عرب وعالم “جنبا” قرية فلسطينية تعيش على “ظهر حمار” وتخشى التهجير by admin 1 أكتوبر، 2023 written by admin 1 أكتوبر، 2023 73 عدد سكانها 2500 وإسرائيل تعمل على ترحيلهم بدعوى “مناطق التدريب العسكرية” التي تضم 18 في المئة من أراضي الضفة اندبندنت عربية \ رغدة عتمه صحافية https://gcj.yrc.temporary.site/.website_17b58ee0/wp-content/uploads/2023/09/جنبا-قرية-فلسطينية-تعيش-على-ظهر-حمار-وتخشى-التهجير-اندبندنت-.mp4 باغتت آلام المخاض صفية الهريني (25 سنة) وهي في شهرها السابع، وبدلاً من المسارعة في الوصول إلى غرفة الولادة بأقرب وقت ممكن، استغرق الأمر ساعات طويلة، فسكان قريتها جنباً في منطقة مسافر يطا جنوب مدينة الخليل، أرغمتهم ظروفهم على العيش في هذا الركن القصي من الضفة الغربية من دون شبكات طرق ولا كهرباء ولا ماء، ومحرومون منذ عام من استخدام أي نوع من المركبات، بفعل سياسات الجيش الإسرائيلي هناك، التي فرضت عليهم المشي على الأقدام لقضاء حوائجهم خارج القرية، بهدف إجبارهم على الرحيل القسري. لإنقاذ صفية وجنينها، لم يكن أمام زوجها سوى استعارة حمار من الجيران وحملها عليه مسافة 12 كيلومتراً وصولاً إلى القرية المجاورة، ثم من هناك صعدا على متن جرار زراعي سار بهما في طرق غير معبدة إلى مستشفى بلدة يطا الحكومي الأقرب إليهم. تدريبات عسكرية ويخشى سكان قرية جنبا، وهي واحدة من بين أكثر من 20 قرية فلسطينية صغيرة منتشرة في تلال مسافر يطا، أقصى جنوب الخليل، ويعيش فيها نحو 2500 نسمة حياة بدائية تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، من أن تقوم السلطات الإسرائيلية بإجراءات مباغتة لتهجيرهم من أراضيهم الممتدة على مساحة 35 مليون متر مربع، وذلك بموجب قرار أصدرته المحكمة العليا الإسرائيلية في مايو (أيار) العام الماضي، بأنه ليست ثمة عقبات قانونية تحول دون طرد السكان الفلسطينيين هناك لإتاحة المجال أمام الجيش إجراء التدريبات العسكرية، إذ أعلن عام 1980 عن مساحات واسعة فيها مناطق إطلاق نار”918″، وهي المناطق التي تفصل مسافر يطا وقراها جنوب الضفة الغربية عن منطقة شمال النقب. وبحسب منظمة “كيرم نفوت” الإسرائيلية التي تنشط في مراقبة الاستيطان، تحتل مناطق التدريب العسكرية نحو 18 في المئة من أراضي الضفة الغربية. من جهتها، ناشدت منظمة أطباء بلا حدود نهاية يوليو (تموز) الماضي، المجتمع الدولي بتوفير حماية لفلسطينيين يقطنون منطقة مسافر و”اتخاذ تدابير عاجلة وضرورية لحماية السكان وضمان احترام حقوقهم الإنسانية”. وقالت إن الفلسطينيين القاطنين في هذه المنطقة يعيشون “تحديات عظيمة كالخوف الدائم من الإجلاء، والتعرض لهدم منازلهم ومنع المياه عنهم، وتقييد تحركاتهم. إضافة إلى التعرض للعنف من قبل المستوطنين”. نضال أبو يونس الذي يمثل السكان هناك يقول “بعد احتجاجات الأهالي، أزالت إسرائيل الحاجز الذي كان على مدخل قرية جنبا يتحكم في الداخلين والخارجين، لكن منعتهم من التنقل عبر السيارات، وصادرت العشرات منها مكبدة السكان غرامات باهظة، وعندما نستخدم الجرارات الزراعية يكون الأمر خلسة، مما يجعل الدواب وسيلة النقل الوحيدة”. وأضاف أبو يونس في حديثه إلى “اندبندنت عربية”، “حولوا حياتنا إلى جحيم لإرغامنا على ترك القرية، إلا أن الاعتداءات وتردي الأوضاع المعيشية زادت تمسكنا بالأرض، لأن وجودنا فيها يحميها من المصادرة”. أهمية حيوية ويحصل سكان القرية على الكهرباء عبر خلايا شمسية بسيطة يخفونها عن أعين الجيش الإسرائيلي، ويسدون حاجتهم من مياه الشرب من الآبار التي يتم فيها تجميع المياه، في حين منع سكانها الذين يعتمدون على تربية المواشي والأغنام ومنتجاتها كمصدر رزق من الرعي والزراعة، لأن جنبا لا تبعد سوى 250 متراً فقط عن الخط الأخضر، ومحاطة بأربع مستوطنات كبرى و12 بؤرة استيطانية، اثنتان منها تقعان داخل منطقة إطلاق النار نفسها، وهو ما دفع الفلسطينيين للتأكيد بأن أوامر إخلائهم وهدم بيوتهم الوشيك من قبل الجيش، ينبع من دوافع السيطرة على الأرض وتكثيف الاستيطان في المنطقة، لا من أجل حماية السكان. الجرار الزراعي وسيلة أهالي منطقة مسافر يطا للتنقل بعد مصادرة السيارات (اندبندنت عربية) في حين يقول الجيش الإسرائيلي إن منطقة إطلاق النار “918” ضرورية للتدريب العسكري وأن “الأهمية الحيوية لمنطقة إطلاق النار تنبع من طابعها الطبوغرافي الفريد، والذي يسمح بطرق تدريب خاصة بكل من الأطر الصغيرة والكبيرة، من فرقة إلى كتيبة”. وبحسب مراقبين، لا تستخدم إسرائيل أغراض التدريب العسكري سوى ثلاثة في المئة فقط من إجمال المساحة المعلنة. وبحسب منسق لجنة الحماية والصمود (غير حكومية) جنوب الخليل، فؤاد العمور، تمكن ملتمسون فلسطينيون بمساعدة منظمات دولية وحقوقية من جلب صور جوية تثبتت وجودهم في الكهوف قبل عام 1967. إلا أن السلطات الإسرائيلية طعنت في ذلك، وقدم محامو الحكومة صور أقمار اصطناعية يزعمون أنها تظهر غياب أي مبان سكنية عند التلال قبل التسعينيات. وأضاف “يعيش أهالي جنبا وعشرات القرى بين خيارين قاسيين، فإما تحمل ضنك العيش ووحشية المستوطنين الذين يسكنون البؤر الاستيطانية ويضايقونهم باستمرار، في سبيل الحفاظ على أرضهم وممتلكاتهم، أو ترك بيوتهم والرحيل”. وبمرارة وتأثر شديد، تحدثنا سيدة ستينية تعيش في القرية “أسكن هنا منذ كنت طفلة صغيرة، وأعاني كثيراً لأحصل على حاجاتي وأدويتي. نحن في سجن مظلم”. وأردفت باكية، “سنرمم الكهوف التي ولدنا فيها وسنلجأ إليها في حال هدمت بيوتنا”. بيئة قسرية وفيما تعتزم الحكومة الإسرائيلية هدم قرية جنبا وتجمعات سكانية أخرى في مسافر يطا دون تحديد وقت لذلك، بزعم أنهم ليسوا سوى رعاة موسميين في المنطقة، وليسوا مقيمين دائمين، يؤكد فلسطينيون أنهم موجودون في المنطقة قبل إعلانها منطقة إطلاق نار نهاية السبعينيات. ووفقاً لجمعية حقوق المواطن في إسرائيل، فإذا تم تنفيذ الخطوة، فستكون هذه أكبر عملية إخلاء قسري في الضفة الغربية منذ سيطرة إسرائيل على المنطقة عام 1967. وتتوقع منظمات حقوقية إسرائيلية تناصر السكان هناك، أن تستخدم السلطات إجراءات إدارية مختلفة للضغط على الفلسطينيين ببطء لترك المنطقة. بدوره يقول دان يكير، وهو محام في الجمعية أن “الفلسطينيين لا يمكنهم الحصول على تصاريح بناء في منطقة إطلاق النار. هم عالقون في فخ منذ 22 عاماً”. أهالي قرية جنبا معرضون للتهجير القسري بدعوى مناطق التدريب العسكري (اندبندنت عربية) وفيما ترصد الجمعيات الاستيطانية أي توسع للبناء للمنشآت والمدارس الممولة من قبل الاتحاد الأوروبي، وتقدم طلبات مستعجلة للإدارة المدنية بالهدم ووقف البناء الفلسطيني، أشار مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم)، في تقرير صدر أخيراً، إلى أن ستة تجمعات فلسطينية في الأقل داخل الضفة الغربية، اضطرت إلى الفرار من منازلها رعباً من المستوطنين الإسرائيليين. وقال المركز إن “إسرائيل تنفذ عملية ترانسفير (تهجير) وتعمل على تنغيص حياة سكان التجمعات الذين يعيشون في المناطق التي تريد الدولة السيطرة عليها، لحملهم على مغادرة منازلهم وأراضيهم”، مؤكداً أن “الممارسات التي يرتكبها المستوطنون يومياً أصبحت روتيناً مرعباً لعشرات التجمعات الفلسطينية”، من بينها طرد الرعاة من حقولهم، والاعتداءات الجسدية على السكان واقتحام منازلهم في جوف الليل، وعمليات الحرق، والسرقات، وسد الطرق وتدمير خزانات المياه”. ولفت المركز إلى أن “هذا العنف يمارس في خدمة الدولة وبتشجيع منها”، وبين المتحدث باسم مركز “بتسيلم” باللغة العربية كريم جبران بأن “هذه التضييقات تأتي لبث الرعب بين الفلسطينيين، وخلق بيئة قسرية ولا تترك لهم أي خيار آخر”. الأعلى والأشد وقد حذرت الأمم المتحدة، قبل أيام من مستويات “غير مسبوقة من عنف المستوطنين وتصاعد تهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية من تجمعاتهم السكانية” وقالت في تقرير، إنه “منذ عام 2022، هجر أكثر من 1100 فلسطيني من 28 تجمعاً سكانياً، بسبب تصاعد أعمال العنف، ومنعهم من الوصول إلى أراضي الرعي على يد المستوطنين الإسرائيليين”. وأضافت أنه “خلال الفترة ذاتها، أسفرت 1614 حادثة مرتبطة بالمستوطنين عن سقوط ضحايا فلسطينيين، أو إلحاق الأضرار بممتلكاتهم، وذلك بمتوسط بلغ 80 حادثة في الشهر، وهو أعلى عدد تسجله الأمم المتحدة على الإطلاق منذ أن باشرت رصد هذه الحوادث عام 2006”. وتابعت، “لم يزل عنف المستوطنين يشهد تصاعداً في شتى أرجاء الضفة الغربية على مدى الأعوام الماضية، فقد وقعت ثلاث حوادث مرتبطة بالمستوطنين في اليوم بالمتوسط خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023، مقارنة مع ما متوسطه حادثتان في اليوم خلال عام 2022 وحادثة واحدة في اليوم في العام الذي سبقه”. وذكرت الأمم المتحدة أنه من بين 28 تجمعاً سكانياً، هجر جميع سكان أربع تجمعات وباتت خالية الآن، وفي ست تجمعات أخرى، رحل أكثر من 50 في المئة من سكانها منذ عام 2022، ورحل أكثر من 25 في المئة من سبع تجمعات أخرى. بالمقابل، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأمم المتحدة بتوجيه “انتقادات لا أساس لها من الصحة لإسرائيل”، وحثها خلال اجتماع مع الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش في نيويورك أخيراً، على إدانة “الإرهاب الفلسطيني”، مطالباً المنظمة الدولية بـ “تغيير موقفها تجاه إسرائيل”، وذلك بحسب ما ذكر المتحدث باسم الحكومة في بيان. المزيد عن: فلسطينالضفة الغربيةالجيش الإسرائيليالاستيطانمدينة الخليلإسرائيلالأمم المتحدةنتنياهومسافر يطا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post تقرير أممي… لبنان أتعس الدول في مؤشر السعادة العالمي next post مسبار هندي في طريقه لدراسة النظام الشمسي You may also like ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024 تل أبيب عن مقتل إسرائيلي في الإمارات: إرهاب... 24 نوفمبر، 2024 استهداف إسرائيل للجيش اللبناني: خطأ أم إستراتيجية؟ 24 نوفمبر، 2024 أحوال وتحولات جنوب لبنان ما بعد الهدنة مع... 24 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: صهر صدام حسين وسكرتيره... 24 نوفمبر، 2024 تقرير: حزب الله يستخدم نسخة من صاروخ إسرائيلي... 24 نوفمبر، 2024 إيلون ماسك يصبح أغنى شخص في التاريخ 24 نوفمبر، 2024 مصر تُضيّق الخناق على “دولار رجال الأعمال”.. فما... 24 نوفمبر، 2024 «جرس إنذار» في العراق من هجوم إسرائيلي واسع 24 نوفمبر، 2024 “الأوضاع المزرية” تجبر لبنانيين فروا إلى سوريا على... 23 نوفمبر، 2024