بأقلامهمعربي جهاد الزين : تأملات في مستقبل المنطقة (2) by admin 12 فبراير، 2022 written by admin 12 فبراير، 2022 27 لبنان المرفأ المدمّر والاقتصاد المعطوب والقطاع المصرفي المنتهي والفار من وجه العدالة أموالاً وأشخاصاً كيف سيتصرف وكل ما يحيط به من غاز ومرافئ أصبح هو الاستثناء بينها وإسرائيل القاعدة: مرفأ حيفا الصيني والنجمة السداسية الإسرائيلية المتلألئة اقتصاديا بين مرافئ صديقة في قبرص وتركيا واليونان . النهار اللبنانية – جهاد الزين نظم مركزا أبحاث أميركي وألماني RAND Corporation and the Friedrich Ebert Foundation اجتماعات لخبراء وباحثين أميركيين وأوروبيين غربيين وشرقيين وروس ومن ضمنهم خبراء مستقلون من الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفياتي والتي هي اليوم جزء من المنطقة المتنازَع عليها أمنيا واقتصاديا وسياسيا بين واشنطن وموسكو كأوكرانيا وبيلاروسيا وجورجيا وأرمينيا ومولدوفا. مجلة “فورين أفيرز” لفتت الأنظار إلى هذا الاجتماع ولاحظت في مقال عن تلك اللقاءات أن فكرة عدم الانحياز كمبدأ لتعامل هذه الدول بين موسكو وواشنطن قد جرى إحياؤها كذلك وضع الدول الموجودة في المحيط المباشر لروسيا. لا نعلم تفاصيل تلك اللقاءات التي أُريد لها على ما يبدو اختبار إمكانية توليد أفكار في مراكز بحثية تساعد على بلورة حل تسووي بين الروس والأميركيين ومعهم الاتحاد الأوروبي في هذه المنطقة التي تمر حاليا بأخطر أزمة عرفتها منذ استقلال أوكرانيا. ولكن يبدو أن وثيقة مشتركة صدرت عنها. فكرة الفصل بين الخيارات الأمنية (الناتو) وبين الخيارات الاقتصادية والسياسية الداخلية لهذه البلدان التي لا تزال تبحث عن هويتها بعد ثلاثين عاماً على استقلالها عن الاتحاد السوفياتي هل تصلح كإطار أولي لرؤية مستقبل الشرق الأوسط؟ طبعا تبدو الأمور هنا في منطقتنا أكثر تعقيدا ولو كان ليس بالضرورة أكثر تهديدا للسلم الدولي. على افتراض أن حوارا إقليمياً ما قام بين خبراء مستقلين من دول السعودية وإيران ومجلس التعاون الخليجي ومصر وتركيا والعراق وسوريا ولبنان من دون السماح بمشاركة إسرائيل قد يلي طرحه إذا حصل اتفاق نووي جديد أو مجدد بين طهران وواشنطن… هل سيكون لدينا إمكان لحوار إقليمي إذا لم تسبقه تغييرات جيوسياسية في الإقليم؟ السؤال الأول : هل تُقْدِم إيران على فتح قناة تفاوض سرية ولو غير مباشرة مع إسرائيل كما يحب الجانب الإيراني أن يسمّي أي مفاوضات مع إسرائيل كما سمّى صيغة المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية في الناقورة على أنها غير مباشرة ولو كانت مباشرة برعاية مندوبي الأمم المتحدة والولايات المتحدة! والآن مع تبني إيران معادلة مرنة وهي “لا للتطبيع نعم لأي اتفاق تجريه الدولة اللبنانية حول حدودها البحرية مع إسرائيل” هل نكون أمام أول تمهيد لانعطافة براغماتية تظهر قدرة إيران المتشددة أيديولوجيا على التكيّف حين تقتضي مصالحها ولو كنا هنا في النطاق اللبناني وحده لكنه النطاق الاختباري لكل الوضع البحري الجديد في بحيرة الغاز التي صار عليها البحر الأبيض المتوسط؟ السؤال الثاني: الدولة الأقرب لإيران وهي تركيا رجب طيّب أردوغان ماذا تخطط وإلى أين ستصل لتمتين علاقاتها الاقتصادية مع إسرائيل، وهي علاقات اقتصادية في أكثر من مجال، بعدما عرض أردوغان على إسرائيل قبل أيام قليلة وفي تصريح معلَن أن بإمكان الدولتين تعزيز علاقاتهما عبر قيام تركيا بتوصيل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا فيما لم يصدر عن إيران أي تعليق على هذا التصريح المهم من صديقها التركي وهي السعيدة، أي إيران، كما ثبت بالترتيبات التركية التي تساعدها على تحمّل العقوبات الاقتصادية الأميركية عليها؟ ماذا ستفعل إيران وهي تتطلّع حولها وقد أصبح تقريبا كل ما يحيط بها (مصر الخليج تركيا) في علاقات اقتصادية وسياسية متنامية مع إسرائيل وذات مردود مباشر فيما حليفاها الدوليان روسيا والصين يقيمان أقوى العلاقات التجارية مع إسرائيل، خصوصا الصين، والأمنية (روسيا) وتكرّس روسيا وإسرائيل معادلة تفاهم أمني تحقق لإسرائيل داخل سوريا نظريتها في “الحرب بين حروب” وتحقّق لروسيا امتدادا استراتيجيا مستقرا على الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط فيما تقتطع تركيا بالتفاهم مع روسيا منطقة نفوذ خاصة في إدلب وشمال سوريا بينما تقوم الولايات المتحدة الأميركية بالتفاهم مع نفسها بتحديد منطقة تواجد عسكري لقواتها في وسط وشرق سوريا تحوّلت إلى قواعد انطلاق عسكرية لحماية الأكراد وضرب التنظيمات الأصولية الخطرة وحماية توازن دائم لاستمرار الحرب على الأرض السورية. ⁃ ماذا ستفعل إيران في منطقة متغيّرة عميقا إلى هذا الحد عبر علاقات ثابتة لإسرائيل مع روسيا والصين ومصر وتركيا والخليج لم يبقَ فيها للنفوذ الإيراني سوى بضع مساحات من دول منهارة في العراق وسوريا ولبنان واليمن؟ ⁃ لبنان المرفأ المدمّر والاقتصاد المعطوب والقطاع المصرفي المنتهي والفار من وجه العدالة أموالاً وأشخاصا كيف سيتصرف وكل ما يحيط به من غاز ومرافئ أصبح هو الاستثناء بينها وإسرائيل القاعدة: مرفأ حيفا الصيني والنجمة السداسية الإسرائيلية المتلألئة اقتصاديا بين مرافئ صديقة في قبرص وتركيا واليونان . ⁃ نجاح إسرائيل في ترويج صورة البحر الإسرائيلي المزدهر بالنفط والغاز تقابلها صورة البر “الإيراني” اللوفانتيني المحترق من لبنان إلى العراق فيما الشعب الفلسطيني المحاصَر داخل الضفة والقطاع يتفرّج على نفسه ويقاتل داخل نظام التمييز العنصري الإسرائيلي المتفاقم وليس لديه سوى الاعتماد على مكونات الطاقة الأخلاقية والثقافية والسياسية لنخب المجتمعات الغربية الحيّة. ⁃ إنه زمن موت آخر الأيديولوجيات وقد بقيت حيّة بينها أيديولوجيا دينية ليس عندها ما تعطيه لمجتمعاتها غير الدعوة إلى الحروب الأبدية. ⁃ إذن هل هو المستقبل على البحر والماضي على البر اللوفانتيني حتى البصرة ؟ j.elzein@hotmail.com Twitter: @ j_elzein 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post أزمة أوكرانيا في ذروتها: مناورات روسية جديدة وتعزيزات أميركية next post تحذير من أبل: أنتم تشحنون آيفون بشكل خاطئ You may also like شيرين عبادي تكتب عن: السعودية وإيران من وجهة... 26 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: لبنان… و«اليوم التالي» 26 نوفمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.