كلمة المرشد الإيراني أمام المسؤولين في حسينيته بطهران (أ ف ب) عرب وعالم خامنئي يتراجع أمام ترمب ويطلب “صفقة لكن بحذر” by admin 29 يناير، 2025 written by admin 29 يناير، 2025 38 ليس هناك إجماع في طهران بشأن كيفية مواجهة الرئيس الأميركي والشخصيات الأكثر تطرفاً ترفض التفاوض مع قاتل سليماني اندبندنت عربية / اندبندنت فارسية في كلمة للمرشد الإيراني علي خامنئي، ألقاها في حسينيته في العاصمة طهران أمس الثلاثاء، ترك الباب مفتوحاً أمام مفاوضات محتملة مع إدارة دونالد ترمب، إذ حملت كلمته تراجعاً عن مواقفه السابقة تجاه الرئيس الأميركي الحالي. كما تحدث عدد كبير من المسؤولين الإيرانيين أكانوا من داخل الحكومة أو خارجها، في الأسابيع القليلة التي سبقت بدء الولاية الثانية لدونالد ترمب كرئيس للولايات المتحدة الأميركية، عن ضرورة إجراء مفاوضات وإبرام صفقات مع واشنطن. وفي جزء من كلمته التي حضرها عدد من المسؤولين الحكوميين، طلب خامنئي من هؤلاء المسؤولين أن ينتبهوا إلى ما سماها “الروح الشريرة والخبيثة والعداوات والأحقاد التي تكمن وراء الابتسامات السياسية”، وفي الوقت نفسه، لم يتحدث المرشد عن “حظر المفاوضات وإبرام الصفقات مع الولايات المتحدة الأميركية” فحسب، بل نصح المسؤولين فقط قائلاً إنه “يجب أن نكون حذرين بشأن الأشخاص الذين نتعامل معهم والأشخاص الذين نتحدث معهم”. إن الجمع بين إعطاء الضوء الأخضر والإشارة إلى جملة من السلبيات في موضوع ما هو أسلوب شائع في مواقف المرشد علي خامنئي في القضايا الحساسة، والذي عادة ما يعبر عن آرائه بطريقة توفر، إذا ما لزم الأمر، وسيلة لتبرئة نفسه من المسؤولية في المستقبل. خلال الفترة الرئاسية الأولى لدونالد ترمب، عبر المرشد علي خامنئي صراحة عن رأيه بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية نحو 23 مرة، قبل وبعد مقتل قاسم سليماني. وفي جميع هذه المناسبات الـ23، رفض وبعبارات مختلفة، أي نوع من المفاوضات مع الرئيس دونالد ترمب. وكان أشهرها في شهر أغسطس (آب) 2018، بين إعلان الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وتنفيذ أمر ترمب في نوفمبر(تشرين الثاني) 2018، إذ قال خامنئي “الأميركيون يتحدثون عنا حالياً. هؤلاء يتحدثون عن الجمهورية بنفس النبرة السخيفة. ماذا يقولون؟ عدا عن قضية العقوبات، يقولون إنهم سيفرضون عقوبات وما إلى ذلك، فإنهم يثيرون أيضاً قضيتين أخريين. الأولى هي قضية الحرب، والثانية هي قضية المفاوضات… وباختصار، دعوني أقول للشعب الإيراني كلمتين فقط، لن تكون هناك حرب ولن نتفاوض”. لكن منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر2024، لم يدل بأي تصريحات بشأن التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية. وحتى في كلمته التي ألقاها الثلاثاء، أعرب ع آرائه بطريقة أكثر غموضاً من ذي قبل. وكانت كلمته عبارة عن تحذيرات عامة عن الاستعمار وتاريخه، ووصف العلاقة الإيجابية بين أميركا وإيران على أنها شكل جديد من أشكال الاستعمار وقال “للاستعمار ثلاثة مراحل: نهب الموارد الطبيعية والنهب الثقافي وتدمير الثقافات الأصلية ونهب الهوية الوطنية والدينة للأمم والاستيلاء عليها. واليوم فإن الأنظمة القوية والشريرة في العالم تفرض المراحل الثلاث من الاستعمار على الأمم”. وأضاف خامنئي أن الأميركيين منحوا ميدالية للقائد البحري الذي أسقط طائرة ركاب إيرانية في ستينيات القرن الماضي، إلا أنه لم يتطرق إلى منحه ميدالية لقائد قوات الجو فضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زادة، الذي كان مسؤولاً عن إسقاط طائرة ركاب أوكرانية على متنها 176 راكباً في يناير 2020. التفاوض مع ترمب؟ أبداً! في مايو (أيار) 2019، سافر رئيس الوزراء الياباني آنذاك سيزو آبي إلى طهران حاملاً رسالة سرية من دونالد ترمب. ولم ينشر بعد النص الكامل لما دار بين الجانب الإيراني والياباني خلال هذا الاجتماع، ولا نعرف على وجه التحديد ما الذي نقله آبي إلى المرشد علي خامنئي. إلا أن جزءاً من الرواية التي نشرت على موقع المرشد حول هذا اللقاء تقول إن آبي طلب من خامنئي أن تتفاوض إيران مع ترمب لإزالة العقبات التي تتعرض لها البلاد. وكان رد خامنئي أنه و”بفضل الله سنحقق تقدماً دون أن نتفاوض مع أميركا وبالرغم من العقوبات… نعتقد أن مشاكلنا لن تحل من خلال المفاوضات مع أميركا. ولن تقبل أي دولة حرة بالمفاوضات تحت الضغط”. وبعد مرور خمس سنوات على ذلك الاجتماع، يواجه النظام الإيراني أكبر أزمة اقتصادية وسياسية في تاريخه، إذ ارتفعت أسعار العملات الأجنبية مقابل التومان، كما أن هناك نقصاً في إمدادات الكهرباء والغاز والبنزين. الأوضاع في إيران شبيهة بتلك التي واجهها النظام أثناء الحرب مع العراق، ولا يوجد أي أفق للخروج من هذا الوضع. والآن، يتحدث المسؤولون في الجمهورية الإسلامية والمقربون من المرشد علي خامنئي عن فرص التفاوض مع دونالد ترمب. ويبدو أن علي خامنئي، حاله حال وزارة الخارجية والمؤسسة الرئاسية الإيرانية، في حيرة من أمره بشأن التعامل مع ولاية دونالد ترمب الثانية. وليس لدية القوة ولا القدرة على رسم الخطط كما كان في الولاية الأولى من رئاسة ترمب، هذا في وقت أنه لا يملك ما يكفي من الدولارات في الخزانة ليتمكن من التباهي بالمقاومة. وقبل عامين، عندما كان النظام في وضع صعب بعد الاحتجاجات الشعبية التي عمت البلاد إثر مقتل مهسا أميني، رفض المرشد صراحة المفاوضات مع واشنطن. وبرر ذلك في حينها قائلاً إن “الولايات المتحدة طماعة، ومن المرجح أن تطلب إيقاف البرنامج النووي ومحور المقاومة”. وأضاف خامنئي، “شيء واحد يحل مشكلتنا مع أميركا… ماذا؟ ندفع فدية لأميركا.. وليس مرة واحدة. الأميركيون لا يكتفون بفدية واحدة. وإذا ما دفعنا اليوم، غداً سيأتون ويطلبون فدية أخرى… علينا أن ندفع مرة أخرى… اليوم يقولون أوقفوا الطاقة النووية، يقولون أولاً أوقفوا الـ20 المئة، ثم يقولون أقفوا الـ5 بالمئة، ثم يقولون فككوا البرنامج النووي. ثم غيروا الدستور، ثم يقولون إلغاء مجلس صيانة الدستور. الأميركيون يطالون بالفدية من خلال الابتزاز، إذا كنت تريد حل مشكلتك مع أميركا عليك أن تفعل هذا وذاك. أن تدفع الفدية بانتظام. أميركا هذا ما تريده. احبسوا أنفسكم خلف حدودكم، إغلاق صناعاتكم الدفاعية”. وأما الآن، ومع قتل حسن نصرالله وقادة الحرس الثوري الإيراني في لبنان وسوريا، وسقوط نظام بشار الأسد، وإمكانية نزع سلاح قوات الحشد الشعبي في العراق، تم تدمير محور المقاومة، ولهذا يشعر علي خامنئي بقلق شديد من أنه قد يخسر أيضاً ثانية قوته الاستراتيجية وهي البرنامج النووي. ولهذا السبب ربما أعطى أوامر بالتسامح مع ترمب وانتظار المعجزة. وفكرة التسامح مع إدارة ترمب الثانية قد تعطي النظام فرصة أن يخرج من مركزية الاهتمام لدى الرئيس الأميركي. ولهذه اللحظة لم يتم التوصل إلى إجماع في طهران بشأن كيفية مواجهة ترمب، إذ تقول الشخصيات الأكثر تطرفاً في النظام إننا لن نتفاوض مع قاتل الجنرال قاسم سليماني، وعلينا معاقبته. وهناك شخصيات أقل تطرفاً ترى إنه يجب القيام بـ”تراجع تكتيكي” للتخلص من خطر ترمب على نظام الجمهورية. هذا ويبدو أن خامنئي لم يعد يتمتع بنفس الثقة التي كان عليها في أغسطس 2018. كما أنه وفي الوقت الحالي، دخلت الدائرة المحيطة بالمرشد من باب المصالحة مع ترمب، ويريدون أن يروا إذا ما كان من الممكن كسب ود الرئيس الأميركي من خلال الوعود بالتفاوض أم لا. نقلاً عن “اندبندنت فارسية” المزيد عن: إيرانالولايات المتحدةالاتفاق النوويسليمانيترمبخامنئيالمرشد الإيرانيسوريالبنانإسرائيل 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post إدارة ترمب تسحب 50 مليون دولار استخدمت لـ”الواقي الذكري” في غزة next post التطبيق الصيني يثير الدهشة في أميركا وترمب يراه جرس إنذار You may also like إسرائيل تزعم اعتراض طائرة جمع معلومات لـ”حزب الله” 30 يناير، 2025 عون: لتغليب الكفاءات… وزير الخارجية المصري في لبنان... 30 يناير، 2025 إسرائيل تنفّذ عملية “نسف” في بلدة كفر كلا... 30 يناير، 2025 «كتائب القسام» تعلن مقتل قائدها العسكري محمد الضيف 30 يناير، 2025 انسحاب إسرائيل من سوريا.. تحديد شروط “الفرصة الذهبية” 30 يناير، 2025 ترامب يستعد لإعلان قرار يهم طلاب الجامعات المتعاطفين... 30 يناير، 2025 إعلان أحمد الشرع رئيسا لسوريا بحضور قادة الفصائل... 30 يناير، 2025 نتنياهو يضع العراقيل أمام المرحلة الثانية من صفقة... 30 يناير، 2025 فرع “القاعدة” في سوريا يعلن حل نفسه بعد... 30 يناير، 2025 ما حقيقة دخول الجيش اللبناني منشأة “عماد 4”... 30 يناير، 2025