الجمعة, فبراير 21, 2025
الجمعة, فبراير 21, 2025
Home » تشاؤم لبناني من وقف الخروق الإسرائيلية بعد الانسحاب

تشاؤم لبناني من وقف الخروق الإسرائيلية بعد الانسحاب

by admin

 

أتت عملية استهداف أحد قياديي “حماس” في قلب عاصمة الجنوب مدينة صيدا لتزيد مخاوف سكان الجنوب

اندبندنت عربية / كامل جابر صحفي لبناني

يجمع أكثر المحللين السياسيين والاستراتيجيين ومتابعي الأحداث الجارية جنوب لبنان، وما يحصل يومياً من تفجير إسرائيل مزيداً من البيوت والحارات في القرى الحدودية التي أعلنت الانسحاب منها اليوم الثلاثاء، إلى عمليات الاغتيالات التي تطاول عناصر من “حزب الله” كان آخرها مساء السبت الماضي 15 فبراير (شباط) في بلدة عربصاليم في إقليم التفاح التي تبعد أكثر من 25 كيلومتراً شمال نهر الليطاني، ناهيك بالغارات المتكررة هنا وهناك، ولم تسلم منها منطقة البقاع في شرق لبنان على مسافة 120 كيلومتراً من الحدود الجنوبية، من أن الانسحاب الإسرائيلي لن يحدّ من عمليات إسرائيل أو يلجمها ليس على مناطق جنوب الليطاني فحسب بل ستشمل مختلف الأراضي اللبنانية.

مركبات للجيش اللبناني تتحرك على طول طريق أثناء انتشارها في قرية العديسة بجنوب لبنان في 18 فبراير 2025 (أ ف ب)

 

تشاؤم لبناني من خروق إسرائيل

ثمة تشاؤم لبناني عام، وجنوبي خاص من أن المرحلة المقبلة إذا ما استمرت على النمط الحاصل يومياً من قبل الجيش الإسرائيلي لن تحقق الهدوء الذي ينص عليه تطبيق القرار الأممي 1701 والذي كان يفترض بدء تنفيذه منذ الـ 27 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بموجب اتفاقية وقف إطلاق النار المعقودة بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية وفرنسية ومصرية، لكن إسرائيل لم تلتزم بوقف إطلاق النار واجتاحت، خلال شهرين و21 يوماً، عديداً من القرى الجنوبية في الحد الأمامي الأول والحد الأمامي الثاني والثالث وقامت بتفخيخ البيوت والحارات قبل نسفها، وبتجريف البنى التحتية من طرقات وشبكات كهرباء واتصالات وصرف صحي قبل أن تنسحب من عدد منها وتبقي على وجودها في عدد آخر.

يضاف إلى ذلك أن الجيش الإسرائيلي مدد فترة الانسحاب التي كانت مقررة أن تتم قبل الـ 26 من يناير (كانون الثاني) الماضي إلى الـ 18 من فبراير ومنع أهالي القرى والبلدات من العودة إلى بيوتهم المدمرة أصلاً، بل وأطلق النار باتجاههم فقتل منهم أكثر من 30 مواطناً بينهم أطفال ونساء، وأصيب نحو 100 بجروح مختلفة، إلى عدد من العائدين الذين قامت باعتقالهم قبل أن تطلق سراح بعضهم وتبقي على آخرين.

وأتت عملية استهداف أحد قياديي حركة “حماس” في قلب عاصمة الجنوب مدينة صيدا التي تبعد نحو 30 كيلومتراً شمال نهر الليطاني، الإثنين 17 فبراير الجاري، لتزيد مخاوف سكان الجنوب من المرحلة المقبلة وكيفية تعاطي إسرائيل مع عودة الأهالي إلى قراهم وخشية استهدافهم تحت عناوين كثيرة تستخدمها كمبررات لتنفيذ ما تقوم به بحجة حماية أمنها وحدودها، من دون مراقبة دولية فاعلة أو محاسبة من اللجنة الخماسية (المولجة تطبيق قرار وقف إطلاق النار) على نحو ما حصل طوال 80 يوماً من تاريخ وقف إطلاق النار، ونيتها في الإبقاء على عدد من التلال القريبة من الحدود تحت سيطرتها العسكرية بما لا يتمم انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية التي توغلت إليها في الحرب الأخيرة.

جرافات إسرائيلية تعمل على تلة الحمامص القريبة من بلدة الخيام جنوب لبنان، الإثنين 17 فبراير 2025 (أ ب)

النقاط الخمس لن تقدم أو تؤخر

يشير الخبير في الشؤون الأمنية العميد الركن المتقاعد في الجيش اللبناني سعيد قزح إلى أن “النقاط الخمس أو التلال التي تنوي إسرائيل البقاء فيها لن تقدم لها أي ميزة عسكرية للمراقبة مثلاً في الداخل اللبناني لا سيما في ظل امتلاكها المراقبة الجوية الدقيقة من خلال الأقمار الاصطناعية والطائرات الحربية والمسيّرات، والظاهر أن الاتفاق والضمانات الأميركية أعطت لها حرية المراقبة الجوية الدائمة، لذلك لن تلزمها التلال الجنوبية الخمس، بل ربما تجعلها تخشى من إعادة تمركز عناصر حزب الله فيها وتسلحه وبناء مراكز عسكرية يمكن أن تهدد الأراضي الإسرائيلية في أصبع الجليل والمناطق الحدودية في القطاعات الغربي والأوسط والشرقي”.

وينفي العميد قزح أن يكون أحد “حتى تاريخ اليوم يعرف أو يفهم حقيقة بنود الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين حزب الله ممثلاً برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وبين إسرائيل بواسطة الأميركيين، لا أحد يعرف علامَ اتفقوا، أو هل تم الاتفاق على أن تبقى نقاط للإسرائيليين من أجل إعطاء ذريعة لحزب الله حتى يتمسك أكثر بسلاحه، وهكذا يكون الطرفان عندهما الذريعة لبقاء المواجهة بينهما، وطالما أن هناك سلاحاً بيد الحزب لا تنسحب إسرائيل من الجنوب، وطالما أن هناك تواجداً عسكرياً إسرائيلياً على الأراضي اللبنانية فلن يسلّم حزب الله سلاحه؟”.

تمر حفارة عسكرية إسرائيلية بجوار منازل مدمرة في قرية الضهيرة اللبنانية بالقرب من الحدود مع شمال إسرائيل، في 17 فبراير 2025 (أ ف ب)

التحرير مسؤولية الدولة اللبنانية

ويرى العميد قزح “أنه مع انطلاق العهد الجديد المتمثل بانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة يجب أن تكون أمور تحرير الأراضي اللبنانية والمفاوضات في استعادة الأراضي هي من مسؤولية الدولة اللبنانية فقط. لا عذر لحزب الله من عدم تسليم سلاحه أو تسفير سلاحه إلى الخارج أو إعادته إلى مصدره، يجب ألا يكون هناك أي حزب مسلح لا فلسطيني أو لبناني وبخاصة حزب الله الذي دائماً ما ينفّذ الأجندة الإيرانية والمصالح الإيرانية، ونحن لم نره في حياتنا أنه قام بأي عمل يخدم يوماً المصلحة اللبنانية، دائماً كان يقوم بأعمال تخدم المصلحة الإيرانية بعيداً من المصلحة اللبنانية وبخاصة تجاه البيئة الحاضنة”.

يضيف العميد قزح “إذا ما استعرضنا ما جرى منذ حرب 2006 وحتى اليوم فقد سقط ما بين 20 ألفاً إلى 25 ألف ضحية من الطائفة الشيعية من دون أي مبرر، إن كان في سوريا أو خارج سوريا أو في لبنان، ولم يكن من لزوم للحرب التي أشعلها حزب الله في جنوب لبنان ليس في 2006 ولا في 2023، وهو يستخدم شبابه ودماءهم وقرى الجنوب وقوداً للمصلحة الإيرانية”. ويعتقد قزح أنه “لن تكون أي اشتباكات جديدة وأي حرب جديدة لأن إسرائيل حققت جميع غاياتها وكل أهدافها من إبعاد حزب الله عن جنوب الليطاني وعن حدودها وتأمين أمن مستعمراتها”.

لا حرب جديدة

ويتابع قزح “أعتقد أيضاً أن حزب الله لن يتجرأ على فتح حرب جديدة لأن الخسائر التي مني بها في الحرب الأخيرة وتدمير القرى والمدن الشيعية وتهجير البيئة الحاضنة، لن تجعله يعيد فتح حرب جديدة حتى لو بقيت التلال الخمس مسيطراً عليها من قبل الإسرائيليين، وسوف يسلم للدولة اللبنانية قرار القيام بواجباتها والقيام بمفاوضات دبلوماسية من أجل الانسحاب الإسرائيلي من هذه التلال وغيرها”.

ويؤمن العميد قزح بنظرية أن “إسرائيل ترغب دائماً في أن تترك قضايا عالقة من أجل استخدامها في الأوقات التي تراها مناسبة، فلا يهمها إن بقيت ميليشيات مسلحة في لبنان اسمها حزب الله، هي تود دائماً أن تترك ذريعة تلجأ إليها في الوقت المناسب، وبالطبع لن يهمها استقرار لبنان أو ازدهاره، كل ما يهمها هو أمنها وطالما أن هذا الأمر محقق فلا تبالي بما يجري في لبنان ولا مشكلة لديها أن يرتد الحزب على الداخل اللبناني أو يحاول أن يحكم لبنان، المهم أن يبعد من حدودها”.

ويؤكد العميد قزح “أن بقاء الإسرائيليين في جنوب لبنان طبعاً هو إضعاف للدولة اللبنانية، ولكن بجميع الأحوال نحن في الداخل إذا كنا نعرف مصلحتنا وحريصين على بلدنا يجب أن نسلّم أمرنا للدولة، والدولة هي من يجب عليها أن تتصرف، فمصر ليست أفضل منا، والأردن ليس أحسن منا، وسوريا ليست أفضل منا، هناك دولة هي تعرف كيف تتعاطى مع الاحتلال الموجود ولا عذر لأي ميليشيات مسلحة ليس على الحدود الجنوبية ولا على الحدود الشرقية ولا على الحدود الشمالية”.

“البقاء في أي نقطة احتلال”

ويشكك الباحث السياسي والأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية نسيب حطيط في اكتمال الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان “ما لم تحسم النقاط الخمس، ويبدو أنها لم تحسم، وصحيح أن الإسرائيليين تخلوا عن تلة العزية (داخل الأراضي اللبنانية وتشرف على بلدة الطيبة في قضاء مرجعيون) وأكثر المواقع الخمسة هي عند الحدود، لكن البقاء فيها أو في أي نقطة هو احتلال”. ويقول رداً على سؤال “برأيي أن الأميركيين إذا لم يستطيعوا القضاء على حزب الله سياسياً وعسكرياً بالشكل الحقيقي، فإن ما يجري لن يتوقف، خصوصاً أن الأميركيين يعتبرون أن هذه الفرصة لن تتكرر بحيث أن أميركا في ذروة القوة والحزب محاصر وفي أصعب الظروف بكل الاتجاهات، وإذا استطاع أن يحيّد نفسه الآن كمقاومة عسكرية فأميركا لن تقدر عليه ثانية. أميركا، وفق معلوماتها، إذا لم تنطفئ المقاومة في لبنان ستبقى مستمرة في العالم العربي، لكنها إن أخمدت في لبنان فلن يعود من وجود لمشروع المقاومة المسلحة في كل العالم العربي حتى وفي فلسطين، لسبب أن لبنان تاريخياً حتى في أيام اليسار اللبناني هو الدينمو (المحرك) لأي مشروع سياسي كبير في العالم العربي ولحركة التحرر، فعندما تقفل نافذة لبنان يعتبر الأميركيون أن وجع الرأس سوف يتوقف”.

“إسرائيل لن توقف الحرب”

يضيف حطيط “صحيح أن حزب الله تلقى ضربات قاسية ولا أحد يمكنه أن ينكر ذلك على مستوى الأسلحة أو القيادات، لكن الحزب لم ينتهِ ولم تزل لديه القدرة على الإيذاء. أميركا لا تريد خسارة ساحة لبنان، فإذا سيطرت عليها لا دبي أو غيرها تعطيها هذا الموقع، إضافة إلى أنها تريد أن تدير سوريا والمنطقة من لبنان، لذلك أعتقد ألا توقفاً للحرب ولمواصلة القصف أو الغارات أو الاغتيالات في المرحلة المقبلة، وأميركا من خلال إسرائيل ستداوم على استفزاز الحزب حتى يعود ويخطئ في الرد”.

ويرى المحلل حطيط أن “الحزب الآن مع كل الضربات والاستفزازات والإهانات والمطالبة والعتاب، فما فعله في الـ 60 يوماً وما بعدها كان صحيحاً وكان الصبر في مكانه. إضافة إلى أنه يجب علينا أن نحلل لماذا ضربت حماس في صيدا أخيراً؟ فحماس اليوم لم يعد لها موطئ قدم في العالم العربي وفي المنطقة لتحريك العمل المسلح إلا في لبنان، سوريا انتهت، وبقية الدول العربية بطبيعة الحال، يمكن أن تستضيفها تركيا، لكن هل يمكن أن تدير عملاً مسلحاً؟ أو تنظيماً مسلحاً؟ الضربة الأخيرة لحماس في صيدا معناها أن لبنان غير مسموح في أن يكون قاعدة إدارة أو انطلاق لأي عمل مسلح على المستوى الإقليمي برمته”.

لبنان تحت الفصل السابع الأميركي؟

ورداً على سؤال عن أن الوضع في لبنان وكأنه يخضع للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة (ينص على اتخاذ إجراءات قسرية في حال كان السلام مهدداً)؟ فيرد حطيط “بل أسوأ من الفصل السابع، صحيح أن الفصل السابع يجب أن يفرض من الأمم المتحدة ومن مجلس الأمن، لكن لبنان اليوم يفرض عليه الفصل السابع وفق التوصيف الأميركي على نحو عاصفة الصحراء (حرب الخليج الثانية، أو أم المعارك، أو حرب تحرير الكويت وأطلق عليها عسكرياً أيضاً اسم عملية درع الصحراء). إن أميركا هي من تتخذ القرار عن الأمم المتحدة وساعة تريد يمكن أن تستعين بالأمم المتحدة”. ويعطي حطيط دليلاً كنموذج على السيطرة الأميركية على القرار اللبناني “بما يجري في تلة العزية، فبداية قال الأميركيون إنه بدلاً من أن يكون الإسرائيليون فيها نضع جنوداً أميركيين، وبعد الاعتراض الفرنسي وبعد جهد كبير، قبلوا بقوات يونيفيل (الأمم المتحدة) والجيش اللبناني، لكن لو كانت ضمن الفصل السابع فكانت قبلت بالقوات الدولية. للأسف ما نراه أنه لا سيادة فوق سيادة أميركا وإسرائيل، وأميركا لا تعترف بأي سيادة من أمم متحدة أو محكمة دولية، لذلك نحن تحت الفصل السابع وفق النظرة الأميركية وبتنفيذ أميركي”.

ويؤكد حطيط أن ما يجري من ممارسات إسرائيلية على طول الأراضي اللبنانية “لن يصبّ في خدمة العهد الجديد في لبنان ورئيس الجمهورية والحكومة الحديثة العهد. ونخاف من أن يتحول هؤلاء إلى ناطقين باسم الأوامر الأميركية، وغداً لن يطالب الأميركيون بنزع السلاح بل المؤسسة الرسمية هي التي ستقول ذلك بناء لأوامر ما. الأميركيون اليوم في سباق مع الوقت ويعلمون أن الضربات التي وجهت إلى “محور المقاومة” ليس معناها أن هذا المحور سيستكين أو يستسلم، لكنه يستطيع الرد واستعادة أنفاسه ويحتاج إلى خمسة أشهر على الأقل، لذلك فإن الأميركي يحرق المراحل بما يستطيع أن يأخذ في هذه الأشهر القليلة ولا يعتقدنّ أحد أن الوضع في سوريا استقر”.

مرحلة مزيد من الضغط

ويوضح حطيط أن “حزب الله” منذ بدء الهدنة في الـ 27 من نوفمبر الماضي وحتى اليوم “عوّض من رصيده لكنه لم يجد استثماره بسبب إعلامه المقصّر، فالهدنة وما حصل فيها من اعتداءات إسرائيلية وخروق متكررة أعطت الحزب نقاطاً إضافية بعدما قدّم دليلاً إلى الناس على أنه سكت وتعرّض للإهانات ولم يرد على الخروقات، ورأى الناس ماذا فعلت إسرائيل وكيف أعطت بالدليل أن المقاومة ضرورية، وبعيداً من الحصار الممارس على الحزب، لم يستفد هذا الحزب حتى اليوم من التعنت الإسرائيلي واعتداءاته حتى في إعلامه الخاص”. ويتوقع حطيط “أن يزيد الأميركيون في الفترة المقبلة الضغط مقابل محاولة التقاط أنفاس محور المقاومة والرد لن يكون بالحرب، الوضع مقلق والمقاومة لن تكون محصورة في لبنان بل في منطقة الشرق الأوسط، وثمة صراع على المنطقة، وطالما أن أميركا تضرب في جميع ساحات المنطقة فهذا المحور سيبحث عن وسيلة تجعله يرد على مستوى المنطقة”.

لبنان ساحة مباحة

ويلفت الباحث السياسي مهند الحاج علي إلى مسألتين في المرحلة المقبلة، “مسألة الانسحاب ومسألة الضربات المتكررة. ففي الاتفاق الذي هو بمثابة اتفاق استسلام وقعه حزب الله من خلال الحكومة اللبنانية وبموافقته مبني على الواقع الميداني وهو عملياً من شقين: شق تقني والتطور التقني والعسكري الإسرائيلي الذي شهده في خلال السنوات الـ 18 الماضية، منذ ما بعد حرب 2006، والشق الثاني له علاقة بالاختراق الهائل في صفوف حزب الله، والواضح أن الحزب لم يعلن ذلك بعد، وما زلنا نرى الاغتيالات والضربات الدقيقة على مستوى التنظيم ما يوضح أن جزءاً ليس بالهيّن من كوادر وعناصر التنظيم هم عملاء عند العدو الإسرائيلي وهذا واضح من الشق الميداني”.

ويستشهد الباحث الحاج علي بأنه “كيف يمتلك الإسرائيليون اليوم معلومات عن تحرك كوادر الحزب وأين يذهبون أو كيف تتحرك الشاحنة هذه أو تلك؟ وهذا ليس موضوعاً تقنياً بقدر ما يكون موضوع خرق في داخل التنظيم نفسه. هذا الأمر تحول إلى شيء أشبه بالميدان السوري، لكن قبل ذلك كان التنظيم يملك ردعاً مع إسرائيل من خلال التهديد الصاروخي، هذا الردع انهار بالحرب الماضية والاتفاق الذي حصل بعدها وكانت حرباً خاطفة، وقضت على جزء كبير من التنظيم وأهمها رأس هذا التنظيم، وكل التداعي الذي حصل حوّل الساحة اللبنانية إلى ساحة تشبه ساحة سوريا خلال السنوات الماضية بحيث أن الأرض كلها مباحة أمام الضربات والاغتيالات والعمل الميداني الإسرائيلي، ومن جهة ثانية لا يوجد ردّ ولا توجد إرادة سياسية وإرادة ميدانية عند الطرف الآخر على الرد ومن الواضح أنه سيستمر بعد الاتفاق”.

أما المسألة الثانية برأي الحاج علي “فهي الانسحاب الإسرائيلي، هناك مؤشرات إلى أن هذا الانسحاب سيحصل عاجلاً أم آجلاً في المرحلة المقبلة، لكن برأيي وعلى المدى البعيد فإن التدمير الذي حصل في منطقة الشريط الحدودي إذا ما نظرنا إليه ضمن إطار المقارنة ما بين السياسة الإسرائيلية في سوريا والعراق وغزة المدمرة حالياً، النظرة الإسرائيلية تقضي بأن هذا الشريط يجب منع العودة إليه بأي طريقة ممكنة ويجب عدم إعادة تعميره، وهذا جزء من نظرة تشكلت لدى النخبة العسكرية والأمنية الإسرائيلية ما بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وإعلان حركة حماس الحرب، بأنه يجب أن تكون لدى إسرائيل إجراءات أمنية لمنع تكرار تجربة السابع من أكتوبر وجزء منها الجبهة الشمالية ومحاولة تجنيب إسرائيل عملية مماثلة من الجليل”. ويشير الباحث الحاج علي إلى أن “هذا التدمير الذي حصل في المنطقة الحدودية يمنح إسرائيل قدرة أكبر على المناورة وعلى احتلال هذا الشريط ثانية من دون تكبد خسائر”.

المزيد عن: جنوب لبنانخروقات إسرائيليةحركة حماستنظيم حزب اللهجنوب الليطانيالجيش الإسرائيلياليسار اللبناني

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili