عرب وعالمعربي جورج فريدمان: تغيير كورونا للنظام العالمي أوهام.. وهذه الأسباب by admin 11 مايو، 2020 written by admin 11 مايو، 2020 19 الخليج الجديد / لطالما اعتبرت الولايات المتحدة أنها القوة الرائدة عند مقارنتها بالقوى الصاعدة الأخرى، ولكن بشكل منتظم يميل الرأي العام، في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، إلى استنتاج مفاده أن الولايات المتحدة أصبحت في حالة تراجع وتم تجاوزها من قبل منافس آخر، أحيانًا اقتصاديًا، وأحيانًا عسكريًا وأحيانًا بطرق غير ظاهرة. في الخمسينيات، كان هناك من يقول إن الولايات المتحدة كانت في حالة تدهور وكان السوفييت يتفوقون عليها. عندما أطلق السوفييت أول قمر صناعي الذي عرف بـ”سبوتنيك” وأرسلوا “يوري جاجارين” إلى الفضاء، كان الكثيرون حول العالم مقتنعين بتفوق السوفييت، وشعر الكثيرون في الولايات المتحدة بالذعر من عدم التركيز على تدريس العلوم. عندما هُزمت الولايات المتحدة في فيتنام، استنتج كثيرون، بما في ذلك كبار المحللين الأمريكيين، أن الولايات المتحدة في حالة تراجع. وعندما أجبر “نيكسون” على ترك منصبه، أصبح هذا الشك مؤكداً. أما بالنسبة للصين، فقد تم قبول الشعور بأنها ستتفوق على الولايات المتحدة اقتصاديًا على نطاق واسع في أواخر التسعينات وأوائل القرن الحادي والعشرين. كان معدل النمو في الصين مرتفعاً لأنه سبقته الكارثة الماوية. واستناداً إلى هذا الأساس، كان الناتج المحلي الإجمالي للصين على وشك أن يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي لبقية العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة. بالنسبة لكثير من دول العالم، يعتبر تراجع الولايات المتحدة مرغوبا لتمهيد الطريق لظهورهم. وخلال العقود الماضية، كانت الولايات المتحدة مركز النظام العالمي، وكان هناك أمل في اعتبار كل فشل كمدخل للانهيار الأمريكي. كانت هناك آمال مماثلة حول دول سابقة مثل دولة الإسكندر وروما وبريطانيا والإمبراطورية العثمانية. كان يجري اعتبار كل خطأ أو سوء حظ كدليل على أن سقوطهم وشيك. وفي الوقت المناسب، انهارت كل هذه الإمبراطوريات ولكن ليس قبل عدة قرون. لم يكن الترقب ينبع من التحليل الدقيق بل من الأمل. إن التصور العام للقوة متجذر في الأحداث التي قد لا يكون لها علاقة بالقوة. يمكن تعريف حقيقة القوة ببساطة بأنها القدرة على إجبار الآخرين على التصرف وفقًا لرغباتك، حتى ضد مصالحهم الخاصة. يمكن فهم أدوات القوة العامة بسهولة. هناك قوة عسكرية، وهي في النهاية تهديد أو موت حقيقي ودمار مادي. ثم هناك قوة اقتصادية، تشمل الألم الذي يمكن أن تلحقه مجموعة واسعة من الإجراءات الاقتصادية، مثل حجب المنتجات المطلوبة أو التلاعب بالعملة. لا يتسبب هذا النوع من القوة في الموت، لكنه يقيد الحياة من خلال التهديد بإلحاق الفقر أو انخفاض مستويات المعيشة. أما النوع الثالث من القوة فهو سياسي. إن التلاعب بالنظام السياسي أو الرأي العام في بلد ما عن طريق التهديد أو استخدام القوة العسكرية أو فرض الألم الاقتصادي، أو خلق شعور ما بواقعية ذلك، هو الذي يجعل الجمهور يتفاعل بطرق تضعف الأمة. القوة ليست ببساطة القدرة على الإكراه؛ في بعض الأحيان ينطوي ذلك على استخدام الحوافز. يمكن لأي منهما أن يحقق التغييرات التي تطمح إليها. لا يجب أن تكون القوة صريحة. على سبيل المثال فإن برنامج الفضاء السوفيتي أعطى السوفييت أنهم سيفرضون نفوذهم في مرحلة ما في المستقبل غير البعيد على القوة الأمريكية. كان هذا التصور، الذي كان مناف للعقل، حقيقيًا جدًا على المدى القصير. كان على الدول التي تجاهلت القوة العسكرية السوفيتية بالنسبة للقوة العسكرية الأمريكية أن تعيد تقييم موقفها وأن تكون منفتحة على الرغبات السوفيتية. حتى إن لم يكن استخدامًا مباشرًا للقوة، فإن حدث “سبوتنيك جاجارين” أدى إلى تحول في إدراك كثيرين لموازين القوى، ما تسبب في قيام بعض الدول بتغيير علاقاتها حيث أن مفهوم القوة أدق من الاستخدام المباشر للقوة العسكرية أو الاقتصادية. أما النوع الرابع من القوة فهو إدارة التصورات. انهار الاتحاد السوفياتي في عام 1991. وبعد 17 عامًا، في عام 2008، دخلت روسيا في حرب مع جورجيا. لم يعالج هذا النزاع الانهيار الكارثي للاتحاد السوفياتي. لكن روسيا أظهرت أنها غير ضعيفة. لم تغير الحرب الجورجية بشكل ملحوظ القوة النسبية لروسيا، لكنها غيرت تصور الآخرين عن القوة الروسية. وبالمثل، فإن التدخل في سوريا لم يفعل سوى القليل لتعزيز القوة الروسية، لكنه ولّد تصورًاعن تنامي القوة الروسية. إن التطبيق المباشر للقوة العسكرية في هذه الحالة ليس ضروريًا لتغيير التصورات. نظرًا لأن الإجراءات الروسية كانت دعاية أكثر منها إنجازا عسكريا. يمكن أن يخلق استخدام الحرب الهجينة في بعض الحالات تصورات مفيدة دون تفعيل القوة الحقيقية. الصين مقابل الولايات المتحدة يعيدنا هذا إلى البداية، وفكرة أن الصين ستحل محل الولايات المتحدة كقوة عالمية رائدة. عسكريا، تسيطر الولايات المتحدة على المحيطين الأطلسي والهادئ. ولا تسيطر الصين على أي منهما. من وجهة نظر عسكرية، يمكن للصين استخدام الصواريخ وإطلاق تبادل نووي، لكن لديها قوة بحرية محدودة وقوة صاروخية ضعيفة. لذلك، فإن الصين ليست قريبة من كونها قوة عالمية. من الناحية الاقتصادية، كان الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة قبل الفيروس التاجي 21 تريليون دولار، في حين كانت الصين 14 تريليون دولار. من الواضح أن كلا الاقتصادين قد تقلصا، ولكن لا يوجد دليل على أن الانكماشات ستغير الفجوة بينهما بشكل جوهري. يأتي ما يقرب من 19% من الناتج المحلي الإجمالي للصين من الصادرات، حوالي 5% منها مخصصة للولايات المتحدة. فيما يأتي يأتي ما يقرب من 13% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة من الصادرات، نصفها مخصص لأمريكا الشمالية و0.5% فقط يذهب إلى الصين. فضلا عن ذلك، فإن الصين لديها عدد سكان أكبر بكثير من الولايات المتحدة، وبالتالي فإن دخل الفرد أقل بكثير من دخل الولايات المتحدة. وهذا يعني أن تأثير الانكماش الاقتصادي على مستويات المعيشة سيكون أكبر بكثير في الولايات المتحدة، من تأثيره في الصين. فيما يتعلق بالقوة السياسية، فقد أصبحت الصين في موقف خطير. لقد فشلت في نزع فتيل شكوك الولايات المتحدة بشأن السلوك والنوايا الصينية. بالإضافة إلى ذلك، لم تقم بإدارة المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة بنجاح. وهذا يعني أن الصين سمحت بزيادة التوترات الاقتصادية والعسكرية مع أهم عميل لها. في وقت الانكماش الاقتصادي عندما تنخفض واردات الولايات المتحدة، تواجه الصين تهديدات غير متناسبة بسبب اعتمادها على التصدير. تتمتع الصين بميزة رئيسية هي الاعتماد سلاسل التوريد عليها بسبب العمالة الرخيصة. لكن الفيروس أثبت للشركات التي أنشأت سلاسل التوريد أن الاعتماد المفرط على أي بلد يمكن أن يدمر الشركة. حولت الأزمة نقط قوة الصين إلى ضعف، حيث تحول الشركات الأمريكية سلاسل التوريد بعيدًا عن الصين. في بعض الحالات، ليس هذا أمرًا معقدًا أو مكلفًا. تركز الصين على بناء التصورات لتعويض ضعفها. تهدف أفكار مثل بناء نظام للنقل البري إلى أوروبا (أي مبادرة الحزام والطريق) إلى إظهار قدرة الصين. ويفعل عرض القروض على البلدان الشيء نفسه، حتى عندما لا تتحقق القروض بالكامل تضع الصين نفسها كقوة مالية بتكلفة منخفضة نسبيا. وبالمثل، فإن التحركات العسكرية الأمريكية في بحر الصين الجنوبي لا تهدف إلى ممارسة القوة الأمريكية ولكن لخلق تصور عن قوتها البحرية. تفكير حكيم إن الصين أضعف اقتصاديًا وعسكريًا من الولايات المتحدة. لكنها ماهرة في التلاعب بتصور قوتها بما فيه الكفاية بحيث يميل الأتراك والأوروبيون إلى اعتبار الفيروس بمثابة نقطة انتقال إلى القوة الصينية. يقال إن المهم التصور وليس الحقيقة ولكن الأمر ليس كذلك. في مرحلة معينة، يؤدي التظاهر بالقوة أمام خصم يؤمن بهذه القوة، إلى صراع اقتصادي أو سياسي أو عسكري لا يمكن أن تفوز به القوة المتصورة. حرب التصور جيدة لشراء الوقت. ولكن عند استخدام ذلك لفترة طويلة جدًا، قد يظن الخصم أن هذه التصورات حقيقية ويتولد لديه مخاوف تدفعه للاشتباك. بسبب أزمة “كورونا”، غمرت الولايات المتحدة البلاد بأموال التحفيز، وسيكون لذلك عواقب. وكذلك سيكون لانكماش الاقتصاد الصيني، إلى جانب القلق السياسي داخليًا بشأن مصداقية الحكومة الصينية عواقب مهمة. في حين أن البلدين سيستغرقان عدة سنوات حتى يتعافيا، فإن فكرة أن أزمة “كورونا” قد فتحت الباب أمام الهيمنة الصينية هي فكرة غريبة، أو ربما تمني. الألم حقيقي، لكن النظام قوي. المصدر | جورج فريدمان – جيوبوليتكال فيوتشرز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد. المزيد عن : قيادة النظام الدولي/العلاقات الأمريكية الصينية/إعادة تشكل النظام الدولي 22 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post جديد: “الجذور والتراب: حوار عن القدس والمنفى والعودة الصعبة” next post الغارديان: هل يستطيع الكاظمي تخليص العراق من شبح سليماني؟ You may also like ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024 تل أبيب عن مقتل إسرائيلي في الإمارات: إرهاب... 24 نوفمبر، 2024 استهداف إسرائيل للجيش اللبناني: خطأ أم إستراتيجية؟ 24 نوفمبر، 2024 أحوال وتحولات جنوب لبنان ما بعد الهدنة مع... 24 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: صهر صدام حسين وسكرتيره... 24 نوفمبر، 2024 تقرير: حزب الله يستخدم نسخة من صاروخ إسرائيلي... 24 نوفمبر، 2024 إيلون ماسك يصبح أغنى شخص في التاريخ 24 نوفمبر، 2024 مصر تُضيّق الخناق على “دولار رجال الأعمال”.. فما... 24 نوفمبر، 2024 «جرس إنذار» في العراق من هجوم إسرائيلي واسع 24 نوفمبر، 2024 “الأوضاع المزرية” تجبر لبنانيين فروا إلى سوريا على... 23 نوفمبر، 2024 22 comments Cathy 20 يونيو، 2020 - 12:06 ص I visited many web pages but the audio feature for audio songs present at this site is actually marvelous. Here is my web blog … a g Reply Meagan 22 يونيو، 2020 - 12:54 ص Hi Dear, are you genuinely visiting this web site daily, if so afterward you will without doubt obtain pleasant know-how. Review my webpage: g rsacwgxy Reply Donnie 27 يونيو، 2020 - 3:53 م Article writing is also a excitement, if you be acquainted with after cbd oil that works 2020 you can write if not it is difficult to write. Reply Mervin 25 يوليو، 2020 - 7:45 م Somebody necessarily lend a hand to make severely posts I’d state. That is the first time I frequented your website page and up to now? I surprised with the research you made to create this actual publish incredible. Excellent activity! my blog post – webhosting Reply Carrie 27 يوليو، 2020 - 1:18 م Hi there i am kavin, its my first time to commenting anyplace, when i read this post i thought i could also create comment due to this brilliant article. Feel free to surf to my web page – cheap tickets flights Reply Joan 28 يوليو، 2020 - 1:34 ص I know this if off topic but I’m looking into starting my own weblog and was curious what all is needed to get setup? I’m assuming having a blog like yours would cost a pretty penny? I’m not very web smart so I’m not 100% certain. Any suggestions or advice would be greatly appreciated. Thanks Feel free to visit my web blog … cheap flight Reply Madelaine 5 أغسطس، 2020 - 3:16 م I love what you guys are up too. This sort of clever work and coverage! Keep up the amazing works guys I’ve included you guys to my own blogroll. Here is my blog … website hosting Reply Jaclyn 6 أغسطس، 2020 - 4:00 م Pretty section of content. I just stumbled upon your blog and in accession capital to assert that I get in fact enjoyed account your blog posts. Anyway I’ll be subscribing to your augment and even I achievement you access consistently quickly. my site best web hosting 2020 Reply Wanda 25 أغسطس، 2020 - 11:32 م Hi! I simply wish to offer you a huge thumbs up for the great info you’ve got here on this post. I’ll be returning to your web site for more soon. yynxznuh cheap flights Reply Magda 27 أغسطس، 2020 - 12:24 ص We’re a bunch of volunteers and starting a new scheme in our community. Your site provided us with useful info to work on. You’ve done an impressive activity and our entire community might be thankful to you. Here is my site; cheap flights Reply Deena 27 أغسطس، 2020 - 4:56 ص These are in fact impressive ideas in about blogging. You have touched some good factors here. Any way keep up wrinting. Feel free to surf to my web-site: cheap flights Reply Roxanne 28 أغسطس، 2020 - 10:24 ص Hi! I understand this is somewhat off-topic however I had to ask. Does running a well-established website such as yours take a large amount of work? I am completely new to running a blog however I do write in my journal on a daily basis. I’d like to start a blog so I can easily share my experience and feelings online. Please let me know if you have any recommendations or tips for brand new aspiring blog owners. Thankyou! Also visit my web-site :: black mass Reply Latonya 28 أغسطس، 2020 - 1:48 م Attractive part of content. I simply stumbled upon your site and in accession capital to say that I acquire in fact loved account your blog posts. Any way I will be subscribing in your feeds or even I achievement you get entry to consistently fast. Visit my web page: black mass Reply Devkevege 15 نوفمبر، 2020 - 2:43 م walgreens over the counter viagra cialis viagra levitra samples how can i get free viagra Reply FevbAnops 15 نوفمبر، 2020 - 3:26 م generic viagra dapoxetine wowviaprice.com herbal viagra samples Reply Frbhevege 19 نوفمبر، 2020 - 10:38 ص viagra cost paradiseviagira.com how much is a bottle of viagra Reply FnrdAnops 24 نوفمبر، 2020 - 8:27 ص canada pfizer viagra does viagra really work viagra for sale online Reply Dvncevege 8 ديسمبر، 2020 - 12:12 م does 20mg cialis work cialis online europe buy cialis black au Reply Jgsvonere 13 ديسمبر، 2020 - 5:27 م buy viagra with prescription viagra online mexican pharmacy free samples to uk viagra Reply Fgvdevege 10 يناير، 2021 - 1:14 ص north drug store drug rx 24 hour drug store Reply Jlloonere 10 يناير، 2021 - 10:30 ص best canadian pharmacy canadian online pharmacies texas state board of pharmacy Reply KhthPhex 12 يناير، 2021 - 8:34 ص global pharmacy canada canadian pharcharmy medical pharmacy Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.