بأقلامهمعربي عبده وازن يكتب : ما قاله لقمان سليم لحظة نهوضه by admin 14 سبتمبر، 2022 written by admin 14 سبتمبر، 2022 28 عبده وازن \ صفحة الكاتب facebook ثلاثة ملثمين أوقفوني على الطريق أنزلوني من السيارة في هزيع ليل ينتشر في مآقيهم سألوني هل انت لقمان سليم هم يعرفون جيدا من أنا لكنها سخرية قدرهم من شفاههم تفوح رائحة معدن وفي أصواتهم بحة حمراء ربما من شدة ما غرفوا من نجيع كبلوا معصميّ وقادوني الى سيارة اخرى هذا ما اذكره جيدا. رموني على المقعد الخلفي ثم انهالوا عليّ ضربا ورفسا حنجرتي مخنوقة خوفا، ربما ربما كآبة، تألمت كثيرا ولمرة أولى اختبر مثل هذا الالم ألم المخطوفين المعذبين في السجون في الاقبية المعتمة. انقض أحدهم على اصابعي بمسدسه تمزقت أصابعي وفهمت. تتالت اللكمات على وجهي حتى كادت عيناي تنفقآن لما سقطت نظارتي داسها أحدهم بحذائه فهمت ايضا رغم كل الوجع. تذكرت الحسين وكيف قطعوا رأسه تذكرت المسيح على الصليب والرمح يطعن خاصرته تذكرت الحلاج واشلاءه المقطعة تذكرت حسين مروة العجوز والرصاصات التي اخترقت احتضاره تذكرت سمير قصير وكيف هوى رأسه فوق مقود السيارة تذكرت لوركا الذي أعدم برصاص الديكتاتور أذهلتني صور هؤلاء كيف تتوالى في عيني الجريحتين. راح احدهم يقرأ لي جملا كتبتها على الفيسبوك باسم “صديقتي الشريرة” كان يضحك كلما قرأ واحدة لا أذكر اي جمل قرأ كنت منهكا، خائرا كحمل لحظة الذبح روحي كئيبة حتى الموت من جبيني يسقط عرق بارد. أدخلوني الى السيارة ثم شرع كل منهم يطلق رصاصة الاولى اخترقت كتفي فنبتت وردة الثانية اخترقت صدري فطار عصفور الثالثة اخترقت وجهي فسال ماء الرابعة اخترقت رأسي فهبت فكرة. رموني على الارض الدم ينزف من جروح لا أحسها العشب تحت فمي كان آخر ما بلل شفتيّ اليابستين لكنني لم أمت لعلني مت ولكن بلا موت مت بالحياة التي تملأ جوارحي. لعلني الان امام جهازي أكتب جملا بعدما خانتني “صديقتي الشريرة” لعلني بين كتبي انحني عليها بتؤدة لعلني الان أزور السيدة سلمى والدتي في نومها لعلني امسح وجه شقيقتي رشا بماء الورد لعلني أحلق فوق دارتنا وحديقتها تحت المطر انطر الى القبر الذي سيدفونون فيه جسدي فقط جسدي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post من يمول الأحزاب السياسية في السودان؟ next post مدينة “سيفار” بصحراء الجزائر “برمودا البر” التي حيرت العلماء You may also like ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024