ثقافة و فنونعربي تيار “الرواية الجديدة” يعود إلى الواجهة الفرنسية بثورته المفتوحة by admin 20 أغسطس، 2021 written by admin 20 أغسطس، 2021 26 مراسلات الروائيين الرواد تصدر في كتاب وتطرح أسئلة التجديد والمواجهة اندبندنت عربية \ أنطوان أبو زيد جمع الناقد الفرنسي جان إيف تادييه الرسائل التي تبادلها رواد موجة “الرواية الجديدة” التي أحدثت ثورة في الكتابة الروائية الفرنسية والعالمية، ورسخت مفهوماً جديداً للفن الروائي وتقنيات غير معهودة ورؤية فريدة إلى عناصر السرد كالشخصيات والأمكنة والزمن والحبكة والراوي. حمل الكتاب عنوان “الرواية الجديدة- المراسلة” وصدر عن دار غاليمار، وضم رسائل تبادلها الروائيون الذين وسموا تاريخ الرواية الحديثة وهم: ميشال بوتو، وآلان روب غرييه، وكلود سيمون، وناتالي ساروت، وكلود مورياك، وكلود أولييه، وروبير بينجه. وكانت انطلقت الموجة مع إصدار آلان روب غرييه روايته الشهيرة “المماحي” عن دار مينوي الشهيرة التي احتضنت هذه الموجة وقدمتها إلى القراء والنقاد برعاية صاحبها جيروم لندون. الكتاب الذي يضم المراسلات (دار غاليمار) دأبت الصحافة الأدبية ومراكز الأبحاث في الآونة الاخيرة على موجة أو تيار”الرواية الجديدة”، ربما للإضاءة على خصائص في الكتابة الروائية كانت قد أحدثت خرقاً نوعياً لصالح التجديد في الرواية، ولكسر العديد من المحرمات فيها. مع العلم أن الرواية تكاد تشكل، في مطلع العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، النوع أو الجنس الأدبي الأكثر حضوراً في العالم، والأكثر شيوعاً واستحواذاً على الطباعة والنشر. ولا تخرج الرواية العربية عن هذا المنظور، ولكن في نسب لا يمكن مقارنتها مع نظيرتها الغربية. تصور جديد للرواية إذاً، أطلقت جماعة من الكتاب الفرنسيين، تسمية “الرواية الجديدة”، على تصور للرواية يخالف بعضاً من المبادئ التي قامت عليها الرواية التقليدية، منذ ابتداعها، أواخر القرن السابع عشر على يد ثربانتيس وروايته “دون كيخوته”، وحتى الأربعينيات من القرن العشرين، من مثل انتظام الحبكة القصصية بصورة خطية ومطردة، ومحاكاة الواقع على النهج الأرسطي وبنيان شبه-عالم (المكان، والزمان، والشخصيات، والبيئة الاجتماعية)، وغيرها من المبادئ التي لطالما اعتبرتها الغالبية العظمى من الكتاب معايير ثابتة لبنيان الفن الروائي، إلى أن جرؤ المبدعون منهم على تجاوز البعض منها، وإدخال حساسيات جديدة؛ من مثل استيلاد كل من فوكنر، وجيمس جويس ما بات يدعى باندفاقة الوعي (تيار الوعي)، وغيره مما يرد لاحقاً. رواية “المماحي” التي افتتحت تيار الرواية الجديدة (دار مينوي) تشكل تيار الرواية الجديدة من الروائيين الآتين: آلان روب غرييه، وناتالي ساروت، وكلود سيمون، وميشال بوتور، وصموئيل بيكيت، وروبير بينجيه، ومارغريت دوراس، وكلود مورياك، وكلود أولييه، وسواهم من الروائيين الذين أتوا لاحقاً، لا سيما في حركة مجلة “تل كل” التي أسسها فيليب سولرز. ويجمع النقاد والباحثون على أن انطلاقة هذا التيار كانت مع رواية “المماحي” التي أصدرها آلان روب غرييه عام 1953. وعلى الرغم من أن لبعض هؤلاء أدواراً حاسمة في رسم الخطوط العريضة لهذا التيار، على نحو ما قام به كل من ناتالي ساروت، وآلان روب غرييه في كتابيهما الصادرين على التوالي “عهد الريبة” و”من أجل رواية جديدة”، يضعان فيهما أسساً لرؤية مختلفة عما سبق، بالاستناد إلى أعمال روائية مثل فراز كافكا، وروايته “المحاكمة”، وبروست وروايته “البحث عن الزمن الضائع”، ورواية “أوليس” لجايمس جويس، وغيرها، فإن أساليب وأنماطاً من التفكير جديدة وحساسيات نفاذة كانت سبباً في نيل أصحابها المنخرطين في هذه الحركة نوبل للآداب، أمثال صموئيل بيكيت، وكلود سيمون. خمسة مبادئ أما المبادئ التي قامت عليها حركة الرواية الجديدة، والتي يمكن للباحث أن يستقيها من العملين النقديين لكل من ساروت، وغرييه، السالفين، فأهمها: رفض اعتماد الشخصية النموذجية التي جرى اتباعها في الرواية التقليدية، والتي غالباً ما كانت تتميز باتساق في سماتها وأبعادها، منذ ولادتها وحتى مماتها. وهذا أمر قد ينافي مسار الشخصية الزمني، في تطورها وتحولاتها غير المحسوبة، طبعاً وفقاً لمنظور حركة الرواية الجديدة. وقد أوردت ناتالي ساروت أمثلة على رفضها هذا مستقاة من روايتي “أوليس” لجيمس جويس، وفولكنر في روايته “الضجيج والغضب”، و”المحاكمة” لفراز كافكا التي أشار فيها الروائي إلى الشخصيات بأول حرف من أسمائها، ما دام أن وجودها رهنٌ بإطارها الاجتماعي وبأفعالها الدالة على تصور الكاتب ورؤيته. فضلاً عن ذلك، اتجه البعض، جورج بيريك على سبيل المثال، إلى إيلاء أدوات الاستهلاك، في روايته “الأشياء”، بديلاً عن الأبطال أو الشخصيات النموذجية وغيرها. “عصر الريبة” لناتالي ساروت (دار غاليمار) أما المبدأ الثاني الذي وضعته “الرواية الجديدة” لنفسها فكان رفضها وجهة النظر الكلية العلم، أي اعتبار الراوي، ناقل الأحداث والانطباعات، عالماً بكل شيء، وذا معارف موسوعية تخوله الحكم على كل ما يقع نظره عليه، واصفاً ومعلقاً. ومن شأن هذا الرفض أن يضع إنجاز الروائيين الفرنسيين والأوروبيين الكبار، مثل أونوريه دي بلزاك، وغوستاف فلوبير، وإميل زولا، وألكسندر دوما، وفيكتور هوغو، وغيرهم، موضع مساءلة وتقييم لطبيعة الراوي، ووجهة النظر العليمة المشار إليها. وبالمقابل، يفضل هؤلاء الركون إلى مفهوم “تيار الوعي” أو “اندفاقة الوعي”، التي كان سبق لجيمس جويس أن استخدمه في روايته “أوليس” مستعيضاً به عن الراوي العليم. أضف إلى ذلك، أن الذاتية ينبغي أن تكون منطلق كل كاتب في بناء عالمه الروائي والنظرة إلى قضاياه، في مقابل شرط الموضوعية الذي لطالما دعا الروائيون التقليديون إلى اعتماده. يقوم المبدأ الثالث على رفض هؤلاء الكتاب مفهوم الحبكة القصصية، على النحو الذي لطالما درج عليه الروائيون التقليديون، واعتبارهم أن الحكاية يمكن أن يرويها عديدٌ من الأشخاص، وبالتالي يمكن أن تخضع لتحويراتهم وسيناريوهاتهم المختلفة. ثم إنه ليس من حبكة، في الواقع، تتبع مساراً خطياً أو مطرداً على النحو الذي تم تصوره نظرياً، من قبل الكتاب الكلاسيكيين. رفض الواقعية المبدأ الرابع الناظم حركة الرواية الجديدة هو رفضها الواقعية المعاصرة؛ ويعني هذا انتفاء الشعور بلزوم حرص الكاتب على الإحالة على الواقع الذي ينقله في روايته، على النحو الذي لطالما اتبعته الرواية الواقعية في القرن التاسع عشر (من مثل ستاندال، وبلزاك، وفلوبير، وفيكتور هوغو) إذ ينقل الواقع كما هو، بكل تجلياته، ومظاهره ومستوياته الإنسانية والاجتماعية والعاطفية. يدعو رواد “الرواية الجديدة” إلى عدم نقل الواقع، وعدم الإيحاء بأي نوع من الإحالة على الواقعية، وإنما الإشارة إلى بعض عناصر الواقعية سعياً إلى تبديد مفاعيل الواقعية، على نحو ما قام به آلان روب غرييه، أحد منظري الحركة والمتشددين فيها. رواية “مالون يموت” (دار مينوي ) بيد أن هذا الميل المتشدد إلى نبذ الواقعية لم يوافقه عليه بعض أتباع الحركة، ممن كانت لديهم رؤى فريدة وحساسيات خاصة، من مثل كلود سيمون، وصموئيل بيكيت، الذي نال نوبل للآداب (1969)، وناتالي ساروت، وجان- ماري لوكليزيو، الذي نال نوبل للآداب (2008) بالتزامن مع صدور رواية له بعنوان “لازمة الجوع”، وقد تميزت أعماله بالانفتاح على حضارات الشعوب الهندية الأميركية، مثل الأزتيك وغيرها. أما المبدأ الخامس لحركة الرواية الجديدة، فهو أن الكتابة الروائية هي قيد التحقق، وليست تكراراً للتجارب الروائية السابقة، وهي البحث المتواصل عن الحساسيات الجديدة، التي لم يسبق أن تطرق إليها الأدب الروائي. وحسبُ هؤلاء الروائيين أن للرواية منطقاً خاصاً بها، وأنها تملك من ذاتها القدرة على التنامي من دون الحاجة إلى مؤلفها، وبغض النظر عن الخطة المسبقة التي تعد لإنجازها. بالطبع، يمكن أن يُفهم من هذا المبدأ أن الرواية من حيث هي فن، يحسن بمؤلفيها أن ينأوا بها عن التوجهات الأيديولوجية أياً تكن، وألا يهتموا كثيراً لغدها، فهي تكفل غدها ومسارها. ولكن هل يمكن اعتبار حركة أو تيار “الرواية الجديدة” حديثاً أو معاصراً أمكن له أن يقطع صلته بالماضي؟ للإجابة أقول إن العديد من المبادئ والحلول التي قال بها أتباع هذه الحركة، ووضعوها موضع التطبيق، إنما كانت خلاصات لتجارب روائيين سابقين ونتاجاً لكشوفاتهم وابتكاراتهم وحساسياتهم الأسلوبية والدلالية عبر أعمالهم الروائية؛ إذ كان هويسمان (1884)، على سبيل المثال، ولأكثر من مئة وأربعين عاماً قد أقر بعدم لزوم الحبكة القصصية في الرواية. في حين استبطن فرانز كافكا مبدأ أن المنهج الكلاسيكي في نمذجة الشخصيات هو ثانوي ويمكن الإشارة إلى هذه الشخصيات بأول حرف من اسمها، على نحو ما قام به في رواية “المحاكمة” وشخصية “ك” الشهيرة. كما سبق لجيمس جويس أن التفت إلى إمكان تخلصه من خيط السرد العام أو المحوري في الرواية، وذلك في خلال كتابته روايته “أوليس”، وغير ذلك مما جعلته الحركة منطلقات للكتابات الروائية فيما بعد. إذاً، يتبين أن مبادئ حركة الرواية الجديدة ليست جديدة كلياً، وهي ليست تجمعاً نظرياً لقوانين توضع للرواية؛ وإنما هي إطار، ليس إلا، للبحث عن الجديد والممكن في كتابة الرواية. بل إن الرواية، بمفهوم هذه الحركة، لا تعدو كونها مشروعاً عصياً على التحديد المسبق أو التأطير في قوالب جاهزة. المزيد عن: رواية فرنسية\ألان روب غرييه\صموئيل بكيت\حداثة روائية\ناتالي ساروت\السرد\الراوي العليم\بلزاك 16 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كايبوت الذي تكشف أكثر من مجرد فاعل خير ورسام لأيام الأحد next post سمير درويش يعارض تجربة “ديك الجن” بقصائد أليفة You may also like أبطال غراهام غرين يبحثون عن اليقين عند الديكتاتور 10 يناير، 2025 رحيل “صائدة المشاهير”…ليلى رستم إعلامية الجيل الذهبي 10 يناير، 2025 سامر أبوهواش يكتب عن: حسام أبو صفية… الرجل... 10 يناير، 2025 كتب يناير الإنجليزية: سيرة هوليوودي واعترافات 3 نساء 9 يناير، 2025 عبده وازن يكتب عن: بثينة العيسى تروي خراب... 9 يناير، 2025 أعظم 20 فيلما في تاريخ سينما الغرب الأميركي 9 يناير، 2025 وليام هوغارث يغزو بيوت لندن بلوحات شكسبيرية 9 يناير، 2025 استعادة الشاعر بول إلويار في الذكرى المئوية للبيان... 9 يناير، 2025 فيلم “ذا اوردر” يواكب صعود التطرف في الغرب 9 يناير، 2025 عندما فقد الروسي غوغول شاعرية “سهرات مزرعة ديكانكا” 9 يناير، 2025 16 comments bitcoin prime 20 أغسطس، 2021 - 1:25 م It allows these enterprises to transform ready money into Bitcoin as costs soared. Warning there is no tax evasion in crypto without understanding the nuances of the industry being profitable. Those with visions to know the most important ever cryptocurrency heists have returned the money. The previous block in the touted options of cryptocurrency which is best between Cardano or Bitcoin. Is that this an indication of how cryptocurrency operates Cruz stated and social stability. Larger firms are your vitality bills how a society operates and a lot more. Creating Bitcoin remains yet another constituency is emerging because the industry is turning. It could mainstream crypto-properly that continues to be is to verify your account the financial institution. The tumblers Meanwhile permit customers can ship Auroboros a picture of themselves after which plunge into. In the meantime Fed chief scientist and founder at analysis supplier Elliptic who found the web site or app. Digital property simply as governments might have even recommended that a blockchain evaluation firm. Recorded future a safety firm made to transform the digital forex this device. Bitcoin in 2011 as disappointing growth of digital foreign money or crypto currency it is. Reply kèo nhà cái 20 أغسطس، 2021 - 1:30 م Thank yoᥙ, I hаve just been ⅼooking for іnformation about this subject foг ages and yoᥙrs is the best I һave camе upߋn ѕo far. Howeveг, wһаt about the bottom lіne? Are yoս certain ɑbout the source? Reply CHICK SLICK 20 أغسطس، 2021 - 1:39 م When I initially commented I clicked the “Notify me when new comments are added” checkbox and now each time a comment is added I get three emails with the same comment. Is there any way you can remove me from that service? Many thanks! Reply 대구오피 주소변경 20 أغسطس، 2021 - 1:41 م It’s going to be finish of mine day, however before ending I am reading this wonderful piece of writing to increase my know-how. Reply what is a definition essay 12 نوفمبر، 2021 - 5:08 م Wow, attractive site. Thnx … http://multiessay.com Reply dirty sex games for couples 18 نوفمبر، 2021 - 12:51 م Thanks meant for providing these kinds of substantial posting. https://sexygamess.com/ Reply keto products 19 نوفمبر، 2021 - 6:55 ص Many thanks, this site is very helpful. https://ketogendiet.net/ Reply fun sex games for couples 19 نوفمبر، 2021 - 2:07 م The stuff is very useful. https://sex4games.com/ Reply keto diet unhealthy 19 نوفمبر، 2021 - 10:22 م Many thanks, this site is extremely helpful. https://ketogenicdiets.net/ Reply fruit for keto diet 20 نوفمبر، 2021 - 7:28 م Maintain the spectacular work !! Lovin’ it! https://ketogenicdietinfo.com/ Reply blackjack online casino 5 يناير، 2022 - 8:49 م I love the knowledge on your internet site. Thank you! blackjack online casino Reply dating gay bbc meet twinks 12 يناير، 2022 - 3:07 ص gay rural men dating site mature gay men dating cookeville tennessee san antoino gay dating dating gay bbc meet twinks Reply opinion essay 12 يناير، 2022 - 10:55 ص write my essay online free chicago essay format 123 help me essay opinion essay Reply facebook gay dating group 12 يناير، 2022 - 6:19 م gay dating sex dating british gay men free dating gay black men facebook gay dating group Reply persuasive essay feedback 12 يناير، 2022 - 10:55 م dna analysis essay essay cover sheet research essay topics persuasive essay feedback Reply pop slots free 22 يناير، 2022 - 4:09 ص free slots for fun 888 free online slots goldfish casino slots free pop slots free Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.