الرئيس اللبناني جوزاف عون حين كان قائداً للجيش في زيارة إلى السعودية ولقائه بوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان (ا ف ب) عرب وعالم علي عواض عسيري: اتفاق الطائف لم يطبق ولبنان أمام فرصة استثنائية by admin 23 يناير، 2025 written by admin 23 يناير، 2025 24 يقرأ السفير السعودي السابق في بيروت التطورات الداخلية والإقليمية الأخيرة والتحديات القائمة اندبندنت عربية / جوزيان رحمة مديرة مكتب اندبندنت عربية في بيروت @josianerahme لسان حال جزء كبير من اللبنانيين عند الحديث عن المساعي الدولية والعربية التي بذلت أخيراً في لبنان أن المملكة العربية السعودية عادت بقوة إلى الساحة اللبنانية، مستندين إلى مجموعة شواهد، منها زيارات الوفد السعودي الرفيع المستوى إلى بيروت وعلى رأسه مستشار وزير الخارجية للشأن اللبناني الأمير يزيد بن فرحان آل سعود قبل أيام من انتخاب جوزاف عون رئيساً، وكذلك دعوة المملكة الرئيس المنتخب إلى زيارتها، وهو الذي أعلن أن أول محطة خارجية له ستكون الرياض. كذلك يترقب لبنان زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود اليوم الخميس، يلتقي خلالها رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام، وهي الزيارة الأولى التي يجريها وزير سعودي إلى بيروت منذ أعوام طويلة، فيما تكشف معلومات صحافية بأن فيصل بن فرحان سيعلن عن فتح مسار جديد من العلاقات السعودية – اللبنانية. “السعودية لم تغادر لبنان حتى تعود إليه” هكذا بدأ السفير السعودي السابق إلى لبنان علي عواض عسيري حديثه إلى “اندبندنت عربية” عند سؤاله عن الاهتمام السعودي المتزايد بالملف اللبناني، ويشدد على أن الرياض حضرت في كل المحطات المصيرية التي مر بها هذا البلد، لا سيما من الستينيات إلى اليوم، وهي ممثلة بسفارتها لدى بيروت وعبر سفرائها المتعاقبين، لتثبيت الحضور السعودي ومحاولة رعاية أي توافق داخلي، إنما الذي حصل في الأعوام الماضية هو أن الظروف التي كانت قائمة في هذا البلد لم تؤهل أحداً حتى يأتي ويساعده”. وتابع “وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان وفي جميع المواقف والاجتماعات والميادين التي مرت بها القضية اللبنانية كان حريصاً كل الحرص على وحدة لبنان واستقراره والعلاقة التاريخية المميزة، وعلينا أن نتذكر أنه عام 1952 زار الرئيس اللبناني كميل شمعون المملكة على رأس وفد رفيع، ومن حينها بيروت في صلب الاهتمام السعودي، ولكن ما شهدته البلاد خلال الأعوام الماضية لم يسمح لا للسعودية ولا فرنسا ولا لغيرهما من الدول أن تساعدها”. فرصة كبيرة للبنان يشدد عسيري، الذي نوه بأنه يتحدث بصفته الشخصية وليس بصفة رسمية ولا يمثل أية جهة رسمية، على أن بلاده لم تتدخل في موضوع الرئاسة في لبنان، ولكنها عندما لمست توافقاً وطنياً داخلياً من قبل القوى السياسية شجعته، من دون أن تتدخل في الأسماء. ويتابع قائلاً “ما رأيناه في المشهد السياسي بانتخاب جوزاف عون رئيساً بأكثرية 99 صوتاً وتكليف نواف سلام تشكيل الحكومة عبر تأييد 84 نائباً يعطي دلالة إيجابية وقوية في لبنان، ويقود إلى تفكير إيجابي في المشهد الداخلي”. السفير السعودي السابق في لبنان علي عواض عسيري (الثاني من اليمين) في بيروت عام 2015 (ا ف ب) وتابع “اليوم هناك فرصة كبيرة في لبنان مع هذه القيادات الجديدة التي أرى أنها تخلق كثيراً من التفاؤل، إن كان الرئيس جوزاف عون أو الرئيس المكلف نواف سلام، بخاصة أنهما لا ينتميان إلى أي حزب أو جهة سياسية، بل لديهما المؤهلات والكفاءة والسمعة الجيدة، ولا أحد يمكن أن ينافسهما في حرصهما على لبنان ووطنيتهما، والمطلوب من كل القيادات الداخلية أن تدعمهما”. وفي السياق نفسه يضع زيارة جوزاف عون إلى السعودية عندما كان قائداً للجيش قبل أيام من انتخابه وكذلك دعوته إلى زيارتها مستقبلاً، في سياق حرص المملكة على دعم القيادة الجديدة إلى ما هو أفضل، وتأكيداً لثقتها بهذه القيادة، وقال “خطاب قسم الرئيس عون هو خريطة طريق للبلاد، وما يجب أن يحصل هو تطبيق هذه الخريطة”. ويكشف عسيري عن أن زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية لن تكون مجرد زيارة للمباركة، بل ستكون هناك شراكات واتفاقات بين البلدين مع العهد الجديد، وهذه الاتفاقات لن تكون حبراً على ورق، مشدداً على أن بلاده لا تتعامل مع أحزاب لبنانية أو أفراد بل مع دولة، وهي باركت وتبارك المشهد السياسي الذي نراه اليوم. استعادة الثقة الدولية عن تشكيل الحكومة المقبلة واستعادة الثقة الدولية في لبنان، يشدد السفير السابق على أن بيروت تحتاج أولاً إلى استعادة الثقة بين دول العالم، وهذا يتطلب أن تكون هناك حكومة فعالة لا يوجد شك فيها أو أي غبار من الفساد، ولبنان يحتاج إلى قضاء مؤثر بصورة إيجابية لإيجاد العدالة بين الناس، ومستقل لا تستطيع أي جهة سياسية أن تتدخل فيه، كذلك لا بد من تفعيل المؤسسات الحكومية لخدمة البلد وليس لخدمة الأحزاب، إضافة إلى أهمية أن يكون هناك استقرار أمني يبعث برسالة إلى العالم بأن لبنان آمن ويستطيع أن يستقبل الاستثمارات والسياح ولا توجد أخطار أمنية على من يزوره. الرئيس اللبناني كميل شمعون أول رئيس زار السعودية عام 1952 حيث التقى الملك عبد العزيز (مواقع التواصل) وانطلاقاً مما سبق سألنا السفير السابق “هل تتوقعون أن يرفع حظر سفر السعوديين إلى لبنان قريباً؟”، بخاصة أن بعض المتابعين رجح الأمر مع زيارة وزير الخارجية المرتقبة، فكان جوابه “المملكة تحرص على شعبها وعلى أمن مواطنيها، ومن ثم عندما ترى أن لبنان استعاد أمنه واستقراره وأن الثقة موجودة في عدم التعرض لأي مواطن سعودي حينها سيعاد النظر بهذا القرار”. ملف إعادة الإعمار يعد ملف إعادة إعمار المناطق التي تضررت بعد الحرب الأخيرة بين إسرائيل و”حزب الله” من الملفات التي تحتاج إلى رعاية وتمويل دوليين، بخاصة أن كلفة دمار هذه الحرب فاقت بأضعاف ما خلفته الحرب الأخيرة في يوليو (تموز) 2006، وتشير التقديرات الصادرة من وزارة الاقتصاد اللبنانية بأن الخسائر تفوق الـ15 مليار دولار، بين خسائر مباشرة وغير مباشرة. عن هذا الملف يقول عسيري إنه عندما دمر الجنوب في حرب عام 2006 أسهمت المملكة في عملية الإعمار ومولتها، ولكن اليوم الوضع مختلف، إذ لا بد أن يكون هناك برنامج وتكون هناك شفافية في التعامل مع الأموال التي ستأتي من السعودية أو غيرها، لإعادة إعمار ما تضرر، ويجب توضيح الجهات التي سيُتعامل معها ووفق أي برنامج. وفي سياق التطورات الأخيرة وما شهده الداخل اللبناني من متغيرات جذرية سياسية وأمنية، نسأل السفير السابق “هل خرجت برأيكم إيران من لبنان؟”، فيجيب “لا أعتقد أن إيران خرجت فهي لا تزال ممثلة دبلوماسياً ولا يزال هناك متعاطفون معها في الداخل ولها حلفاء، ولكن لا أعتقد أن طهران تتمتع بالقوة نفسها التي كانت موجودة في الماضي، إنما آمل في أن تكون إيران قاربت ما حصل من وجهة نظر مختلفة، وهي التي أضرت بحلفائها في لبنان وسوريا واليمن والعراق، فيما نأمل في أن يكون وجودها في لبنان مستقبلاً خيراً على اللبنانيين، وأن تدخل العلاقة بين الدولتين في مرحلة جديدها تملأها الإيجابية”. اتفاق الطائف بين الحاجة والتطبيق يرى علي عواض عسيري في مقاربته الوضع السياسي الداخلي أن البحث باتفاق “الطائف”، الذي وُقع في نهاية الحرب الأهلية اللبنانية ووضع حداً لها، والحديث عن نظام سياسي جديد هو خط أحمر، وتجاوزه يعني تحدياً كبيراً للسلم الأهلي، فيما وثيقة الوفاق الوطني أساس في لبنان. ويضيف “ما فرق لبنان وشتته هو الطائفية، فيما المشكلة في اتفاق الطائف أنه لم يطبق بفلسفته وروحيته من أجل إقامة الدولة ومؤسساتها وتحريك عجلة الحركة السياسية الديمقراطية بما يسمح بتداول السلطة، ولو طبق اتفاق الطائف لما وصل لبنان إلى وضعه الحالي اليوم”. وعن ارتباط ما يحدث في سوريا والمنطقة بالداخل اللبناني، قال عسيري إن ما حدث في سوريا إيجابي، ونأمل في أن ينتهي كل الدمار والقتل والأزمات التي شهدتها المنطقة، معتبراً أن تأثير ما حصل في دمشق إيجابي في لبنان، فيما المهم أن نرى حواراً بين قيادة البلدين، وأن تُضبط الحدود، ومعه يتوقف تهريب المخدرات، وكذلك تتم عودة النازحين السوريين الموجودين في لبنان إلى أرضهم بسلام. ويختم السفير السعودي السابق إلى لبنان بالقول إن “لبنان أمام فرصة استثنائية إذا خسرها لا أعرف كيف ستعود”. المزيد عن: لبنانالسعوديةعلي عواض عسيريجوزاف عونالحكومة اللبنانيةالعلاقات السعودية اللبنانية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post أيمن عودة يدافع عن احتفاله بإطلاق سراح “الرهائن والأسرى” بعد ردود فعل غاضبة next post وزير الخارجية السعودي يحط في بيروت في أول زيارة منذ 15 عاما You may also like خطة “فينيق غزة”: إزالة الركام تحتاج لعقدين 23 يناير، 2025 خالدة جرار عن الفلسطينيين في سجون إسرائيل: يعاملوننا... 23 يناير، 2025 هكذا “امتطى” آل الأسد حزب البعث لحكم سوريا 23 يناير، 2025 بعد هليفي قائمة المستقيلين من الجيش الإسرائيلي تطول 23 يناير، 2025 الكويت تُسقط الجنسية عن 38 شخصاً لـ«المساس بولائهم... 23 يناير، 2025 قطع رأس جاره وتجول به… جريمة قتل مروعة... 23 يناير، 2025 الشكوك تحيط بالانسحاب الإسرائيلي من لبنان بعد انقضاء... 23 يناير، 2025 وزير الخارجية السعودي يحط في بيروت في أول... 23 يناير، 2025 أيمن عودة يدافع عن احتفاله بإطلاق سراح “الرهائن... 23 يناير، 2025 ترامب يعيد الحوثي إلى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية 23 يناير، 2025