ثقافة و فنونعربي شمس المتوسط تشرق في أعمال إيتل عدنان ألوانا وأشكالا by admin 23 يناير، 2020 written by admin 23 يناير، 2020 55 “قيامة الألوان” معرض يقدم صورة شاملة عن تجربة شاعرة الرسم اندبندنت عربية / عبده وازن من يدخل معرض الشاعرة والرسامة إيتل عدنان المقام في غاليري “صفير- زملر” تفاجئه جدارية كبيرة تحتل واجهة الصالة عنوانها “الشمس دائماً”، وهي عبارة عن نسخة من لوحة سيراميك ضخمة. قد تكون هذه اللوحة المشتعلة ألواناً صافية وعذبة أجمل مدخل أولاً إلى المعرض الذي يحمل عنوان “قيامة الألوان” والذي يضم أعمالاً مختلفة المواد والتقنيات والأحجام، وثانياً إلى عالم إيتل عدنان الرسامة بل شاعرة الرسم ورسامة الشعر إذا جاز القول، عالمها الذي يفيض بالألوان المشرقة والمتفجرة بلطافة وعذوبة وشفافية. فالجدارية هذه تبرز فيها شمس تتوزع أشعتها الملونة داخل فضاء الجدارية محدثة ما يشبه الانفجار الغنائي اللوني الذي يحتفل بذاكرة متوسطية طالما استقت الفنانة منها رؤاها وألوانها، وحملتها في روحها كما وجدانها الفني والشعري، بصفتها مرجعاً طفولياً باهراً وطبيعياً يحمل ملامح التجربة المتوسطية التي تختزنها إيتل في شعرها وفنها. أنها الشمس نفسها التي تبزغ اشعتها في لوحات عدنان كلها وفي قصائده ايضا. غنائية اللون المتوسطي (موقع المعرض) يضم المعرض لوحات عدة بعضها اعتمدت فيها مادة الإكليريك وبعضها الباستيل وبعضها الألوان المائية بالإضافة إلى لوحات نفذت على طريقة النسيج tapisserie)) انطلاقاً من تقنيات عالية وأسلوب متقن بدت فيه المادة النسيجية كأنها مادة تشكيلية ولونية بامتياز. ومعروف أن إيتل تنفذ اللوحة بدقة في هدف أن تتحول الى تقنية النسج فتصبح عملاً فنياً لا يقل فرادة عن أصل اللوحة نفسها. حتى ليمكن أن يقال إنها لوحة من نسيج أو لوحة أنجزت منسوجة. وهذا الفن، فن النسيج، يمثل في نظر إيتل جزءاً من ذاكرتها المشرقية والشرقية فهو فن شعبي عريق وبديع. وكم بدت لافتة سلسلة اللوحات التجريدية الغنائية خصوصاً في عرضها معاً وكأنها قطع موسيقية متناغمة بألوانه وإيقاعاتها وأشكالها التي تتراوح بين مربعات ومستطيلات ودوائر تبدو كأنها فسحات لونية تتحاور وتلتقي لتصنع جو اللوحة وفضاءها اللوني المشبع بالغنائية والصفاء. كأنها فعلاً أناشيد لونية يتلقفها المشاهد بعينيه وروحه، فتحمله في ما يشبه الرحلة الصوفية والحسية في آن واحد إلى منابت الجمال الصرف، جمال الجوهر بل جمال الوجود وجوهره. أما اللوحات الأخرى التي تظهر فيها اللعبة الشكلية أكثر فأكثر، سواء بالخطوط أو الأشكال الصغيرة المجردة، فتترواح بين الإكليريك والباستيل والرسم، وتختلف من مادة إلى أخرى بحيث تصبح في الباستيل كأنها هوامش على صفحات بيضاء تجسد رؤى غامضة وواضحة في وقت واحد. وهنا تبرز قدرة يد إيتل عدنان على الرسم واللعب الشكلي المتفجر الذي يؤكد وحدته في فوضاه الخلاقة. ويضم المعرض أيضاً بعض أعمال عدنان في فن الكرتون المطوي أو “لوبوريللو” كما يسمى. فكل مطوية هي مجموعة رسوم تتلاقى حول رؤية ما أو موضوعة ما. وأحياناً تبرز فيها الأحرف والكلمات الكثيرة التي لو جمعت لأمكن استخلاص بضعة من أفكار عدنان وقصائدها الممحوة أو ما تبقى من القصائد. تصبح المطوية في أحيان كأنها لوحة “هيروغليفية” حديثة تروي من دون أن تروي، فهدفها مخاطبة العين والخيال. لوحة من المعرض (موقع المعرض) يمثل معرض “قيامة الألوان” في غاليري “صفير – زملر” إحدى العودات المنتظرة للشاعرة والرسامة إيتل عدنان، عودة إبداعية ترجع إلى بيروت صورة جميلة أسهمت عدنان في صنعها سواء خلال إقامتها في بيروت أم في تجوالها في مدن العالم. وأصلاً إيتل هي فنانة تنتمي إلى العالم، وهويتها هي هوية الإنسان بل الكائن، الذي يعيش في عالم مفتوح، شرقاً وغرباً، عالم حديث ومعاصر ولكن مشدود دوماً إلى جذوره الأولى. وكم تحتاج بيروت لا سيما في الظروف الراهنة، القاهرة والصعبة إلى مثل هذه العودة، عودة الشاعرة والفنانة التي كتبت أجمل النصوص عن مدينتها منذ ما قبل الحرب حتى الحرب وما بعدها. المزيد عن: فن تشكيلي/الشعر والرسم/ثقافة متوسطية/اخترنا لكم 1 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post لبنان… حكومة دياب تواجه الشارع ومتطلبات دولية next post “الرسالة السابعة” لأفلاطون: سيرة ذاتية؟ You may also like مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 1 comment ปั้มไลค์ 18 يوليو، 2020 - 5:23 ص Like!! Great article post.Really thank you! Really Cool. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.