الخميس, سبتمبر 19, 2024
الخميس, سبتمبر 19, 2024
Home » عن “أوزمبيك” وارتداداته… نهم وجوع

عن “أوزمبيك” وارتداداته… نهم وجوع

by admin

 

جوع مفرط واستعادة للوزن المفقود – تقرير عن تزايد عدد الأشخاص الذين يوقفون العقار “المعجزة” لخسارة الوزن والخوف من تأثير انسحابه من الجسد

اندبندنت عربية / زوي بيتي

لسان حال سوزي كوكس “يصبح القلق رفيقك الدائم”. تستخدم السيدة “ويغوفي” منذ ستة أشهر تقريباً وصباح الجمعة وقفت على الميزان ورأت رقماً يبدأ بالستين للمرة الأولى منذ خمس سنوات.

وتابعت بقولها “إنه أمر مشوق، لكنني سأتكلم بصراحة – عادة عندما أخسر وزناً وتصبح ثيابي واسعة عليَّ، أحملها بكل فخر واعتزاز كي أتبرع بها للجمعية الخيرية. لكن هذه المرة، وضبت كل شيء تحت السرير. لأنني أخشى أن أعود إلى قياس 16 أو 18 أو 20 فور توقفي عن تناول الدواء”.

كوكس من الأشخاص الذين تحسنت حياتهم بفضل “أوزمبيك” وغيره من عقاقير خسارة الوزن التي تقوم على “سيماغلوتيد” و”تيرزيباتيد” – وقد كتبت مقالة عن الموضوع نشرتها “اندبندنت” في يونيو (حزيران). لكن، مثل كثيرين ممن يتناولون هذا الدواء، تواجه كوكس الآن احتمالاً مقلقاً جداً، فيما تعد هذه الأدوية فعالة جداً عند تناولها بانتظام، يقول بعض المستخدمين إنه بعد تخفيف الجرعة تدريجاً أو إيقاف الدواء كلياً، يعود إليهم شعور الجوع “المفرط”، وقد اكتسبت أعداد كبيرة منهم شطراً راجحاً من الوزن الذي فقدته.

ويلجأ مستخدمو “أوزمبيك” حالياً إلى “تيك توك” و”ريديت” بحثاً عن الدعم بعد التوقف عن تناول الدواء للتعامل مع ما يمرون به من انعدام الشعور بالشبع. وكتبت المؤثرة والكوميدية كلوديا أوشري في منشور جديد لها “ماذا نأكل لكي نشبع؟ لا أستطيع الشعور بالشبع. تناولت للتو ستيك وزنه 340 غراماً وأشعر بجوع شديد، لذلك آكل الفشار. ما الذي يشعركم بالشبع؟”.

وكتب أحدهم في التعليقات الكثيرة المؤيدة لكلامها على المنشور “هذا ما حدث معي بالضبط بعد تناول عقار ‘مونجارو’. كنت أشعر بنهم لا يخبو! لا يمكن أن أجيبك، بل أن أدعو لك فقط”.

منذ الموافقة على استخدام “أوزمبيك” لغرض خسارة الوزن في هيئة الخدمات الصحية البريطانية في سبتمبر (أيلول) 2023، ظل الطلب عليه عالياً ولا يزال في ارتفاع. وفيما يستخدم في الأساس لعلاج السكري من النوع الثاني – وهو مرض أيضي مزمن يحدث عندما لا يستطيع الجسم أن يستخدم الإنسولين بصورة مناسبة – فإن فوائده من حيث خسارة الوزن هي التي رسخت شعبيته.

وانتشر استخدام هذا العقار الذي بات متاحاً للشراء من الصيدليات الرئيسة بسعر يراوح ما بين 149 و297 جنيهاً استرلينياً شهرياً حسب الجرعة، بصورة كبيرة جداً لدرجة أن البعض بات يستخدمه لأسباب تتعلق بالحياة اليومية، لكي “ينقص مقاس الثياب” مقاساً واحداً قبل حدث كبير أو عطلة.

يعاني كثر ممن استخدموا “أوزمبيك” على مدى طويل من أجل التعامل مع التغييرات (أ ف ب/ غيتي)​​​​​​​

أسرت إليَّ إحدى معارفي إنه خلال حفلة عيد ميلاد صديقتها الـ50، كان عدد كبير من الحضور من مستخدمي العقار وقد اضطروا بالتالي إلى التخلص من الكمية الأكبر من الطعام. كما أصبحت محاولة تكهن أي من المشاهير والمؤثرين لديه وجه يشبه وجه مستخدمي “أوزمبيك” تسلية شعبية نوعاً ما.

خلال أول 10 أشهر تقريباً من تناول “أوزمبيك”، يمكن للمستخدمين أن يخسروا ما معدله بين 13 و15 باونداً (أي بين 6 و7 كيلو تقريباً) وفقاً للدراسات السريرية. وفيما يعتمد هذا الرقم على الوزن عند بداية العلاج وعوامل أخرى متعلقة بأسلوب الحياة والجرعات، قد يؤدي العقار عادة إلى خسارة ما بين 10 و15 في المئة من وزن الجسم خلال العام الأول من استخدام “أوزمبيك”.

لكن الأبحاث السريرية لمستخدمي العقار لأغراض خسارة الوزن تتوقف عند حد السنتين. ويتوقف عدد كبير من المستخدمين عن تناول العقار بعد سنة واحدة. وفي تلك المرحلة، يواجه كثر منهم مشكلات كما يقول ريتشارد هول، الأستاذ المتخصص بالسكري وعلم الغدد الصماء في جامعة ساوثمبتون.

ويقول “إنه من الصعب جداً تفادي استعادة الوزن. لأن ما يفعله ‘أوزمبيك’ فعلياً هو أنه يبلغ دماغك بأن جسمك لا يحتاج إلى تناول الطعام وأن وزنك جيد”.

“أوزمبيك” يعدل المستقبلات التي تنبهك إلى الإحساس بالجوع (غيتي)​​​​​​​

“يمتلك الجسم آليات معقدة جداً لمحاولة حماية وزنه من الفترات التي لا يتوفر فيها الطعام بوفرة مثل الآن – كما أن خسارة الوزن شكلت معضلة كبرى بالنسبة إلى بقاء الإنسان على قيد الحياة، ولذلك يمتلك الجسم بطبيعته آليات فسيولوجية قوية جداً تضمن استمرارية ثبات وزنك”.

ويشرح هولت بأن أوزمبيك يستولي على هذه الآليات أو المستقبلات التي تنبهك إلى شعورك بالجوع، مما يسمح لك بأن تأكل أقل كي تخسر وزناً. ويقول “وهو يؤدي هذه الوظيفة بصورة فعالة جداً”.

“لكن الصعوبة تكمن في أنه فور التوقف عن تناول الدواء، يعتقد الجسم أنك في حالة مجاعة، ولذلك تتفعل تلك الآليات التي تجعلك تأكل مجدداً. ولهذا السبب، في كل الدراسات المتعلقة بأشخاص يتناولون ‘جي إل بي-1 سيماغلوتيد’، يستعيد الأفراد الوزن الذي فقدوه بسرعة بعد وقف العلاج. وقد يستمر اكتساب الوزن طوال سنة بعد التوقف عن تناول العقار”.

وهذا ما يخلق مخاوف كبيرة من آثار انسحاب الدواء، برأي صوفي ميدلين استشارية علم التغذية ورئيسة الجمعية البريطانية للتغذية في لندن. وقد شهدت أخيراً ارتفاعاً في أعداد المرضى الذين يعانون مع تخفيف أدوية خسارة الوزن أو إيقافها تماماً.

وتشرح ميدلين “يتكلم الأفراد عن شعورهم بالعجز عن السيطرة على شهيتهم. عندما كانوا يتناولون الدواء، لم يشعروا بالجوع أبداً وأحياناً يبدو لهم مجرد التنبه إلى الجوع شعوراً غامراً”. وتكمل قائلة إنه بعد الانقطاع عن الدواء وعودة صخب الحاجة إلى الطعام، يخاف الأفراد ولا يثقون بقدرتهم على اتخاذ قرارات جيدة في ما يتعلق بالأكل.

“لأن الفارق كبير جداً بين فترة تناولك الدواء وانقطاعك عنه. وعندما يخرج من الجسم كلياً، يشعر الشخص بالجزع لأنه يخال أنه سيعجز عن الحفاظ على وزنه أو أي من الفوائد التي لمسها”.

وهذا أمر صعب التعامل معه جداً من الناحية النفسية. بالنسبة إلى أشخاص مثل كوكس (46 سنة)، التي خسرت نحو 12 كيلو خلال ثلاثة أشهر بعد معاناة مع الوزن منذ مراهقتها، يشكل الوضع معضلة لا تحتمل.

وتعترف كوكس “أفضل أن ألغي اشتراكي بالنادي الرياضي على التوقف عن تناول ‘ويغوفي’ في هذه المرحلة”. وتقول إنه بغض النظر عن تأثير الدواء من الناحية الطبية أو الجسدية، شكلت فوائده على صحتها النفسية وعلى سيطرتها على حياتها التغيير الأكبر.

من الصعب جداً أن يتوقف الشخص عن تناول أوزمبيك ويدرك أنه ربما لم يتغير شيء من الناحية النفسية وعليه الآن أن يبذل جهداً كي يحافظ على خسارة الوزن. وتقول “ناقشت مع كل الذين أعرفهم ممن يتناولون هذا العقار ما الذي فعله بذهننا. أشعر بأنني أصبحت نسخة محسنة من نفسي. ولا أحب أن أخسر ذلك”.

مثل كثيرين يتناولون هذا الدواء، وجدت كوكس بأن شرب الكحول يخف بصورة طبيعية أثناء تناوله، وهذا هدف تسعى منذ سنوات لتحقيقه – وتثبت بعض الدراسات هذا الأثر.

ويرى هولت “أن الأمر صعب جداً بالنسبة إلى الأشخاص الذين كانوا دائماً يعانون من أجل تنظيم شهيتهم واستهلاكهم. نتحدث عن أشخاص ربما كانت أول فكرة تخطر على بالهم فور استيقاظهم طوال حياتهم ماذا سيأكلون، أو أشخاص كان الطعام هاجسهم – ثم وجدوا دواء يريحهم من تلك التجربة”.

“إنه من الصعب بصورة لا يمكن تصورها أن يحاولوا التوقف عن تناوله بعد ذلك، ويدركوا بأنه قد لا يكون أي شيء تغير على المستوى النفسي وعليهم الآن أن يحاولوا بذل الجهد المطلوب لكي يحافظوا على وزنهم على ما هو. إنه أمر بالغ الصعوبة”.

ويضيف هولت أنه في حالات كثيرة، يجب ألا يقيد استخدام أدوية مثل “أوزمبيك”، وهذه تعمل على تحسين نوعية الحياة وتخفف كثيراً من الكرب النفسي، بسنتين فقط (“إن كنتم تتناولون دواء لعلاج مشكلة أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم، لن توقفوها بعد سنتين فحسب، أليس كذلك؟” كما يقول).

ويروي أن شعور الخزي والوصمة الاجتماعية المحيطة بمسألة الوزن تؤثر كثيراً في هذه المسألة مع أن كثيراً من الأشخاص لديهم للأسف استعداد وراثي لأن يكون وزنهم أعلى.

وتشير ميدلين إلى أن العنصر الذي “لا يساعد هو أن كثيراً من الأشخاص الذي نراهم ممن يأخذون دواء ‘أوزمبيك’ وأمثاله يتبعون نظاماً غذائياً سيئاً. عملت مع أشخاص يأكلون فقط رقائق البطاطا وبضع وجبات خفيفة بين الحين والآخر لأنهم لا يحبون تحضير وجبة كاملة”.

هل يحتمل أن يقوم الجسم الذي “حرم” من الطعام لفترة طويلة بالتعويض عن الوقت الضائع؟

هذا صحيح لدرجة معينة كما تقول ميدلين، “عندما نعاني من نقص في بعض عناصر الغذاء أو يعتقد جسمنا بوجود نقص حقيقي في الطعام حولنا، سيزيد شهيتنا ويدفعنا لتناول كمية أكبر من الطعام”.

وتنصح ميدلين المرضى بأن يبنوامنغ عادات وروتين صحي قبل البدء بتخفيف الجرعات – وإلا، كما نعلم من كل موضة عابرة أخرى، فإن الحمية القاسية بدل تغيير أسلوب الحياة تنتهي دائماً بتأرجح الوزن.

وتضيف أن من يستخدمون “أوزمبيك” و”ويغوفي” بصورة خاطئة – من أجل خفض مؤشر كتلة الجسم إلى درجة غير صحية – أو من يتناولونه بالسر عن أصدقائهم وعائلتهم هم الأكثر عرضة لمواجهة هذا الوضع.

وتتابع بقولها إن الفئة الثانية ممن تكلمت عنهم “قد تلقوا الثناء على الأرجح بعد خسارتهم الوزن. وهذا قد يصعب الوضع أكثر لأنهم سيخالون أن “خسارة الوزن قد زادت أهميتم بالنسبة إلى الأصدقاء والعائلة والآن ربما أستعيد الوزن – [ويتساءلون] كيف سأشعر عندها؟”.

إنما هناك بعض الأخبار الجيدة، إذ كما يقول هولت “ستجدون غالباً بأن الوزن النهائي الذي يبلغه الأفراد بعد التوقف عن تناول ‘أوزمبيك’ يظل أقل بخمسة أو عشرة في المئة من وزنهم في البداية إجمالاً. وهو بالتالي أقل من السابق إنما ليس كما كان خلال فترة تناولهم للدواء”.

وتقول كوكس إن إحدى صديقاًتها تعمل حالياً على تخفيف جرعتها الأسبوعية تدريجاً – وهي تترقب بفارغ الصبر لكي ترى ماذا سيحصل معها. وهذا هو الوضع بالنسبة إلى كثيرين: هذا دواء جديد لم يستخدم يوماً على نطاق واسع كما يحصل اليوم، لذلك لا تتوفر معلومات وافية عنه بعد، لكن الأمل موجود بأن تبقى تلك الملابس الفضفاضة تحت السرير.

© The Independent

المزيد عن: أوزمبيكالبدانةالسكري من النوع الثاني

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00