السبت, نوفمبر 23, 2024
السبت, نوفمبر 23, 2024
Home » جهاد الزين يكتب من بيروت عن: العصر السعودي الجديد يحمل معه المنطقة؟

جهاد الزين يكتب من بيروت عن: العصر السعودي الجديد يحمل معه المنطقة؟

by admin

 

هل نحن أمام مدخل لأوروبا جديدة في الشرق الأوسط كما وعد محمد بن سلمان وهل ستشمل هذه “الأوروبا” منطقة المشرق وأي موقع لفلسطين فيها إذا أعطي الفلسطينيون بعد طول معاناة ما يتيح لهم المشاركة بكرامة في الازدهار الموعود؟

النهار – جهاد الزين

احتمال الاتفاق السعودي الأميركي على العلاقات السعودية الإسرائيلية هل يكون بداية حقبة إنجاز نوعي لا للشعب الفلسطيني وحده من حيث وضع اللبنة الكبرى لتأسيس دولته المستقلة لاحقا، بل أيضاً حقبة استقرار للمنطقة بكاملها تأتينا – ولمَ لا – بالازدهار الذي أثقلتنا عكْسَه الحروبُ والمغامرات الإقليمية خارج الحدود وعلى رأسها المغامرات الإسرائيلية ؟

من حق الزعامة السعودية في نظرتها الشاملة لدورها بقيادة محمد بن سلمان بل من حقنا عليها أن تجعل الخطوة المقبلة بينها وبين إسرائيل زاخرة بإنجاز تاريخي يُنصف عدالة القضية الفلسطينية كما يُنصف طموحات ما تبقى من نخب وسكان هذه المنطقة الباحثين عن استقرار حدود دولهم الوطنية وازدهارها أمام الإضعاف والتفكيك المنهجيّين اللذيْن تتعرض لهما.

افتتحت المملكة العربية السعودية بالتعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأميركية عصر النفط وعائداته في الشرق الأوسط في الثلاثينات من القرن العشرين حتى ولو لم يكن النفط قد اكتُشف بدايةً فيها بل اكتُشِف في إيران (عبادان)، فهل يفتتح التفاهم الأميركي السعودي المنتظَر عصر السلام الدائم في المنطقة في القرن الحادي والعشرين ولو أن مصر كانت المبادِرة الأولى وهي، أي مصر، المنصرفة الآن إلى تنمية نفسها اقتصاديا وحياتيا وخدماتيا.

الأجندة السعودية للحدث المنتظَر مليئة طبعا بالبنود السياسية والاقتصادية والردعية، وهذا طبيعي لدولة في حجم المملكة الداخلي والإقليمي. ما كشفه توماس فريدمان مؤخرا عن تضمّنِ المفاوضات السعودية الأميركية اقتراحَ التزام إسرائيلي عبر بنيامين نتنياهو كرئيس للوزراء بعدم ضم الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل، هذا الاقتراح قد لا يكون كافيا لانطلاق المسيرة النهائية لقيام الدولة الفلسطينية، ولكنه يمكن أن يمثِّل جرعة دعم استراتيجية لنضالات الشعب الفلسطيني الذي يواجه اليوم هجمة إسرائيلية جديدة إن لم تكن قاضية على أحد أهم عناصر مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الاستيطان.

ليس التطبيع مع السعودية عملية بسيطة في حساب المصالح الإسرائيلية، ومن حق القيادة السعودية التي تعيد تكريس زعامتها للمنطقة بل تعيد تجديد هذه الزعامة مع إصلاحات محمد بن سلمان الداخلية أن تفترض الأهمية القصوى لارتباط أي عملية تطبيع بينها وبين إسرائيل بإنجاز كبير وجودي للشعب الفلسطيني.

قد تكون المنطقة في الأشهر بل السنوات الآتية على أبواب تغيير جيوسياسي يسمح بالسؤال:

هل نحن أمام مدخل لأوروبا جديدة في الشرق الأوسط كما وعد محمد بن سلمان وهل ستشمل هذه “الأوروبا” منطقة المشرق وأي موقع لفلسطين فيها إذا أعطي الفلسطينيون بعد طول معاناة ما يتيح لهم المشاركة بكرامة في الازدهار الموعود؟

لسنا متأكدين وربما الكثيرون في عالم اليوم أن اليمين العنصري الإسرائيلي، القومي والديني، سيسمح بانتقال كهذا، ولكن يَحْدث من داخل موجات التطرف أحيانا أن يولد شيىء جديد كما وُلِد كامب دافيد على يد الليكودي مناحم بيغن، وكما وُلِد اتفاق الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل على يد ورعاية إيرانيّين وكما يمكن أن يولد تفاهم سعودي إسرائيلي (مع فارق الأحجام) على يد بنيامين نتنياهو.

وكما أظهرت الأحداث فإن بطن الحوت اليميني العنصري الإسرائيلي عميق جدا ويسع داخله كل أنواع التطرف في المنطقة.

لقد بلغ الشعب الفلسطيني من النضج ما يسمح له بتحديد مصالحه العليا وبمعرفة ما يخدمه وما لا يخدمه على ضوء حقائق العصر الجديدة. وحين سيقول كلمته في أي تطور جديد فهذا من شأنه تصويب البوصلة العامة للمنطقة التي تعرفها القيادة السعودية وهي جزء منها.

سيتبيّن لاحقا، خصوصا إذا حصل هذا التفاهم الأميركي السعودي على العلاقات السعودية الإسرائيلية، أن قواعد اللعبة الأيديولوجية أو الجغرافية السياسية قد تتغيّر خصوصا إذا استندت على قبول فلسطيني من المؤسسات الشرعية التمثيل. كأنما هذه المنطقة التي حوّل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي آبار نفطها إلى براميل لهب وحوّل حدود دولها إلى خطوط تَنازُع، ربما تنتقل إلى نوع من الستاتيسكو السلمي من المصالح المتبادلة كما يحصل ذلك بعد اتساع شبكة الغاز شرق المتوسط بعد ضمِّها للبنان وإسرائيل بضوء أخضر إيراني وكما يحصل في اتفاقات أبراهام وكما يحصل في المصالح المشتركة الناشئة بين الصين وإسرائيل، وكما بدأ يحصل في العروض التي تقدمها تركيا حول فتح خطوط نقل الغاز الإسرائيلي عبرها إلى أوروبا.

إذا أخذنا بعين الاعتبار ملاحظة صحيفة “الجيروزاليم بوست” أن هدف البند الفلسطيني في المفاوضات الأميركية السعودية هو “إبقاء خيار الدولتين على قيد الحياة”، فإن هذا المعيار شديد الدلالة على الآفاق المفتوحة.

‏jihad.elzein@annahar.com.lb‏

‏Twitter: @ j_elzein

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00