بأقلامهمعربي جهاد الزين: لبنان يلتحق بالشرق الأوسط الجديد بموافقة إيرانية by admin 26 أكتوبر، 2022 written by admin 26 أكتوبر، 2022 161 نعم “صدّق أو لا تصدّق”: حصل الأمر….ولتكتمل “الأعجوبة” بأن تقطف إيران المعاهدة تحت شعار تحقيق المصالح الوطنية العليا للبنانيين! النهار اللبنانية – جهاد الزين مع إعلان رئيسة المحكمة العليا الإسرائيلية يوم الخميس المنصرم أنه لا حاجة لكي تُعرض اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان على الكنيست، ثم رفض المحكمة العليا الاعتراضات ضد الاتفاقية، لم تعد هناك عقبة أو لا احتمال عقبة جدية أمام موافقة إسرائيل كدولة (لا كحكومة) على هذه الاتفاقية التي رعتها الولايات المتحدة وحظيت حتما بموافقة إيران. هذه الاتفاقية – المعاهدة التي شاء التاريخ الذي “صنعته” إيران أن تكون فاتحة تغيير لما تبقّى من الشرق الأوسط القديم على خط الهلال المشرقي. إيران نظام رجال الدين يجد طريقة للبدء بالدخول في العصر الإسرائيلي، عصر تولّي إسرائيل قيادة الشرق الأوسط بديلاً للقيادة الأميركية التي وجدت في حليفها الاستثنائي بديلا لا غنى عنه للحلول مكانها. لا تخرج الوثيقة الجديدة ل”استراتيجية الأمن القومي” للعام 2022 التي أطلقها البيت الأبيض في 12 أكتوبر الجاري على مجرى تقليده الثابت في إطلاقها كل عام للإشارة إلى متغيرات الاستراتيجيات الأميركية، لا تخرج عن هدف تخفيف التركيز السياسي على الشرق الأوسط لصالح سياسة “مواجهة الصين” و “احتواء روسيا” كما يرى خبراء أميركيون حللوا الوثيقة. هذا يجعل إذا قرأنا تحولات الأعوام المنصرمة منذ إقرار “اتفاقات أبراهام” أن سياسة التركيز على الصين البادئة في عهد إدارة أوباما والمتصاعدة في عهد ترامب والمستمرة في عهد بايدن والمتكيِّفة مع الواقع الذي فرضته الحرب الروسية الأوكرانية لم تتغيّر رغم دخول تعقيدات الحرب في أوكرانيا على المشهد العالمي والأوروبي. قد لا يسير التاريخ صعودا ولا أحيانا بشكل منطقي. فبعد الموافقة الإيرانية على اتفاقية الترسيم بين لبنان وإسرائيل ليس بالضرورة أن نذهب سريعاً إلى اتفاق نووي بين واشنطن وطهران. لكن الآن علينا أن نتوقع المزيد من الطرق المعقدة في صناعة الجو الجديد في المنطقة. اللبنانيون الذين يجدون صعوبة في التسليم بأن المستقبل عاد يظهر انطلاقاً من شواطئهم الجنوبية وخصوصا على يد الطرف الإيراني الذي نظروا إليه طويلاً أنه يأسرهم بحبال الأيديولوجيا المتطرفة، ومصالح الصراعات الجيوسياسية، يتحسسون رؤوسهم وجيوبهم وهم لا يصدّقون أن “معاهدة” سلام أمنية اقتصادية حصلت بين إيران وإسرائيل انطلاقا من اتفاقية ترسيم الحدود البحرية اللبنانية مع إسرائيل. نعم “صدّق أو لا تصدّق”: حصل الأمر….ولتكتمل “الأعجوبة” بأن تقطف إيران المعاهدة تحت شعار تحقيق المصالح الوطنية العليا للبنانيين! دعك من الإخراجات الشكلية لاتفاقية الترسيم فإن التحول الجوهري الذي تنطوي عليه أعمق من أن تحصره ادعاءات أيديولوجية أو سياسية. هناك مجموعة “كتل” تترافق في إطلاق المصالح الجديدة في المنطقة. ⁃ “الكتلة” الأولى اقتصادية وعنوانها الغاز ومنظومته في شرق المتوسط. في الظاهر اتفاق الترسيم لا يُدخل لبنان في شبكات التعاون الإقليمي التي تضم مصر وقبرص واليونان وإسرائيل (وتركيا عبر إسرائيل) لكنه ينخرط في المدى الجديد الحيوي سواء بشكل غير مباشر أو مباشرة عبر المشاركة القطرية ناهيك عن الفرنسية في الترتيبات المتعلقة بالاستخراج وآلياته الماليةوالاستثمارية. ⁃ “الكتلة”الثانية أمنية هي جزء من الاستقرار الأمني ولو دون تنظيم. لن يعني ذلك أن صيحات الحرب الإعلامية ستقف سريعا ولكن الكل يعرف أنه سيصبح من الصعب اللعب بمعادلات الاستقرار الأمني خصوصا بين لبنان وإسرائيل. ⁃ “الكتلة” الثالثة سياسية تنمو بين المتون والهوامش التي تتيحها التفاعلات الاقتصادية والأمنية. سقط جزء مهم من بقايا البكارة الأيديولوجية في المنطقة وتحديدا البكارة الإيرانية وربما بعض بكارة التطرف العنصري الإسرائيلي بعد اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. صحيح أن الغشاء السياسي والأيديولوجي لا زال كثيفا ولكن تفاعلات “الزمن الجديد” ستظهر آجلا والأهم تدريجيا. إنه توقيع إيراني على معاهدة سلام اقتصادية بين لبنان وإسرائيل إنه توقيع لبناني بمعنى أنه يحظى بدعم أكثرية الشعب اللبناني الحالمة بمخرج من انهيارها الحالي إنه توقيع شيعي ومسيحي وسني ودرزي في الصيغة اللبنانية ولو قبل أن تتضح حصص الطائفيّات السياسية المتربصة بالعائدات. jihad.elzein@annahar.com.lb Twitter: @ j_elzein 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post قوات الأمن الإيرانية تطلق الغاز المسيل للدموع قرب مدرسة في طهران next post Federal minister calls utility’s pause on Atlantic energy corridor ‘bump in the road’ You may also like شيرين عبادي تكتب عن: السعودية وإيران من وجهة... 26 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: لبنان… و«اليوم التالي» 26 نوفمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024