ثقافة و فنونعربي ربع قرن على رحيل كيشلوفسكي مبدع الثلاثية السينمائية “الملونة” by admin 27 أكتوبر، 2021 written by admin 27 أكتوبر، 2021 32 مهرجان الجونة كرمه وعرض خمسة من أعماله التي أولت الإنسان أهمية اندبندنت عربية \ هوفيك حبشيان تحية معتبرة قدمها مهرجان الجونة السينمائي الخامس هذا العام للمخرج البولوني كشيشتوف كيشلوفسكي في مناسبة مرور 25 عاماً على رحيله. خمسة من أهم أفلامه تم اختيارها لهذا الحدث، على رأسها “ثلاثية الألوان”، إضافة إلى معرض استعادي وعمل وثائقي في عنوان “أنا بين بين” لكشيشتوف فيرزبيكي. سيرة الفنان البولوني الكبير هائلة، أكانت شخصية أو مهنية، لا يمكن اختزالها في مقالة. لكن حاول مهرجان الجونة أن يرد الاعتبار إلى سينمائي معذب يحتل مكانة خاصة في قلوب عدد كبير من عشاق الشاشة. كيشلوفسكي ابن وارسو، حيث فتح عينيه في عام 1941 يوم كانت أوروبا تعيش فظائع الحرب. نشأ وفق التعاليم الكاثوليكية وحافظ على علاقة حميمة بالله. بعد عمله كخياط في أعمال مسرحية، حاول الالتحاق بمدرسة لودز التي تخرج فيها أمثال بولانسكي وفايدا ولكن رُفض مرتين، قبل أن يتم قبوله في قسم الإخراج. طوال عقد ونيف من الزمن، أنجز ما يقارب 50 فيلماً تسجيلياً موثقاً الحياة اليومية في بولندا الستينيات والسبعينيات. في أواخر الثمانينيات، ذاع صيته عالمياً عندما أخرج “الوصايا العشر”: عشرة أفلام عن المعضلة الأخلاقية عند الإنسان. ثم، مع “حياة فيرونيك المزدوجة”، قدم أول عمل له خارج وطنه. عُرض الفيلم في مهرجان كان، ونالت عنه الممثلة إيرين جاكوب جائزة التمثيل. ثم انكب على ثلاثية الألوان، أزرق وأبيض وأحمر، التحفة التي وضعته في مصاف أعظم المخرجين في تاريخ السينما. تحفة سينمائية لا يخطئ الناقد الأميركي روجر إيبيرت عندما يعتبر ثلاثية كيشلوفكسي بالتحفة السينمائية الخالصة، خصوصاً “أزرق”. فهي فعلاً كذلك، وهذا رأي مطابق لآراء كثير من النقاد الذين شاهدوها وحملوها على راحاتهم منذ سنوات. البعض وصل بها إلى درجة التقديس. مع “أزرق”، بلغ الكمال، نصاً وتصويراً وتمثيلاً وإخراجاً. هذا الفيلم هو فصل من ثلاثية الألوان التي أتمها ووضع فيها رؤيته الميتافيزيقية للوجود، وجود يلفه الغموض والأسرار، متماهياً مع الألوان الثلاثة للعلم الفرنسي بحيث أن كل فيلم من الثلاثة يستمد فكرته من شعار الجمهورية الفرنسية: حرية، مساواة، إخاء. قيم سامية صورها بكثير من السخرية واللبس. الممثلة الفرنسية جولييت بينوش في فيلم “ازرق” (الخدمة الإعلامية) ينطلق “أزرق” من حكاية جولي (جولييت بينوش) التي فقدت زوجها وابنتها في حادث سيارة، ومذ ذاك تحاول النهوض من المأساة التي ألمت بها. سعيها للفكاك من براثن الماضي، ومن بينها الموسيقى، يصنع لها تحديات نفسية جديدة. “كيف نبني أنفسنا في حال كهذه؟”، سؤال يلح عليه الفيلم في كل لحظة. ما هو الفيلم سوى توثيق بصري مدهش للثمن الذي ندفعه لبلوغ الحرية المنشودة. يطرح كيشلوفسكي سؤالاً فلسفياً: إلى أي حد نحن أحرار فعلاً؟ وكأي معلم تنويري، نجده يحض على الأسئلة التي لا أجوبة شافية لها. لا يمكن فصل خطاب الفيلم عن الجماليات التي تسهم في جعله رائعة سينمائية: التشكيل البصري الذي يولي اللون الأزرق أهمية قصوى. هذا الأزرق البارد الذي ينهش الروح نهشاً. مقابل هذه الجمالية الخلابة: الموسيقى، وهي ذات شأن كبير في دراماتورجيا الفيلم وتحريك الأحاسيس. الموسيقى درس في الإلحاح، تأتي بضربتها المتتالية لإيقاظ الذاكرة. مع ذلك، يترك الفيلم مساحة للصمت لتتجلى خلاله الأم جولي المصلوبة على خشبة الذاكرة. “أزرق” يتربع عرش الأفلام التي تروي الألم، ألم نحاول عبثاً الهروب منه، ولكنه في كل مكان من حولنا؟ الإعتزال القسري والألم هذا كان رفيق كيشلوفسكي في سنواته الأخيرة. فقبل رحيله بفترة كان اعتزل السينما بعدما شعر باستنفاد الرغبة في التعبير. ثم أي فيلم كان يمكن أن يقدمه بعد “أزرق” الذي بلغ فيه ذروة التعبير السينمائي؟ توقف قلبه عن الخفقان في الرابعة والخمسين وهو في قمة المجد. هذا الذي عرف بأسلوبه العميق في سرد الحكايات، اختتم مسيرته في فرنسا حيث أنجز ثلاثيته مع ممثلين فرنسيين مثل جولييت بينوش وجولي دلبي وجان لوي ترانتينيان وإيرين جاكوب، وتطرق فيها على طريقته الخاصة، إلى قيم من وحي ما أنجزته الثورة الفرنسية، واضعاً أفكاره الإنسانية في سياق روائي شديد الابتكار شكلاً ومضموناً. يُقال إن التدخين عجل أجله. كان يشعل سيجارة تلو سيجارة. إدمان السيجارة أسهم في تلف شرايين القلب عند هذا الرجل الحساس جداً. لم يلجأ إلى الإرادة العازمة للإقلاع عن التدخين، من شدة حبه له. كان كيشلوفسكي يحمل شيئاً من “قنوط المبدع الأصيل وتشاؤمه” كما قال أحد النقاد عنه، لديه دائماً الإحساس بأنه منفي، حتى وهو مقيم داخل وطنه، علماً أن بولندا كانت منعت عديداً من أفلامه في بداية تجربته. الممثلة إيرين جاكوب في فيلم “حياة فيرونيك المزدوجة” (الخدمة الإعلامية) شيئاً فشيئاً، انصرف صاحب “الوصايا العشر” عن المسائل السياسية الشائكة وصب اهتمامه على معاناة الفرد، وعندما سألته صحافية فرنسية عن السبب وراء هذا الخيار، قال لها: “ابتعدتُ لسببين. أولاً، فعلتُ ذلك واعياً، لأن الواقع، وقبل كل شيء جانبه السياسي، لم يعد يهمني، الواقع الاجتماعي لم يعد يهمني أيضاً. ما يهمني الآن، هو الفرد، لم يبق سواه. كل ما يحوطه زال. كما لو أنك تضع عدسة أقوى فأقوى لتصوير وجه أقرب فأقرب. كل ما من حوله يصير غباشاً. إنه أمر واعٍ. السبب الآخر، وهو حتمي كذلك، إنما غير مرتبط بخياري، إنني أعرف الواقع جيداً في شرق أوروبا، ولكن ليس الواقع الفرنسي. على الرغم من إقامتي في فرنسا منذ بضع سنوات، لا أعرف روحكم، لا أعرف عالمكم. لا أعرف فرنسا. وهذا لا نتعلمه. يسعك أن تتعلم معرفة أجزاء من حياتك، إنما لا تفهمها كلها”. المزيد عن: مهرجان\سينما\أفلام\جولييت بنوش\ممثلون\مخرج بولندي\فرنسا\جوائز 4 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post أسلحة إسرائيل المحرمة دوليا في معرض وسط غزة next post دلال البزري في كتاب جديد: يساريون لبنانيون في زمنهم. You may also like فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 4 comments 울산오피 27 أكتوبر، 2021 - 6:51 م magnificent issues altogether, you simply won a logo new reader. What might you suggest about your submit that you just made a few days ago? Any certain? Reply 송탄오피 27 أكتوبر، 2021 - 7:01 م It’s amazing in support of me to have a site, which is good for my knowledge. thanks admin Reply web page 27 أكتوبر، 2021 - 7:07 م Hey are using Wordpress for your site platform? I’m new to the blog world but I’m trying to get started and create my own. Do you need any html coding expertise to make your own blog? Any help would be really appreciated! Reply pokeridn 27 أكتوبر، 2021 - 7:38 م Hey there! Someone in my Myspace group shared this website with us so I came to take a look. I’m definitely enjoying the information. I’m bookmarking and will be tweeting this to my followers! Terrific blog and amazing design. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.