الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » جهاد بزي يكتب في وداع حبيب صادق: كيف لا تحب عاملياً من شقائق النعمان؟

جهاد بزي يكتب في وداع حبيب صادق: كيف لا تحب عاملياً من شقائق النعمان؟

by admin

 

لا أعرف لماذا لطالما أحببت حبيب صادق، لكن لطالما كان له في قلبي محل له خاص، مثله مثل أحمد بيضون وعباس بيضون وهاني فحص ومحمد العبد الله وعصام عبد الله وحسن عبدالله وشوقي بزيع ومحمد علي شمس الدين. شيء شديد الجنوبية، شديد الخصوصية. شيء يشبهنا، نحن الجنوبيين.

جريدة المدن الالكترونية \ جهاد بزي

لا أتذكر الآن. هل اتصل بي شادي يقول لي إن حبيب صادق يود أن أزوره وألتقيه، أو أنه هو نفسه كلمني. هذا تفصيل بات بعيداً. بات في أوائل القرن. المهم أنني ذهبت وجلست معه، هذا الذي كنت أحمل في قلبي الكثير له، لست أعرف لماذا. ربما لأنه كتب “أرض الجنوب” التي غناها مارسيل خليفة، أو ربما لأن نبيه بري سمّاه في يوم ما “الاقطاع الثقافي يا عزيزي”. هكذا حرفياً، مستخدما لطف “يا عزيزي” وودها ضده، فكان هذا الهجوم عليه سبباً إضافيا لأحمل المزيد من الحب له.

لا أعرف لماذا لطالما أحببت حبيب صادق، لكن لطالما كان له في قلبي محل له خاص، مثله مثل أحمد بيضون وعباس بيضون وهاني فحص ومحمد العبد الله وعصام عبد الله وحسن عبدالله وشوقي بزيع ومحمد علي شمس الدين. شيء شديد الجنوبية، شديد الخصوصية. شيء يشبهنا، نحن الجنوبيين. وحبيب صادق كان، بجنوبيته الصافية، واحداً منهم، ومنا. لهجته. لغته. همّه الاصلي الذي لا يمكن تفسيره. فلا هو يسار صاف ولا هو عروبي جاف. جنوبي؟ جبل عاملي بحت بلا إدعاءات أبعد منها. كأنه هيام، بلا شوائب، بالمكان، بعطره وصوته وحكايته. هيام بجبل عامل. حب للحب. هكذا أحب حبيب صادق الجنوب. كما تحب شقائق النعمان ربيعها، وكما يحبها ربيعها. كيف يمكن ألا تحب جنوبياً يشبه شقائق النعمان؟

وعينا عليه هكذا، يميل إلى أن يكون مسناً نحيلاً بشعر وشاربين بيض. وعينا عليه مهموماً مع أننا لا نعرف ما همه. ربما لأنه اختلف عما ساد من ثقافة. الثقافة الجديدة التي عمّت، واستوطنت. لغة الفوق. الأنقى. الأقوى. الأطهر. الأشرف. الأعلى. هذه لا تليق به، ولا بأمثاله. كانوا أكثر رقة من ذلك. كانوا أكثر تشكيكاً. كانوا ضعفاء وطيبين. أكثر رقة ووداً. تفتك بهم الأمراض وآفات البشر. يدمنون حيناُ ويفتك السرطان فيهم حيناً. عاديون مثلنا، وإن كانوا جنوبيين. مثل العاديين. ليسوا جبارين كما اللغة التي سادت. عاديون. يحبون الجلوس إلى الشرفة لشرب الشاي والتحدي في الشعر وقافياته. الجنوب الآخر، العادي، الوردي الذي بلا هواجس بأن الكوكب بجهاته الأربع يتآمرعليه. الجنوب الذي بلا دراما. العادي، الذي لم يعد يريد الاستثمار في شتلة التبغ ومرارتها، وقرر أن يستثمر في السياحة، ولا بأس بهذا. لا بأس، لكن.. للمكان تاريخ، قبل الأحزاب، وباق بعدها. باقٍ أن لهذه الأرض التي احتلت من قُتل فداءها، بلا التفات إلى دين القتيل، ومن كان لها سهى بشارة، ومن مثلها، ومن أجلها.
حبيب صادق كان أيضاً. كان منهم، الشغيلة من أرض عاملة. الآن، بينما يعود إلى ترابها. بينما شقيقة النعمان ترجع إلى التراب، بينما الشقائق تعود لترتمي على ضريحه، بينما جبل عامل يجثو عند ضريحه ويتلو له الفاتحة وسور الجنوب الأخرى، وداعاً للعاملي الطيب، ومعه يجثو شغيلة من أرض عاملة…

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00