جنازة البابا السبت ونعشه يسجى غدا في بازيليك القديس بطرس

الكرادلة يجتمعون للتخطيط لمراسم الدفن وترمب يعلن حضورها في روما

اندبندنت عربية / وكالات

تقام جنازة البابا فرنسيس الذي توفي أمس الإثنين عن 88 سنة إثر جلطة دماغية، السبت المقبل عند الساعة الـ10 صباحاً (8:00 بتوقيت غرينتش) في ساحة بازيليك القديس بطرس، بحسب ما أعلن الفاتيكان اليوم الثلاثاء.

وبعد الجنازة سينقل النعش إلى بازيليك القديسة سانتا ماريا ماجوري، حيث سيوارى البابا فرنسيس الثرى، بحسب ما جاء في البيان.

وأعلن موعد الجنازة بعدما دُعي جميع الكرادلة الموجودين حالياً في روما للاجتماع في الفاتيكان في الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي (07:00 بتوقيت غرينتش)، حيث وضعوا خطط الجنازة التي من المتوقع أن يحضرها العشرات من رؤساء الدول والشخصيات الملكية.

ونشر الفاتيكان صباح اليوم الثلاثاء الصور الأولى للبابا فرنسيس مسجّى في نعشه ومحاطاً بعنصرين من الحرس السويسري في كنيسة بيت القديسة مرتا حيث كان يقيم.

وفي الصورة والفيديو، يظهر البابا فرنسيس مرتدياً رداءً أحمر وعلى رأسه تاج أسقفي أبيض وبين يديه مسبحة.

ويُسجّى نعش البابا اعتباراً من الساعة السابعة بتوقيت غرينيتش صباح غد الأربعاء في بازيليك القديس بطرس في روما ليلقي عليه المصلون نظرة الوداع الأخير، بحسب ما أعلن الفاتيكان اليوم الثلاثاء.

حضور ترمب

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الإثنين أنه سيحضر جنازة البابا فرنسيس في روما. وذكر ترمب في منشور على منصة “تروث سوشيال”، “أنا وميلانيا سنشارك في جنازة البابا فرنسيس في روما”.

ووجه ترمب بتنكيس الأعلام في البيت الأبيض وفي الممتلكات العامة والعسكرية وعلى متن السفن التابعة لسلاح البحرية والبعثات الدبلوماسية في الخارج “كمؤشر إلى الاحترام لذكرى قداسة البابا فرنسيس“.

ولطالما شاب التوتر علاقة ترمب بالفاتيكان. وقال الرئيس الأميركي في حدث بمناسبة عيد الفصح في البيت الأبيض “كان رجلاً طيباً. وعمل بجد وأحب العالم”.

وقبلها، كتب ترمب في منشور مقتضب عبر منصته “تروث سوشيال”، “ارقد بسلام البابا فرنسيس! ليباركه الله وليبارك كل الذين أحبوه”.

وأثنى الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، ثاني كاثوليكي يصل إلى سدة الرئاسة الأميركية، على البابا، مؤكداً أنه “لا يشبه أياً من الذين سبقوه… كان بابا الشعب، نور إيمان وأمل ومحبة”.

في السياق قال مصدر بالرئاسة الأوكرانية اليوم الثلاثاء إن الرئيس فولوديمير زيلينسكي يعتزم حضور جنازة البابا.

كرادلة العالم

يشارك في جنازة البابا الراحل في روما كرادلة العالم أجمع، ومن بينهم 135 كاردينالاً تقل أعمارهم عن 80 سنة ويحق لهم تالياً التصويت في المجمع الانتخابي الذي سيختار الحبر الأعظم المقبل.

وتوفي البابا فرنسيس إثر إصابته بجلطة دماغية، وفق ما أعلن الفاتيكان أمس الإثنين، وسط حداد في كل أنحاء العالم على رأس الكنيسة الكاثوليكية البالغ 88 سنة والذي كان يتمتع بشعبية واسعة.

وشاح أسود يغطي صورة للبابا فرنسيس داخل كاتدرائية سانت ماري في ميامي (أ ب)

وجاء في شهادة الوفاة التي أصدرها الفاتيكان أن “الوفاة تم تأكيدها من خلال تسجيل تخطيط كهربية القلب”.

ووضع جثمان البابا فرنسيس في نعش أمس الإثنين عند الساعة 18:00 بتوقيت غرينيتش في كنيسة بيت القديسة مارتا، حيث كان يعيش منذ 2013 قبل تسجيته في كاتدرائية القديس بطرس اعتباراً من الأربعاء، وسيقرر الكرادلة الثلاثاء موعد الدفن الذي يفترض أن يكون بين اليومين الرابع والسادس من الوفاة.

حداد رسمي لمدة 9 أيام

يلحظ دستور الفاتيكان حداداً رسمياً على البابا لمدة تسعة أيام، ومهلة تراوح ما بين 15 و20 يوماً لتنظيم المجمع الذي ينتخب خلاله الكرادلة الناخبون الذين اختار البابا فرنسيس نفسه نحو 80 في المئة منهم، البابا الجديد.

وكشف البابا فرنسيس أواخر عام 2023 عن أنه يريد أن يُدفن في كنيسة سانتا ماريا ماجوري في وسط روما، وليس في سرداب كنيسة القديس بطرس، وهو ما سيكون سابقة منذ أكثر من ثلاثة قرون.

وأصدر الفاتيكان في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 طقوساً مبسطة للجنازات البابوية، من أبرزها استخدام تابوت بسيط من الخشب والزنك، بدلاً من التوابيت الثلاثة المتداخلة المصنوعة من خشب السرو والرصاص والبلوط.

مراسم صلاة 

مساء أمس الإثنين توافد آلاف المؤمنين بعضهم يحمل الزهور أو الشموع إلى ساحة القديس بطرس للمشاركة في مراسم صلاة تكريماً للبابا الراحل.

شاشة في ساحة القديس بطرس بعد إعلان الفاتيكان عن وفاة البابا فرنسيس (رويترز)

في روما قال فابيو مالفيزي (66 سنة)، “هذا بابا عظيم رحل. غير أموراً كثيرة وكسر حواجز”.

وفي غزة أقر إبراهيم الترزي (33 سنة) من حي الرمال بأنه “خبر صادم يدمي قلوب كل المسيحيين في غزة وفلسطين ومحبي السلام في العالم”.

وفي بوينوس آيرس، مسقط رأس خورخيه بيرغوليو الذي اختار اسم فرنسيس لحبرتيه، قال خوان خوسيه روي، وهو متقاعد في الـ66 من العمر “إنه أمر صعب حقاً، فإن الشخص الذي كان يهتم بالأكثر عوزاً رحل عنا وتركنا وحيدين”، مشيراً إلى أن “الأمر الوحيد الذي يعزيني هو أنه تسنى له أن يودع العالم بالأمس خلال عيد الفصح”.

شموع مضاءة بجانب صورة للبابا فرنسيس عند مدخل كاتدرائية بوينس آيرس (أ ف ب)

خسارة للعالم أجمع

أبدى رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا شيغيرو مساء أمس الإثنين “حزنه الشديد” لوفاة البابا فرنسيس، واصفاً رحيل الحبر الأعظم بأنه “خسارة كبيرة” للعالم أجمع.

وقال إيشيبا في بيان إن “رحيل البابا فرنسيس لا يشكل خسارة كبيرة لشعب الفاتيكان والكاثوليك فحسب، بل للأسرة الدولية أيضاً”.

إشادات عربية

نعى قادة في العالم العربي والشرق الأوسط البابا فرنسيس بعد إعلان وفاته الإثنين، مشيدين بمواقفه من القضية الفلسطينية والحرب في قطاع غزة، وتعزيزه الحوار بين الأديان.

ودعا الحبر الأعظم مراراً إلى وقف إطلاق النار في القطاع منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و”حماس” عقب الهجوم الذي شنته الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وأطل الأحد في الفاتيكان خلال احتفالات عيد الفصح، وندد بـ”وضع مأسوي مخجل” في غزة، محذراً من “تنامي جو معاداة السامية الذي ينتشر في جميع أنحاء العالم”، في آخر ظهور قبل ساعات من إعلان وفاته.

المزيد عن: البابا فرنسيسوفاة البابا فرنسيسالفاتيكانجنازة البابا دونالد ترمبحوار الأديان