درنة الليبية من مدينة منكوبة إلى نموذج تنموي طموح (اندبندنت عربية) عرب وعالم درنة تنفض غبار “دانيال” بورشة إعمار طموحة by admin 31 أكتوبر، 2024 written by admin 31 أكتوبر، 2024 21 جسور جديدة صممت بمواصفات خاصة تمنع تكرار تهدمها حتى لو عاد تدفق السيول بالقوة نفسها مستقبلاً اندبندنت عربية / زايد هدية مراسل تهدف الخطة التنموية لدرنة إلى تحويلها لنموذج تنموي للبلاد ووجهة اقتصادية بارزة فيها. عام مضى على كارثة “إعصار دانيال” الذي ضرب مدينة درنة الليبية مخلفاً دماراً واسعاً، تناولتها الأنباء محلياً ودولياً طوال أسابيع من سبتمبر (أيلول) عام 2023، بسبب حجم الدمار والخسائر البشرية غير المسبوقين في أية كارثة طبيعية سابقة، ليس في ليبيا فقط بل في المنطقة بأسرها. ومن عايش وعاش مع درنة أيامها الصعبة تلك فربما يتساءل كيف أصبح حالها اليوم؟ وهل نجحت في لملمة الجرح الغائر الذي أصابها؟ وهل استعادت شوارعها وأحياؤها نشاطها وحيويتها المعهودين، وهي التي كانت مغطاة بالطين والسيارات المدمرة والأشجار الضخمة التي جلبتها السيول الهادرة إلى قلب المدينة؟ المشهد في درنة اليوم يمكن وصفه بأنه ورشة عمل ضخمة بحجم مدينة (اندبندنت عربية) والمشهد في درنة اليوم يمكن وصفه بأنه ورشة عمل ضخمة بحجم مدينة، لا يتوقف العمل فيها على مدار الساعة، في كل ركن وحي وشارع، فهنا جسور تبنى وهناك شوارع ترصف وبيوت تدهن بالأبيض، وغير بعيد منها مستشفى أو فندق أو ملعب رياضي يفتتح بحفل بهيج، حتى تحولت من مدينة منكوبة إلى عاصمة التنمية في ليبيا خلال زمن قصير. جمع الأوصال المقطعة أول المشاريع التي انطلقت في المدينة بعد شهر واحد من كارثة “دانيال” كانت بناء الجسور لجمع أوصال المدينة التي قطعتها السيول بتدمير معظم جسورها التي كانت تربط أحياءها ببعض، وتربطها بالمدن المجاورة لها، وذلك بسبب موقعها الجغرافي الفريد، فهي مدينة ساحلية يقسمها واد تتناثر أحياؤها على ضفتيه، بينما تفصل أودية أخرى بينها وبين المدن الأخرى، وكانت الجسور التي هدمتها السيول هي الرابط بينها جميعاً. ويشمل المشروع ستة جسور يجري العمل عليها حالياً في درنة، ويتوقع أن تكون جاهزة قبل نهاية العام الحالي، تبدأ بعدها مرحلة جديدة تشيد فيها أربعة جسور أخرى، وفي وادي درنة وحده يجري العمل على أربعة أخرى، منها جسران خرسانيان وآخران من الفولاذ الشبكي. أول المشاريع التي انطلقت في المدينة بعد شهر واحد من كارثة “دانيال” كانت بناء الجسور (اندبندنت عربية) شراكة مصرية – ليبية كل هذه الجسور مع مشاريع أخرى لتطوير البنية التحتية في درنة تنفذها شركات مصرية عملاقة متعاقدة مع “صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا” المكلف من البرلمان، برئاسة نجل القائد العام للجيش في بنغازي المهندس بالقاسم حفتر، وكُلف هذا صندوق بإعادة إعمار درنة والمدن والمناطق المتضررة من إعصار “دانيال” من الألف إلى الياء، وخصصت له موازنات ضخمة لهذا الغرض. مدير مشاريع هذه الشركات المهندس إبراهيم عدلي قال لـ “اندبندنت عربية” إن “الجسور الجديدة صممت بمواصفات خاصة تمنع تكرار تهدمها حتى لو تكرر تدفق السيول بالقوة نفسها مستقبلاً، إذ زيد ارتفاعها على أرض الوادي لأكثر من 15 متراً، مع تصميمها بأسلوب الشد، أي بلا قواعد في مجرى الأودية تحمل عليها لتجنب انجرافها وجرف الجسور معها، كما حدث وقت الكارثة العام الماضي”. الجسور الجديدة صممت بمواصفات خاصة تمنع تكرار تهدمها (اندبندنت عربية) منحة من المحنة في وادي درنة نفسه الذي بات مرتبطاً بذكريات مريرة مع سكان المدينة خصوصاً وليبيا عموماً، لأنه المتسبب بدمارها وإزهاق أرواح آلاف من سكانها، يجري العمل على تحويل سبب المحنة إلى منحة عبر إجراء تحويرات واسعة ستجعل الوادي قبلة وواجهة سياحية. وكشف المهندس إبراهيم عدلي عن طبيعة هذه التحويرات التي أجريت على مجرى الوادي نفسه لغرضين، تجنب تكرار كارثة السيول السابقة، وجعله مصدراً للاستثمار السياحي في درنة، موضحاً أنه “تمت توسعة مجرى الوادي إلى الضعف، من 35 إلى 76 متراً، ويصل عند نقطة الوصول للشاطئ إلى 96 متراً، مع بناء حوائط بارتفاع ستة أمتار، كما سيسمح للمرة الأولى بتدفق مياه البحر إلى الوادي الذي ترتفع فوقه أربعة جسور، مما يجعله مصدر دخل سياحياً للمدينة”. تطوير البنية التعليمية والصحية (اندبندنت عربية) البنية الصحية والتعليمية ومن أبرز وأهم المشاريع التي أنجز جزء كبير منها في درنة خلال زمن قياسي تلك الخاصة بتطوير البنية التعليمية والصحية، والأخيرة كشفت كارثة “دانيال” عن فداحتها وحجم الإهمال فيها، فحينما حلت الكارثة لم يكن بالمدينة مستشفى كبير حقيقي واحد يعمل، بل مجموعة مستوصفات صغيرة وغير مجهزة لم تف بالغرض حينها، وقبل أسابيع قليلة حُل جزء من معاناة أهل درنة مع انعدام الرعاية الصحية وقلة المستشفيات بافتتاح مستشفى الهريش الحكومي بعد صيانته وتطويره بالكامل، مع تجهيزه بأحدث المعدات التي وردت وفق عقد خاص مع شركة “فيليبس” الشهيرة، ولن يحل هذا المستشفى الذي كان متوقفاً عن العمل منذ أكثر من عقد مشكلة الرعاية الصحية في درنة فقط، بل والمناطق المحيطة بها بسبب قدرته الاستيعابية العالية من المرضى. طلاء كل بيوت المدينة باللون الأبيض مع أشرطة رمادية (اندبندنت عربية) جامعة ومدارس مجهزة أما في قطاع التعليم فقد افتتحت قبل أيام أكثر من ثماني مدارس دمرتها السيول، وتمت صيانتها كلياً وهدم وإعادة بناء بعضها، ويجري حالياً العمل على أكثر من 20 مدرسة أخرى، إضافة إلى تحديث جامعة درنة العريقة بصورة كاملة، وكل ذلك يمثل طفرة في البنية التعليمية افتقدته المدينة لأربعة عقود، بحسب سكانها والمسؤولين فيها. مدير مكتب الإعلام بصندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا أحمد سالم أوضح لـ “اندبندنت عربية” أن “قطاعي الصحة والتعليم يشكلان أولوية حالياً لمشاريع الدولة في درنة، إضافة إلى صيانة البنية التحتية وتطويرها، وكل ذلك مع حجم العمل الحالي والخطة المستقبلية التي ستنفذ، سيجعل من درنة نموذجاً تنموياً ليس فقط في ليبيا بل وفي شمال أفريقيا”. ستصبح درنة أول مدينة ليبية بهوية معمارية موحدة (اندبندنت عربية) وتابع أن “من المشاريع المهمة التي تحدث حالياً صيانة كل بيوت المدينة التي تضررت من السيول، إضافة إلى طلاء كل بيوت المدينة باللون الأبيض مع أشرطة رمادية، وهو المشروع الذي سينتهي في مارس (آذار) المقبل، لتصبح درنة بعده أول مدينة ليبية بهوية معمارية موحدة”. وأوضح سالم أن “من بين أهم المشاريع التي انطلقت في درنة حالياً وستغير وجهها مستقبلاً مشروع كورنيش المدينة بطول ستة كيلومترات ونصف الكيلو، مما سيجعله الأطول في ليبيا، مع مرافق سياحية وخدماتية من طراز عالمي تمنح المدينة واجهة بحرية بارزة مع موقعها الجبلي وطبيعتها الخلابة، وسيمثل كل ذلك عامل جذب سياحياً يدعم اقتصادها”. مرافق سياحية وخدماتية من طراز عالمي (اندبندنت عربية) بطولة و3 ملاعب ومن المكاسب الأخرى التي جنتها درنة خلال الشهرين الماضيين بعد الفترة العصيبة التي عرفتها منذ نهاية العام الماضي عملية تطوير شاملة للبنية التحتية الرياضية بصيانة ملعبين، واحد لكرة القدم، وهو ملعب درنة البلدي الذي انتهى قبل أيام، وصالة الألعاب الخاصة بكرة اليد والطائرة والسلة، ويهدف هذا المشروع إلى بناء ملعب خاص بلعبة “الميني فوتبول” أو كرة القدم المصغرة، يعد الأول من نوعه في شمال أفريقيا. وقد سمح هذا الملعب لدرنة بأن تستضيف أول بطولة رياضية إقليمية في تاريخها، وهي بطولة الأندية العربية لكرة القدم المصغرة، بمشاركة فرق من تونس والعراق ومصر وسلطنة عمان وليبيا، أعلن في نهايتها منح المدينة شرف استضافة بطولة أضخم وهي كأس العرب للمنتخبات في فبراير (شباط) المقبل. وأحداث مثل هذه لا تخفى مكاسبها الاقتصادية وقبلها النفسية والمعنوية، في مساعدة مدينة عانت نكبة ضخمة في تجاوز ذكراها الأليمة، والمضي قدماً لبناء مستقبل مشرق خلال فترة قياسية. المزيد عن: ليبيادرنةإعصار دانيالورشة إعمارالنبنية التحتيةالجسورملاعب رياضية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post اختبار منزلي لقياس الشيخوخة next post “تخطيطات نيو أورلينز” لفوكنر كتابان في واحد خارج عن حداثة المبدع You may also like شاهد : من هو “حزب الله”؟ متى وكيف... 22 نوفمبر، 2024 إيطاليا تحمل “حزب الله” مسؤولية إصابة 4 جنود... 22 نوفمبر، 2024 إسرائيل تنهي الاعتقال الإداري لمستوطني الضفة 22 نوفمبر، 2024 لماذا أصدرت “الجنائية الدولية” مذكرة توقيف ضد نتنياهو... 22 نوفمبر، 2024 الفنون في الجزائر… حضور شكلي وغياب تعليمي 22 نوفمبر، 2024 تعطيل أنظمة تتبع المواقع يكبد الشركات الإسرائيلية خسائر... 22 نوفمبر، 2024 هل لا يزال الضيف حيا؟ 22 نوفمبر، 2024 «إسرائيل في ورطة»… تداعيات قانونية وسياسية لمذكرة اعتقال... 21 نوفمبر، 2024 “تقدم كبير”.. آخر التطورات بشأن مفاوضات لبنان وإسرائيل 21 نوفمبر، 2024 إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات... 21 نوفمبر، 2024