ترامب يقول إنّه ’’من المستبعد للغاية‘‘ استخدام القوة لضمّ كندا

راديو كندا الدولي / RCI

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه ’’من المستبعد للغاية‘‘ أن تستخدم الولايات المتحدة يوماً ما القوة العسكرية لضم كندا، على الرغم من تأكيده أنه سيواصل الضغط لجعل كندا الولاية الـ51 في بلاده.

ففي مقابلة واسعة النطاق مع محطة ’’إن بي سي‘‘ الأميركية اُذيعت يوم أمس الأحد قال ترامب إنه لا يستثني اللجوء إلى القوة العسكرية لضمّ جزيرة غرينلاند، لكنه لا يرى أنّ ذلك سيحدث مع كندا. ’’أعتقد أننا لن نصل إلى هذه النقطة مطلقاً‘‘، قال ترامب.

”قد يحدث شيء ما مع غرينلاند. سأكون صريحاً، نحن بحاجة إلى ذلك من أجل الأمن القومي والدولي‘‘، قال ترامب.

’’لكنني أعتقد أنه من المستبعد جداً… لا أرى ذلك مع كندا. أنا ببساطة لا أرى ذلك، يجب أن أكون صادقاً معكم‘‘، تابع ترامب في المقابلة.

وتأتي تصريحات ترامب فيما من المقرر أن يعقد رئيس الحكومة الكندية المنتخَب مارك كارني يوم غد الثلاثاء أول لقاء شخصي له مع الرئيس الأميركي منذ أن تبوّأ الزعيمُ الليبرالي الجديد منصب رئيس الحكومة الكندية في 14 آذار (مارس) خلفاً لجوستان ترودو المستقيل.

وستكون الحرب التجارية التي شنتها واشنطن على أوتاوا والردّ الكندي عليها في طليعة المواضيع التي ستتم مناقشتها بين الرجليْن في البيت الأبيض في واشنطن.

رئيس الحكومة الكندية المنتخَب مارك كارني متحدثاً في مؤتمر صحفي في أوتاوا قبل ظهر يوم الجمعة الفائت.

الصورة: Radio-Canada

ووصف ترامب في المقابلة مع ’’إن بي سي‘‘ كارني بأنه ’’رجل لطيف للغاية‘‘ وقال إنه هنّأه على فوزه في الانتخابات خلال مكالمتهما الهاتفية يوم الثلاثاء الماضي.

’’لا توجد أغلبية أو أيّ شيء من هذا القبيل، لذا فإنّ ذلك، على ما أعتقد، سيجعل صعباً عليه بعض الشيء إدارة الأمور‘‘، قال ترامب في إشارة إلى أنّ الحزب الليبرالي بقيادة كارني فاز بحكومة أقلية في الانتخابات الفدرالية العامة يوم الاثنين الفائت.

’’لكنه مع ذلك حقق انتصاراً، وهو رجل لطيف جداً، على ما أعتقد‘‘، أضاف الرئيس الأميركي عن رئيس الحكومة الكندية.

وكندا هي شريكة الولايات المتحدة والمكسيك في اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية الذي يُعرف اختصاراً في كندا بـ’’كوسما‘‘ (CUSMA) بالإنكليزية وبـ’’آسيوم‘‘ (ACEUM) بالفرنسية والذي تمّ التوصل إليه بصيغته النهائية في كانون الأول (ديسمبر) 2019، خلال الولاية الرئاسية الأولى لترامب، ليحلّ مكان اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية (’’نافتا‘‘ NAFTA) الذي كانت الدول الثلاث مرتبطة به منذ عام 1994.

ووصف ترامب آنذاك الاتفاق الجديد بأنه أفضل اتفاق على الإطلاق توقعه بلاده، وأعلن المسؤولون الكنديون من جهتهم أنه انتصار لكندا.

ومن المقرر إجراء مراجعة للاتفاق في عام 2026، لكن بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في بلاده في تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت، سرعان ما أصبح من الواضح أنّ الرئيس العائد إلى البيت الأبيض يعتزم زعزعة هذا الاتفاق التجاري مع جارتيْ بلاده.

وتعرضت كندا والمكسيك في وقت مبكر لرسوم جمركية ربطها ترامب بالعبور غير القانوني للأفراد والمخدِّرات، لا سيما الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة انطلاقاً من أراضي الدولتيْن.

لكنّ بيانات الحكومة الأميركية تظهر أنّ كمية ضئيلة من الفنتانيل يتم اعتراضها على الحدود مع كندا.

كما تضررت كندا والمكسيك من رسوم بنسبة 25% فرضها ترامب على واردات الصلب والألومنيوم والسيارات منهما.

’’سنركّز في الوقت نفسه على الضغوط التجارية الفورية وعلى العلاقات الاقتصادية والأمنية المستقبلية بين بلديْنا السيّديْن. وستكافح حكومتي من أجل الحصول على أفضل اتفاق لكندا‘‘، قال كارني عن لقاء يوم غد في البيت الأبيض في مؤتمر صحفي عقده في أوتاوا يوم الجمعة.

ترامب لن يوقف الكلام عن ’’الولاية الـ51‘‘

وعندما سُئل ترامب في المقابلة مع ’’إن بي سي‘‘ ما إذا كان سيتحدث مع كارني عن فكرة انضمام كندا إلى الولايات المتحدة لتصبح ولايتها الـ51، أجاب بأنه ’’سيتحدث دائماً عن ذلك‘‘.

’’نحن ندعم كندا بما يصل إلى 200 مليار دولار سنوياً‘‘، قال ترامب، مكرراً معلومة خاطئة يحلو له تردادها.

وبلغ العجز التجاري للولايات المتحدة مع كندا 63,3 مليار دولار في عام 2024، وفقاً لمكتب الممثل التجاري الأميركي (USTR).

واستوردت الولايات المتحدة في عام 2024 سلعاً كندية بقيمة 412,7 مليار دولار، معظمها من منتجات الطاقة والمعادن.

ووفقاً لبيانات مكتب الإحصاء الأميركي، استوردت الولايات المتحدة سلعاً من كلّ المكسيك والصين أكثر مما استوردته من كندا في عام 2024.

وشكّلت السلع الكندية ما نسبته 12,6% من كافة واردات الولايات المتحدة. وفي المقابل، ذهبت 75,9% من إجمالي صادرات كندا إلى الولايات المتحدة.

(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

روابط ذات صلة: