ALMajalla ثقافة و فنون ثلاث مجموعات قصصية جديدة بتوقيع برادة والمديني والأشعري by admin 10 مارس، 2025 written by admin 10 مارس، 2025 28 تجارب راسخة في الكتابة السردية المغربية المجلة / إسماعيل غزالي من عراقة تقاليد اختيار عنوان المجاميع القصصية، أن يحتكم المؤلف إلى عنوان قصة قصيرة في إضمامة مجموعته لتكون عرّابة الكتاب ككل، وهو اختيار فني لا يزال القصاصون يداومون جدواه القصصي حتى يومنا هذا. لمسوغ ذلك أكثر من داعٍ جمالي: إما تكون القصة ذات أثر جامع لظلال الأخريات، لا من حيث إغواء عنوانها وحسب، بل قد يتعداه إلى مشترك دامغ في منحى الموضوع أو نزوع الشكل، أو تكون القصة مستقلة تتفرد بثقل يتخفف في كيمياء شقيقاتها، أو يكون العنوان جديرا بالمجموعة في الوقت نفسه الذي لن تحتكره القصة وحدها داخل توليفة فصوص الكتاب، إنْ مجاورة أو بتفرّق. مدعاة هذا الكلام هو صدور ثلاث مجاميع قصصية بالتزامن حديثا، تشترك بشكل لافت في توسيم عناوينها الرئيسة احتكاما إلى عناوين قصص قصيرة داخل نسيج مجاميعها: “هل أنا ابنك يا أبي” لمحمد برادة، “أحدب الرباط” لأحمد المديني، و”الخميس” لمحمد الأشعري. من غرابة المصادفات أن الكتاب الثلاثة ينتمون إلى جيل واحد، راسخ في تجريب الكتابة السردية وقلق تحولاتها الجمالية. فإن كان أحمد المديني ينفرد بدأبه على الكتابة في القصة القصيرة والرواية والنقد باطراد، ملتزما إنجازه الرصين في ثالوثها دونما انقطاع، وقد ناهزت إصداراته القصصية 15 عنوانا منذ “العنف في الدماغ” عام 1971، فمحمد برادة اكتفى في منجزه القصصي بثلاث مجموعات لا غير، بدأها عام 1979 بنشر “سلخ الجلد”، وأردفها بمجموعة “ودادية الهمس واللمس” 2014 وأما محمد الأشعري فقلائل هم العارفون بإصداره مجموعة قصصية بعنوان “يوم صعب” عام 1990. في مجموعة محمد برادة الجديدة “هل أنا ابنك يا أبي؟” المؤسسة على ثماني قصص قصيرة، يكون ترتيب القصة ذات العنوان المفرد للكتاب هو مختتم المجموعة، أي القصة الثامنة. وفي مجموعة أحمد المديني “أحدب الرباط” تشرئب القصة ذات العنوان المفرد للكتاب في المقام 13 من فصوص القصص ككل وعددها 15، أما في مجموعة “الخميس” لمحمد الأشعري فيأتي ترتيب القصة ذات العنوان المفرد للكتاب في المقام 8 من أصل 14 قصة. محمد برادة: رسالة إلى الأب وراء قبره “ما وظيفة الأب الميت؟ يصلح الأب الميت لأن تعلق عليه أخطاء العالم، وما عدا ذلك لا أجد شيئا يصلح له الآباء الميتون”. بهذه الخلاصة السوداوية تختم قصة “هل أنا ابنك يا أبي”؟ لمحمد برادة، الذي يفصح بقناع السارد عن جانب عاتم من سيرته بقدر شفيف من الذاتية المطبقة، إذ يشكل فقدان الأب في سنة ولادته سؤالا سديميا، بينما يعوض مكانه الفارغ حضور الأم كامل العلامة الإنسانية، ولا يستيقظ هاجس الأب بقوة إلا حين يبلغ السارد هشاشة العمر، مع استفحال أعطاب الجسد، والشعور المفزغ بوشوك النهاية. وإثر مناخ وجودي قلق كهذا، يخاطب الابن على حافة الثمانين والده الراحل، في ما يشبه مونولوغا يسلك فيه مسلكين، مسلك الحوار الافتراضي ومسلك الخطاب التراسلي، فتتأرجح صورة الأب أو تتشظى بالأحرى، فتارة عدم الانتماء إلى الأب هو الانطباع الأولي السائد في طور الفتوة، وهذا ما يفسر عدم الارتباط حتى بصورة فوتوغرافية له، وما يحسب لغياب الأب وفق تقدير الابن هو العيش من دون عبء كما تجشم عناء ذلك أصدقاؤه وقرناؤه. لكن ثقل أسئلة طارئة ما عاد يسعف على الاحتراق بجمرها سوى أن يلوذ الابن أخيرا بمخاطبة والده من وراء القبر، مستنيرا برمزيته كيما يعينه على أسئلة عن معضلة الزمن، وفي الوقت نفسه يعترف له بأن نسيانه له جدير بعتاب أبوي مع أن العذر قائم في احتضان الخال له. ومع ذلك فلعل الخوف من تلاشي العمر هو السبب اللاسع وراء الشوق أو الحاجة المحتدمين إلى الأب وقد احتد ناقوس الهاجس: هل أنا ابنك يا أبي؟ من غرابة المصادفات أن الكتاب الثلاثة ينتمون إلى جيل واحد، راسخ في تجريب الكتابة السردية وقلق تحولاتها الجمالية ثماني سنوات تفصل بين ثاني مجموعة قصصية 2016 وجديد محمد برادة كرّة ثالثة، أثمرت ثماني قصص قصيرة في كتيب مكثف بمعدل قصة في كل سنة على سبيل الافتراض. وكما هي متفاوتة زمنيا في الإنجاز، هي كذلك متباينة فنيا في المحصلة الإبداعية، إذ من المفروض أن تكون نسغا قصصيا يترف بعمق التجربة في الكتابة ككل، بالنظر إلى الباع الطويل للكاتب في المشغل السردي، تنظيرا وتجريبا، غير أن بعض نصوصها جاء مخيبا لهذا النزوع الجمالي، خفيفا ومعادا. في المقابل هناك ما يشفع للنصوص الأخرى مهاريا في التسويغ التقني والصوغ المخاتل ذي المنحى التجريبي، وكذا موضوعا يشحذ حجره الفني والاجتماعي والسياسي والذاتي بأزاميل الخبرة والرسوخ في علم السرد كقصة “حجر الذاكرة” المسنون، على سبيل المثل. غلاف “هل أنا ابنك يا أبي؟” أحمد المديني راصدا ظاهرة العالم المحدودب لا ريب أن أول ما يعنّ في البال هو برق السؤال: ما علاقة “أحدب الرباط” بـ”أحدب نوتردام المدعو “كوازيمودو” للكاتب الفرنسي فيكتور هوغو؟ يرصد السارد من شرفته اليومية المشهد المطل على الحديقة، وقد تكالب على الفضاء الأخضر زحف بنايات طارئة، ومثل فطر نبتت دكاكين البقالة واستفحلت المقاهي، وأمسى من كان من السكان الأولين محاصرا فجأة، مع استشراء الشحاذين والمشبوهين من ذوي الجنح. وفيما اعتاد الرصد من شرفته اليومية، يلفت انتباهه رجل غريب دون سواه، في الساحة بين وزارتي الخزينة والإسكان، وإن كان طارئا على المشهد، فكسوته الصفراء تنذر بأنه سيغدو جزءا ثابتا فيه، فهو حارس سيارات كما يعلن الرداء الفاقع اللون، ومثله الكثير المستشري في كل البلاد، إذ اكتسحوا الشوارع والأزقة والساحات في ما يشبه احتلالا بعنوة، يصلحون لكل خدمة، فمنهم القوادون ومنهم المخبرون، والاستثناء الشريف قليل حد العدم، ومع ذلك يتعاطف معه السارد معدِدا أكثر من سبب إنساني للشفقة عليه. يسترعي انتباه السارد في رصده الحارس، اكتشاف حدبة طارئة تكاد تقصم ظهره، وهي ما لم يرها من قبل، بل من فرط مراقبته فاجأه الحارس مرة حينما خلع الحدبة من ظهره ووضعها في الصندوق الأخضر في الجوار. ثم الطريف في الأمر بعدئذ حينما ينشب عراك بين الحارس وآخر يشبهه، وأصل النزاع الغريب الصراع حول الحدبة، كل منهما يزعم امتلاكها، فيما الحارس يحلف بأغلظ الأيمان أنها حقيقية من عند الله. 8 قصص قصيرة في كتيب مكثف، وكما هي متفاوتة زمنيا في الإنجاز هي كذلك متباينة فنيا في المحصلة الإبداعية تنحو الأشياء منحى فانتازيا حينما يلاحظ السارد النظرة المغايرة لبعض سكان الحي إليه. منهم بلعيد صاحب المطعم، وزهيرو صاحبة المتجر، وعمرانينو صاحب كشك الجرائد الذي تلفظ حينما تملّى قامة السارد: وأخيرا! عقب عودته الى العمارة يلحظ شخصا في شرفة شقته يرصده بإمعان، بالقدر الذي كان هو يمعن النظر سابقا في حارس السيارات المحدودب، إلى أن يكتشف هو الآخر بزوغ حدبة طارئة على ظهره، وهذا ما تداعى له حشد الحديقة والساحة، ومنهم زهيرو وبلعيد وعمرانينو وحارس السيارات والجيران، بالتصفيق الحاد. كيف لا وقد أمسوا كلهم محدودبين، لذا سارع السارد إلى حاسوبه كي يكتب هذه القصة عسى أن يفهم. غلاف “أحدب الرباط” هذا هو “أحدب الرباط” الذي حرص أحمد المديني على عدم تسميته، والذي لا يمت بصلة لـ”أحدب نوتردام”، المدعو كوازيمودو، إلا من حيث مشترك العاهة وحفنة من التفاصيل المصاحبة، وكلاهما محسوب على عاصمتين، الرباط وباريس. أما الاختلاف فشاسع، إذ ينتصب كوازيمودو في الضفة المقابلة كقارع أجراس الكنيسة الضخمة، مفزعا كمسخ يتحاشاه سكان المدينة، مع أن إنسانيته الداخلية خالصة. أكثر من ذلك، يقع في حب أزميرالدا، معشوقة رجال باريس عن بكرة أبيهم، بمن فيهم القسيس رولفو المنحاز الى الشر في سبيل الظفر بها. كوازيمودو الأحدب في الواقع، ممتن لأزميرالدا إذ دافعت عنه لحظة عوقب بالجلد في الساحة العامة، وهذا ما سيحاول أن يرده كجميل لها حينما أنقذها من اغتصاب القسيس رولفو، وفوق ذلك ألقى به من أعلى الكنيسة، فيما كانوا يعدمون أزميرالدا في الساحة ذاتها. تتلاشى هذه الخلفية مع قراءة “أحدب الرباط”، الشخصية اللاذعة المنذورة كعلامة فانتازية لظاهرة إحديداب العالم. بهذا النزوع الغرائبي المباغت، وبقدر هائل من السخرية السوداء والتجريب الحكيم الذي يناغم بين التخييل القصصي وجماليات البصري السينمائي، يفي المديني قارئه بنذره الفني، إذ القصة الموشومة كعنوان لافت للكتاب تتطابق علامتها المسترعية للانتباه مع التعدد الخلاق لموضوعات وطرائق ابتكار شقيقاتها الأخريات من القصص، مفصحة بإجمال ثري، عن تلاحم الصنعة القصصية لأحد مجرّبيها المهووس بفلسفة الإبدالات، بالرهان المفتوح على مخاطرة التحولات، والإمعان في سديم المآلات، فمنها ما يفلق بطيخ السياسة على مصطبة الدعابة السوداء، وكذا المسلخ الذي يشرّح فيه مغالطات التدين الضحل، ميمما بوجهه شطر الكرنفال اليومي، رافعا بجسارة الأقنعة المموهة، في تجاذب مع سلطتي السياسي والاجتماعي الشائنين الشائهين، دون تناسي صداقة الجوار مع الطير والحيوان، الحمامة والكلب بالذات، كمحفل صداقة استثنائي، يعزز قيمة الصداقة الإنسانية في نصوص أخرى، في تعالق بين الواقعي والسحري: قصة “الغث والسمين”، مع أنها جديرة بعنوان بديل أفضل، هي أمثل إحالة إلى ذلك، حيث تجري الحكاية الغرائبية على لسان دمية في واجهة زجاجية لمتجر شهير بالملابس النسائية، وهي تسرد بنبرة الجمع نيابة عن صديقاتها الدمى المحتجزات كسبايا وقد تجاسر مالك المتجر عليهن الواحدة تلو الأخرى، وحين أتى دور الدمية الساردة انبرت له بالتمرد. وإن حاول اغتصابها وخرّ مخذولا ففصل أطرافها كعقاب، غير أنها استجمعت أعضاءها في تحدّ مضاد وخرجت مظفّة إلى الشارع تحت وابل صفير من الحشد المطوق للمتجر. وفي نصوص لاحقة يحلج القص الزبد عن المجرى اليومي، مستغورا الطبقات الصلدة للزمن، ثمّ يحتد سؤال الكتابة الحارق، فيتناقل المديني جمرتها بأكثر من يد في مطبخه الخاص، صادحا بأعتد أسرارها وأبدع خلقها الفني، وهذا ما تينع به طرائق المنجز السردي في “أحدب الرباط” الضالعة في فن اللعب المؤسس على تخييل الوجود في منازعه الإنسانية والحيوانية والنباتية. نزوع غرائبي مباغت بقدر هائل من السخرية السوداء والتجريب الحكيم الذي يناغم بين التخييل القصصي وجماليات البصري السينمائي لعل إهداء المجموعة القصصية المرفوع إلى صفوة كتاب القصة الأريبين، محمد زفزاف، زد على ذلك النص مختتم الكتاب حول محمد زفزاف نفسه “ناسك من الدار البيضاء”، إشارة أبلغ من العبارة تصدح بأن للقصة المغربية كبارها الذين علمونا السحر، نكاية فيمن يزعم مجدا قصصيا نابتا من عدم، وأولا وأخيرا، تلك هي القصة القصيرة فعلا، وعلى هذا النحو النادر يكون القاص، وإلا فلا. shutterstock محمد الأشعري متعقبا شبح محمد جسوس يستعيد محمد الأشعري رمزية المفكر السوسيولوجي محمد جسوس في قصة “الخميس”، إثر رحيله الصادم لأهله وأصدقائه، ابتداء من طقس الجنازة الموشومة ببعض المفارقات، كابتسامة ابنته القادمة من نيويورك، تتأرجح بين السخرية والرضى، ثم تؤول واقعية المشهد إلى غرابة بل عجائبية حينما ينفصل الفقيد عن جثمانه مخترقا الجموع، بملء ضحكه المعتاد، ولثغة خطابه الفاسية المحببة، وسرعان ما يؤوب إلى الجثة حينما أدرك ما أحدثه من إرباك، على سبيل التخييل من السارد بالتأكيد. ما شذ عن اعتياد المشهد الجنائزي من الفجيعة، هو انفراد أحدهم ببكاء لافت، جعل الكل يتساءل عن هويته. أما حكاية الخميس الطريفة فتعود إلى منتصف السبعينات من القرن العشرين مع اكتساح حزب الاتحاد الاشتراكي معظم المقاعد في المدن الكبرى، فاقترح أحد الرفاق على محمد جسوس البارز في المجلس اليساري، تنظيم سهرة أسبوعية يحضرها أعضاء الفريق ووالي المدينة بغية تليين العلاقة المتشنجة بين السلطة والمجلس اليساري. هكذا بدأ لقاء الخميس بتلطيف التوتر لصالح تدبير الشأن الجماهيري بلا عرقلة، والتصريف اللبق يسري مسرى احتفاء شرب الشاي وأكل الحلوى، ولا ضير من لعبة الورق أيضا. مع فرقعة أكذوبة الانتخابات النزيهة، وتبخر الأهداف النبيلة، استمر لقاء الخميس الأسبوعي، كمحفل صداقة لمع فيه عالم الاجتماع محمد جسوس، وهو يصدح بلازمة التضبيع في خطابه السياسي اللاسع، فضلا عن قفشاته الفاسية الأشبه بحلوى كعب الغزال. غلاف “الخميس” يعاود الشخص المفجوع في جنازة جسوس الحضور كلما مات فرد من نادي الخميس، مثيرا الهائل من علامات الاستغراب، إلى أن اختفى بعد تواتر جنازات معدودات، ليظهر من جديد تحت شجرة أوكاليبتوس على الرصيف المقابل مع البيت القديم لعالم الاجتماع محمد جسوس وقد تحول إلى عمارة، لكن هذه المرة بما يضاعف من الاستغراب إلى أقصاه، إذ بات يقلد حركات محمد جسوس، كمحاضر جامعي أو كخطيب سياسي، كذا في التدخين والتنكيت، إلى أن عثر عليه أحد رفاق سهرة الخميس ميتا تحت الشجرة ذاتها، واكتشف في ذهول بأنه محمد جسوس نفسه. ما يهاجس قصص “الخميس” هو الإمعان في حفريات الذاكرة، راصدة التحولات المأسوية في محفل المفارقات التي ينضح بها مستنقع اليومي بهذا التدبير الغرائبي والتصريف السردي المراوغ للقصة، يتحقق لـ”الخميس”، عنوان الكتاب، رهان التماهي الجمالي مع بقية الأيام/ القصص الأخرى المتعددة من ناحية، والموحدة في نسق فني مشترك من ناحية ثانية. فهذا المجنون “حموصة” ينتصر على السلطة التي أبعدته عن بلدة مولاي إدريس زرهون بالإكراه، فيموت في مدينته كما أقسم نكاية في المخزن، ومشى حشد البلدة في جنازته، وكذا حال المجذوب في قصة “المحيط” الذي يذرع شارع المقاومة ذهابا ومجيئا وملء وجوده استيهامات ذاتية كتيمة. ولا تحيد قصة “الخطاب الأخير” عن منحى التقدير الجليل لرموز الحزب وإرث الوطنية النادرة، إذ يحتفي بعبد الرحمن اليوسفي، لكن بقدْرٍ مأسوي طافح من الخذلان الذي لحق جنازته التي بلا رفقةِ تشييعٍ تُذكر في زمن الوباء، بعكس ما تحقق لرفيقه عبد الرحيم بوعبيد، إثر جنازة مهيبة حاشدة، فضلا عن مقبرة الألف قتيل في قصة “الأكذوبة” التي يفخر بها جنرال مهزوز سيلقي خطبة شهيرة عن الحرب والموت ذات يوم مشهود، بغير ما فصل بين الهزيمة والنصر، فيما يترف زملاؤه بغنائمها وهم يشربون الأنخاب في الكازينو. هكذا دواليك وصولا إلى قصة “الرأس والحكاية” التي تعيد تشكيل واقعة الجريمة على سبيل التخييل، الجريمة الأكثر صخبا وفداحة في مدينة مكناس، حينما حزّ مجنينة رأس خصمه وجلبه في كيس ليضعه على مصطبة الحانة في حي حمرية، ثم ختاما مع مسألة اللغة في القصة اللاذعة، “متجر المهاجر”. shutterstock ما يهاجس قصص “الخميس” هو الإمعان في حفريات الذاكرة، راصدة التحولات المأسوية في محفل المفارقات التي ينضح بها مستنقع اليومي. فبالقدر الذي تستغور الذات على نحو خاص أو على نحو يتفرد به أشخاص هامشيون وأعلام في آن، هي كذلك توغل إضاءة في غسق المشترك الجمعي، وجدانا ومتخيلا، وقد توسلت في تعدد موضوعاتها بتعدد مواز لطرائق الحكي الحاذق، وكسبت رهان المغايرة في جنوح أساليبها إلى فضيلة التنوع وتجريب المختلف من تقنيات القول القصصي المتخطي أحادية المنجز موضوعة وجماليا. المزيد عن: قصص مجموعة قصص المغرب الأدب المغربي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post غسان شربل يكتب عن: سوريا العادلة أفضل بيت لمكوناتها next post “سينماتيك بيروت” يجدد الأمل بإنعاش مجتمع السينما في لبنان You may also like كيف يستوحي شعراء الحداثة أبعاد التراث الديني؟ 10 مارس، 2025 مهى سلطان تكتب عن : عبد الحميد بعلبكي... 10 مارس، 2025 “المنتفضون” لغوته… نظرة خارجية إلى الثورة الفرنسية 10 مارس، 2025 متخيل الصويرة المغربية في الرواية العالمية 10 مارس، 2025 “سينماتيك بيروت” يجدد الأمل بإنعاش مجتمع السينما في... 10 مارس، 2025 ألف ليلة وليلة: قصة الكتاب الأكثر سحرا في... 10 مارس، 2025 لبنان: نجاة شرف الدين… أول «ناطقة باسم الرئيس» 10 مارس، 2025 ندى حطيط تكتب عن: «مشروع 25» وفيلسوف وراء... 10 مارس، 2025 كيف أصبحت صناعة الزجاج في العصر الإسلامي جسراً... 10 مارس، 2025 لماذا تشعر إسرائيل بالتهديد من الفيلم الفائز بالأوسكار؟ 10 مارس، 2025