي سي” السعودية... 8 نوفمبر، 2024 الميليشيات العراقية تحاول التعتيم على دورها في الهجمات... 8 نوفمبر، 2024 عيدو ليفي يكتب عن: الاستفادة القصوى من الوجود... 8 نوفمبر، 2024 بادية فحص تكتب عن: محاولة لفهم موافقة “حزب... 8 نوفمبر، 2024 كيفية تقييم خيارات الرد الإيراني ضد إسرائيل 6 نوفمبر، 2024