بأقلامهمعربي رضوان السيد: تونس ولبنان… ماذا بعد الثورات والانتخابات؟! by admin 30 يوليو، 2021 written by admin 30 يوليو، 2021 61 إنّ ما حصل بتونس، ولبنان، من حيث فشل التجربة البرلمانية وفشل استراتيجيات الانتخابات، جرى مثله في ليبيا والعراق. فهل يعود ذلك إلى التدخلات الخارجية؟ الشرق الاوسط اللندنية \ رضوان السيد كاتب وأكاديميّ وسياسي لبناني وأستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية سيطر عليّ الخوف والهلع لما جرى بتونس وما يجري. وأجيالنا الجديدة في لبنان، وربما في البلدان العربية الأُخرى، لا تكاد تشعر بما يجري خارج مدى أبصارها القريبة، أما نحن الذين كنا واعين يوم هزيمة الدولة الوطنية العربية عام 1967، وخمدنا فلم نستيقظ إلا على صراخ الجمهور في تونس ومصر عام 2011؛ الشعب يريد إسقاط النظام! هذا الجيل المنقضي أو أولئك الشيوخ يشلّ الرعب العقل عندهم، ويسيطر عليهم عند أول مظاهرة أو أول ضربة كف، كما يقول اللبنانيون، وهيهات أن يعود إليهم رشدهم أو يعودوا هم إليه! عندنا في لبنان ومن حيث الشكل اختلف رئيس الجمهورية مع رئيس أو رؤساء الحكومة، ووقف رئيس البرلمان مع رئيس الحكومة. بيد أنّ الرئيس في لبنان لم يستطع غير أمرٍ واحدٍ كبيرٍ في الحقيقة هو؛ منع تشكيل حكومة لإدارة البلاد وسط انهيار هائل! أما في تونس فاختلف الرئيس أيضاً مع رئيس الحكومة ومن ورائه رئيس البرلمان، فعمد رئيس الجمهورية إلى إقالة الحكومة ورئيسها، وإيقاف عمل البرلمان لشهر! وكما اختلف السياسيون والخبراء في لبنان في تشخيص «أزمة الحكم» وهل هي أزمة تفسير الدستور أم أنها تتعدى ذلك بكثير لتكون أزمة نظامٍ سياسي تابع لحزب مسلَّحٍ تابع بدوره لإيران، فكذلك اختلفوا في تونس على «الصلاحيات»؛ صلاحيات رئيس الجمهورية وصلاحيات البرلمان والحكومة، بدليل أنّ رئيس الجمهورية يرفض استكمال تشكل المجلس الدستوري الذي يخشى أن يتغلب عليه فيه رئيس البرلمان بالأعضاء الذين يعينهم البرلمان. سيقول كثيرون؛ إن حزب «النهضة» الإسلامي، حزب رئيس البرلمان، صوَّت بغالبيته لترئيس قيس سعيد من قبل. لكنّ هذا غير مستغرب، فقد كان سعد الحريري طوال 3 سنوات ونيف أقرب حلفاء عون وصهره، وصديقهم الأعز، ثم ما لبثوا أن تطاعنوا بالسكاكين والخناجر! لقد ظللتُ أعتقد لأكثر من عام أن مشكلة تونس أسهل من مشكلة لبنان، رغم التساوي في التأزم الاقتصادي إلى حدود الانهيار، وأنّ وباء «كورونا» المتفاقم جامعٌ بين البلدين أيضاً. وما أزال أعتقد ذلك، لأنه ليس في تونس جيوش وميليشيات أجنبية. لقد بلغ من تفاقُم هذه الظاهرة في لبنان أن صار الحديث عن تحالف المافيا والميليشيا، المافيا هي الطبقة السياسية، والميليشيا هي الحزب المسلَّح التابع لإيران، الذي يهيمن على المرافق ويدير الطبقة السياسية في محاصصاتها وخلافاتها (!) وهنا تدخل ليبيا على الخطّ، والتي تكاثرت فيها بدورها الجيوش والميليشيات من كل حدبٍ وصوب. والواقع أنّ هناك «مغريات» في كلٍ من ليبيا ولبنان، سواء بالانقسام أو بالتدخل الخارجي. وقد كان الإسلام السياسي والجهادي مطارَدَين في تونس وليبيا في العهدين السابقين، ثم دخل الإسلاميون على الخطّ بعد العام 2011 واستعانوا بالخارج الأمني والعسكري من قطر وتركيا و«الإخوان المسلمين» المتهاطلين من هنا وهناك. ليست المشكلة هي؛ هل يحقُّ لرئيس الجمهورية اللبنانية أو التونسية دستورياً أن يقوم بهذا التصرف أو ذاك؟ بل بضرورته وسياقاته. في لبنان وتونس انهيار اقتصادي ومالي فظيع. وفي الواقع أنّ تونس محظوظة أكثر من لبنان في السنوات الأخيرة من حيث المساعدات الخارجية الدولية والعربية التي تدفقت عليها. لكن كما كان الفساد وسوء الإدارة مستشريين في لبنان، يبدو أنهما مستشريان بتونس، التي صنعت ثورة للخروج من نظام الفساد. وهكذا فكما لم يستفد الشعب اللبناني من ميزاته الخارجية والداخلية، فكذلك ما استفادت تونس من النظام الجديد في المجالات الاقتصادية والمالية والتنموية. يقال؛ إن الذي حصل فقط هو تضخم الجهاز الوظيفي، كما حصل في لبنان خلال أكثر من عقدين، لكنه تفاقم في عهد الجنرال عون. ماذا استفاد الشعبان من ثورتيهما إذن، التونسيون عام 2011، واللبنانيون عام 2019؟ النخب السياسية تغيرت، وإن كان بالتدريج في تونس، وما تغيرت قيد أُنملة في لبنان. بيد أنّ السلوك السياسي في البلدين لم يتغير، والإصلاحات المطلوبة ما تحقق منها شيء. وكما أنه ليست في لبنان حكومة منذ 10 أشهر، ما عادت في تونس حكومة منذ حلَّها الرئيس، بل إن حكومة المشيشي بتونس ما كانت قادرة على العمل قبل حلّها وبقيت ناقصة وشبه مشلولة، والبلاد تغرق في البؤس، ويستمع التونسيون كل يوم إلى الشتائم المتبادلة بين المتصارعين، كما هو عليه الحال في لبنان منذ عامٍ ونصف عام! إنّ أهمَّ ما جاءت به حركات التغيير في نظر الغربيين عام 2011؛ الانتخابات الحرة، وفي تونس بالذات! انتخابات البرلمان جرت 3 مرات، وانتخابات الرئاسة كذلك. وجاءت بنتيجتها برلمانات منقسمة، وإن تقدم الإسلاميون الصحويون بعض الشيء على سواهم من الأحزاب الجديدة والمتكاثرة. بيد أنّ سعْي كل الأحزاب (وبخاصة «النهضة» لضخامة حجمها) لبلوغ السلطة أو تقاسُمها، أشاع الاضطراب في العمل البرلماني والتشريعي، وفي العلاقات بين الأحزاب، كما دفع برئيس الجمهورية إلى دخول الساحة السياسية بنفسه بدلاً من أن يكون أو يظلَّ رئيساً وحَكَماً. وما جرى في تونس جرى في لبنان وأكثر، فالرئيس أراد الاستئثار بكل شيء، وعندما لم يستطع صار تكتيكه تعطيل كل شيء والحكومة بالذات، وإلى تحقير شديدٍ للبرلمان! إنّ ما حصل بتونس، ولبنان، من حيث فشل التجربة البرلمانية وفشل استراتيجيات الانتخابات، جرى مثله في ليبيا والعراق. فهل يعود ذلك إلى التدخلات الخارجية؟ بالطبع لا. بل يعود للصراع السياسي على السلطة، دونما لجوءٍ لقواعد دستورية أو الالتزام بها. الضعيف لا يعترف بالقوي، والقوي المعتز بنتائج الانتخابات يرى نفسه حقيقاً بتولّي كل شيء. وتأتي النكهة الدينية والمذهبية لتُضفي على المشاعر إحساسات بالتفوق والأحقية سواء لدى «حزب الله» أو لدى «حزب النهضة» أو لدى «الإخوان» في ليبيا، و«الحشد الشعبي» في العراق! فهل نحن مفتقرون إلى «ثقافة الديمقراطية»، وبخاصة أنّ معظم النُخَب السائدة اليوم في تونس ولبنان وليبيا والعراق، متخرجة في الغرب أو في جامعاته في ديارنا؟! هل آن أوان العودة للحديث عن الاستثناء العربي تارة، والإسلامي تارة أُخرى؟! إنّ تجارب الثورات والانتخابات ما أنتجت حتى الآن نمواً اقتصادياً؛ ولا حريات عامة أساسية، ولا دساتير يجري تطبيقها، فضلاً عن اضطراب السلام الاجتماعي، وظهور الانقسامات والراديكاليات في الدين! لقد عادت المقولة التي ذكرتُها في ندوة بـ«الأهرام» عام 2014: «من الخوف من الدولة إلى الخوف عليها»! والخوف على النظام العام، الذي يجلب الجيش من جديد إلى المجال السياسي، وهو الأمر الذي يراد تسميته استبداداً في نظر المراقبين الغربيين! 18 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post Sexy secret life of basking sharks uncovered in Hebrides next post رجل الأمن القومي غرسلاوي يقود الداخلية التونسية بـ”وقت عاصف” You may also like حازم صاغية يكتب عن: سوريا… محاولة في إعادة... 11 ديسمبر، 2024 مرحلة ما بعد الأسد 11 ديسمبر، 2024 جهاد الزين يكتب من بيروت عن: المثقفون الإسرائيليون... 10 ديسمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: من سيحكم سوريا؟ 10 ديسمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: هل يتخلّص السوريون... 9 ديسمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: سقوط الأسد وليلة المصائر... 9 ديسمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: الشرع و«هتش» على... 7 ديسمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: هل هو زمنٌ جديد... 7 ديسمبر، 2024 نعومي نيومان تكتب عن: إدارة ترامب ستحظى بسبل... 5 ديسمبر، 2024 مايكل نايتس يكتب عن: كيف يمكن لواشنطن إنقاذ... 5 ديسمبر، 2024 18 comments 시흥오피 30 يوليو، 2021 - 11:59 ص This is my first time visit at here and i am genuinely pleassant to read everthing at one place. Reply 카지노사이트쿠폰 30 يوليو، 2021 - 12:01 م Great blog here! Also your web site loads up fast! What web host are you using? Can I get your affiliate link to your host? I wish my website loaded up as fast as yours lol Reply thesis in an essay 13 نوفمبر، 2021 - 3:19 م Sustain the excellent work and producing in the group! http://multiessay.com/ Reply wild online casino 15 نوفمبر، 2021 - 11:32 ص Wow because this is excellent work! Congrats and keep it up. https://casinogamesmachines.com/ Reply dirty sex games for couples 18 نوفمبر، 2021 - 9:56 ص Wow, lovely website. Thnx … https://sexygamess.com/ Reply playing sex games online 18 نوفمبر، 2021 - 2:28 م Thanks meant for giving this kind of very good content material. https://winsexgames.com/ Reply playing sex games online 18 نوفمبر، 2021 - 2:28 م Thanks meant for giving this kind of very good content material. https://winsexgames.com/ Reply keto gummy bears 19 نوفمبر، 2021 - 4:40 ص Passion the website– very individual friendly and whole lots to see! https://ketogendiet.net/ Reply milk on keto diet 19 نوفمبر، 2021 - 8:20 م Many thanks really helpful. Will certainly share website with my friends. https://ketogenicdiets.net/ Reply best bread for keto diet 20 نوفمبر، 2021 - 4:49 م Thanks really useful. Will certainly share website with my friends. https://ketogenicdietinfo.com/ Reply best bread for keto diet 20 نوفمبر، 2021 - 4:49 م Thanks really useful. Will certainly share website with my friends. https://ketogenicdietinfo.com/ Reply information on keto diet 21 نوفمبر، 2021 - 12:10 ص Wow cuz this is very great work! Congrats and keep it up. https://ketogendiets.com/ Reply blackjack online real money 9 يناير، 2022 - 10:17 م Wow, such a advantageous webpage. blackjack online real money Reply gay boys free dating websites 11 يناير، 2022 - 9:32 م top gay dating sites dallas texas completely free gay dating sites gay fat dating gay boys free dating websites Reply christian gay dating app for android 12 يناير، 2022 - 5:05 م black gay dating siteschristian gay dating app for androidsteve cardenas dating gay gay dating sites defiance ohio gayprideusa.com Reply gay teen dating website 12 يناير، 2022 - 8:40 م i have no gay friends cuz everyone sees me as a potential dating partner what’s the best site for finding a gay dating site for women gay dating search for free gay teen dating website Reply vdeos of live slots 21 يناير، 2022 - 5:43 م free vegas slots las vegas games free slots 100% free slots games vdeos of live slots Reply jeep with 6 slots grille 22 يناير، 2022 - 5:21 ص play great africa slots adult slots era slots capital jeep with 6 slots grille Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.