بأقلامهم جهاد الزين يكتب عن : مكاسب الحلف الروسي الصيني الإيراني من حرب غزة by admin 7 نوفمبر، 2023 written by admin 7 نوفمبر، 2023 171 هل يعقل أن تكون إيران قادرة على توريط روسيا والصين وأميركا دفعة واحدة؟ وهي مجرد القوة الإقليمية مهما بلغت قدرتها “التوريطية”!؟ النهار – جهاد الزين في مقال ذي أهمية استثنائية مضى وقت طويل لم تنشر الصحافة اللبنانية، وتحديدا “النهار”، بأهمية بعده الدولي، كتب السفير الروسي في بيروت مقالاً الأسبوع المنصرم (3-11- 2023) يكشف فيه بوضوح أن الحرب في غزة هي جزء من الصراع الروسي ضد واشنطن مثل الحرب في أوكرانيا. قال السفير ألكسندر روداكوف : “في تصرفاته (الغرب) في ما يتعلق بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، من المستحيل عدم رؤية أوجه التشابه مع “القضية” الأوكرانية.” ويضيف في كلمات جيوبوليتيكية أوضح من وجهة النظر الروسية: “في هذا السياق، إن حقيقة إرسال الأسطول العسكري الأميركي إلى شرق البحر الأبيض المتوسط تتطلب اهتمامًا خاصًا. وهذا ليس أكثر من عامل إضافي لزعزعة الاستقرار، وعنصر آخر يغذي الفوضى والعنف. وبطريقة مماثلة، دفع البيت الأبيض حلف شمال الأطلسي إلى الاقتراب أكثر فأكثر من الحدود الروسية وخلق تهديدات على طول حدودنا. لقد قام بتزويد الأسلحة وما زال يزوّدها، مما أدى إلى استبعاد إمكان التوصل إلى تسوية ديبلوماسية.” ويتابع : “لقد انقسم المجتمع الدولي مرة أخرى، كما حدث مع بداية الأزمة الأوكرانية. ولكن بوسعنا أن نقول بالفعل: إن الجنوب والشرق العالميّيْن، حيث تشترك روسيا في توجههما الأساسي في التعامل مع التسوية في الشرق الأوسط، يشكلان الغالبية، وبالمقابل يمثل الغرب الأقلية. بمعنى آخر، ان “الخطوط الفاصلة” في ما يتعلق بأوكرانيا وفي ما يتعلق بفلسطين في العلاقات الدولية قريبة جدًا، وهي متطابقة عمليًا.” هذا النوع من المقالات لا يأتي لا بالصدفة ولا بقرار السفير الشخصي،بل عادة ما يكون بقرار مركزي من العاصمة التي ينطق باسمها وهي في حالتنا هنا موسكو. لذلك يمكن القول أنه لا شك جزء من بدايات حملة روسية ضد السياسة الأميركية في الشرق الأوسط. بعد أقل من 24 ساعة ولربما مع فارق التوقيت في اليوم نفسه،تشاء المصادفات أن يصدر في صحيفة “النيويورك تايمز” تقرير بارز تحت هذا العنوان حرفيا: “حرب كلمات على نطاق عالمي: روسيا الصين وإيران تدعم “حماس”. ويعرض كاتبا التقرير مقتطفات عديدة من الاستخدامات الروسية والصينية والإيرانية على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام حول حرب غزة المنتقدة لإسرائيل والمؤيدة ل”حماس”. إذا كانت العلاقات بين روسيا والصين وإيران باتت توصف بالحلف الثلاثي فإن بؤرة الحرب الباردة الجديدة مع واشنطن، ومن ضمنها الحرب بالوكالة كما كان يحصل بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي كانت البؤرة الأوكرانية ثم بعد حرب غزة أصبحت بؤرتين : أوكرانيا – غزة. الحرب الباردة الجديدة أعادت ولادة التوصيفات المستخدمة في الحرب الباردة السابقة إذ وصف مقال “النيويورك تايمز” المشار إليه أعلاه التحالف الروسي الصيني الإيراني بأنه تحالف “الأنظمة الاستبدادية والشمولية”. في ما يتعلق بنا في الشرق الأوسط فإن العامل الإيجابي في تعدد مراكز القرار في هذا التحالف أنه يحد إن لم يمنع إيران من الانفراد أو التقرير الوحيد الجانب عبر أذرعتها في المنطقة في أي قرار تصعيدي عسكري ضد الولايات المتحدة الأميريكية إذا لم توافق روسيا على ذلك. وهذا التعدد يلائمنا تماما في لبنان حيث يوجد الذراع العسكري الأقوى في المنطقة والذي يطرح نفسه كمعنيٍّ رئيسي بعد “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في حرب غزة. حشد الأساطيل يمكن أن يكون خطرا ويمكن أن يكون ردعيا. العنصر الردعي أقوى حتى الآن . وحرب غزة طويلة وضخمة التداعيات. لنراجع سريعاً المكاسب التي جناها حتى الآن الحلف الثلاثي الإيراني الروسي الصيني بعد 7 أكتوبر : 1- نسفت إيران كل الجو السلمي مع إسرائيل الذي كان صاعدا في الكثير من الدول العربية وإسرائيل. وإذا كان المتضرر الأول هو مشروع التوافق الأميركي السعودي على المضي في تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية، فقد أظهر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بُعد نظر استراتيجيا في اشتراطه تقدما نوعيا في مشروع التسوية الفلسطينية الإسرائيلية تحت شعار حل الدولتين وقبل 7 أكتوبر، الأمر الذي جعل إحياء هذا الشعار على المستوى الدولي سيصب لصالح السياسة السعودية على هذا الصعيد بعد نهاية حرب غزة أيا تكن النتائج العسكرية فيها. 2- حققت روسيا مكسبا نوعيا في إشغال الولايات المتحدة في بؤرة توتر عالية في الشرق الأوسط مقابل الفخ الذي أوقعت فيه واشنطن موسكو في أوكرانيا. وهذا يجعل من الطبيعي القول أن موسكو لم تعد وحدها المحشورة كالسابق وهذا سيعطيها هامشاً بل متناً تفاوضيا واسعاً. 3- التركيز الأميركي على الضغط على الصين عبر جزيرة تايوان سيخف حتماً بل سيعرقل كل مشروع إعادة تموضع واشنطن في الشرق الأوسط لصالح التركيز على شرق آسيا أي الصين . ستخفف حرب غزة بما فرضته من تحشيد عسكري على الولايات المتحدة الأميركية من إعادة التموضع إلى الشرق الأقصى وستؤجله مؤقتا على الأقل. لا شك أن الصين ستكون معنيّةً في درس الأكلاف الاقتصادية التي تتكبدها واشنطن في دعمها غير المحدود لإسرائيل، باعتبارها المستهدفة بالحرب الاقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة على الصين منذ عهد الرئيس دونالد ترامب. هل يعقل أن تكون إيران قادرة على توريط روسيا والصين وأميركا دفعة واحدة؟ وهي مجرد القوة الإقليمية مهما بلغت قدرتها “التوريطية”!؟ الجواب الأسهل والأعقد معاً هو أن حرب غزة هدية من السماء لموسكو وربما هدية الأقدار للصين. وهي توظيف جيوبوليتيكي تاريخي لطهران أو إحدى ذروات الدهاء الإيراني. لكنها فوق كل شيىء انفجار للمأساة الفلسطينية التي لم يستمع الإسرائيليون، وخصوصا اليمين العنصري الإسرائيلي، إلى دويِّها الآتي منذ ثلاثة عقود والتي حذرهم منها المعتدلون العرب طويلاً بل حتى حلفاء إسرائيل الخلّص في الغرب… واستمروا في مشروع إقامة نظام التمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني. jihad.elzein@annahar.com.lb Twitter: @ j_elzein 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الياس خوري يكتب عن: غزة لا تبيع دمها next post أهازيج فلسطينية مشفرة حملت رسائل إلى الأسرى في فترات الاحتلال You may also like شيرين عبادي تكتب عن: السعودية وإيران من وجهة... 26 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: لبنان… و«اليوم التالي» 26 نوفمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024