بأقلامهمعربي فاروق يوسف : الأحزاب الشيعية في العراق تفتح النار على المستقبل by admin 17 يناير، 2022 written by admin 17 يناير، 2022 33 من الضروري بالنسبة للأحزاب الشيعية المهزومة أن يتم تعطيل المتغير السياسي الذي إذا ما استقام واستقر سيؤدي إلى قيام نظام سياسي جديد. ميدل ايست اونلاين \ فاروق يوسف انتهى الحوار بين الأحزاب الشيعية المنتصرة والمهزومة في الانتخابات العراقية الأخيرة إلى الفشل. ذلك ما كان متوقعا. وكان متوقعا أيضا أن ذلك الفشل سيؤدي إلى صدام مسلح. اما ما لم يكن متوقعا أن يجري ذلك الصدام بطريقة غير مباشرة. وهو ما حدث فعلا حين تعرضت مقرات الأحزاب التي تحالفت مع مقتدى الصدر لهجوم مسلح، ليس من الصعب القاء مسؤوليته على الميليشيات التي هي واجهة الأحزاب الخاسرة في الانتخابات. ذلك الهجوم هو رسالة تهديد أولية إلى القوى التي تمثل الأحزاب السنية والكردية التي قررت أن الحفاظ على مصالحها يقتضي التحالف مع الصدر في مواجهة حاسمة مع الأحزاب التي تأكدت حقيقة أنها فقدت قاعدتها الشعبية وقد صار وجودها رهينا بالقوة المسلحة التي يمثلها الحشد الشعبي. لم تعد الصورة اليوم غامضة غير أن المشهد السياسي سيزداد اضطرابا وسيكون التصعيد المتشدد هو سيد المرحلة القادمة. ربما يتراجع حلفاء الصدر عن تحالفهم معه غير أنهم لن يذهبوا بذلك التراجع إلى درجة التحالف مع أعدائه الذي سيزدادون شراسة بحثا عن فرصة لإسقاط حلمه في تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر التي يحق لها تشكيل الحكومة. سيكون شرط تلك الكتل “السنية والكردية” أن تحل الأحزاب الشيعية خلافاتها وهو ما لا يمكن توقع حدوثه. لقد ذهب الطرفان كلا في طريقه ولم يعد اللقاء في منتصف الطريق ممكنا. انتظار سيطول ولن تتشكل بموجبه حكومة جديدة تخلف حكومة مصطفى الكاظمي التي سيطول أمد بقائها من غير صلاحيات. بات من الواضح أن الأحزاب المهزومة لم تعد تنظر بعين الارتياح إلى ما يجري من حولها، بل أنها وصلت إلى قناعة مفادها أن حلفاء الأمس صاروا في غنى عنها وهي مهزومة كما أنهم صاروا على استعداد للتآمر عليها بعد أن ضمنوا ضيق القاعدة الشعبية التي تستند عليها وهي قاعدة تتألف من أفراد الميليشيات الذين قد يفقدون مصادر رزقهم إذا ما انتهت هيمنة الأحزاب على الدولة وثرواتها. في منطق الأحزاب فإن هزيمتها في الانتخابات كانت عنوانا لمؤامرة، الهدف منها اضعاف قدرتها على ضبط العلاقات بين ما يسمى بـ”المكونات العراقية” داخل نظام المحاصصة الطائفية وهو أمر غير مسموح به لا بالنسبة لإيران وحدها بل وأيضا بالنسبة لمَن يديرون ماكنة الفساد في سياق مصالح متداخلة صارت هي الأساس في إدارة هيكل الدولة. وليس من المستبعد أن الحكومة، أية حكومة ستكون عاجزة عن العمل الإيجابي إذا ما أعلن أتباع الأحزاب المسيطرون على مفاصل الدولة عن عصيان أوامرها والعمل على افشال مشاريعها. لقد تمسكت الأحزاب الشيعية المهزومة برغبتها في الغاء نتائج الانتخابات بالرغم من توقيع المحكمة الاتحادية على تلك النتائج. وكانت تتوقع أن الصدر سيعتبر انتماءه المذهبي هو الأساس فيعمل على تغليب ذلك الانتماء على ما يمكن أن يحدثه التمسك بالنتائج من شقاق داخل ما يُسمى بـ”البيت الشيعي” الوهمي. كان الحل جاهزا ويكمن في العودة إلى توافقية تحل خلاصاتها محل نتائج الانتخابات وبذلك تستعيد الشيعية السياسية تماسكها في مواجهة الآخرين الذين سيعتبرون أنفسهم مجرد ذيول مستفيدة من ذلك التوافق ويكونون على استعداد للطاعة أينما بحل القرار الشيعي. غير أن الصدر ركب رأسه كما يُقال وصار يغري الآخرين بضعف أبناء “مذهبه” تحت شعار الأغلبية الوطنية التي صدمت الأحزاب حين ذهب إلى التطبيق الذي لم يكن في حقيقته إلا محاولة لتكريس هيمنة التيار الصدري على المشهد السياسي في ظل التفاف سني كردي. لذلك كان من الضروري بالنسبة للأحزاب أن يتم تعطيل المتغير السياسي الذي إذا ما استقام واستقر سيؤدي إلى قيام نظام سياسي جديد. صحيح أن ذلك النظام سيكون هو الآخر نظاما طائفيا غير أنه سيستبعد هذه المرة حلفاء إيران الأكثر تبعية وخضوعا وهو ما يعني بناء دولة جديدة لن تقوم على معادلات التسوية الأميركية الإيرانية الجاهزة. ولقد فضلت الأحزاب أن تبدأ بالحلقات الضعيفة قبل أن تبادر الصدر بهجومها. تضعفه سياسيا قبل أن تنهكه عسكريا. وقد لا تحتاج إلى الصدام المسلح به إذا ما انفض عنه مناصروه من السنة والأكراد. سيكون على أولئك الآخرين أن يتجنبوا السقوط في الأرض الحرام. فهل سيتمكن الصدر من الاستمرار في تقديم اغراءات التحالف معه في ظل ذلك الخوف الذي سيتمكن من حلفائه؟ في متاهة ذلك السؤال سيعيش العراق جحيما من نوع مختلف. 3 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “حرب كل الجبهات” هل تتجه إلى الحديدة وتعز؟ next post “صوفي شول” أو عودة مباغتة إلى تلك الصبية التي كانت رمزا لمقاومة منسية You may also like ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 3 comments Hack Slot Online 17 يناير، 2022 - 2:34 ص Hi there it’s me, I am also visiting this web site daily, this web page is actually good and the people are in fact sharing nice thoughts. Reply 실시간바카라 17 يناير، 2022 - 2:38 ص Wow, wonderful blog layout! How long have you been blogging for? you made blogging look easy. The overall look of your site is fantastic, as well as the content! Reply federal marshal badge 14 أغسطس، 2024 - 11:10 م I never thought about it this way before. Thanks for opening my eyes. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.