ثقافة و فنون روائيات أفرو أميركيات كتبن تاريخ العبودية بندوب أجسادهن by admin 6 يونيو، 2023 written by admin 6 يونيو، 2023 396 الباحثة آنا نونيس تتناول تجليات الماضي الأليم في 5 أعمال سردية نسائية اندبندنت عربية \ علي عطا تتناول الدراسة التي يضمها كتاب “الرواية التاريخية عند الكاتبات الأفروأميركيات” African American Women Writers Historical Fiction أصول الأدب الأفروأميركي التاريخي، وكيف أعيد تشكيله خلال العقود الأربعة الأخيرة من القرن العشرين، من خلال تحليل خمس روايات لخمس كاتبات. الكتاب الذي ألفته آنا نونيس Ana Nunes وصدر بالانجليزية عن دار “بالغريف ماكميلان”، تولى شرقاوي حافظ ترجمته إلى اللغة العربية وصدر عن المركز القومي للترجمة في القاهرة. وتمثل الروايات المختارة للدراسة التي يحتويها الكتاب، التاريخ الأفروأميركي المكتوب، من وجهة نظر نسائية، مع ملاحظة أن كل رواية تقدم سردية خاصة بتجربة العبودية. وبهذا المعنى فإن “يوبيل” لمارغريت واكر، و”كوريغيدورا” لغايل جونز، و”ديسا روز” لشارلي آني وليامز، و”محبوبة” لتوني موريسون، و”الوصمة” لفيليس بيري، “تشكل مجموعة أدبية كاملة، تحدد وتعكس الاتجاهات السردية والموضوعية للرواية الأفروأميركية التي كتبتها المرأة، وتشير إلى تأسيس شاعرية تعطي شكلاً وتماسكاً للأسلوب الأدبي الذي يميزها”، بحسب المؤلفة. النقطة الأساسية في هذه الروايات، كما ترى نونيس، هي إعادة صوغ ماضي الأجداد، إذ تستعيد الكاتبات السوداوات في تمثيلهن للماضي، الأساليب الشفوية التي تم تطويرها واختبارها في تجربة العبودية. أثناء ممارسة الاستعادة وإعادة صياغة الأساليب الشفوية، فإنهن يستعدن جداتهن الأديبات- النساء اللائي ظلت أعمالهن خارج المعايير الأدبية. كرّست واكر حياتها لدراسة الثقافة الأفروأميركية، وأسَّست معهداً لدراسة تاريخ وحياة وثقافة الشعب الأسود في جامعة ولاية جاكسون (يسمى الآن مركز مارغريت واكر ألكسندر القومي للبحوث). وكانت جونز أستاذاً مساعداً للغة الانجليزية والدراسات الأفروأميركية والأفريقية في جامعة ميتشغان من 1976 إلى ثمانينيات القرن العشرين. وفي 1973 أصبحت وليامز أول أستاذة أدب أفروأميركي في جامعة كاليفورنيا. وحاضرت موريسون أيضاً في الأدب الانجليزي والأفروأميركي في جامعات عدة منذ 1955. تمثيل العبودية الكتاب بالترجمة العربية (المركز القومي) ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية لهذه الدراسة في وضع روايات مثل “يوبيل” لواكر، و”محبوبة” لموريسون في سياقها المناسب، فقد شكلت وقت صدورها علامة مميزة في الأدب الأفروأميركي، وإن كانت المؤلفة تفضل قراءتها منفصلة، وليس كجزء من الاتجاه المميز لهذا الأدب. وبحسب نونيس فإن دراستها تهدف كذلك إلى انتشال هذه الروايات المختارة من الخواء الأدبي الذي كانت تُقرأْ خلاله، ووضعها في مكانها ضمن المنتج الأدبي والفكري الذي لعب دوراً مهماً في ترسيخ التقليد الأدبي الأفروأميركي الذي أرسى الموضوعات الرئيسية للكاتبات المعاصرات. هؤلاء الكاتبات أعدن اكتشاف التقاليد الأدبية الأفروأميركية وتعاملن معها أثناء تشكيل اتجاهاتهن الجديدة. في تتبع تمثيل العبودية من “يوبيل” لواكر (1966) حتى “الوصمة” لبيري (1998)، أصبح من الواضح كيف أن هذه الروايات أسست حواراً يتناص مع الأعمال الأخرى للتقليد الأدبي الأفروأميركي التي ركَّزت على وجهات نظر المرأة حول تاريخ السود ومعاناتهم، مع توضيح أهمية ميراث كاتبات القرن العشرين السوداوات. أكثر الإتجاهات السائدة في الأدب الأفروأميركي ليس تمثيل الشخصيات المتصالحة مع ماضي أسلافها، بل تلك التي لديها صعوبة في التصالح مع هذا التاريخ. تشكل الأسطورة لدى هؤلاء الروائيات وسيلة فعالة لنقل تجربة العبودية المرعبة إلى قصص يمكن إعادة صياغتها ومشاركتها في محيط المجتمع. تقدم تيلور في رواية لينندن هيلو” سيناريو أقل تفاؤلاً إلى حد ما، فانتحار “لوريل” وموت كل من “بريسلا” و”لوثر” في مشهد الذروة لحريق المنزل، تمثل الشعور بالضيق من الجيرة التي انفصل سكانها عن الجذور والمجتمع الأفروأميركي الأوسع. ويظل استكشاف جونز للماضي على أنه وجود شبحي في الحاضر، مؤثراً للغاية في الروايات التي صدرت في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين. الواقعية السحرية يظهر جسد الأنثى في الروايات كمؤشر محوري. ففي الرواية التاريخية يحمل جسد الأنثى المملوء بالندوب، تاريخ معاناة العبيد. أما في أعمال الفترة الحديثة نسبياً فقد لا تشعر الشخصيات النسائية بالملمس الخشن لجلدهن المملوء بالندوب، ولكن آليات العبودية تؤثر على الطريقة التي يرتبطن بها بأجسامهن. ففي رواية “أعرف لماذا يغني الطائر الحبيس” (1969) ورواية “العيون الأكثر زرقة” (1970) تستعرض كل من مايا أنغيلو وموريسون على الترتيب، الطرق التي شكلت بها الفتيات الأفروأميركيات صورهن لذواتهن من خلال النموذج الأبيض للجمال، مما يوضح إحساساً عميقاً بالقصور الذي شعرت به شخصياتهن. الكتاب بالأصل الإنجليزي (أمازون) ومن ثم، هناك علاقة حوارية مهمة بين التمثيل التاريخي لمعاناة الأنثى والأعمال التي تخلق شخصيات معاصرة مثقلة بآليات وضعها الرِقُ. وتمثل رواية “محبوبة” لموريسون علامة انفصال عن الواقعية. ففي هذه الرواية، توفر الواقعية السحرية استراتيجية السرد الضرورية التي يمكن من خلالها استعادة التاريخ المفقود. وترجع جذور السحري الذي استخدمته إلى الأساطير والمعتقدات الأفروأميركية التي أثرت على الفن الشعبي للسود. وهكذا طوَّرت التقليد الذي أسسته هيرستون في نصوص مثل “العم مونداي”، و”الموت الأسود”. فتح السرد الواقعي السحري لموريسون الباب لكاتبات أخريات لاستكشاف واستعادة الخارق للطبيعة كعنصر رئيسي في التقاليد الشعبية الأفروأميركية. في روايتها الأخيرة عن العبودية “الرحمة” (2008) تسترجع موريسون بعض العناصر السحرية المستخدمة في “محبوبة”. عنصر الذاكرة في سعيهن إلى تمثيل معاناة المرأة الأفروأميركية بحثت بل وطورت الكاتبات التي تناولت نونيس أعمالهن بالدراسة، أساليب سرد أفروأميركية متميزة. وتعتبر الذاكرة في هذه الروايات عنصراً مهماً ليس لأنها ضرورية لإعادة إعمار ماض غير مكتوب فحسب، ولكن أيضاً لأن الأسلوب الذي تتذكره يشكل بناءً أدبياً. وهذه الروايات، باستثناء “يوبيل” لواكر، التي تم فيها انقطاع التسلسل الزمني من أجل الكشف عن الخط السردي المنظوم حول الذاكرة، تؤكد صعوبة التعبير عن الماضي المؤلم. وهكذا يفسح السرد الخطي مساحة لآخر لَوْلبي ويصبح فعل القراءة إبحاراً تدريجياُ في دوائر أوسع، حتى تظهر صورة متكاملة. وهذا يعكس تقنية النداء والاستجابة في مقاطع أغاني البلوز. وكما تقول جونز: “يعطي الأسلوب الشفوي للكاتبة الأفروأميركية استمرارية الصوت بالإضافة إلى تحرره”. وهكذا تنخرط هؤلاء الروائيات في ممارسة مزدوجة للاعتراف بالتقاليد الشفوية الأفروأميركية، مع ابتكارها مجدداً من أجل البحث عن أساليب جديدة لتمثيل التجربة الأفروأميركية. رفض هيمنة الآخر وبالطبع تنطلق دراسة نونيس، وهي باحثة في معهد الدراسات الأميركية في جامعة كويمبرا في البرتغال، من البحث في الثقافة الأفروأميركية، التي يرى البعض أنها لم تنشأ كنتيجة بل رغماً عن التفرقة العنصرية التي عانى منها الأفروأميركي وتجسد رفضاً للثقافة المسيطرة، وتنتج قيماً وتقاليد مميزة عن هيمنة الآخر. ويتكئ عمل نونيس هنا على أن ثقافة الرجل الأبيض ليست هي الثقافة العليا، في ظل الأغاني الحزينة (البلوز)، وموسيقى الجاز، والتاريخ المفقود، أو على الأقل أسيء فهمه. وتهدف هذه الدراسة إلى استكشاف الطرق التي تتعامل بها الكاتبات الأميركيات من أصل أفريقي مع العلاقات بين التاريخ والأدب، وإعادة رصد التاريخ من وجهة نظر الأنثى التي تم اسكاتها. وتهدف أيضاً إلى تأصيل السرد غير المسبوق للتجربة الأميركية. وهنا تشدد المؤلفة على أن الهدف من هذه الدراسة ليس أن تكوِّن نظرة شاملة مستفيضة عن الرواية التاريخية في الأدب الأفروأميركي الذي ينشر منذ 1966، بل التركيز على استراتيجيات السرد الروائي المبتكرة والمتقدمة في روايات منتقاة منذ رواية “يوبيل” لواكر الصادرة عام 1966، حتى “الوصمة” لبيري الصادرة عام 1998. المزيد عن: العبوديةالادب الأفروأميركيروائياتالمرأةسردياتالتمييز العنصريالتاريخأميركاالمجتمع 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post مؤتمر الأورام الأميركي يعرقل جيوش السرطان next post هل يستطيع الفكر النظري أن يغير المجتمعات الإنسانية؟ You may also like مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024