الأربعاء, ديسمبر 18, 2024
الأربعاء, ديسمبر 18, 2024
Home » ديفيد شينكر يكتب عن :بغداد بين سندان “الحشد” ومطرقة إسرائيل

ديفيد شينكر يكتب عن :بغداد بين سندان “الحشد” ومطرقة إسرائيل

by admin

 

قد تختار تل أبيب تأجيل الانتقام

المجلة / ديفيد شينكر

يرغب الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترمب في أن تنتهي الحروب الدائرة في الشرق الأوسط قبل أن يتولى منصبه. وقال في أبريل/نيسان: “فلتنتهِ هذه الحروب وليعد السلام وليتوقف قتل الناس”. والواقع أن مشاعر ترمب جديرة بالثناء، غير أنها طموحة. ففي الوقت الذي توصلت فيه إسرائيل و”حزب الله” اللبناني إلى اتفاق هش لوقف إطلاق نار، لا يزال إنهاء الحرب مع “حماس” في غزة احتمالا بعيد المنال. وفي الوقت نفسه، أطيح بنظام الأسد في سوريا، ما يشير إلى فترة انتقالية قد تكون فوضوية وربما عنيفة، ويواصل الحوثيون في اليمن حصار البحر الأحمر. كما أن طهران التي تواجه الكثير من الانتكاسات الاستراتيجية العميقة، قد تطلق وابلا آخر من الصواريخ على إسرائيل أو تسارع نحو امتلاك قنبلة نووية.

سترث الإدارة الجديدة من إدارة بايدن شرقا متوسطا مشتعلا. وقد يزداد الوضع سوءا في الأسابيع المقبلة. فعلى مدار الشهرين الماضيين، هاجمت ميليشيات عراقية مدعومة من إيران إسرائيل بمسيرات وصواريخ كروز في 150 مناسبة تقريبا، أدت إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في أوائل أكتوبر/تشرين الأول. وقد اعترضت إسرائيل هجمات شنتها ما تعرف بميليشيا “الحشد الشعبي” العراقية منذ يوليو/تموز 2023 واحتوتها. إلا أن إسرائيل قد تختار اليوم السابق على تنصيب ترمب، لتسوية حساباتها مع هؤلاء الوكلاء في محاولة لإرساء قدر من الردع.

أ ف ب / عراقيون يرفعون صورة القائد السابق في “الحشد الشعبي” ابي مهدي المنهدس اثناء عرض عسكري اقيم في بغداد في ذكرى هزيمة تنظيم “داعش” في 10 ديسمبر

تشكلت ميليشيات “الحشد الشعبي” عام 2014 بعد أن سيطر “داعش” على ما يقرب من ثلث العراق، وشاركت هذه الميليشيات إلى جانب الجيش العراقي وقوات التحالف في حملة تحرير الدولة. واليوم، تضم هذه القوات أكثر من 70 فصيلا مختلفا، بما فيها حفنة من الجماعات المصنفة على أنها إرهابية مثل “حركة النجباء” و”عصائب أهل الحق” و”كتائب حزب الله” الموالية لإيران.

في المجمل، هناك نحو 238 ألف رجل تحت السلاح بميزانية سنوية تبلغ 3.6 مليار دولار تدفعها بغداد. ولـ”الحشد” كلية عسكرية مخصصة له، ويحصل أفراده على معاشات تقاعدية عند التقاعد، كما يملك شركة برأسمال حكومي، على غرار شركة “خاتم الأنبياء” التابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني، توفر مصدر دخل مستقلا للمسلحين. وعلى الرغم من أن تمويل “الحشد” من الحكومة، فإن هذه الميليشيات المدعومة من إيران ليست مسؤولة أمام بغداد.

يشعر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالقلق من أن تنتقم إسرائيل وتجر بلاده إلى حرب. ولهذه المخاوف ما يبررها. فقد هاجم وكيل إيران “حزب الله” إسرائيل، فكان أن تكبد لبنان في وقت لاحق خسائر بلغت 8.5 مليار دولار. وقد سعى السوداني لمنع اندلاع نار الحرب، إلى استمالة شركائه في ائتلاف حكومة “الحشد الشعبي” كي يتوقفوا عن هجماتهم. كما ناشد طهران أن تساعده في كبح جماح وكلائها في “الحشد الشعبي”، ويقال إنه طلب المساعدة من إدارة بايدن في كبح جماح إسرائيل.

ومن المؤكد تقريبا أن السوداني يرغب في تجنب الرد العسكري الإسرائيلي. إلا أنه كما يبدو لم يتخذ، باستثناء توسلاته الدبلوماسية، سوى القليل من الإجراءات لمنع هجمات “الحشد الشعبي”. وفي الوقت نفسه، يواصل السوداني دفع رواتب “الحشد الشعبي”، بما فيها رواتب الجماعات المتحالفة مع إيران. فقد استغل السوداني الدعم السياسي لهذه الميليشيات في عام 2022، ليصبح رئيسًا للوزراء.

أشارت معلومات استخباراتية إسرائيلية مسربة إلى أن إيران تخزن صواريخ باليستية في العراق

ومن المؤكد أنه من الصعب على السوداني إخضاع “الحشد الشعبي”. إذ من المعروف أن سلفه مصطفى الكاظمي حاول ذلك ولم ينجح. ففي صيف عام 2020، قبض الكاظمي على 15 عضوا من “كتائب حزب الله”، بسبب إطلاقهم صواريخ على السفارة الأميركية في بغداد. فرد “الحزب” بمحاصرة منزله مطالبا بالإفراج عن عناصره المعتقلين. وبعد عام، حاول “الحشد” اغتيال الكاظمي بمسيرات مسلحة.
منذ الهجوم الكارثي الذي شنته “حماس” في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت إسرائيل مترددة في السماح لعدوان غير مبرر ترعاه إيران بالمرور دون رد. ومع ذلك، أصبحت الحاجة إلى استهداف “الحشد” أكثر إلحاحا في الآونة الأخيرة. ففي أكتوبر، أشارت معلومات استخباراتية إسرائيلية مسربة إلى أن إيران تخزن صواريخ باليستية في العراق. وفي المرة الأخيرة التي حدث فيها هذا، في صيف عام 2019، بدأت مخابئ أسلحة “الحشد” في الانفجار على نحو غير مفهوم. والآن مع الإطاحة بنظام الأسد وتدهور “حماس” و”حزب الله”، اكتسب “الحشد” أهمية إضافية بالنسبة لطهران. ومع اقتراب موعد تنصيب ترمب، قد ترى إسرائيل فرصة سانحة للتحرك.
ومع أن واشنطن تفضل خفض التصعيد، فإن ميل إسرائيل للرد أمر مفهوم. فخلال إدارة ترمب السابقة، شن “الحشد الشعبي” هجمات متكررة على القوات والدبلوماسيين الأميركيين في العراق.

أ ف ب / رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مجتمعا بوزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن في بغداد في 13 ديسمبر

ورفضت بغداد كما هو معروف الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية جنيف لحماية السفارة الأميركية. لذا لم يكن من المستغرب أنه عندما اغتالت الولايات المتحدة قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني قاسم سليماني، في يناير/كانون الثاني 2020، قتل معه قائد “الحشد الشعبي” وموظف الحكومة العراقية أبو مهدي المهندس.
قد تختار إسرائيل، المنشغلة بغزة ولبنان وبالتهديد الوجودي الذي تمثله إيران، تأجيل الانتقام من “الحشد الشعبي”. فقد خفّت حدة هجماته عليها في الأسابيع الأخيرة، بعد أن سلمت الأمين العام للأمم المتحدة رسالة تشكو فيها من عدوان الميليشيات الموالية لإيران. وقد يؤدي سقوط الأسد، وتدمير إسرائيل لبقايا الأسلحة العسكرية التقليدية والكيماوية للنظام، إلى الاستغناء عن عمل عسكري ضد “الحشد الشعبي”. على أي حال، من غير المرجح أن يشارك السيد ترمب في أي غزو إسرائيلي محتمل على العراق، نظرا لنفوره العلني من الحروب في المنطقة. إلا أنه من الصعب أن نتخيل أن الرئيس ترمب سيستمر في تقديم 250 مليون دولار على شكل مساعدات عسكرية أميركية سنوية لبغداد، التي يزداد تحكم طهران فيها.

المزيد عن: تغطية خاصة الحشد الشعبي العراقي اسرائيل فلسطين

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00