الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » “ديكاميرون” بوكاتشيو عندما ينتج الحجر الصحي إبداعاته

“ديكاميرون” بوكاتشيو عندما ينتج الحجر الصحي إبداعاته

by admin

الهاربون من الطاعون يستخدمون الحكايات ترياقاً

اندبندنت عربية / إبراهيم العريس باحث وكاتب

نعرف أنّ مؤرخي الأدب والنقاد والباحثين في شؤون إبداعات عصر النهضة الإيطالية لم يفتهم ذلك الرابط الذي يجمع بين نصوص الإيطالي بوكاتشيو المعروفة بـ”ديكاميرون”، والليالي العربية المعروفة بـ”ألف ليلة وليلة”، مؤكدين أن بوكاتشيو عرف الليالي بالتأكيد، وأنه حين صاغ حكاياته المئة التي يتألَّف منها كتابه المعتبر إشارة الولادة للأدب الروائي الأوروبي بالمعنى الحديث للكلمة، كانت تلك الليالي العربية في باله.

لكن، بأي لغة؟ ومن أي طريق؟ يبقى هذا لغزاً لم يحله أحدٌ من الذين أكدوا دائماً أنه لا يمكن أن يكون في الأمر توارد خواطر أو دور للصدفة. بل إنّ السينمائي الإيطالي، الراحل مقتولاً في عام 1975، بيار باولو بازوليني، لم يتورّع عن التركيز على القرابة بين العملين، مضيفاً إلى ذلك قرابة أخرى لهما مع كتاب “حكايات كانتربري” للكاتب الإنجليزي تشوسر اللاحق عليهما، ومن هنا جمع الكتب الثلاثة في ثلاثيته السينمائية “ثلاثية الحياة”، لكن هذا موضوع آخر.

الحقيقة، أن ما يهمنا هنا هو التوقف عند “ديكاميرون” نفسه، مهتمين بما يمكن أن نسميه “الحكاية وراء الحكاية”. وهي هنا تتشارك مع ما في خلفية “ألف ليلة وليلة” بمعنى من المعاني: تحديداً بأن الكتابين إنما ولدا من خوف مشترك من الموت.

الحكي للإفلات من الموت
فإذا كانت شهرزاد في الليالي العربية ابتكرت مئات الحكايات الشيقة، لتحكيها إلى شهريار الذي تزوّجها، وهو عازم على قتلها انتقاماً عبرها من كل النساء بسبب خيانة زوجة سابقة له، محاولة أن تسابق الزمن درءاً للموت المتربص بها ما إن يقضي الملك وطره منها كما هدّد، فكان ابتداعها الحكايات وتوقّفها في كل ليلة عند نقطة شيقة من الحكاية كي تُبقي شهريارها على ظمئه في انتظار البقية التي لن تأتيه إلا في الليلة التالية، ها هي حكايات “ديكاميرون” تولد بدورها وإن كان بشكل مختلف بعض الشيء، من الخوف من الموت، لكن ممثلاً هذه المرة بوباء الطاعون الذي كان انتشر في فلورنسا موطن الحكايات.

الحكاية التي وراء الحكاية هنا إذن، التي لم تكن الحاجة إلى معرفتها مهمة بقدر ما هي مهمة في أيامنا هذه في أي زمن آخر، وسنقول لماذا بشكل أوضح بعد سطور، هي أن عشرة شبان وشابات (ثلاثة شبان وسبع صبايا من أبناء علية القوم في فلورنسا) وجدوا أنفسهم مضطرين إلى مبارحة المدينة خوفاً من الطاعون الهاجم عليها، وكذلك من أن يضطروا إلى اللجوء داخل بيوتهم محجوراً عليهم، فغادروا إلى منطقة ريفية بعيدة عن أي إمكانية للعدوى، ثم طوال أيام “الحجر الصحي” (العشرة ومن هنا عنوان الكتاب الذي يعني حرفياً “العشرية”)، وراحوا يتبارون في استنباط الحكايات إبداعاً أو تذكّراً أو جمعاً، بطريقة يكون فيها على كل واحد منهم أن يحكي حكاية في كل يوم، بحيث كان المجموع مئة حكاية هي حكايات الكتاب كما وصلتنا. ومن هنا عرف أولئك الشبان، الذين قيل كثيراً إنهم من نتاج خيال بوكاتشيو بحيث مثّل الصبيان الثلاثة منهم ثلاثة وجوه له متنوعة ومبدعة بأشكال مختلفة، بينما رمزت الصبايا السبع إلى حبيبات سابقات له سيكون من الواضح أنهن تأثرن أصلاً بما كان يحكيه لهن. وهذا الترميز يجعل من بوكاتشيو وحده واضعاً للكتاب، وربما في الفترة التي حُجر فيها عليه بفعل الطاعون، غير أن هذا التفصيل لن يعود ذا أهمية كبيرة هنا بالطبع.

بدلاً من الشكوى والنواح
المهم، أن الكاتب عرف كيف يستغلّ الحبس الاضطراري، محوّلاً إياه إلى مكان للإبداع، بدلاً من أن يجعل منه مكاناً للشكوى من العزلة والقهر واللافعل كما يحدث كثيراً في أيامنا هذه. وفي السياق قد يجدر بنا هنا وللمناسبة أن نتساءل أمام العزل الذي يعيشه مئات ملايين البشر في مدن العالم جميعاً ولأيام تتجاوز ما عُهد عن الزمن الطبيعي لأي حجر صحي، عن الأعمال الإبداعية التي ستنتج عن ذلك كله، عن قيمتها؟ وعن نظرة متلقي المستقبل لها؟ ثم باختصار، عما إن لم يكن هذا العزل فرصة يُستعاد فيها الإبداع الحقيقي الناتج عن التأمل الفردي، فيعود إلى مكانة ربما يكون قد فقدها خلال الأزمان المنقضية؟ واضح أننا هنا أمام سؤال فولتيري جدير ببطل برواية “كانديد” لهذا الفيلسوف الفرنسي، لكنه سؤال سنحتاج إلى وقت قبل أن نعرف جوابه علماً أن هذا الجواب لا يمكنه إلا أن يكون عملياً! ومهما يكن من أمر هنا، قد يكون من المفيد، بعد كل شيء، أن نعود هنا إلى الكتاب الذي نصفه هنا بأنه وليد الحجر الصحي.

لدينا إذن بكل بساطة: ثلاثة رجال وسبع نساء يهربون خارج مدينة فلورنسا، أزهى المدن الأوروبية في ذلك الزمان، لمجرد الإفلات من الوباء (الطاعون) يصلون إلى مكان يرون أنه آمن، لكنهم لا يجدون ما يفعلون، فيروحون راوين لبعضهم بعضاً حكايات تشغل وقتهم: خلال عشرة أيام يروي كل واحد منهم عشر حكايات، ويكون المجموع مئة حكاية. “ألف ليلة وليلة” في إطارها العام ليست بعيدة هنا: الحكي درءاً للخطر والموت، والحكي تأسيساً لعالم جديد في عمل لا يزال حتى اليوم حياً، بعد أن أسس للأدب الإيطالي، وللقص العالمي، وأيضاً للنزعة الإنسانية في الأدب.

حين سكتت الكنيسة مرغمة
ذلك أن ما ميّز نصوص “ديكاميرون” عمّا سبقها في الآداب الأوروبية، في تلك الأزمان، كان انطلاقها من حكايات الحياة اليومية ومغامرات الإنسان وتشابكها، ونعرف أن ذلك التيار الذي وقفت الكنيسة والمحافظون من أعيان المجتمع ضده منذ انطلق ما إن اكتشف الناس أن في إمكانهم، إلى جانب اهتمامهم بالشؤون الدينية والعبادة، أن يلتفتوا إلى حيواتهم الخاصة أيضاً فيكرسوا لها اهتماماتهم، وجزءاً من وقتهم. وربما لا نكون هنا في حاجة زائدة على اللزوم للتذكير بأن هذا التيار الذي ساد أول الأمر لدى المثقفين، فكان أن سكتت عنه الكنيسة غافلة عن “أخطار عدواه” سرعان ما حاولت تلك الكنيسة احتواءه ما إن سرت تلك العدوى في أوساط الناس العاديين (العامّة) فانطلقت الكنيسة تحاربه. ويمكننا هنا بالطبع القول إنّ مجرد أن يكتب بوكاتشيو حكاياته بذهنية ذلك التيار كان ولا يزال يعتبر فعل مقاومة من أجل تنوير الإنسان وسعادته.

اقرأ المزيد

كتب بوكاتشيو خلال حياته كثيراً من النصوص النثرية والشعرية، وهو كرَّس جزءاً كبيراً من كتاباته لتمجيد “أستاذه” دانتي، وتخليد ذكراه، لكن “ديكاميرون” تبقى أهم أعماله وأكثرها بقاءً، وهي وحدها ضمنت له أن يعتبر مع بترارك ودانتي الرائد الأكبر للنزعة الإنسانية وباعث الأدب الإيطالي.

واللافت بالنسبة إلينا أن بوكاتشيو استقى إلهامه على ما يبدو، من نصوص النثر العربي في العصر الوسيط، بل إنه جعل بعض حكايات “ديكاميرون” يتمحور حول شخصيات وأحداث عربية وإسلامية، ومن ذلك الحكاية المكرّسة لذكرى صلاح الدين، الذي يبدو هنا في صورة زاهية، فارساً نبيلاً، صورة لم يكن الأدب الأوروبي عهدها من قبل، بالتالي فإن الحكواتية العشرة يبدون لنا اليوم أول الإنسانيين في الأدب، كما يعبّرون في ما يحكونه عن كوزموبوليتية مستغربة في ذلك الزمان. فالحكايات التي يروونها مستقاة من مصادر كثيرة: من الحكايات الشرقية، ومن الروايات الشعبية الفرنسية، ومن حكايات الفرسان الرومانيين، ومن الأغاني العاطفية ومغامرات أفاقي صقلية، وأساطير الشمال… إلخ.

مغامرة ونزق وتطرف
على هذه الشاكلة، كوّن بوكاتشيو تلك النصوص التي يختبئ وراءها حسّ المغامرة والنزق والتطرف، بصفته إحساساً أولياً وعميقاً بإنسانية الإنسان. من هنا، ذلك الخليط الذي نراه بين كبار القوم والطباخين، بين المحظيات وفتيات الهوى، وبين فارس مسلم مثل صلاح الدين وسيد عراك مثل جيابيليتو دي براتو. كل من هؤلاء له حكايته وعواطفه، وكل منهم له تعاطيه مع الآخرين، ودائماً من موقع يجعل السلوك محدداً بالظرف والبيئة.

ومن هنا ما قيل دائماً من أن الأدب (العالمي والأوروبي خصوصاً) بعد حكايات “ديكاميرون” لم يكن هو نفسه كما كان قبل الحكايات. في اختصار: أَنسَن بوكاتشيو الأدب، وجعله خارج إطار الانحصار داخل حدود كانت معينة في السابق، مثل الحدود القومية والدينية وما شابه.

ولد جيوفاني بوكاتشيو عام 1313 في باريس، لأب إيطالي يعمل في المصارف، وأم فرنسية قيل أحياناً إنها كانت من علية القوم في العاصمة الفرنسية. منذ طفولته بدأ بوكاتشيو يتدرب على التجارة. غير أنّ والده سرعان ما أرسله إلى نابولي، ليعيش في بلاط ملكها روبير دانجو، وهناك أغرم بابنة الملك، واختلط بمن في البلاط من مفكرين وعلماء، وراح يقرأ لهم ويحادثهم، ويسجل كل ما يلفت انتباهه، وهذا كله نجده لاحقاً معكوساً في حكايات “ديكاميرون”.

المزيد عن: بوكاتشيو/ديكاميرون/ألف ليلة وليلة/إبداعات الحجر الصحي

 

 

You may also like

55 comments

зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 24 مارس، 2024 - 5:38 م

This design is spectacular! You most certainly know how to keep a reader entertained. Between your wit and your videos, I was almost moved to start my own blog (well, almost…HaHa!) Great job. I really enjoyed what you had to say, and more than that, how you presented it. Too cool!

Reply
бот глаз бога телеграмм 9 أبريل، 2024 - 10:13 م

You can definitely see your enthusiasm in the article you write. The world hopes for more passionate writers like you who aren’t afraid to mention how they believe. All the time go after your heart.

Reply
глаз бога телеграмм бесплатно 10 أبريل، 2024 - 11:26 ص

At this time I am going away to do my breakfast, when having my breakfast coming yet again to read additional news.

Reply
глаз бога бот 11 أبريل، 2024 - 8:43 ص

Howdy! I realize this is kind of off-topic but I had to ask. Does operating a well-established blog like yours take a lot of work? I’m completely new to writing a blog but I do write in my diary on a daily basis. I’d like to start a blog so I will be able to share my own experience and views online. Please let me know if you have any suggestions or tips for new aspiring bloggers. Appreciate it!

Reply
глаз бога бот 11 أبريل، 2024 - 9:25 م

This information is priceless. Where can I find out more?

Reply
глаз бога телеграмм 12 أبريل، 2024 - 6:00 م

With havin so much content and articles do you ever run into any problems of plagorism or copyright violation? My site has a lot of completely unique content I’ve either authored myself or outsourced but it looks like a lot of it is popping it up all over the web without my agreement. Do you know any techniques to help reduce content from being ripped off? I’d definitely appreciate it.

Reply
глаз бога тг 13 أبريل، 2024 - 3:33 ص

Simply want to say your article is as astonishing. The clearness in your post is simply spectacular and i can assume you are an expert on this subject. Well with your permission allow me to grab your RSS feed to keep up to date with forthcoming post. Thanks a million and please keep up the rewarding work.

Reply
глаз бога бот 13 أبريل، 2024 - 1:54 م

We are a gaggle of volunteers and starting a new scheme in our community. Your site provided us with useful information to work on. You have performed an impressive activity and our whole community shall be grateful to you.

Reply
глаз бога тг 14 أبريل، 2024 - 12:16 ص

Oh my goodness! Awesome article dude! Many thanks, However I am experiencing problems with your RSS. I don’t know why I am unable to subscribe to it. Is there anybody else getting identical RSS problems? Anyone who knows the solution will you kindly respond? Thanx!!

Reply
глаз бога телеграмм 14 أبريل، 2024 - 10:43 ص

I do agree with all the concepts you have presented on your post. They are very convincing and will definitely work. Still, the posts are too brief for newbies. May you please prolong them a bit from next time? Thank you for the post.

Reply
глаз бога телеграмм бесплатно 14 أبريل، 2024 - 8:13 م

I don’t even know the way I ended up here, however I thought this submit used to be good. I don’t realize who you’re however definitely you are going to a famous blogger if you are not already. Cheers!

Reply
глаз бога 15 أبريل، 2024 - 5:41 ص

Heya just wanted to give you a quick heads up and let you know a few of the images aren’t loading correctly. I’m not sure why but I think its a linking issue. I’ve tried it in two different internet browsers and both show the same results.

Reply
бот глаз бога телеграмм 15 أبريل، 2024 - 3:55 م

Hi, i think that i saw you visited my website so i came to return the favor.I am trying to find things to improve my site!I suppose its ok to use some of your ideas!!

Reply
глаз бога телеграмм 16 أبريل، 2024 - 2:16 ص

Pretty component to content. I simply stumbled upon your web site and in accession capital to say that I acquire in fact enjoyed account your blog posts. Any way I’ll be subscribing in your augment or even I achievement you get entry to consistently fast.

Reply
cs:go live gambling websites 7 مايو، 2024 - 2:21 م

Every weekend i used to go to see this web site, because i want enjoyment, as this this website conations actually good funny stuff too.

Reply
университет 15 مايو، 2024 - 3:18 م

Francisk Skorina Gomel State University

Reply
Гостиничные Чеки СПБ 24 مايو، 2024 - 6:59 ص

Wow, that’s what I was searching for, what a stuff! present here at this website, thanks admin of this site.

Reply
купить удостоверение тракториста машиниста 30 مايو، 2024 - 9:25 ص

I am really loving the theme/design of your web site. Do you ever run into any web browser compatibility problems? A number of my blog audience have complained about my website not operating correctly in Explorer but looks great in Safari. Do you have any advice to help fix this issue?

Reply
乱伦色情 3 يونيو، 2024 - 7:46 ص

I love it when individuals come together and share opinions. Great blog, keep it up!

Reply
Гостиничные Чеки СПБ купить 10 يونيو، 2024 - 11:03 ص

It’s awesome to visit this web site and reading the views of all mates regarding this post, while I am also keen of getting familiarity.

Reply
www.russa24-diploms-srednee.com 12 يونيو، 2024 - 12:28 ص

I’m not positive where you are getting your info, however good topic. I needs to spend a while studying more or working out more. Thank you for magnificent information I used to be in search of this information for my mission.

Reply
хот фиеста играть 12 يونيو، 2024 - 2:28 م

This is the right site for anybody who wants to find out about this topic. You realize so much its almost hard to argue with you (not that I personally would want toHaHa). You definitely put a brand new spin on a topic that has been written about for many years. Great stuff, just great!

Reply
hot fiesta game 13 يونيو، 2024 - 11:27 ص

I love your blog.. very nice colors & theme. Did you design this website yourself or did you hire someone to do it for you? Plz answer back as I’m looking to design my own blog and would like to know where u got this from. appreciate it

Reply
хот фиеста игра 13 يونيو، 2024 - 11:25 م

I’m not sure why but this site is loading incredibly slow for me. Is anyone else having this issue or is it a problem on my end? I’ll check back later and see if the problem still exists.

Reply
hot fiesta 14 يونيو، 2024 - 10:11 م

Hi, this weekend is good designed for me, because this point in time i am reading this impressive informative piece of writing here at my house.

Reply
хот фиеста казино 15 يونيو، 2024 - 9:17 ص

What’s up, constantly i used to check website posts here early in the morning, because i like to gain knowledge of more and more.

Reply
Теннис онлайн 27 يونيو، 2024 - 3:04 م

I simply could not depart your web site prior to suggesting that I extremely enjoyed the standard information a person supply on your visitors? Is going to be back ceaselessly in order to check up on new posts

Reply
Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 12:09 م

Wow, amazing blog format! How long have you been blogging for? you make blogging glance easy. The full glance of your site is wonderful, let alonewell as the content!

Reply
Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 3:27 م

I get pleasure from, cause I found exactly what I used to be looking for. You have ended my 4 day long hunt! God Bless you man. Have a nice day. Bye

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 4:23 ص

Hi, I do believe this is an excellent web site. I stumbledupon it 😉 I will return once again since I book-marked it. Money and freedom is the best way to change, may you be rich and continue to help other people.

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 5:15 م

Heya i’m for the first time here. I came across this board and I find It truly useful & it helped me out a lot. I hope to give something back and help others like you helped me.

Reply
Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 6:03 ص

Write more, thats all I have to say. Literally, it seems as though you relied on the video to make your point. You definitely know what youre talking about, why waste your intelligence on just posting videos to your blog when you could be giving us something enlightening to read?

Reply
Прогнозы на футбол 1 يوليو، 2024 - 11:38 ص

I was more than happy to find this great site. I want to to thank you for your time for this wonderful read!! I definitely savored every bit of it and I have you bookmarked to check out new stuff on your blog.

Reply
Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 8:48 ص

Hi there friends, its great article about educationand completely explained, keep it up all the time.

Reply
Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 11:13 م

I am really loving the theme/design of your weblog. Do you ever run into any web browser compatibility problems? A couple of my blog audience have complained about my website not operating correctly in Explorer but looks great in Chrome. Do you have any advice to help fix this issue?

Reply
Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 3:18 ص

Thanks for sharing your thoughts on %meta_keyword%. Regards

Reply
автомойка под ключ 5 يوليو، 2024 - 12:44 م

Строительство автомойки под ключ – ваш шаг к автономному и прибыльному бизнесу. Наши специалисты помогут на каждом этапе.

Reply
мойка самообслуживания под ключ 6 يوليو، 2024 - 11:39 ص

Автомойка самообслуживания под ключ предоставляет клиентам возможность мыть свой транспорт самостоятельно, используя профессиональное оборудование. Это экономит время и деньги.

Reply
мойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 2:33 ص

Строительство автомойки под ключ – неутомимая забота и полный контроль на каждом этапе, от проекта до открытия. Ваш бизнес в надежных руках!

Reply
строительство автомойки 7 يوليو، 2024 - 3:19 م

Предлагаем строительство автомоек под ключ по индивидуальным проектам. Все работы выполняются в срок и с гарантией.

Reply
автомойка под ключ 8 يوليو، 2024 - 2:40 م

Строительство автомойки под ключ – неутомимая забота и полный контроль на каждом этапе, от проекта до открытия. Ваш бизнес в надежных руках!

Reply
автомойка самообслуживания под ключ 9 يوليو، 2024 - 2:27 ص

Автомойка под ключ – простой путь к своему бизнесу. Получите современное, энергоэффективное и привлекательное для клиентов предприятие.

Reply
Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 9:08 ص

always i used to read smaller posts which also clear their motive, and that is also happening with this piece of writing which I am reading at this place.

Reply
Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 5:50 ص

Hi there! I just wanted to ask if you ever have any problems with hackers? My last blog (wordpress) was hacked and I ended up losing a few months of hard work due to no data backup. Do you have any solutions to prevent hackers?

Reply
Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 8:01 م

Hello there, just became aware of your blog through Google, and found that it is really informative. I’m gonna watch out for brussels. I will appreciate if you continue this in future. Many people will be benefited from your writing. Cheers!

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 8:53 ص

This is my first time visit at here and i am actually happy to read all at one place.

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 9:50 م

Ahaa, its pleasant discussion about this post here at this webpage, I have read all that, so now me also commenting here.

Reply
автомойка под ключ 14 يوليو، 2024 - 10:46 م

Строительство автомойки требует знаний и опыта. Наша команда профессионалов поможет реализовать вашу мечту в жизнь.

Reply
Lamborghini interior design 28 يوليو، 2024 - 5:39 م

Well done! This article provides a lot of value.

Reply
Jac Амур 15 أغسطس، 2024 - 9:30 ص

Hi there I am so grateful I found your weblog, I really found you by mistake, while I was searching on Aol for something else, Nonetheless I am here now and would just like to say thank you for a incredible post and a all round thrilling blog (I also love the theme/design), I dont have time to browse it all at the minute but I have saved it and also included your RSS feeds, so when I have time I will be back to read a great deal more, Please do keep up the excellent jo.

Reply
theguardian 23 أغسطس، 2024 - 1:15 م

Wow, superb blog layout! How long have you been blogging for? you make blogging glance easy. The whole glance of your web site is magnificent, let alonesmartly as the content!

Reply
theguardian.com 24 أغسطس، 2024 - 6:46 ص

Way cool! Some very valid points! I appreciate you writing this post and the rest of the site is also really good.

Reply
theguardian 25 أغسطس، 2024 - 2:17 م

Hi to all, how is everything, I think every one is getting more from this web site, and your views are pleasant for new users.

Reply
theguardian 26 أغسطس، 2024 - 5:10 ص

Aw, this was a really nice post. Taking the time and actual effort to make a really good article but what can I say I put things off a lot and never seem to get anything done.

Reply
theguardian.com 28 أغسطس، 2024 - 4:54 م

Great web site. Lots of useful information here. I’m sending it to a few buddies ans also sharing in delicious. And naturally, thank you in your effort!

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00