CANADAكندا عربي [تقرير] كندا نموذج حياة مثالية للطالب اليَمني وحلمُه البقاء فيها by admin 5 مارس، 2022 written by admin 5 مارس، 2022 57 تستقبل جامعات مونتريال العريقة نسبة كبيرة من الطلاب الأجانب وتقّدم للطلاب النخبويين منحاً مالية قيّمة تغطي تكاليف الدراسة والمعيشة. ثلاث جامعات فقط توّفر الاختصاصات بلغة شكسبير في جزيرة مونتريال، طيبة السمعة عالميا: جامعة ماكغيل (نافذة جديدة) وجامعة كونكورديا (نافذة جديدة) وجامعةبيشوب. (نافذة جديدة) راديو كندا الدولي \ RCI في برامج الدكتوراه في جامعة كونكورديا، يدرس عبدالله قاسم “أمن المعلومات” وعبدالإله الأهدل “هندسة الإنشاءات”. لا وصفة سحرية لقبول طلبك بالانتساب إلى برنامج الدكتوراه في جامعة كونكورديا في وسط مدينة مونتريال. أمران هامان فحسب: أن يهّم بحثك العلمي الأكاديمي االدكتور الكندي لمشرف على اطروحة الدكتوراه، وأن تكون طالبا متميّزا. فأنت لا تُقبل فحسب بل إنما تتكفّل إدارة الجامعة بالنفقات الأكاديمية ونفقات الإقامة من مأكل ومشرب وسكن. علاوة على ذلك تفتح لك الجامعة فرصا كثيرة للعمل الأكاديمي داخل صرحها، علما أنه يسمح للطالب الأجنبي استصدار تصريح بالعمل في كندا. هذه المعلومات أكدها لي تباعا ضيفا القسم العربي في راديو كندا الدولي طالبا الدكتوراه قاسم عبدالله من مدينة إب الخضراء في وسط اليمن وعبدالإله الأهدل من مدينة الحُديدة غرب اليمن. الحلم كان أميركا ما لم يكن ممكنا في عهد ترامب كان حلمي دائما التخصص في الولايات المتحدة الأميركية، ما لم يكن ممكنا في العام 2018 لأن اليمن كانت في عداد الدول المحظورة من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. فكان الخيار الثاني كندا، فقمت بتقديم أوراقي إلى عدد من جامعاتها. وقد أتى الرد بالقبول من جامعة كونكورديا وتُممت كل المعاملات في زمن قياسي لم يتجاوز الـ 24 يوما. نقلا عن طالب الدكتوراه في أمن المعلومات في جامعة كونكورديا عبدالله قاسم. تلّقى ضيفي بالفعل عرضا مغريا من جامعة ساوث كارولينا الأميركية ولكنه حينها كان قد قطع عاما ونصف في تعميق بحثه وتوطيد علاقته مع المشرف الكندي، كذلك طابت له العيشة في المدينة ذات الغالبية الناطقة باللغة الفرنسية. البرد القارس في مونتريال وطقسها الذي لا يشبه بشيء المناخ الصحراوي الحار في اليمن شكل في البداية تحديا كبيرا في حياة الطالب الجامعي اليمني عبدالله قاسم.الصورة: RADIO-CANADA / COLETTE DARGHAM الوّد وحسن الترحيب سمة الكنديين الفرنسيين ولكن طموحهم باتقان ابن اليمن للغتهم مبالغ به في حين أبدى عبدالله قاسم انزعاجه من ردة فعل الكنديين الفرنسيين الذين توقعوا أن يكون تعلّم لغة موليير بالأمر السهل لابن اليمن، يجد عبد الإله الأهدل أن اللغة الفرنسية أسهل من اللغة العربية وهو بدأ يحقق فيها خطوات أولى. يؤكد ضيفا القسم العربي بأن في اليمن تُعلّم اللغة الانكليزية فقط، بعكس البلدان العربية الأخرى كما في لبنان ودول المغرب العربي مثلا حيث تُدّرس أيضا اللغة الفرنسية. يقول الطالب اليمني المهندس عبد الإله الأهدل: “قد أهرب من كل شيء لكنني لا استطيع أن أهرب من الشعر، أي فكر تدهشني، تستوقفني، أكتب عنها بعد أن أتمخّض بها”.الصورة: RADIO CANADA INTERNACIONAL / COLETTE DARGHAM ويُسهب المتحدثان في تعداد مزايا كثيرة عند أهل مونتريال أبرزها “أنهم ودودون”. أنت تكون صادقا في تعاملك معهم فهو أمر كاف لتكسب بسرعة ثقتهم. لم نشعر بأننا غرباء في هذا المجتمع الذي احتضننا. يقول عبد الإله:لعلها من أسعد اللحظات عندما يحاول زميل في الجامعة تصحيح لفظي لكلمة فرنسية أو تعبير، نضحك كثيرا ونكرر المحاولة إلى أن يفقد محدثي الأمل في تصحيح طريقتي في نطق الكلمات التي تطغى عليها اللكنة الانجلوفونية. هذا وأكد المتحدثان بأنهما لم يواجها أي عوائق على المستوى الأكاديمي، علما أنهما نالا إجازة الماجستير في المملكة العربية السعودية قبل القدوم إلى مونتريال. لم أكن لأحصل أصلا على المنحة لو لم أكن أملك الكفاءة العلمية. ليس من اللائق التباهي بالنفس، ولكن اسمحي لي أن أقول لك بان مستواي العلمي يفوق المستوى المتوسط لغالبية زملائي الطلاب. نقلا عن عبدالله قاسم. تجدر الإشارة إلى أن تفوق محدّثي أهّله لريادة فريق البحث، أي أن يكون الـ Senior في المجموعة التي تقوم بالأبحاث الخاصة بأمن المعلومات، وهو الاختصاص الذي يدرسه الطالب قاسم. لعّل وجود التكنولوجيا يخفّف من الحرقة لرؤية الأهل يقول عبدالله قاسم الذي تخرّج في علوم الحاسوب من جامعة تعز في اليمن ونال درجة الماجستير في أمن المعلومات من جامعة الملك فهد في الدمام في السعودية.الصورة: RADIO CANADA INTERNACIONAL / COLETTE DARGHAM حاجة ملّحة لفضاءات رحبة والجنون أقصى درجات المعرفة البحث العلمي والمجتمع الأكاديمي الصرف وقلّة الاختلاط أولا بسبب ضيق الوقت وثانيا بسبب الجائحة، دفع عبد الإله الأهدل إلى إيجاد متنفس حرّية. ولأنه شاعر بالفطرة، كتب في سن مبكّرة الشعر الكلاسيكي، انتسب ضيفي إلى المنتديات الأدبية والشعرية في المدينة الكوسموبوليتية، مقدّما تجربة شعرية ناضجة. لعّل انتمائي هو لروح الكلمة وليس لمجموعة بحد ذاتها، أبحث عن الكلمة في كل مكان. أنا أهرب من الحياة العلمية إلى الأدب والشعر. وبعدما يرهقني العلم ويتسنفد كل طاقتي، أقرأ الشعر أو أكتبه، ففي ساحاته أجد حرّيتي.لما لا أمتهن القصيدة؟ لأن امتهان الكلمة يفقدها قيمتها الروحية والجمالية والانسانية.ولما أكتب؟ لأن هناك فكرة متولدة في داخلي تحتّم علي بعدما تختمر أن أكشف عنها وأخرجها إلى الحياة وإلا فأنا أخون الكلمة.أنا شاعر أكثر مني مهندس. والشعر مشروع عمر وحياة. نقلا عن طالب الدكتوراه في هندسة الإنشاءات في جامعة كونكورديا عبد الإله الأهدل. وهكذا تحول سياق اللقاء عن الخبرة الأكاديمية في مونتريال مع الشاعر اليمني المتميّز المهندسعبد الإله الأهدل (نافذة جديدة)، الذي في جعبته ديوان شعري ينتظر الخروج إلى النور، ليتجه إلى أفق فلسفية وجودية. أخذني الشاب اليمني إلى عالمه المجنون لأنه بقدر ما تكون مجنونا بقدر ما تكون عاقلا. اجتهاد فلسفي يدخلنا إليه الأهدل في قصيدة بعنوان مجانين، يبرز فيها الشاعر افتتانه واندهاشه بهذه الفئة في المجتمع التي وُجدت فقط لتحّد من الغرور البشري. هذه الفئة تجاوزت سقف الادراك الانساني، وبدل من أن تحترم البشرية نفسها وتعترف بجهلها أمامها، ذهبت بها الغطرسة لاتهامها بفقدان القدرة على الإدراك.ولكن لم يُغضبهم ذلك، لأن المجانين أعلى من الغضب، ولأن الحمقى غير مؤهلين للإصابة بالجنون. وأردف محدثي: أعتقد أن الذي ليس مجنونا هو أحمق بطريقة ما، أما المجانين فهم عباقرة بامتياز. درس عبد الإله الأهدل البكالوريوس والماجستير في الهندسة المدنية في جامعة الملك عبد العظيظ في جدة في المملكة العربية السعودية.الصورة: RADIO CANADA INTERNATIONAL / ABDULELAH AL-AHDAL غايةُ المنى الاستقرار في ربوع بلاد القيقب بعيدا عن اليمن السعيد، ينفطر قلب عبد الإله وعبدالله حزنا وأسى ويشدهما الشوق والحنين إلى كل أهلهم وأحبائهم في الأرض البعيدة. خصوصا مع عدم القدرة على السفر بسبب الجائحة والأوضاع الصعبة في اليمن. ولكن العزاء لهما أن عصر السوشيال ميديا يقرّب البعيدين. لا يزال السؤال مبكّر، أجابني عبدالله ابن الـ 34 عاما عندما سألته عما ينوي عليه آجلا ؟ أمامي أكثر من سنتين بعد لإنجاز رسالة الدكتوراه، علما أن 85% من خريجي الدكتوراه يتوّجهون إلى الجانب الأكاديمي للتدريس في الجامعة. ومبتغى غالبية الطلاب الأجانب لا سيما الطلاب العرب هو الحصول على الإقامة الدائمة في كندا وإيجاد وظيفة ملائمة. بدوره يقول عبد الإله كندا بلاد جميلة، صالحة للعيش إنسانيا وثقافيا، كما تتوافر فيها الفرص العلمية الجيدة. آمل في أن أحصل على فرصة للاستقرار في هذه البلاد وأن أجد عملا مناسبا. تعيش في كندا بهدوء، تتفرّغ لتحقيق ذاتك وتلاحق طموحاتك وأحلامك. كندا بلد مهتم بتفاصيله وشؤونه، إنه أفضل بكثير من دول أخرى تصارع نفسها وتصارع غيرها. نقلا عن الطالب اليمني في جامعة كونكورديا عبد الإله الأهدل. روابط ذات صلّة: الجامعات الكندية (نافذة جديدة) جامعة ماكغيل في طليعة الجامعات الكندية (نافذة جديدة) نزوح الطلاب الصينيين في حال حصوله يؤذي الجامعات الكندية (نافذة جديدة) كوفيد 19 : مساعدات طارئة لطلبة الجامعات الكندية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الفرار من أوكرانيا كأجنبي: كندي إفريقي يوجه اللوم للاتحاد الإفريقي next post كيف يدعم مرتزقة فاغنر الغامضون الروس في صراع أوكرانيا؟ You may also like Nova Scotia Tories appear safe with close battle... 25 نوفمبر، 2024 Canada Post says it’s down 10 million parcels... 25 نوفمبر، 2024 N.S. Tories seek ‘fresh’ mandate in Tuesday’s election... 25 نوفمبر، 2024 Canada’s top general takes on U.S. senator in... 25 نوفمبر، 2024 استشارات عامة في ألبرتا حول شبكة سكك حديد... 25 نوفمبر، 2024 طرد 106 طلاب من جامعة كيبيك في شيكوتيمي... 25 نوفمبر، 2024 Investigation into homicide of pregnant Halifax woman continues... 24 نوفمبر، 2024 First Canadian case of more severe mpox strain... 24 نوفمبر، 2024 توقيفات وإدانات بعد تحوّل تظاهرة ضد الـ’’ناتو‘‘ في... 24 نوفمبر، 2024 انصهار الاختلاف في سرب واحد لإنشاد التحرّر من... 24 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.