بأقلامهمعربي جهاد الزين : لتقفْ هذه “الجَلْأَة”: شيعة! شيعة! by admin 27 أكتوبر، 2021 written by admin 27 أكتوبر، 2021 35 شيعة شيعة! وماذا بعد؟ تشرّفنا.. النهار اللبنانية – جهاد الزين سأكون صريحا وقد تكون صراحتي متأخرة وأمثالي مقصِّرون دائما في المصارحة. هناك “جَلْأة”*ميليشياوية شيعية في شوارع بيروت آن لها أن تنتهي، ولربما، مع الأسف الشديد، لم تتعرض لصدمة إيقاظية إلا بعد أحداث الطيونة – عين الرمانة الدموية. انفلات ميليشياوي منظّم على جسر “فؤاد شهاب ووسط بيروت على تجمعات لشباب من ثورة 17 تشرين، هجوم تظاهري بالعصي وتكسير للسيارات والمحلات في ساحة رياض الصلح و شارع “المونو” وهو الحي الذي يضم بعض أعرق مباني جامعة القديس يوسف وسكانه المسيحيين… والعنوان الثقافي الأبرز لمساهمات المسيحيين وبيئتهم الداخلية والخارجية في صناعة بعض أفضل ما هو لبنان عليه. كل هذا وعنوان “الجلْأة” هتاف غوغائي وغبي: شيعة، شيعة وليس من رادع في قيادة “الشيعية السياسية” يضع حدا لهذه الممارسات التي تستفز عقلاء الشيعة فكيف بالطوائف الأخرى. كأي طفل أو رجل مدلوع لا تقف “الجَلْأَة” إلا بصدمة أو صفعة. هكذا جاءت الصفعة من عين الرمانة أكانت مدبرة سلفا أم غير مدبرة ولتكون ضحاياها قتلى شيعة وجرحى شيعة وغير شيعة. لم تنتبه سابقاً، وهذا مذهل، قيادة “الشيعية السياسية” أن هذا التمادي الشارعي سيصطدم برفضٍ ما يأتي من مكان ما عاجلاً أو آجلاً. حتى أن “محلِّلاً” من المحللين الذين تمتلئ بهم شاشات التلفزيون ومن كل الاتجاهات التي تُعلّب وتُوجّه حسب حاجة الجهاز الدعائي، أحد هؤلاء قال أن دخول تظاهرة إلى شارع في عين الرمانة وتقوم بتكسير بعض السيارات والمحلات لا تستأهل الرد بالرصاص. طبعا لا تستأهل ولا يجب ولكنْ غاب عن ذهن صاحب التصريح حجمُ التعبئة والشعور بالمهانة الذي يتكرّر وينفجر سواء في كمين أو في انفعال دفاعي عن النفس. شيعة! شيعة وعصي وغوغاء تشعر أنها محمية ولم ينتبه من شجّعوها ونظّموها منذ سنتين أنها تأتي لتعلن هوية فئوية بايخة في وقت أظهرت النخب اللبنانية، والشيعية ضمنها عبر 17 تشرين، أنها لا تبحث فقط عن هوية لبنانية وطنية جامعة بل أيضا وأساساً، عن الانتهاء، ولو الحالم واليوتوبي من كل هذا النظام التحاصصي الطائفي الذي أكل نفسه كوحش جائع وفاسد. شيعة شيعة! وماذا بعد؟ تشرّفنا يكفينا الزمن السياسي المُراق والضائع طويلاً من “سُنّة سُنّة” ومن صلبان متحدية واحتقان درزي ولم يبقَ بعد نهاية الموسم الطويل لحرب 1975 – 1990 ثم 2005 سوى “الجَلْأة” الشيعية. شيعة شيعة! وماذا بعد؟ الولد “المجلوء” يعاقبه ذووه وإذا لم يرْعوِ سيأتي من يعاقب ذويه ولربما تفاقمت الأمور إلى صدام لا تُحمَد عقباه بين “الكبار” وسيكون عندها التفتيش عن السياق العقلاني للأمور مضيعة للوقت. قرأت على الفايسبوك مرارا استنكارات لغوغائية: شيعة شيعة، ودائما بينها استنكارات تعلن عنها أسماء شيعية محترمة. قلت في مقدمة المقال أن هذه الجلأة آن لها أن تنتهي، وأضيف هنا بل كان يجب أن لا تولد أصلاً وبدت كأنها وحدها المستمرة من ماضي الحرب الأهلية أو الآتية من مستقبل الحرب الأهلية. يدخلون على بعض أطراف عين الرمانة أو “مونو”، أو شوارع أخرى ليهتفوا : شيعة شيعة وليفعلوا ماذا؟ ماذا عن الشباب المسلم والشيعي المسلم المتعلم الذي يلجأ اليوم ودائما إلى كلية الحقوق اليسوعية في الشارع المتفرع لكي يتعلّم ويتخرّج نحو بناء مستقبل فردي لكل منهم. رغم التوترات السياسية التي تحصل في الكلية ، كما في جميع الجامعات، لن يصرخ هؤلاء الطلاب: شيعة شيعة ولا أتخيّلهم يصرخون ولا يجب أن يصرخوا لأن هويتهم لا تعلن عن نفسها بغوغائية، مثلما ليس الطلاب من الطوائف المسيحية هم الميليشيا التي تعلن نفسها فقط بالقتال الشارعي. وكما كل هوية دينية أو مذهبية هي حصيلة إرث ثقافي محترم قبل أن يكون شارعيا، تضيف مظاهرُ الحرب الأهلية إهاناتٍ لا تستحقها هذه الهويات التي صنعت وتصنع لبناننا الصعب والذي لا ينبغي أن نعيد تكرار انهياره مع جيل مختلف… إذا لم يكن قد فات الأوان. * لم أجد تعبيراً آخر بالفصحى يوازي معنى كلمتي “جلأة” و”مجلوء” بالعامية اللبنانية. j.elzein@hotmail.com Twitter: @ j_elzein 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post دلال البزري في كتاب جديد: يساريون لبنانيون في زمنهم. next post RCMP ask for possible video footage as search for 10-year-old boy continues in North Preston (update) You may also like ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.