عرب وعالم دلالات سعي إيران إلى التقارب الدبلوماسي والعسكري مع السعودية by admin 18 أبريل، 2025 written by admin 18 أبريل، 2025 40 مراقبون يؤكدون أن طهران تسعى إلى كسب ود الرياض وهي تخوض الجولة الثانية من مفاوضات البرنامج النووي اندبندنت عربية / مي الشريف مساعد رئيس التحرير @Maialsharif https://canadavoice.info/wp-content/uploads/2025/04/دلالات-سعي-ايران-الى-التقارب-الدبلوماسي-والعسكري-مع-السعودية-اند.mp4 في منطقة تموج بالحروب وتتشابك علاقاتها الدولية، بدأت القوى الإقليمية الكبرى بالتحرك لرأب الصدع الذي يحيط باستقرار المنطقة، إذ تحركت السعودية أخيراً على أكثر من محور سواء ما يتعلق بالحرب الروسية – الأوكرانية واستضافة مفاوضات السلام بين واشنطن وموسكو، أو منبر جدة الذي يستضيف أطراف الحرب السودانية، بادرت طهران بالتواصل المباشر والفعال مع الرياض لتهدئة الأجواء السياسية والعسكرية في المنطقة، لا سيما وأنها تخوض أهم محادثات في تاريخها حول برنامجها النووي. النشاط الإيراني الدبلوماسي والعسكري صوب السعودية سواء على مستوى لقاءات أم اتصالات المسؤولين رفيعي المستوى في البلدين، يعكس، وفق مراقبين، رغبة جادة من طهران في تهدئة الأجواء عبر مناقشة وبحث القضايا التي تزعزع الاستقرار الإقليمي مع المسؤولين السعوديين، بل ووضع الرياض في إطار محادثات البرنامج النووي التي تجري بوساطة عمانية. وزير الدفاع السعودي في طهران وعسكرياً، زار اليوم الخميس، وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مع وفد رفيع المستوى، العاصمة الإيرانية طهران في زيارة رسمية، يعقد خلالها عدد من اللقاءات لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك، وفق وكالة الأنباء السعودية “واس”. وذكرت وكالة الطلبة الإيرانيين للأنباء (إيسنا) أن وزير الدفاع السعودي سلم المرشد الإيراني علي خامنئي رسالة خطية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز. وزير الدفاع السعودي يسلم المرشد الإيراني رسالة خطية من العاهل السعودي (إيسنا) وذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية للأنباء أن “من بين مواضيع النقاش بين كبار مسؤولي الدفاع في إيران والسعودية، تطوير العلاقات الدفاعية والتعاون الإقليمي لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، إضافة إلى مكافحة الإرهاب“، لافتة إلى أن الزيارة جاءت بدعوة من رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في إيران اللواء محمد باقري، وذكر الإعلام الإيراني أن الوزير السعودي سيلتقي خلال الزيارة عدداً من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين في طهران. طهران تكثف تحركاتها الدبلوماسية تجاه الرياض في المقابل، وصل مساعد الشؤون القنصلية في الخارجية الإيرانية وحيد جلال زاده إلى الرياض أمس الأربعاء، بهدف اللقاء والتشاور مع المسؤولين في السعودية حول عدد من القضايا، وفق ما ذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية، من دون أن تحدد مهمات الزيارة أو برنامجها. السعي الإيراني زاد أخيراً وتحديداً من بدء محادثات البرنامج النووي، فالإثنين الماضي تلقى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود اتصالاً هاتفياً من نظيره الإيراني عباس عراقجي، بحثا خلاله الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة في شأنها، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” التي لم تعلن مزيداً من التفاصيل. وذكر الإعلام الإيراني أن عراقجي استعرض في اتصاله مع فيصل بن فرحان آل سعود مواقف إيران تجاه القضايا الإقليمية والدولية، كما اطلع نظيره السعودي على مسار المفاوضات غير المباشرة الأخيرة بين طهران وواشنطن، التي جرت في مسقط، وكذلك الجولة المقبلة من هذه المفاوضات. وقالت وسائل إعلام إيرانية إن وزير الخارجية السعودي أعرب عن شكره لنظيره الإيراني على تزويده بهذه المعلومات، ورحب بمسار المفاوضات، معرباً عن أمله في أن تفضي هذه المفاوضات إلى نتائج إيجابية تخدم إيران والمنطقة بأسرها. مفاوضات مسقط وروما محادثات البرنامج النووي الإيراني هي حديث العالم منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلطة في يناير (كانون الثاني) 2025، إذ أعلنت واشنطن وطهران عن عقد مفاوضات غير مباشرة، قبل أن تستضيف العاصمة العمانية مسقط الوفد الأميركي والإيراني، وتداخلت الأحداث مراراً حول مصيرة الجولة الثانية من المحادثات حتى جرى أمس إعلان استضافة العاصمة الإيطالية روما لها بدلاً من مسقط، وهو ما وصفته طهران بأنه يعكس “عدم جدية النوايا”. في الرابع من أبريل (نيسان) الجاري أجرى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اتصالاً هاتفياً بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اتسم بأهمية ملفتة إزاء المتغيرات والتطورات السياسية والأمنية في المنطقة، وذكر البيان الإيراني أن الاتصال أكد للرياض على أن طهران لا تسعى إلى استخدام الطاقة النووية غير السلمية، وأنها مستعدة للسماح بأن يجري التحقق بصورة كاملة من الأنشطة النووية الإيرانية، “كما حدث في كل الأعوام السابقة”. لقاء كبار قادة القوات المسلحة الإيرانية مع مرشد النظام علي خامنئي (وكالة تسنيم الإيرانية) وجاء في البيان أن طهران “مستعدة للتفاعل والتفاوض من أجل حل بعض التوترات، على أساس المصالح والاحترام المتبادل”، وأنها لا تبحث عن الحرب مع أية دولة، لكنها لن تتردد في الدفاع عن نفسها، ذلك أن جاهزيتها وقدراتها في هذا الصدد في أعلى مستوى، بحسب البيان. يرجح مراقبون أن النشاط الإيراني المكثف أخيراً صوب السعودية يأتي إيماناً من طهران بأهمية العودة للطرق والوسائل الدبلوماسية لإيجاد حلول سياسية لأزمات وصراعات المنطقة بعد سنوات من حروب الوكالة التي فشلت فيها الأذرع العسكرية لإيران في المنطقة في فرض أجندات مغايرة للواقع، إذ أسفرت هذه السياسة عن تأجيج المنطقة بكرة اللهب التي ألقتها في دول عدة، لا سيما في اليمن ولبنان والعراق وسوريا. تعزيز فرص التهدئة الباحث المتخصص في الدراسات الأمنية والإستراتيجية عبدالله القحطاني، قال إن زيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران في هذا التوقيت لها دلالات مهمة جداً في مقدمها حاجة المنطقة إلى الاستقرار والهدوء، واعتبرها أهم زيارة قام بها مسؤول إلى طهران خلال السنوات الـ10 الماضية، مضيفاً “كل المسؤولين على مستوى العالم الذين زاروا إيران كانوا في سياقات مختلفة إما اقتصادية أو تجارية أو أمنية، لكن هذه الزيارة تشمل اتجاهات عدة من حيث التوقيت والأحداث الجارية”. وحول الهدف من الزيارة قال القحطاني “أعتقد أن لها أبعاداً مختلفة من أجل مصلحة الجميع، وفي مقدمهم إيران، وليس لأجل دولة معنية في الإقليم أو لأجل عمليات حربية ضد الحوثيين أو غيرهم، وإنما أهميتها لأجل المنطقة إجمالاً، لكن المستفيد الأول منها إيران لأنها في هذه المرحلة تواجه ضغوطاً دولية كبيرة جداً”. وأكد الباحث السعودي أن مع تراجع دور إيران الإقليمي، أصبح من مصلحتها التوافق مع السعودية في بناء منطقة خالية من التوترات، مشيراً إلى أن طهرن في هذه المرحلة بحاجة إلى الاستقرار وبناء الثقة مع أصدقاء حقيقيين، وكذلك إعادة مراجعة مفهوم الثورة الذي تصدره عبر الميليشيات، متابعاً “يبدو أن إيران أدركت حاجتها الفعلية إلى بسط السلام والأمن والاستقرار الإقليمي، ولن يتأتى من دون رعاية سعودية”. مساران للزيارة… سياسي وأمني من جهته يرى الأكاديمي المتخصص في العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز السعودية إياد الرفاعي أن الزيارة تأتي استكمالاً للجهود الدبلوماسية على القطاعات الاقتصادية والسياسية والعسكرية كافة التي بذلتها السعودية وإيران منذ توقيع اتفاق عودة العلاقات برعاية صينية في 2023، مشيراً إلى زيارة رئيس أركان القوات المسلحة السعودية فياض الرويلي إلى طهران في نوفمبر (تشرين الثاني) ولقائه بالمسؤولين الأمنيين الإيرانيين. الاتفاق السعودي – الإيراني برعاية وضمانة صينية (رويترز) وأوضح الرفاعي أن الزيارة تؤكد نهج السعودية في تخفيف التوترات الإقليمية، وأن هذا النهج لم يكن ليتأثر بالمتغيرات الإقليمية التي أربكت الأوضاع بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بل وجدية الرياض في إعادة بناء علاقات حقيقية مع طهران، متابعاً “الزيارة هذه المرة بوزير الدفاع، ورأينا قبلها محادثات كثيرة ما بين وزيري الخارجية السعودي والإيراني منذ عام 2023 والتي تفوق الـ25 مكالمة هاتفية ولقاء ما بين الوزيرين سواء الوزير الإيراني السابق أو الحالي. وتوقع الرفاعي أن تتطرق الزيارة إلى المحادثات الأميركية – الإيرانية حول البرنامج النووي، والدور السعودي لتعزيز هذه المفاوضات، لا سيما وأن الرياض “عرضت نفسها كوسيط يقوم بتهدئة الأجواء بين إيران والولايات المتحدة، بما يخدم استقرار المنطقة وبعيداً من المناورات السياسية”. الأكاديمي السعودي وضع مسارين لنهج الزيارة، الأول سياسي يتعلق بمفاوضات البرنامج النووي وتأثيراته الأمنية في استقرار المنطقة، والثاني الأمن الإقليمي لا سيما وأن إيران والسعودية وإيران لديهما اطلاع مشترك بملفات كثيرة أهمها اليمن ولبنان والعراق، مشدداً على أهمية ترتيب البيت الداخلي للمنطقة وتوفير مقومات وأدوات الاستقرار لدولها. المزيد عن: السعوديةالرياضالعلاقات السعودية الإيرانيةأميركاواشنطنالتفاوض النووي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هل تقود جامعة هارفارد أول تمرد كبير ضد ترمب؟ next post المكسيك.. أول حالة إصابة بشرية بالدودة “آكلة لحوم البشر” You may also like أي مصير ينتظر “بلبن” في مصر؟ 19 أبريل، 2025 إيران تعلن البدء في وضع إطار عمل لاتفاق... 19 أبريل، 2025 الموفدة الأميركية تشغل اللبنانيين بتغريدتين: “التثاؤب” و”المخدرات” 19 أبريل، 2025 نظام الحصانة… قانون يحمي الفاسدين في لبنان 19 أبريل، 2025 الطوارق بين التهميش الرسمي وصراع من أجل الهوية... 19 أبريل، 2025 جولة ثانية من المفاوضات النووية وغارات أميركية مدمرة... 19 أبريل، 2025 ضغط لبناني ودولي لنزع السلاح حزب الله.. والقرار... 19 أبريل، 2025 هل تقود جامعة هارفارد أول تمرد كبير ضد... 18 أبريل، 2025 كواليس جلسة استجواب المشنوق في ملف انفجار مرفأ... 18 أبريل، 2025 قطع شريان التمويل عن “حماس” يشل بنيانها التنظيمي 18 أبريل، 2025