روبيرت دو نيرو مكرماً في مهرجان كانّ (أ ف ب) ثقافة و فنون “حربنا” فيلم وثائقي سجالي يطلق شعلة مهرجان كانّ by admin 15 مايو، 2025 written by admin 15 مايو، 2025 11 استعادة العبقرية التشابلينية وتدليس سياسي وانتصار سينمائي للحنين اندبندنت عربية / هوفيك حبشيان قدم المهرجان في يومه الأول أجوبة متضاربة ومتناقضة، بين استعادة لعبقرية تشابلينية وتدليس سياسي وانتصار للحنين. هذا كله عكس تنوع هذا الحدث الدولي، منذ لحظة انطلاقته، بقدر ما فضح التباينات الحادة في النظرة إلى دور الفن وإلى موقع الإنسان في معادلاته. من فيلم تشارلي تشابلن “البحث عن ذهب” (ملف الفيلم) من بين أبرز ما شهدته لحظة ما قبل الافتتاح الرسمي مساء أمس، عرض الفيلم الوثائقي “حربنا” للفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي، الذي لا يتوقف عن تحويل النزاعات المسلحة إلى مادة سينمائية. في جديده الذي يشكل الجزء الأخير من رباعيته عن أوكرانيا، ينقلنا إلى جبهات القتال، موثقاً يوميات الجنود الأوكرانيين من كتيبة تدعمها فرنسا. عُرض الفيلم ضمن برنامج موازٍ وليس ضمن التشكيلة الرسمية، لكن ذلك لم يمنع ليفي من تقديمه على طريقته المعهودة، محوطاً بجنود صعدوا معه إلى المسرح وكرموه بميدالية رمزية. بدا ليفي، كالعادة، شديد الحضور بشخصه في الفيلم، بذلته السوداء وقميصه الأبيض المفتوح، في محاولة لتقديم نفسه مناضلاً لا يخيفه شيء. صحيح أن آراء النقاد والجمهور ستنقسم حول الفيلم عند عرضه، شأنه شأن سيرة ليفي نفسها ومواقفه واصطفافاته، بيد أن اللافت هو الرمزية التي أحاطت بالعرض: نوع من توثيق اللحظة، من محاولة منح الحرب وجهاً إنسانياً وإن كان مشحوناً بأيديولوجيا واضحة يحاول صون أوروبا من تهديدات بوتين. وقد قرأ ليفي رسالة باسم المنتج السابق أندريه يرماك، الذراع اليمنى للرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي، في إشارة إضافية إلى التداخل العميق بين السياسة والفن في هذا العمل. “الرحيل يوماً” فيلم الافتتاح (ملف الفيلم) بضع خطوات تفصل بين ضجيج الحروب المعاصرة وسحر الأبيض والأسود والذاكرة السينمائية في تحفة تشارلي تشابلن “البحث عن ذهب” (1925) التي عُرضت ضمن “كلاسيكيات كان” في مناسبة مرور مئة عام على إطلاق الفيلم، امتلأت قاعة ديبوسي بالمشاهدين لمتابعة عرض نادر بنسخة مرممة. المشهد كان مؤثراً: حفيدا تشابلن حاضران في حين الشاشة العملاقة تبث الحياة من جديد في لقطات شاهدة على نبوغ سردي وبصري نادر. تجاوز العرض مجرد الحنين، ليصبح لحظة تأمل في ما يجعل من السينما أداة تواصل إنساني لا تنضب. الفيلم الذي يستلهم أحداثه من موجة الباحثين عن الذهب في أواخر القرن التاسع عشر، يروي قصة رجل فقير (تشابلن) يعلق وسط الثلوج ويعيش مغامرة مع الجوع والعزلة، قبل أن يقع في حب راقصة سالون. لكنها قصة لا تُختزل في حبكة، بل في إيقاع، في إيماءة، في بناء مشاعر على طريقة السينما الصامتة. تشابلن والسنيما الصامتة إذا كان تشابلن جسد السينما الصامتة في ذروتها، فإن روبرت دنيرو جسد طيفاً آخر من تطورها. في أمسية احتفالية مهيبة، صعد دنيرو إلى مسرح صالة لوميير ليتسلم “سعفة فخرية”، سلمها له ليوناردو دي كابريو بكلمات تحيي العلاقة المهنية والإنسانية بينهما. عرض خاص رافق التكريم، تضمن مقاطع من أبرز أفلام دنيرو، وأضحت مناسبة لنلحظ كم أن مسيرته كانت حافلة بالروائع. مشاهد تذكرنا بمسار لم يكتفِ بالتمثيل بل شكل علامة فارقة في العلاقة بين المخرج والممثل، خصوصاً تلك التي ربطته بسكورسيزي. ودنيرو التي لطالما أعرب عن عدائه لدونالد ترمب، أطلق تحذيراً سياسياً بلهجة صريحة: الديمقراطية لم تعد مضمونة، وعلى الجميع الدفاع عنها بوسائل سلمية. خطاب دنيرو لم يكن الوحيد في أمسية الافتتاح، إذ إن رئيسة لجنة التحكيم جولييت بينوش التي ستمنح “السعفة” إلى واحد من 22 فيلماً تتنافس عليها في ختام الدورة، تناولت قضية المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة التي قضت في غارة إسرائيلية على غزة، وذلك بعد يوم واحد من إعلان اختيار فيلم “ضع روحك على كفك وإمشِ” للمخرجة سابيده فارسي، الذي كانت تشارك فيه حسونة، لعرضه في أحد الأقسام الموازية للمهرجان. لكن بينوش لم تذكر فاطمة حسونة وحدها، بل ذكرت أيضاً رهائن طوفان الأقصى، في محاولة لإدانة الحروب إلى أي طرف انتموا. برنار هنري ليفي يقدم فيلمه في المهرجان (خدمة المهرجان) بعد كل هذه اللحظات الكبرى، جاء فيلم الافتتاح “الرحيل يوماً” للمخرجة الفرنسية أميلي بونان، ليعيدنا إلى منطقة أكثر حميمية. العمل الميوزيكالي، الذي أثار انقساماً في الآراء، يقدم قصة طاهية شابة (جولييت أرمانيه) تعود إلى قريتها إثر وعكة والدها، فتبدأ بمواجهة الماضي: من ذكريات الطفولة، إلى علاقتها المتأزمة مع أهلها وحبيبها، وصولاً إلى رغبتها المعقدة في الأمومة. لا يحمل الفيلم “قضية كبيرة” ولا ينوي طرح “أجوبة كبرى”. هو أقرب إلى رحلة نفسية، إلى معالجة ناعمة لفكرة العودة، والبحث عن الذات المعلقة بين الطموح والانتماء، بين ما نريد أن نكونه، وما لا نستطيع أن نهرب منه. تجري الأحداث في الريف الفرنسي، وتقدم مقاربة رقيقة للفجوة بين القرية والمدينة، بين من يصارع للحفاظ على جذوره، ومن يسعى لاقتلاعها. ويعطي الفيلم دور البطولة لشخصيات هامشية، تتدفق منها مشاعر خفيفة ولكن صادقة، محاطة بعالم لا يزال يؤمن بصناعة الدهشة من العدم. من العناصر اللافتة الاعتماد على نمط نادر: الفيلم المُغنى. الأغاني تظهر فجأةً، تؤديها الشخصيات وكأنها تخرج من لا وعيها، بلا تمهيد أو تكلف. البعض رأى في الأمر لعبة “كاريوكي”، آخرون وجدوا فيه توظيفاً ذكياً للذاكرة الموسيقية كأداة سرد. هذا الخيار الجمالي، وإن بدا مفاجئاً، يمنح الفيلم نفساً خاصاً، أقرب إلى حلم رائق لا يريد أن يصطدم بالحقيقة دفعة واحدة. وهو ما ينسجم مع أسلوب المخرجة، التي تختار الخفة الإيجابية بدل الصدمة، واللطف بدل العنف، في زمن سينمائي غارق غالباً في السوداوية. المزيد عن: مهرجان كانّأفلام عالميةتشارلي شابلنسينما الحربسجالالسياسةالصراعاتالحنينممثلون 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post فلاسفة العصور القديمة عاشوا وفق ما تقتضيه أفكارهم next post “الكردستاني” وتركيا يواجهان معضلة “ما بعد الحل” You may also like فلاسفة العصور القديمة عاشوا وفق ما تقتضيه أفكارهم 15 مايو، 2025 عشرات النسخ من حكاية فاوست أفضلها بطل غوته... 15 مايو، 2025 “كلو مسموح” عرض غنائي اميركي في صيغة لبنانية 15 مايو، 2025 رحيل كافون صوت الشباب المهمش في تونس 14 مايو، 2025 محمود الزيباوي يكتب عن: شاهدان جنائزيان من البحرين... 13 مايو، 2025 شوقي بزيع يكتب عن: تريستان وإيزولد يرسمان للعشق... 13 مايو، 2025 هل من المسلمات أن الإيطالي روسيني تفوق على... 13 مايو، 2025 “حي بن يقظان” ما زال يعاصرنا بعد 850... 13 مايو، 2025 يوم زاوج بلزاك في “الجلد المسحور” بين الفانتازيا... 13 مايو، 2025 “بيبي جيرل” الانتصار للرغبة ولو بكسر القواعد 13 مايو، 2025