بأقلامهمعربي طوني بولس يكتب من بيروت عن : هل يطيح صراع المصالح باتفاق لبنان وصندوق النقد؟ by admin 25 مارس، 2023 written by admin 25 مارس، 2023 24 إطار جديد للاتفاق الموقع بين الجانبين سيعلن عنه بعد ستة أشهر اندبندنت عربية \ طوني بولس @TonyBouloss لم يكد وفد صندوق النقد الدولي يغادر لبنان، حتى وصلت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى بربارا ليف، ما يؤكد الاهتمام الدولي بالقضية اللبنانية، ومحاولة الإسراع في الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لإيجاد حل للأزمة الاقتصادية، بالتزامن مع السعي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، نظراً لارتباط مسار الإنقاذ الاقتصادي بالحل السياسي في البلاد. وبالرغم من مغادرة بعثة صندوق النقد الدولي لبنان، إلا أن صدى التقرير بعنوان “لبنان على مفترق طرق خطير”، والذي أصدرته البعثة في ختام جولتها على المسؤولين اللبنانيين ترك جدلاً واسعاً وتساؤلات حول الأسباب التي تعيق تقدم الإصلاحات بعد حوالى أربع سنوات من المفاوضات وسنة على اتفاق الإطار الذي وقعته الحكومة اللبنانية مع الصندوق الدولي رسمياً في 7 أبريل (نيسان) 2022 الماضي. 5 ركائز ووفق صندوق النقد نفذت الحكومة اللبنانية القليل من البرنامج المتفق عليه، والذي يتضمن خمس ركائز أساسية وهي: – توفير بيئة مؤاتيه للنشاط الاقتصادي عبر إنجاز الإصلاحات الهيكلية الضرورية لاستعادة النمو وتأمين فرص عمل، إعادة هيكلة القطاع المصرفي ليتمكن من استعادة دوره في تمويل الاقتصاد. – تحسين المالية العامة لتأمين استدامة الدين مع زيادة النفقات على القطاعات الاجتماعية والبنى التحتية. – إصلاح القطاع العام ومؤسساته، وخاصة قطاع الكهرباء لتأمين تغذية أفضل، ما يساعد في تخفيف الأعباء على المواطنين وإنعاش الحركة الاقتصادية. – توحيد سعر الصرف لإزالة التشوهات في الاقتصاد. – تحسين الحوكمة ومحاربة الفساد بمساعدة فنية من صندوق النقد الدولي. ستة أشهر وفي دردشة جانبية على هامش المؤتمر الصحفي الذي أُعلن خلاله تقرير صندوق النقد الدولي، كشف رئيس البعثة أرنستو راميرز، بعض كواليس التفاوض بين صندوق النقد الدولي ولبنان، إذ بحسب تعبيره فإن المفاوضات لا تزال في حلقة مفرغة يقابلها التدهور المستمر وتآكل القدرات، الأمر الذي سيرتب كلفة أكبر على لبنان وشعبه بالفترة المقبلة، في ظل المراوحة في المشاريع والقوانين الإصلاحية، وحتى “قانون رفع السرية المصرفية لا يتيح الحصول على المعلومات المطلوبة”. وأكد “هناك إطار جديد للاتفاق الموقع بين لبنان وصندوق النقد سيعلن عنه بعد ستة أشهر”، لافتاً إلى ضرورة إتمام ثلاثة شروط أساسية على لبنان أن يلبيها خلال هذه المرحلة وهي: إعادة هيكلة المصارف والقطاع المالي، إقرار الكابيتال كونترول بصيغة مغايرة لتلك التي أقرتها اللجان النيابية، وتوحيد سعر الصرف. إصلاحات حتمية وفي موقف متزامن يؤكد الإصرار الدولي على إجراء لبنان الإصلاحات المطلوبة، أعلنت منسقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان يوانا فرونتسكا، ضرورة إجراء الإصلاحات المتفق عليها مع صندوق النقد، لافتة إلى أنه بعد مرور ثلاث سنوات على إعلان لبنان تعليق سداد ديونه السيادية، ما زال اللبنانيون يتطلعون إلى تحرك قادتهم لإنقاذ البلاد. ورأت أن الناس يشعرون بالغضب لرؤية رواتبهم تفقد قيمتها نتيجة التضخم وتدهور قيمة العملة الوطنية، في وقت باتت الإصلاحات المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي حيوية وحتمية. ملعب البرلمان وفي هذا الإطار ترمي مصادر في الحكومة اللبنانية أسباب البطء بتنفيذ الإصلاحات على عاتق المجلس النيابي، والذي فشل منذ انتخابه حتى اليوم في إقرار رزمة كبيرة من مشاريع القوانين، سبق للحكومة أن حولتها عبر مراسيم إلى اللجان المختصة قبل أن تصبح حكومة تصريف أعمال. وأكدت أنه تم إنجاز جميع القوانين الإصلاحية وفق الخطة الاقتصادية التي وضعتها، وباتت في أدراج البرلمان الذي تقع عليه مسؤولية دراستها وإجراء التعديلات اللازمة، باستثناء قانون السرية المصرفية الذي أنجز، مشددة على أهمية التوافق السياسي في البلاد لتسهيل إقرارها بأسرع وقت ممكن. إنذار دولي في المقابل يشير عضو لجنة المال والموازنة في البرلمان اللبناني النائب غسان حاصباني، إلى أن التقرير الصادر عن بعثة صندوق النقد إلى لبنان يكشف غياب الإصلاحات، ولا سيما عدم إقرار موازنة 2023 والقوانين المطلوبة لترجمة خطة التعافي وتوحيد سعر الصرف وإدارة أصول الدولة بشكل أكثر شفافية وفعالية. وأكد ضرورة التنبه لـ “الإنذار” الذي صدر عن صندوق النقد من أجل الإسراع بالإصلاحات المطلوبة كحد أدنى للبدء بالتعافي، وإقرار سلة القوانين الإصلاحية لما يتماشى مع الأولويات الاجتماعية والاقتصادية والمالية للشعب اللبناني، والضمانات الإصلاحية المطلوبة من المجتمع الدولي عبر صندوق النقد، مشيراً إلى أن الإصلاح يتطلب انتخاب رئيس للجمهورية وعودة انتظام المؤسسات الدستورية. الإفلات من العقاب ويرى المدير التنفيذي لمؤسسة البحوث والاستشارات كمال حمدان، أن “المنظومة” الحاكمة تتبادل الأدوار بينها لإفشال الاتفاق مع صندوق النقد، وتعمل على المماطلة بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، كون تلك الخطة تقيدها بسلسلة شروط لا تناسبها، وفي الوقت نفسه ترى نفسها محرجة أمام الرأي العام المحلي والدولي إذا ما قررت أن تطير الاتفاقية مع الصندوق. وأكد أن المطلوب هو تعهد صادق من تلك “المنظومة” التي ينطبق عليها المثل القائل “فيك الخصام وأنت الخصم والحكم”، أذ يرى أن المسؤولين الذين اعتادوا على الإفلات من العقاب لا يريدون الالتزام بإجراءات وقواعد سلوكية تؤدي إلى محاسبتهم أو تحول دون استمرارهم بالاستفادة من مغانم الحكم. ويشير إلى أن الاستجابة الجزئية بإقرار قانون السرية المصرفية ومكافحة الاحتكار وإنجاز مشاريع قوانين استقلالية القضاء و”الكابيتال كونترول”، هو نتيجة للضغط الشعبي والدولي، لافتاً إلى أنه رغم ذلك فإن تلك القوانين غير قابلة للتنفيذ في ظل غياب المراسيم التنظيمية التي تحول القوانين إلى أداة عمل فعلية، إضافة إلى الانحلال الإداري للدولة التي تعيش إضرابات شبه شاملة في معظم القطاعات وغياب العناصر البشرية. إشارتان خطيرتان في حين رأى المحلل الاقتصادي جاسم عجاقة، إلى أنه يمكن اعتبار بيان صندوق النقد بمثابة رسالة إلى المجتمع الدولي الذي ربط مساعدة لبنان بتنفيذ بنود الاتفاق مع صندوق النقد، لافتاً إلى نقطة مهمة تحدث عنها، وهي ارتفاع حجم الكلفة مع تقدم الوقت دون تنفيذ الإصلاحات، وتخوف من أن يكون القصد من ذلك الإشارة إلى “شطب الودائع”. وأشار إلى خطرين مرتبطتين بتحذير صندوق النقد، الأول في ظل تهديد الدول بفرض العقوبات على المسؤولين في لبنان، إذ يمكن اعتبار التقرير الدولي بمثابة مستند يؤكد غياب تنفيذ الإصلاحات، أما الثاني يتمثل باحتمال تراكم الديون ما قد يدفع بوضع اليد على ثروات البلاد. تخلف عن التعهدات ولفت عضو المجلس الاقتصادي الاجتماعي أنيس بو ذياب إلى أن بعثة الصندوق أكدت في تقريرها تخلف لبنان عن التعهدات التي وقع عليها، من إرساء الإصلاحات المالية والقضائية وإصلاح قطاع الكهرباء والإدارة، ولم يقر شيئاً على مدى سنة باستثناء قانون السرية المصرفية. وأشار إلى أنه لا يُمكن السير بالاتفاق في ظل أزمة عميقة وصعبة، طالما أن السلطة لم تتخذ أي إجراء لردع ما يحصل، معتبراً أن تحذير صندوق النقد خطير، يحمل في طياته تداعيات داخلية وخارجية، أولها تنبيه الخارج من الاستثمار في بلد ينهار بشكل متسارع ولا إصلاحات فيه، فيما المطلوب ملاقاة الصندوق ومشروعه الإصلاحي. المزيد عن: لبنان\صندوق النقد الدولي\الأزمة اللبنانيةا\لانهيار الاقتصادي في لبنان\بربارا ليفا\لمصارف البنانية\الكابيتول كونترول 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ما احتمالات انهيار الحل السياسي مجدداً في السودان؟ next post هذا ما فعلته بنا تطبيقات المواعدة You may also like مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024