الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » رحلة راسل براند مناصر ترمب الجديد: من اليسار إلى المؤامرة

رحلة راسل براند مناصر ترمب الجديد: من اليسار إلى المؤامرة

by admin

 

كان في السابق من أنصار اليسار المتعاطفين مع جيريمي كوربين، ولكن براند اليوم، وبعد معموديته الجديدة، أصبح داعماً متحمساً لـ ترمب وواجهة لتيار اليمين المتآمر. كيف وصلنا إلى هنا؟

اندبندنت عربية / زوي بيتي

يمر راسل براند بتحول جديد في مسيرته، وليس الأول في حياته. عبر السنين، كان كوميدياً، ومقدماً للبرامج، ومنسقاً موسيقياً في الإذاعة تلطخت سمعته بالعار، وممثلاً، وصانع محتوى على “يوتيوب”. في أيام زواجه من كيتي بيري، كان من أتباع الهندوسية، وقبل ذلك كان يتبع تعاليم حركة هاري كريشنا.

في عام 2008، وصف نفسه قائلاً: “أنا رجل روحي، وأطمح إلى العيش على هذا المستوى، لولا شغفي المجنون بالجنس والأضواء”. والسنة الماضية، كشفت تحقيقات أجرتها قناة “تشانل 4” عن اتهامات ضده بالاغتصاب وسوء المعاملة الجنسية والعاطفية من أربع نساء، لكنه نفى هذه الادعاءات. واليوم أصبح براند مسيحياً ولد من جديد، إذ عمد نفسه في نهر التايمز في أبريل (نيسان)، وأصبح مؤمناً بنظريات المؤامرة المتعلقة بـ”الدولة العميقة” و”الوباء العالمي المدبر”.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، بينما كان يتجاذب أطراف الحديث مع كبار داعمي حركة “لنجعل أميركا عظيمة مجدداً” في المؤتمر الوطني الجمهوري في ميلووكي، ظهر براند بحلة جديدة مؤيداً متحمساً لدونالد ترمب. لم يكن هذا التحول مفاجئاً تماماً، إذ كان براند البالغ من العمر 49 سنة أعلن تأييده لـ ترمب سابقاً في مدونته الصوتية “ابق حراً مع راسل براند”. قال بأسلوبه غير المترابط المعتاد: “إذا كان الخيار محصوراً بين دونالد ترمب وجو بايدن، وإذا كنت تهتم بالديمقراطية والحرية، لا أرى كيف يمكنك انتخاب شخص غير ترمب تماماً للأسباب التي يدعون أنها تمنعك من ذلك”.

ومع ذلك، كان ظهوره في المؤتمر مفاجئاً – ولم يكن براند الوحيد الذي فاجأ الحضور. إذ صعدت عارضة الأزياء والشخصية التلفزيونية الأميركية آمبر روز إلى المنصة بجانب إريك ترمب ومايك بومبيو وهالك هوغان لتعلن أن “وسائل الإعلام كذبت علينا”.

قالت روز في خطابها: “أنا هنا لأخبركم، بغض النظر عن خلفيتكم السياسية، أن أفضل فرصة لدينا لنمنح أطفالنا حياة أفضل هي انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة”، مضيفة أنها أدركت أخيراً أن “هؤلاء هم ناسي، وهذا هو المكان الذي أنتمي إليه”.

قبل تأييدها لليمين، كانت روز التي اشتهرت بعلاقتيها مع الممثل ومغني الهيب هوب ماشين غن كيلي ومغني الراب والمنتج الموسيقي “يي” (المعروف سابقاً بـ كانييه ويست)، رائدة في تنظيم مسيرات “سلت ووك” المناهضة للاغتصاب، ومدافعة صريحة عن الحق بالإجهاض. والآن، تقف بجانب براند، في صف ترمب، الرجل صاحب النفوذ المتهم بجرائم واعتداءات جنسية، الذي تعهد بإلغاء حكم “رو ضد ويد” الذي يمنح المرأة الحق بالإجهاض، في تجسيد واضح لكل ما كانت تعارضه سابقاً.

مر براند بعدد لا بأس به من التحولات على مر العقود (من حساب راسل براند على “إنستغرام”)

لكن لنكن منصفين، لم يسبق لبراند أن رسا مرة على تأييد أية قضية لوقت طويل. على مر السنين، كانت شخصيته المتغيرة وسيلة للتملص من فضائح عديدة: من حضوره إلى العمل بعد يوم من هجمات الـ11 من سبتمبر (أيلول) مرتدياً زي أسامة بن لادن، إلى طرده من راديو إكس إثر قراءة مواد إباحية على الهواء بعد عام من ذلك. ثم جاءت فضيحة “ساكسغيت”، عندما ترك هو وجوناثان روس رسائل صوتية مسيئة لـ أندرو ساكس تتناول علاقة براند بحفيدته جورجينا بيلي.

لكن في العام الماضي، بدا أن قدرة براند على الاستفادة من التيار السائد وصلت إلى نهايتها. عندما تقدمت أربع نساء – واحدة منهن تقول إن براند قام باستدراجها والاعتداء عليها عندما كانت في الـ16 من عمرها، وكان يناديها بـ”الطفلة” – لاتهامه بالاعتداء الجنسي والاغتصاب، تحول دفاع براند إلى نظريات المؤامرة. تساءل عبر قناته على “يوتيوب”، تحسباً لظهور هذه الادعاءات: “هل هناك أجندة أخرى تطرح هنا؟”. وكان إيلون ماسك وأندرو تيت من بين الشخصيات التي دعمته.

بحلول تلك الفترة، كان براند وضع أسس هويته الجديدة، التي أصبحت أرضاً خصبة لنظريات المؤامرة التي تزرع الشك العميق في وسائل الإعلام. بالنسبة إلى متابعيه، كانت الاتهامات سهلة التفسير. كتب تاكر كارلسون داعماً لـ براند: “قم بانتقاد شركات الأدوية، وشكك في حرب أوكرانيا، وستكون متأكداً من أن هذا هو ما سيحدث”.

كان براند شكك بالفعل في حرب أوكرانيا وأزمة وباء كورونا واللقاحات و”الكذب المؤسساتي” من وسائل الإعلام الرئيسة، من خلال قناته على “يوتيوب” التي لجأ إليها بعد توقف وسائل الإعلام التقليدية عن توظيفه. منذ عام 2021، بدأ الكوميدي السابق بنشر مقاطع فيديو تحمل عناوين على غرار “التحول العظيم يحدث الآن”، و”التحول العظيم ليس مؤامرة!”، وحققت ملايين المشاهدات. بحلول عام 2023 كان ضيوفه الأكثر شهرة، مثل تاكر كارلسون، يتبنون مواقف يمينية متطرفة ويشكون في وسائل الإعلام. وعندما ظهرت الاتهامات، كانت منصته أعدت بالفعل.

يقول الدكتور مايكي بيدلستون، الباحث في فريق “كونسبيراسي إف إكس” بجامعة كنت: “بالطبع تسمح لك نظريات المؤامرة بالتملص من أي من نقائصك الشخصية. لذا إذا ارتكبت أي خطأ، أو إذا كنت فاسداً، يمكنك دائماً القول،’آه، إنها الدولة العميقة من فعل ذلك‘. ويمكن أن تكون هذه الاستراتيجية فعالة جداً، إذ تقدم نفسك على أنك مفكر متمرد – شخص ترغب الدولة العميقة في إسكات صوته”.

ربما يكون براند فعلاً ضحية وبطلاً في وجه مؤامرة عالمية، أو ربما هو مجرد مستفيد من طريق سلكه عدد من الأشخاص الذين وجهت إليهم اتهامات سوء السلوك الجنسي قبله، لكن الحقيقة أنه ينجح في ذلك. الآن ومن خلال ظهوره بمظهر “المخلص”، لا يزال يحتفظ بصورة الضحية وكبش الفداء.

إذا سألت مؤيديه، فلن تجدهم يعتبرونه معتدياً، بل يرونه “باحثاً جاداً عن الحقيقة”، و”مفكراً حراً” يواجه تهديداً بالكم والإسكات، على رغم أن أحداً لم يتمكن كتم صوته حتى الآن. استخدام نظريات المؤامرة هو تكتيك غالباً ما يكون فعالاً في الأوساط السياسية، كما يوضح بيدلستون، لأن “[السياسيين] يستطيعون تقديم أنفسهم كغرباء فريدين قادرين على إحداث التغيير. بالنسبة إلى الأقلية، تقوم بخلق هذا التصور عن نفسك كمنقذ يحاول نجدة العالم بآرائه الطيبة، أنت الترياق الشافي لعالم غير عادل. يمكن أن تكون نظريات المؤامرة وسائل جذب فعالة لمشاعر الناس وأخلاقياتهم”.

غالباً ما يعني الإحساس بالظلم الإحساس بانعدام الأمان – وهنا تكمن قوة نظريات المؤامرة بشكل خاص، أنها تلعب على فكرة وجود أمر مجهول يخشى منه. تشير بعض الأبحاث إلى أن أولئك الذين يقتنعون بهذه المعتقدات يسعون إلى نوع من السيطرة، ولغرابة الأمر هذا ليس بعيداً من العقلية المحافظة.

يشرح بيدلستون: “المحافظون عادة ما يكونون قلقين أكثر في شأن الأمان واليقين والنظام. من منظور نفسي، يعني هذا أنهم يريدون تعويض مشاعر الخوف وعدم اليقين هذه أكثر من الأشخاص غير المحافظين. وهذا يجعلهم أكثر عرضة لتبني هذه المعتقدات التي تقدم إجابات على نطاق واسع للعالم – وهو ما يشعرهم بالأمان ويكون إجابة عن هذه الأسئلة المخيفة. يمكنني القول إن الأمر ينطبق أيضاً على المعتقدات المتعلقة بالمؤامرات والمعتقدات الدينية”.

كلما تأملت أكثر، تبين لك أكثر تداخل قاتم بين المؤامرات واليمين المتطرف والمسيحية. وانضم براند الآن إلى زملائه الجدد في هذا المجال مثل إيلون ماسك وأليكس جونز، في قلب هذه الصورة.

براند “يبرئ نفسه من خطايا الماضي” من خلال معموديته في نهر التايمز في أبريل 2024 (من حساب راسل براند على “إنستغرام”)

كان غسل نفسه من ذنوب الماضي وتطهير روحه في مياه التايمز الموحلة آخر قطعة لتكتمل الصورة، وعلى رغم أن معمودية براند تبدو مفاجئة، فإنه قد يكون مثالاً بارزاً على صعود القومية المسيحية في بريطانيا، كما يقول الدكتور ديفيد روبرتسون من جامعة Open University.

يشرح الدكتور روبرتسون: “ما يثير الاهتمام في الوقت الراهن هو الظهور القوي للمسيحية. في الولايات المتحدة هناك شعور قوي بالقومية المسيحية، بل وحتى الثيوقراطية. في نموذج مثل جي دي فانس، يتجلى هذا في فكرة أن المسيحية ليست مهمة فقط لأميركا، بل تشكل مهمتها الأساسية”.

كانت هذه الفكرة محورية في حركة “لنجعل أميركا عظيمة مجدداً” التي قادها ترمب في عام 2016، ومن غير المستغرب أن يتبع النائب البريطاني عن حزب “إصلاح المملكة المتحدة” ناجل فاراج هذا المسار. قبل الانتخابات العامة، قال فاراج: “نحن بلد مسيحي، لدينا دستور مسيحي وملك مسيحي. أؤمن تماماً بالقيم المسيحية التي جعلت هذا البلد عظيماً”. بالنسبة إلى اليمين المتطرف – ومتبني نظريات المؤامرة على حد سواء – فإن “تبييض السمعة باستخدام الدين” هو أداة قوية لإسكات النقاشات التي لا تتماشى مع السردية السائدة.

ويقول الكاتب والصحافي البريطاني ديفيد آرونوفيتش إن هذا يلائم تماماً وضع براند الحالي، ويضيف مؤلف كتاب “تاريخ خرافي: كيف شكلت نظريات المؤامرة التاريخ الحديث” أن “براند هو مجرد محتال، فعل ما هو ضروري لكسب المال من ذلك. ما أدركه هو أن بعض أشكال الوجود تكسبك مستويات عالية جداً من الدعم، بالتالي المال”.

ويضيف آرونوفيتش أن ماضي راسل براند كمدمن تائب، واكتشافه اللاحق للروحانية، يشكل نوعاً خاصاً من “العملة” التي يستثمر فيها، موضحاً: “يتمازج تدين براند مع كراهية النساء ونظريات المؤامرة، وهو ما يظهر في بعض الديانات الجديدة التي يتبناها أشخاص مثل جي دي فانس ومن يحيطون بهم. برأيي يبدو الأمر وكأنهم يعلنون ’نحن الثوار الحقيقيون الذين يستهدفون الليبراليين وتفكيكهم للمجتمع التقليدي‘. ومن المثير للاهتمام كيف أن جي دي فانس وراسل براند اجتمعا في المؤتمر نفسه، أليس كذلك؟”.

من السهل افتراض أن دعم براند لـ ترمب واهتمامه بالروحانية المرتبطة بنظريات المؤامرة ليسا سوى سعي وراء الشهرة. يقول روبرتسون: “أعتقد أنه شخص سطحي”، ومع ذلك هناك شعور متزايد بالقلق حول هذا الأمر برمته، فمزيد من الفضائح لم تقض بعد على سمعة براند، وعلى رغم أن “يوتيوب” علق أرباح قنواته بسبب “انتهاك” سياسة “مسؤولية المبدع”، إلا أن لديه الآن 6.4 مليون مشترك يستمرون في متابعة محتواه.

تبدو هويته الجديدة، والتحول الراديكالي من اليسار إلى اليمين، والتوليفة الحاسمة بين الدين ونظريات المؤامرة، وقدرته الفائقة على إثارة الشكوك حول كل شيء، متطرفة لكنها ليست مفاجئة. ربما هذه المرة، يصدق براند حديثه الزائف، أو ربما هو مجرد شخص يتنقل بين الأدوار بحسب ما يناسبه أكثر. قد تكون هذه العودة الثانية لـ راسل براند، لكنها بالتأكيد لن تكون الأخيرة، ما لم يتم إسكاته فعلاً من “الدولة العميقة”. دعونا نأمل أن يحدث ذلك قريباً.

© The Independent

المزيد عن: راسل برانددونالد ترمبالانتخابات الرئاسية

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00