بأقلامهم جهاد الزين يكتب من بيروت عن: لماذا الدولة الفلسطينية آتية حتماً ؟ by admin 16 أبريل، 2024 written by admin 16 أبريل، 2024 173 هذا العالم، وخصوصا أوروبا والغرب بات يعمد إلى “حصار” إسرائيل بفكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل نضوج الحل الجغرافي. وهو حصار لإسرائيل وكل التطرف داخل إسرائيل وخارجها في المنطقة والعالم. النهار – جهاد الزين تتكاثر مؤشرات الولادة القانونية للدولة الفلسطينية، فغير أن الإدارة الأميركية ومنذ الأيام الأولى ل 7 أكتوبر تتحدث بتصميم عن “حل الدولتين” ربما لن يتحول إلى قرار سياسي قبل ظهور نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية، بدأت مؤشرات أوروبية جادة جدا على احتمال توالي اعترافات بالدولة الفلسطينية من دول أوروبية وازنة أولها أسبانيا، (وكل اعتراف وازن) يبشرنا رئيس الوزراء الأسباني أنها، أي دعوة الاعتراف، سيكون لها مفعولها الإيجابي في عدد من دول الاتحاد الأوروبي. وها هي النروج، بلد اتفاق أوسلو، على طريق إعلان الاستعداد للاعتراف بالدولة الفلسطينية، كذلك إيرلندا. الناخبون الأميركيون من أصل عربي سيرتكبون خطأً كبيراً إذا ذهبت أغلبية أصواتهم إلى دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الآتية، لأنه وخلافا للدعوات المتسرعة بضرورة معاقبة الرئيس بايدن على دعمه لإسرائيل، وهو ما لا يمكن توقع دعم أقل منه من أي رئيس أميركي في حرب مثل حرب غزة على بشاعتها ووحشيتها، إلا أن مسألة موقفه الراسخ من حل الدولتين يجعله أفضل الخيارات السيئة، وهو لن يكون سيئا إذا صدر الاعتراف الأميركي بالدولة الفلسطينية. العالم يتجه على الأرجح بعد الحجم الهائل الذي اتخذته حرب غزة إلى إتمام الشق الثاني من قرار العام 1947 بإنشاء دولة إسرائيل، وهو قيام الدولة الفلسطينية بعد 76 عاما على عدم قيامها. الدولة الفلسطينية كما ظهر بعد 7 أكتوبر صرت حاجة لتوازن العالم والعالم الغربي في مقدمته، مثلما كان تأسيس إسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية حاجة عميقة لتوازن الغرب السياسي والأخلاقي إثر الهولوكوست. لا شك بوجود العقبة الإسرائيلية ضد هذا الاتجاه في ظل سيطرة اليمين العنصري المتزايدة عليه. لكن هذا ما يجري الآن تحضيره عالميا وشرق أوسطيا وإسرائيليا وعربيا. إن نوعا من كسر إرادة القوى العنصرية الإسرائيلية وبالتعاون مع القوى الليبرالية في الدياسبورا اليهودية هو الذي تنفتح الآفاق الدولية أمامه. طبعا لن تكون عملية سهلة وستمر على الأرجح في عمليات معقدة رأس جبل جليدها استبعاد بنيامين نتنياهو من السلطة. ورقة الاعتراف بالدولة الفلسطينية التي ستتوالى في الأشهر المقبلة، ولو كدولة تحت الاحتلال، سيكون لها مفعول هائل في ازدياد عزلة إسرائيل لا كدولة بل أيضاً كمجتمع، وهذا علينا الانتباه إلى أنه مسار لن ينطلق قبل الانتهاء من مخرج لحرب غزة والثمن الفلسطيني الرهيب الذي نتج وسينتج عنه. ستكون الدولة الفلسطينية دولة أقوى ما فيها هو شرعيتها الدولية وهذا من الممكن أن يعوّض عن نقاط ضعفها الجغرافية، وليس السكانية التي يؤكدها شعب بات منذ زمن، شديدَ الوعي بهويته الوطنية ومتدرباً على مؤسسات هذه الهوية عبر منظمة التحرير اولا ثم السلطة الوطنية وكلها قائمة الآن رغم التجربة السيئة على مستوى الحوكمة التي شهدتها وتشهدها السلطة الوطنية. كانت رؤية ياسر عرفات ثاقبة في اتفاق أوسلو من حيث اهمية إطلاق مسار العودة والعمل من الداخل الفلسطيني. فيما المشكلة الكبرى التي يواجهها الفلسطينيون ومعهم العالم اليوم هي مشكلة كثافة الاستيطان في الضفة الغربية. الواقع الاستيطاني هو القنبلة المتفجرة الحقيقية التي تمنع إرساء استقرار الدولة الفلسطينية الآتية. ولكنها ليست مشكلة الفلسطينيين وحدهم بل مشكلة العالم بأسره كما يبدو المشهد المستقبلي من اليوم. المهم أن هذا العالم، وخصوصا أوروبا والغرب بات يعمد إلى “حصار” إسرائيل بفكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل نضوج الحل الجغرافي. وهو حصار لإسرائيل وكل التطرف داخل إسرائيل وخارجها في المنطقة والعالم. لا شك أن البعض سيتهم هذه المقالة بالتفاؤل المفرط وحتى غير الواقعي. وإذا كان عليّ أن أرد على هذه التهمة فلأن مسار العلاقات الدولية أظهر أن الشرعية الدولية قادرة على فرض وقائع في هذه العلاقات وأنه لا يجوز الاستهانة بمدى ما تستطيعه هذه الشرعية مستندةً على كتلة صلبة من نضالات الشعب الفلسطيني أن تحققه حتى ضد دولة كإسرائيل هي جزء من ميزان قوى مسيطر على العالم، ولكنه بات يتفلّت من ثغرات عديدة تفرضها تحولات كبرى. أتصور كم سيفيد تأسيس الدولة الفلسطينية في استقرار الكيانات الأخرى في المنطقة، وهي، الدولة الفلسطينية، المولود المتأخر الولادة لمنظومة دول سايكس بيكو، والكيان الناقص بينها الذي من المفترض أن يحمل وجودُه استقرار هذه الدول ( سوريا، الأردن، لبنان العراق، إسرائيل) بعدما دفعت طويلا ولاتزال ثمن غياب هذه الدولة الفلسطينية. had.elzein@annahar.com.lb Twitter: @ j_elzein 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هال براندز يكتب عن: التحالفات الاستبدادية الجديدة next post باحث فرنسي كندي يحصد “أوسكار العلوم” عن أبحاثه في مكافحة السرطان You may also like رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024 نادية شادلو تكتب عن: كيف يمكن لأميركا استعادة... 14 نوفمبر، 2024 جهاد الزين يكتب من بيروت عن: تأملات ثقافية... 12 نوفمبر، 2024 نبيل فهمي يكتب عن: وماذا بعد؟ 12 نوفمبر، 2024 ماري ديجيفسكي تكتب عن: لماذا تفادى الناخبون الأميركيون... 12 نوفمبر، 2024