بأقلامهم جهاد الزين- شبلي ملاّط: نحو جبهة عالمية ضد اليمين العنصري الإسرائيلي by admin 12 نوفمبر، 2023 written by admin 12 نوفمبر، 2023 84 المسألة الأساسية التي لا يجوز إغفالها هي التحول اليميني العميق للمجتمع الإسرائيلي في العقود الثلاثة الأخيرة وهذا يضاعف من مسؤولية وضرورة التعامل مع اليمين العنصري بكل تشكيلاته كمعبِّر عن الهوية الإسرائيلية طالما ترفض حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني. النهار / جهاد الزين- شبلي ملاّط شبلي ملاّط محام وأستاذ محاضر في القانون الدولي جهاد الزين صحافي ومعلّق سياسي منذ العام 1992 خاض حزب الليكود وتشكيلات اليمين العنصري القومي والديني الإسرائيلية حملة تحريض بعد الأخرى ضد مشروع السلام الفلسطيني الإسرائيلي بصيغه المتعددة من اتفاق أوسلو حتى حل الدولتين. لقد سارت هذه الحملات التي قام بها “الليكود” وتلك التشكيلات، مجتمعين ومنفردين، في خط تصاعدي بدءاً من اغتيال رئيس الوزراء وزعيم حزب العمل إسحق رابين عام 1994 مروراً بمجزرة الحرم الإبراهيمي ضد المصلّين الفلسطينيين عام 1995 حتى النجاح في إسقاط حكومة حزب العمل ووصول بنيامين نتنياهو و الليكود إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية عام 1996. ومنذ ذلك الوقت تحوّل اليسار الإسرائيلي ولاسيما حزب العمل الذي قاد عملية تأسيس إسرائيل عام 1947 وقبلها، إلى أقلية سياسية فاقدة الوزن. طبعا هذا التحول في موازين القوى الإسرائيلية ومسؤولياتها بعد العام 1992 لا ينسينا حقيقة أن حزب العمل هو أيضاً مؤسس العملية الاستيطانية بعد العام 1967. لقد كان هذا مسارا تاريخيا متصاعدا تمثّل في احتفاظ اليمين الإسرائيلي العنصري بشكل شبه دائم بالسلطة في إسرائيل (عدا فترة محدودة) وبتهميش وإضعاف اتفاق أوسلو والسلطة الوطنية المنبثقة عنه حتى نجاح المخابرات الإسرائيلية في تسميم ثم إنهاء حياة الزعيم الفلسطيني الكبير ياسر عرفات عام 2005. شهدت هذه السنوات وما بعدها إلى اليوم تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية بينما كانت هناك سياسة إسرائيلية مريبة في غزة تقوم على غض نظر عن تحولها إلى منطقة شبه منفصلة ومتروكة كما الضفة الغربية للبؤس والفقر المدقع والقمع. لقد أصبح عدد المستوطنين في الضفة الغربية خلال تلك السنوات ما بين ستمائة إلى سبعمائة ألف مستوطن بينما كانوا عام 1992 لا يتجاوزون الثمانين ألفا. كل هذه السنوات ال31 الرهيبة من الحروب والحصار والإفقار مسؤول عنها اليمين العنصري الإسرئيلي الذي أغلق الباب بل كل باب أمام حل الدولتين حتى وصلنا إلى ما نحن عليه من تدمير كامل معلن لقطاع غزة وشبه حرب أهلية بين المستوطنين مغتصبي الأرض والفلسطينيين أصحابها الأصليين في ما كان هذا الانسداد يُترجم بتحول إسرائيل إلى نظام تمييز عنصري على مستويات خمسة داخل إسرائيل وفي القدس و الضفة الغربية والقطاع و الشتات ضد الشعب الفلسطيني وبشبكة محْكمة من الأنظمة القانونية العنصرية لكل من هذه المستويات. قبل حرب غزة الأخيرة كان حتى أصدقاء إسرائيل وأقرب حلفائها يحذِّرون حكومتها من خطورة تحوّلِها إلى نظام التمييز العنصري وخنق مشروع حل الدولتين، ولطالما جرى تحذيرها في الغرب من خطورة عدم الفصل عبر حل الدولتين بين الديموغرافيا الفلسطينية والديموغرافيا اليهودية بين البحر والنهر، وهو عدم الفصل الذي يمكن اعتبار عملية 7 أكتوبر انفجارا له أيا تكن الوجوه الأخرى للعملية. وأفضل من عبّر عن هذه الحقيقة هو أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حين قال: “عملية 7 أكتوبر لم تأتِ من فراغ”• بعد 7 أكتوبر أصبحت غزة قلب العالم. صحيح أن هذا يكشف عمق القضية الفلسطينية في الوعي القِيَمي للعالم المعاصر، ولكنه أيضا يكشف أهمية إسرائيل في ميزان القوى الذي يحكم هذا العالم. ولهذا لا بد من التفكير منذ الآن بالبعد السياسي لمرحلة ما بعد الحرب، ولربما انتهاج وسائل تفكير جديدة تعيد تفعيل الأفق السياسي للسلام بما يخدم تعزيز فرص حلول تُنصف عدالة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. علينا أن نتوقع بعد الحرب استمرار اليمين العنصري القومي والديني في إسرائيل في السعي الشرس لمنع حل الدولتين ضد التيار العالمي الذي يريد هذا الحل. وهذا يعني أن تشكيل جبهة عالمية – عربية من قوى في الرأي العام العالمي ينسجم مع الطابع العالمي للصراع ضد اليمين العنصري الإسرائيلي ونقده المتزايد والرسو على خطاب عقلاني يستطيع عزل هذا اليمين و تحفيز قوى جديدة ضده في كل مكان. المسألة الأساسية التي لا يجوز إغفالها هي التحول اليميني العميق للمجتمع الإسرائيلي في العقود الثلاثة الأخيرة وهذا يضاعف من مسؤولية وضرورة التعامل مع اليمين العنصري بكل تشكيلاته كمعبِّر عن الهوية الإسرائيلية طالما ترفض حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني. بعيدا عن السجال العالمي الدائر حاليا حول طبيعة عملية 7 أكتوبر وأسبابها ونتائجها وحتى السجال العربي، لا نعرف بعد كيف ستتشكّل الخارطة السياسية الإسرائيلية بعد نهاية الحرب وهذا سيحتاج إلى وقت أطول، كذلك ماهي تأثيرات الحرب على ما نسمّيه “غلاف الشرق الأوسط” بعد زلزال “غلاف غزة”• .. لكن تحريض الرأي العام العالمي على اليمين العنصري الديني والقومي الإسرائيلي هو مهمة قائمة بذاتها. jihad.elzein@annahar.com.lb Twitter: @ j_elzein cmallat@gmail.com 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post بريطانيا توفر لآلاف النساء دواء يقلص خطر الإصابة بسرطان الثدي next post عقل العويط يكتب عن: روضةُ فلسطين You may also like فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024