ثقافة و فنونعربي “سقراط” لروبرتو روسليني: الفلسفة على الشاشة الصغيرة by admin 13 مارس، 2020 written by admin 13 مارس، 2020 136 حكاية إعدام أثينا للفيلسوف توحّد السينما والتلفزيون اندبندنت عربية / إبراهيم العريس باحث وكاتب في العام 1959 كان التلفزيون موجودا بالطبع وكان بشاشته “المضحكة” قد دخل البيوت ولكن دون أن يبالي به أحد. كانت السينما لا تزال سيدة الساحة ولم يكن السينمائيون، والكبار منهم بصورة خاصة، قد فكروا بأن عليهم أن يخافوا من تلك الوسيلة الجديدة، ولا حتى بأن يهتموا بتحقيق أعمال لها. لم يكن فيها ما يغريهم فلا تقنياتها ترضيهم ولا جمهورها يهمّم… وهي نفسها لم يكن يبدو عليها أن في مقدورها أن تقدم أكثر من بعض الأخبار والمنوعات، فإن قدمت فيلما سينمائيا، كانت صورته من التشويه بحيث لا تثير أكثر من ابتسامة شفقة. يومها كان السينمائي الوحيد الذي رأى في ذلك الجهاز المكعّب الشاحب ما لم يره الآخرون: رأى المستقبل، مستقبل الفن والمجتمع بل مستقبل الحياة أيضا، هو الإيطالي نفسه الذي لم يكن قد انتهى بعد من اختراعه للواقعية الإيطالية الجديدة، ولا استكمل ذالك الربط الأبدي الذي أقامه بين السينما الروائية والوثائقية: روبرتو روسلليني. فهو في ذلك العام، وإذ كان يحضّر لتحقيق فيلم عن الهند عنوانه “الهند، الأرض الأم”، انطلق ليستخدم مئات المشاهد واللقطات والصور التي التقطها خلال جولته الهندية، ليحقق انظلاقاً منها عشر حلقات تلفزيزنية كانت فريدة من نوعها في ذلك الحين، بثّت عبر التلفزة الإيطالية لتسجّل أول دخول كبير لسينمائي في عالم التلفزة. ترابط حتمي لكن روسيلليني لن يتوقف هنا طبعا. فتلك كانت البداية لنشاط سينمائي سيغلب عليه بعد حين طابع تعليمي لن يقلل من قيمة معظم الأعمال التي أنتجها روسيلليني مذّاك والتي دنت حينا من التاريخ (كالفيلم عن “العصر الحجري” أو ذاك عن “استيلاء لويس الرابع على السلطة”) أو من التحقيق التلفزيوني الوسع (كما في “نابولي 43” أ “أوروبا 52″…)، ثم خاصة من الفكر والفلسفة والدين (كالشرائط التي حققها عن “اعمال الرسل” و”المسيح” ثم خاصة ثلاثيته الفلسفية الفريدة في تاريخ هذا الفن: “سقرط”، “باسكال” و”ديكارت”). صحيح أنها أعمال حُقّقت للتلفزيون بإمكانات تلفزيونية ولغة فنية تكاد تكون خطّية، لكنها كانت من القوة والدنو من الكمال إلى درجة أن عروضها السينمائية في المهرجانات ونوادي السينما والمناسبات جعلت لها نكهة وقوة مرجعية سينمائية لا تضاهى. ولئن كانت قيمة كل هذه الأفلام لا تزال كبيرة وذات دلالة حتى الآن، لا شك أن الفيلم المخصص لسقراط يبقى أشهرها وربما واحدا من أهم الأفلام التي حققت عن أي فيلسوف على الإطلاق. حتى وإن أُخذ على العمل كون شخصياته لا تتوقف ولو لحظة عن الكلام! أتى الفيلم روائيا تحركت فيه على الشاشة طوال ساعتين شخصيات عديدة من حول سقراط وتلميذه أفلاطون، لتحكي للمتفرجين الحكاية من أولها: حكاية أثينا بقدر ما هي حكاية الفيلسوف الإنسانيّ الأول: فروى لنا كيف أن أثينا وقعت تحت حكم الثلاثين طاغية ولم يعد المواطنون المعتادون على الحرية يشعرون أنهم في أمان. غير أن سقراط لم يخف بل واصل تجواله في الساحات والأزقة يجمع الشبيبة من حوله ويخطب بينهم معلّمهم دروس الحرية والفضيلة والشرف والحياة مصارعاً السوفسطائيين ولا مباليا بالخصوم الساخرين منه وعلى رأسهم اريستوفان. وكان أفلاطون طوال الشريط يسجل ليترك لنا كل الحكاية وكل فلسفة سقراط في حواراته التي ستبقى قيّمة وشهيرة حتى يومنا هذا. وفي النهاية كان من المنطقي أن يصل نفاد صبر السلطات إلى أوجه فراحت توجه إليه اتهامات التجديف ومحاولات إفساد الشبيبة لينتهي بها الأمر إلى محاكمته والحكم عليه بالإعدام. هذه هي الحكاية التي قدمها روسيلليني في هذا الفيلم الذي فاجأ السينما من حيث لا تتوقع كما أسند للتلفزين وظيفة جديدة لم يكن يتوقعها أوائل السبعينات حين حّقق الشريط بألوان مدهشة، وعرض تلفزيونيا أولا ثم سينمائيا. مؤسس سينما الحياة يقينا أن “سقراط” كان وبقي عملا نخبويا. أما مخرجه فلئن كان جمهور السينما العريض قد عرفه فهو لم يعرفه في الحقيقة إلا بوصفه واحدا من أزواج الفاتنة انغريد برغمان، وفي المقابل عرفه هواة السينما ومثقفوها ونقادها بكونه الرجل الذي لم يكف، منذ بداياته عن اختراع السينما وإعادة تأسيسها. فروسليني كان هو، دون غيره، مؤسس السينما الإيطالية الجديدة، السينما الواقعية المرتبطة بصلب الحياة إلى درجة أن أفلامه الروائية الأولى نفسها، مثل «السفينة البيضاء» (1941)، و«رغبة» (1943 – 1946) وخاصة «روما مدينة مفتوحة» (1945) و«المانيا، العام صفر» (1947 – 1948) و«باييزا» (1946)، بدت وكأنها أفلام تسجيلية. لكن روسليني كان أيضاً في الخمسينات وراء موجة سينما «الموجة الجديدة» الفرنسية وذلك عبر فيلمه «رحلة في إيطاليا»، الذي كتب عنه جاك ريفيت أحد أقطاب ذلك التيار الفرنسي الذي ساد بعد ذلك قائلاً: «إنه الفيلم الذي وجه كل خطواتنا وجعلنا نعيد اكتشاف إمكانيات السـينما من جديد». عندما حقق روسليني «رحلة في إيطاليا» (1953 – 1954) كان قد غدا ذا شهرة كبيرة كما كان قد آلى على نفسه أن يخرج سينماه، وربما السينما الإيطالية كلها من هوة الواقعية المطلقة التي كان قد استرخى فيها وزملاؤه قبل ذلك. وفي ذلك الحين كان قد تزوج من الفاتنة إنغريد برغمان، الذي راح يحقق فيلماً بعد الآخر من بطولتها إنما دون أن يقع في الفخ السهل الذي يقوم في جعل فيلمه يدور من حول نجوميتها. لقد استغل روسليني إمكانيات زوجته، التعبيرية فتمكن في أفلام مثل «سترومبولي» و«أين الحرية؟» و«أوروبا 51» وكلها أفلام حققت أواسط الخمسينات، تمكن من أن يعيد للنجمة اعتبارها كممثلة. الفضول أصل الإبداع كان روسليني، في الدرجة الأولى، فضولياً. وكان يشعر أن السينما وعاء كبير يمكن فيه وضع كل شيء: الدين والتاريخ والفلسفة والاستعراض والفن التشكيلي، وهذا ما جعله، كأفلاطون معاصر، يتجه في أفلام مراحله التالية نحو استخدام للسينما كان وسيظل فريد نوعه. فهو، بعد أن قرر الاستغناء عن السرد الروائي في أفلامه، وبعد أن زار الهند وحقق فيها وعنها أفلاماً تجاورت فيها صنوف الفكر مع صنوف التاريخ، وبعد أن خاض تجربة استثنائية، في الفهم الميتافيزيقي للسينما عبر فيلم صور فيه، ودائماً من تمثيل إنغريد برغمان، عذاب جان دارك وهي على المحرقة، انطلاقاً من نص مسرحي لبول كلوديل. وبعد أن خاض في سينما العواطف عبر اقتباسه رواية «الخوف» لستيفان تسفايغ، في فيلم مشترك مع المانيا، ثم اتبع ذلك بفيلم استثنائي – يعتبره الكثيرون أحد أهم أفلامه على الإطلاق – عنوانه «جنرال ديلا روفيري»، بدأ سلسلة الأفلام التاريخية الفلسفية التي كان إرهاصها، أولاً موجوداً في «كان ليل في روما» (1960). ولقد تضمنت تلك السلسلة التي اختلط فيها التاريخ بالفلسفة بالسياسة، -إلى جانب الثلاثية الفلسفية”- أفلاماً مثل «تعيش ايطاليا» (1961)، ثم خاصة «فانينو فانيني» (1961) و«الروح السوداء» (1962) و«فتاة طيبة» (1962 – 1963)، ثم تلتها سلسلة أخرى أكثر «أدبية» و«تاريخية» وابتعاداً عن السرد الروائي، أولها «عصر الحديد» (1964) ثم «استيلاء لويس الرابع عشر على السلطة» (1967) الذي لايزال يعتبر حتى اليوم النموذج الذي يمكن احتذاؤه في مجال صنع الفيلم التاريخي. على أي حال كان هذا الفيلم بداية علاقة سينما روسليني بالتلفزيون فينتج له أفضل افلامه منذ ذلك الحين، حتى وإن كانت تلك الأفلام سينمائية خالصة. وبعد ذلك حقق روسليني أفلاماً يغلب عليها الطابع الفلسفي مثل «نضال الانسان في سبيل البقاء» (1971) ثم «بليز باسكا» و«سقراط» و«ديكارت» وهو ثلاثي عالج فيه حياة وأعمال الفلاسفة الذي كان منذ بداياته مولعاً بأعمالهم. وإلى جانب تلك الثلاثية الفلسفية، حقق روسليني ثلاثية دينية لم يكن من قبيل الصدفة أن يختمها بفيلم عن السيد المسيح كان آخر الأفلام الكبيرة التي حققها في حياته. وكان من بينها فيلمه المهم عن «أعمال الرسل» وهو فيلم صور جزءاً منه في مصر حيث تعرف عليه شادي عبدالسلام وتأثر به إلى درجة أنه لم يكف عن نسب سينماه إليه قائلاً أنه لولا تعرفه بروسليني لما كان فيلم «المومياء» أبداً. المزيد عن: روبرتو روسلليني/فيلم سقراط/السينما الجديدة/السينما الإيطالية 36 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post What Happens When You Drink a Gallon of Water a Day next post عبدالرحمن بسيسو : خِضْرٌ مَتْروكٌ وتِنِّينٌ مُهَيْمنْ You may also like المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024 فيلم “مدنية” يوثق دور الفن السوداني في استعادة... 21 نوفمبر، 2024 البلغة الغدامسية حرفة مهددة بالاندثار في ليبيا 21 نوفمبر، 2024 من هي إيزابيلا بيتون أشهر مؤثرات العصر الفيكتوري؟ 21 نوفمبر، 2024 36 comments зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 22 مارس، 2024 - 10:32 م I don’t even know how I ended up here, but I thought this post was good. I don’t know who you are but definitely you are going to a famous blogger if you are not already 😉 Cheers! Reply бот глаз бога телеграмм 9 أبريل، 2024 - 10:54 م Greate pieces. Keep writing such kind of information on your blog. Im really impressed by your site. Reply глаз бога телеграмм бесплатно 10 أبريل، 2024 - 12:08 م I couldn’t resist commenting. Well written! Reply Молния трактор купить 17 أبريل، 2024 - 6:31 ص Today, I went to the beachfront with my kids. I found a sea shell and gave it to my 4 year old daughter and said “You can hear the ocean if you put this to your ear.” She put the shell to her ear and screamed. There was a hermit crab inside and it pinched her ear. She never wants to go back! LoL I know this is entirely off topic but I had to tell someone! Reply Молния декоративная (трактор) купить 17 أبريل، 2024 - 6:40 ص If you are going for most excellent contents like I do, simply pay a visit this website everyday because it gives quality contents, thanks Reply Молния трактор р/м Тип 5 купить 17 أبريل، 2024 - 6:48 ص This is a topic that is close to my heart… Take care! Where are your contact details though? Reply new cs:go live gambling website 7 مايو، 2024 - 3:03 م Can I just say what a relief to discover somebody that truly knows what they’re talking about on the web. You definitely know how to bring an issue to light and make it important. More people must look at this and understand this side of the story. I was surprised that you aren’t more popular since you definitely have the gift. Reply University 15 مايو، 2024 - 4:00 م ГГУ имени Ф.Скорины Reply Гостиничные Чеки СПБ 24 مايو، 2024 - 7:40 ص Hey there would you mind stating which blog platform you’re working with? I’m looking to start my own blog in the near future but I’m having a difficult time choosing between BlogEngine/Wordpress/B2evolution and Drupal. The reason I ask is because your design and style seems different then most blogs and I’m looking for something completely unique. P.S Apologies for getting off-topic but I had to ask! Reply купить удостоверение тракториста машиниста 30 مايو، 2024 - 10:06 ص hey there and thank you for your information I’ve definitely picked up anything new from right here. I did however expertise a few technical issues using this site, since I experienced to reload the site a lot of times previous to I could get it to load properly. I had been wondering if your hosting is OK? Not that I am complaining, but sluggish loading instances times will often affect your placement in google and can damage your high quality score if advertising and marketing with Adwords. Anyway I’m adding this RSS to my e-mail and can look out for a lot more of your respective intriguing content. Make sure you update this again soon. Reply 国产线播放免费人成视频播放 3 يونيو، 2024 - 8:26 ص I’m now not sure where you are getting your info, however good topic. I needs to spend a while studying more or understanding more. Thank you for wonderful information I used to be looking for this information for my mission. Reply www.russa24-diploms-srednee.com 12 يونيو، 2024 - 12:57 ص If some one desires to be updated with latest technologies after that he must be visit this website and be up to date everyday. Reply hot fiesta казино 12 يونيو، 2024 - 3:09 م Having read this I thought it was very informative. I appreciate you finding the time and effort to put this informative article together. I once again find myself spending a significant amount of time both reading and commenting. But so what, it was still worth it! Reply хот фиеста игра 13 يونيو، 2024 - 11:55 ص Can you tell us more about this? I’d love to find out more details. Reply hot fiesta казино 14 يونيو، 2024 - 11:21 ص There is definately a lot to learn about this subject. I love all the points you’ve made. Reply хот фиеста 14 يونيو، 2024 - 10:36 م Nice post. I learn something new and challenging on sites I stumbleupon everyday. It will always be interesting to read content from other writers and practice a little something from their sites. Reply хот фиеста casino 15 يونيو، 2024 - 9:42 ص I simply could not leave your site prior to suggesting that I really enjoyed the standard information a person supply for your visitors? Is going to be back often in order to check out new posts Reply Теннис онлайн 27 يونيو، 2024 - 3:45 م If you wish for to improve your knowledge simply keep visiting this web site and be updated with the latest news posted here. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 4:51 ص Good article. I certainly love this website. Keep writing! Reply Прогнозы на футбол 1 يوليو، 2024 - 12:18 م I was wondering if you ever considered changing the page layout of your blog? Its very well written; I love what youve got to say. But maybe you could a little more in the way of content so people could connect with it better. Youve got an awful lot of text for only having one or two images. Maybe you could space it out better? Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 9:19 ص Hi there! This is my 1st comment here so I just wanted to give a quick shout out and tell you I genuinely enjoy reading through your articles. Can you suggest any other blogs/websites/forums that deal with the same subjects? Thanks a lot! Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 11:43 م It’s awesome to pay a visit this web site and reading the views of all mates about this article, while I am also eager of getting familiarity. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 1:18 م I needed to thank you for this good read!! I definitely enjoyed every little bit of it. I have you book-marked to check out new stuff you post Reply мойка самообслуживания под ключ 5 يوليو، 2024 - 1:25 م Строительство автомойки – это наша страсть. Мы гарантируем высокое качество работы и стремимся обеспечить ваш комфорт и удовлетворенность. Reply мойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 3:01 ص Автомойка самообслуживания под ключ – наше предложение для тех, кто ценит эффективность и инновации. С нашей помощью вы войдете в рынок быстро и без проблем. Reply мойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 3:47 م Ищете надежного партнера для строительства автомойки? Мы предложим индивидуальные решения и полное сопровождение проекта от начала до конца. Reply строительство автомоек под ключ 9 يوليو، 2024 - 2:53 ص Преимущество строительства автомойки под ключ заключается в оперативности запуска проекта и минимизации забот для заказчика, так как исполнитель берет на себя все этапы работ. Reply Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 9:47 ص I love your blog.. very nice colors & theme. Did you create this website yourself or did you hire someone to do it for you? Plz reply as I’m looking to design my own blog and would like to know where u got this from. thanks a lot Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 6:20 ص Hi I am so glad I found your blog page, I really found you by error, while I was searching on Bing for something else, Regardless I am here now and would just like to say kudos for a marvelous post and a all round interesting blog (I also love the theme/design), I dont have time to read through it all at the minute but I have saved it and also included your RSS feeds, so when I have time I will be back to read a lot more, Please do keep up the fantastic b. Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 8:31 م I truly love your blog.. Very nice colors & theme. Did you create this website yourself? Please reply back as I’m looking to create my very own website and want to know where you got this from or exactly what the theme is called. Thanks! Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 9:22 ص I was wondering if you ever considered changing the layout of your site? Its very well written; I love what youve got to say. But maybe you could a little more in the way of content so people could connect with it better. Youve got an awful lot of text for only having one or two images. Maybe you could space it out better? Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 10:19 م You really make it seem so easy with your presentation but I find this topic to be really something which I think I would never understand. It seems too complicated and very broad for me. I am looking forward for your next post, I will try to get the hang of it! Reply автомойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 7:34 ص “Строительство автомойки” возлагает на нас полную ответственность за проект, включая выбор оборудования, стандарты безопасности и управление проектом. Reply Jac Благовещенск 15 أغسطس، 2024 - 10:15 ص Great post however , I was wondering if you could write a litte more on this topic? I’d be very grateful if you could elaborate a little bit more. Thanks! Reply Jac Благовещенск 18 أغسطس، 2024 - 11:01 م I’m not sure where you are getting your info, however good topic. I needs to spend a while learning more or understanding more. Thank you for magnificent information I used to be on the lookout for this information for my mission. Reply theguardian 22 أغسطس، 2024 - 5:22 م Hey there just wanted to give you a quick heads up and let you know a few of the images aren’t loading correctly. I’m not sure why but I think its a linking issue. I’ve tried it in two different browsers and both show the same results. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.