السبت, نوفمبر 23, 2024
السبت, نوفمبر 23, 2024
Home » جهاد الزين يكتب من بيروت عن: لا هاتفَ ذكياً بعد الآن:

جهاد الزين يكتب من بيروت عن: لا هاتفَ ذكياً بعد الآن:

إسرائيل الأولى عالميا وليس أميركا أو الصين في برامج مراقبة الهواتف "الذكية"

by admin

 

لا شك، كما ينصح الكثيرون إسرائيلَ، أن عدم قبول حل الدولتين، والتمسك بنظام “الأبارتايد”, يشكل خطرا على إسرائيل نفسها، وخصوصا من الناحية الديموغرافية ناهيك عن الأمنية، ولكن الميل اليميني المتعاظم لدى المجتمع الإسرائيلي تتعاظم معه أحلام حسم نهائي للمعركة التاريخيّة مع الشعب الفلسطيني.

النهار – جهاد الزين

يمكن القول أنه لا هاتف “ذكيا” بعد التقدم الذي أحرزته وتحرزه شركات إنتاج برامج مراقبة الهواتف المحمولة في إسرائيل وتصدّرِها رأس لائحة الدول المصدّرة لبرامج المراقبة الإلكترونية في العالم. خرجتُ شخصياً بهذا الانطباع بعد قراءتي كتاب أنطوني لووينستاين(*)الصادر هذا العام 2023 وخصوصا الفصل السادس منه.

ففي كتاب عالي المستوى البحثي ميدانيا ومع أصحاب الاختصاص يطرح الصحافي الأسترالي المستقل والكاتب ذو المساهمات في صحف عالمية أنطوني لووينستاين معلومات غير مسبوقة في بعضها ومبنية على تحقيق استقصائي بل تحقيقات استقصائية من داخل قطاع التكنولوجيا العالية داخل إسرائيل وخارجها في دول عديدة. إنها معلومات عن التقدم الهائل الذي تحقّقه الشركات الإسرائيلية الخاصة وخصوصا NSO وبرنامجها PEGASUS في ترويج صادراتها من برامج التجسس السيبيري والتي يتخطّى زبائنُها مجردَ المراقبة لأنشطة المعارضين سياسياً وأمنياً إلى مجالات التجسس التجاري والثقافي وحتى الاجتماعي والشخصي ولمافيات في أميركا اللاتينية أهمها المافيا المكسيكية.

الكتاب مهجوس بالنتيجة بالسلوك العنصري الإسرائيلي حيال الفلسطينيين بدءا من عنوانه “مختبر فلسطين” وهو لا يفصل بين الموقع المتقدم للشركات الإسرائيلية الخاصة في عالم التنصت والمراقبة وبين “الفرصة” التي يتيحها احتلال فلسطين واستعمار الفلسطينيين لتطوير أدوات المراقبة الفردية والعامة ولكنه في بعض فصوله ( السادس والسابع) يتحول إلى مرجع لاغنى عنه لمعرفة أين أصبحت”صناعة المراقبة” وحروب الديجيتال على المستوى الدولي، إنتاجاً واستهلاكا.

حسب الكتاب باعت الشركات الإسرائيلية برامج لِ 130 دولة حتى الآن بينها الصين وروسيا والهند وحتى لبعض الشركات الأميركية.

تحضرني ملاحظة سياسية بعد قراءة الكتاب وهي أن الولايات المتحدة الأميركية رغم معرفتها بتفوق إسرائيل على الصين في تكنولوجيا المراقبة تركّز فقط على الصين في بروباغندا اتهامها، أي للصين، ب”تصدير التوتاليتارية” وتتجاهل عمليا أدوار الشركات الإسرائيلية في هذا السياق مكتفيةً بالإعلان عن انزعاجها فقط من مجرد بيع إسرائيل الصين “تكنولوجيا حساسة” حسب التعبير الأميركي الرسمي، كأن البيع الإسرائيلي أجهزة تجسس ومراقبة للكثيرين غير الصين في العالم مقبول من واشنطن. وهذه عينة عن كيف تتصرف سياسة الدولة العظمى وتحالفاتها في التركيز على مستوى وتجاهل مستوى آخر.

يقدّر الكاتب استنادا إلى رأي خبير ديموغرافي إسرائيلي هو أرنون سوفر أن عدد اليهود حاليا بين البحر والنهر أي في إسرائيل والضفة لا يتجاوز ال47 بالماية من عدد إجمالي السكان مما يعني استمرار تفوق الفلسطينيين في التعداد السكاني. وهو يخلص بسبب العجز السكاني رغم خطط إسكان مئات آلاف اليهود ومعهم “المسيحيون الإنجيليون” في الضفة الغربية أن على إسرائيل في المستقبل الاختيار بين الصهيونية والليبرالية لعدم التحول إلى دولة مستعمِرة بالكامل. ولا أشاركه هذا الرأي لأنه من المستحيل كما أظهرت كل تحولات الكيان العبري منذ عام 1948 التخلي عن العقيدة الاستيطانية الصهيونية حتى على فرض أن حقائق العالم المعاصر وضغط الغرب والتزامات توسيع علاقات إسرائيل مع المحيط العربي ستفرض قدْرا من العقلنة أو التنازلات في خياراتها الداخلية.

لا شك، كما ينصح الكثيرون إسرائيلَ، أن عدم قبول حل الدولتين، والتمسك بنظام “الأبارتايد”, يشكل خطرا على إسرائيل نفسها، وخصوصا من الناحية الديموغرافية ناهيك عن الأمنية، ولكن الميل اليميني المتعاظم لدى المجتمع الإسرائيلي تتعاظم معه أحلام حسم نهائي للمعركة التاريخيّة مع الشعب الفلسطيني.

*******

يشعر القارئ بعد الاطلاع على الفصل السادس من هذا الكتاب أنه يدخل في علاقة جديدة مع هاتفه المحمول كما مع استخدامه على “الأيباد” لوسائل التواصل الاجتماعي وتحديدا حين يحصر اهتمامه في وسائل محددة كما “الفايس بوك” وال”تويتر” سابقا الذي صار إسمه X وطبعاً البريد الإلكتروني.

لقد تشكّلت عندي قناعة مطلقة أنه ليس من هاتف غير قابل للاختراق ليس فقط من إسرائيل بل من كل أنواع قوى التنصت في العالم. أنسوا كل الوسائل البدائية التي كنا نعتقد أنها تحمي الهاتف المحمول كإطفائه أو سحب بطاقته! الحل الوحيد هو التحفظ والتكتم أي الحل البشري الذي سبق الحضارة الحديثة! حتى “المسودات” من الآن فصاعدا قبل إرسالها في الإيمايل أو أي وسيلة أخرى لم تعد بمأمن إذا كان أي جهاز كومبيوتر فردي يمكن نقل محتواه في أي لحظة. ليس من هاتف محصّن إذا وقع قرار جهة ما عليه تريد مراقبته .

ويمكننا أن نتخيّل إذا كان سوق دولة واحدة يتسع لتصدير برامج المراقبة إلى 130 دولة في العالم، كم أصبحت هذه البرامج سهلة الحصول عليها، لا من الدول فحسب بل من القطاع الخاص أيضاً، وما أخْلُص إليه هنا صار من بديهيات أي جهاز مخابرات منذ سنوات، حتى سُمِّيت حسب الكتاب شركة NSO “الموساد الخاص” (private Mossad)

و لتذهبْ “قوى التنصت والمراقبة” الخفية إلى الجحيم في حربها على بعضها البعض و… علينا.

(*)

‏ANTONY LOEWENSTEIN- THE PALESTINE LABORATOrRY- SCRIBE Melbourne +السنةLondon – 2023

الصفحات 265

‏jihad.elzein@annahar.com.lb‏

‏Twitter: @ j_elzein

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00