غزّة ليست للبيع، هتف متظاهرون في مونتريال

راديو كندا الدولي / سمير بن جعفر

تتواصل ردود الفعل على تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء الماضي والتي اقترح فيها أن تسيطر بلاده على قطاع غزة وتفرغه من سكانه لتحويله إلى ’’ريفييرا الشرق الأوسط‘‘.

ففي مونتريال، نُظّمت ظهر اليوم الأحد مظاهرة أمام مقرّ القنصلية الأمريكية في وسط المدينة شارك فيها عشرات من الأشخاص.

وحملوا أعلاماً فلسطينية ولافتات عليها شعارات تقدَّمها شعار ’’غزة ليست للبيع‘‘ الذي تمّ ترديده من طرفهم خلال المظاهرة.

وفي حوار مع راديو كندا الدولي، أوضح أحد المتظاهرين الذي فضّل عدم الإدلاء باسمه أنّه يشارك في المظاهرات الداعمة للفلسطينيين و ’’ضدّ إبادتهم‘‘ منذ بداية الحرب على غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويعتبر هذا المتظاهر أن تصريحات الرئيس الأمريكي نابعة من ’’جهل‘‘ هذا الأخير.

الرئيس الأمريكي شخص جاهل يظنّ أن كلّ شيء يُباع ويُشترى ويمكن أن يكون موضوعاً للمساومة. وسوف يدرك أنّ فلسطين ليست للبيع.

نقلا عن متظاهر

شارك في المظاهرة بضع عشرات من الأشخاص.
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

وجاءت تصريحات دونالد ترامب، والتي حاولت إدارته تلطيفها فيما بعد، خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي كان في زيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية، الأولى لرئيس حكومة أو دولة منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

واقترح الرئيس الأمريكي خلال هذا المؤتمر الصحفي تهجير حوالي مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة إلى دول أخرى مثل مصر أو الأردن.

وأضاف أنّ الولايات المتحدة ستتكفّل بمهمة تنظيف أنقاض قطاع غزة وأنّه بعد إعادة الإعمار، ’’سيتمكن الناس من جميع أنحاء العالم‘‘ من العيش هناك وسيصبح المكان ’’مكانًا دولياً لا يصدق.‘‘

ولا يستبعد ترامب عودة ’’الفلسطينيين‘‘ أيضاً للعيش هناك.

ونال اقتراح ترامب رضا رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنه أثار غضبا عبر العالم. وأدانت العديد من الدول، بما في ذلك كندا، الخطة بشدة، وأكدت أن حل الدولتين هو الكفيل بإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وذكّرت الأمم المتحدة بأن النقل القسري للفلسطينيين إلى دول أخرى من شأنه أن يشكل انتهاكاً للقانون الدولي.

ويضيف العديد من الخبراء أن التهجير القسري للسكان يشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. وأكدوا أن مثل هذه الخطة من شأنها أن تخالف الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وتفتح الطريق أمام دول أخرى لتحذو حذوها. ويستشهدون على وجه الخصوص بمخططات الصين تجاه تايوان.

دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو خلال مؤتمرهما الصحفي المشترك في 4 فبراير/شباط 2025.
الصورة: Getty Images / Chip Somodevilla

وفي حديث مع راديو كندا الدولي، قال مؤمن الذي فضّل عدم ذكر اسمه كاملاً، إنّه يعتبر أنّ تصريحات الرئيس الأمريكي ‘‘إجرامية ومخالف للقانون وقالها بصوت عال أمام الجميع وتمّ تصويرها وتداولها.‘‘

ويرى هذا الكندي التونسي أنّ هذه التصريحات أسفرت عن أمور إيجابية كتأكيد المملكة العربية السعودية أنّ تطبيع علاقاتها مع إسرائيل مرتبط باعترافها بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.

وثمّن موقف الحكومة الكندية التي تدعو أيضاً إلى حلّ الدولتين. لكنّه أعاب على رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو نشره لتغريدة على موقع ’’أكس‘‘ حيث عبّر فيها فقط عن فرحته للإفراج على الرهائن الإسرائيليين دون الحديث عن المساجين الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل.

أحد المشاركين في المظاهرة : الكندي التونسي مؤمن.
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

(مع معلومات من موقع راديو كندا)